نعيشُ نعمةً لا يُقدِّرها الكثيرون منَّا حقَّ قدرِها؛ وهي: "نعمةُ التعايش"، وما يستتبعها من أمنٍ واستقرارٍ وازدهار، بينما جوارُنا والعالمُ من حولِنا يغلي مرجله بالصراعات؛ على أسس مذهبيَّة، أو مناطقيَّة، أو إثنيَّة.
... هذا التعايش الأصيل، والذي يُعد سمةً عُمانيَّة بامتياز، ليس أمرًا طارئًا أو عارضًا، بل متجذرٌ في الشخصيَّة العُمانيَّة، ومتغلغلٌ في مكوِّناتها الثقافيَّة والفكريَّة؛ حتى أضحى جزءًا لا يتجزأ منها. ولقد صَهَرت التجاربُ التاريخيَّة هذا النموذج التعايشي العُماني في بوتقة واحدة دون تمييز؛ ليُنتج هذا الوجه التسامحي المشرق الذي يَغبطنا عليه الأصدقاء، ويحسدُنا عليه الأعداء.
ويُمكن إرجاع سمة التعايش التي يمتازُ بها مجتمعنا، إلى منطلقين أساسيين؛ أولهما: ثقافي عَقدي، وثانيهما: سوسيولوجي مُتصل بالتركيبة الاجتماعيَّة والنفسيَّة للشخصيَّة العُمانيَّة، وتجاربها التاريخيَّة.
ولو حاولنا تتبُّع الجذر العَقدي في تكوين الشخصيَّة العُمانيَّة المتسامحة، سنجد أن الإسلام أرسى أسسَ التعايش منذ أكثر من 1400 عام، في لحظة تطوُّر بشري نادر ومفصلي؛ حيث كان العرب قبله يعيشون قبائل متفرقة، وفي كثير من الأحيان متناحرة؛ لأسباب اقتصاديَّة وثقافيَّة. ولم تكن قيمُهم تسمح لهم بالنظر خارج منظومة القبيلة، أو استيعاب مفهوم العيش المشترك مع الآخر؛ فكان أن جاء الإسلامُ بقيمه العظيمة؛ ليُخرجهم من ضيق القبليَّة إلى فضاءات الإنسانيَّة؛ انطلاقًا من دعوة شاملة هي للناس كافة: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْن...).
فالإسلامُ جاء برسالة كفيلة بأن تجمع الناس تحت مظلَّة واحدة، ينعمون ...... لمتابعة المقال
... هذا التعايش الأصيل، والذي يُعد سمةً عُمانيَّة بامتياز، ليس أمرًا طارئًا أو عارضًا، بل متجذرٌ في الشخصيَّة العُمانيَّة، ومتغلغلٌ في مكوِّناتها الثقافيَّة والفكريَّة؛ حتى أضحى جزءًا لا يتجزأ منها. ولقد صَهَرت التجاربُ التاريخيَّة هذا النموذج التعايشي العُماني في بوتقة واحدة دون تمييز؛ ليُنتج هذا الوجه التسامحي المشرق الذي يَغبطنا عليه الأصدقاء، ويحسدُنا عليه الأعداء.
ويُمكن إرجاع سمة التعايش التي يمتازُ بها مجتمعنا، إلى منطلقين أساسيين؛ أولهما: ثقافي عَقدي، وثانيهما: سوسيولوجي مُتصل بالتركيبة الاجتماعيَّة والنفسيَّة للشخصيَّة العُمانيَّة، وتجاربها التاريخيَّة.
ولو حاولنا تتبُّع الجذر العَقدي في تكوين الشخصيَّة العُمانيَّة المتسامحة، سنجد أن الإسلام أرسى أسسَ التعايش منذ أكثر من 1400 عام، في لحظة تطوُّر بشري نادر ومفصلي؛ حيث كان العرب قبله يعيشون قبائل متفرقة، وفي كثير من الأحيان متناحرة؛ لأسباب اقتصاديَّة وثقافيَّة. ولم تكن قيمُهم تسمح لهم بالنظر خارج منظومة القبيلة، أو استيعاب مفهوم العيش المشترك مع الآخر؛ فكان أن جاء الإسلامُ بقيمه العظيمة؛ ليُخرجهم من ضيق القبليَّة إلى فضاءات الإنسانيَّة؛ انطلاقًا من دعوة شاملة هي للناس كافة: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْن...).
فالإسلامُ جاء برسالة كفيلة بأن تجمع الناس تحت مظلَّة واحدة، ينعمون ...... لمتابعة المقال