ما زالت الهدية تنتظر
اضواء مبعثرة..خافتة لاتكاد تراها إلا بالاقتراب..قد يكون ضوء شمع بدء عمر ذبوله
وهناك وسط تلك الأجواء ..ازيز بكاء مخفي بين اكوام الأغطية..لااسمع سوى تلك الشهقات
الواحدة تلو الاخرى..كصوت روح تحاول الخروج..وهناك بالمقابل..تنفس منتظم..ونوم هادىء
كل ذلك يندرج تحت اسقف تلك الغرفة الصغيرة..رغم الحب الذي عمر قلوب ساكنيها..ولكن
اليوم فجعت تلك الحبيبة بما لاتتوقعه..ذلك النائم ألقاه وخلد لنومه ليهرب من موج
التساؤلات الجارف الذي سيهوي به ويبكي كماهي بدأت بالبكاء..رمى الخبر وتركها..
تتسأل لوحدها..وتجيب بالاستفهامات التي تظهر على معالم وجهها..
اخبرها انه قريبا سيجرى له عملية(قسطره)في قلبه..لابد له من ذلك..وإلا سيلحقه من الاذى
مالايريد..حاولت منعه ولكن لافائدة ..اخبرها بعد قرار اتخذه..أي لامجال لااي مناوشات
تقلق راحة قراره..التفت حول نفسها وحاولت النوم ولكن بلا جدوى ..تسحب الغطاء من هنا لتخفي
وجهها عن تلك الاضواء حتى لاتظهر هالات السواد التي تحت عينيها..اصبحت تخاف النوم..
سيطر عليها شبح الخبر انها قد تستيقظ ولاتجد آثر لوجوده..فخافت النوم..والتصقت باجزاء
السرير..فانهكها ذلك الالتصاق فتململت منه..وذهبت تتشبث بتلك الورقة لتضع عليها
بعض الدموع والكلمات وتسقط هما اسهر قلبها..هدئتها تلك الفكرة ثم ذهبت بعد موجة
من البكاء في سبات نوم عميق..
بلاوعي..استيقظت فزعه ..لاتدري انها خلدت للنوم..لانها اجبرت على النوم وليس هي من حاولت
مجاراته..
القت عليه تحية الصباح وبدءت الايدي لتأكل وجبة"الفطور" وبصمت يخيم على الجميع..
وجوم على وجهيهما..حزن يعانقها..وآلم يرافقه..
الكلمات بدءت تنزلق على اطراف لسانها قائلة:متى سيكون الموعد؟لااجهز الاعدادات
الخاصة بك؟
رفع رأسه مندهشاً :أما كنتِ بالامس رافضة لذاك القرار؟..
:عجباً لك أي شيء يرضيك ..بكائي لن يحنيك عن رفض القرار..فلا بد من الاستسلام له..
واطبق الصمت مرة آخرى..
فرفع رأسه قائلاً:يومان لااكثر..سأمددعلى السرير الأبيض..لاتحزني نسبة نجاحها 85% فلا
تخافي بإذن الله سأخرج لكِ معافى..انفرجت اسارير وجهها..بدء قلبها يرقص فرحا..
بينما ذلك ..
خرج هو يزاول عمله كالمعتاد..وباتت هي تفكر..بماذا؟..بماذا؟..أي هدية ستقدمهاله؟؟
استوقفتها كثيرا من افكار فلم ترق لها..إلى أن جذبها أنه لاشيء ابقى من كلمات تنقشها
على لوح مزخرف..بدءت رحلتها استأذنته بالخروج..لحاجة ضرورية ارادتها..
كتبت له كلمات بعد ان بللت الاوراق بدموعها كانت رغم الفرح هناك حزن يراودها..
لاتستطيع ان تخفي خوفها من مجاورته للسرير الابيض ..!
كتبت قائلة<>
"بحثت عن شيء اعطيك اياه فلم اجد سوى بضع كلمات تصف لك نبض قلب"
اعذرلي ركاكة اسلوبي..وربما ردائة إملائي اكتب لك بكل الحب الذي استوطنني منذ عشر سنين
مضت..بكل آهات الشوق التي مزقت قلبينا..أحبك كلمة رددنها كثيرا ولكن اليوم لها
معنى خاص خاص جدا..لها وقعها في مدارات الحب الذي عانقنا..أحبك بكل حرف فيها اتلذذ
بنطقه..اكتبك بجرحا آلمني نزفه..ستوضع على سرير ابيض لمدة ايام لااعلم كم هي؟!..سيؤلمني
ذلك..ولكنني سأنتظر عودتك إلى احضان تلك الغرفة التي جمعتنا..أحبك
أ
:أي كلمات يحق لي في موقف كهذا أن أكتبها..
ح
:حسناً لن ابكي اليوم ولاغداً ..سأجمع الدموع لحين حضورك لنسكبها جميعاً على فرحة العودة..
ب
:بكل براءة الطفولة ونقاء القلب فيها سأضحك ..سأتلاشىالاسهم التي ترميني عندما ابدأ بترتيب اشيائك..
ك
:كلمات الكون لن تكفيك وروح واحدة قليلة في إعطاءك الحب ..
فـ اعذرني أحبك ولااكثــر..
ربما قد راودنا هذا الاسلوب وقد نكون سئمنا طريقة بعثرة الاحرف ونسج الكلمات
من بدايتها..ولكن لايهمني بقدر الحرقة التي تحملها تلك العبارات..
اعــذرني..
قد اطلت في الكلام..سأذهب لـ ازخرفها لك بكل الوان الحياة..
"
<>
حبيبتك،،
.
.
.
خرجت تبحث عن شيء ترمي عليه ثقل كلماتها..انهكها المشي من كثرة البحث
ولكن عندما تتذكر الشخص المهدى له..تسارع الخطى وتشتد شوقا إلى أن تجد ماتريد..
بدءت تسأل عن الالوان التي تتذكر انها تروق له ويحبها..
اختارتها ثم بدء البائع بتجهيزها..بعد ان اعطى لها موعدا..ثم طارت فرحاً
..إلى تلك الغرفة
.
.
.
اليوم هو موعد دخوله..بدءت تلملم الاحزان التي صارت تتساقط رغم الفرحة التي ملكتها..
ولكن رغم عنها تبكي..سيذهب عنها ليجاور أجهزة ذات دقات ..تجلب التوتر لمستعمليها..
تماسكت قد قرب موعد حضوره..جمعت اشيائه..وضعتها امامها..امسكتها بشدة خوفا من هروبها
عندما عاد جاء ليودعها..
بقيت في مكانها قائلة:لاأريد وداعاً سنلتقي بإذن الله..سأجعل اشواقي المحبوسة بعد
خروجك سالماً..لم يستغرب لها فعلها لإنه لم يعد يشغله سوى الخوف من ماهو قادم..
ذهب وبقيت تنتظر..غدا موعد قلبه..سيبدؤن اللعب في اجزاء قلبه..
تتذكر ذلك فتفزع..ثم تصمت..وهكذا امضت ليلها..
غدا..حاولت الاتصال بمن يرافقه ..فااخبرها انه الآن تحت تأثير "المخدر"..سيدخل
في الغرفة بعد قليل..بدءت دقات قلبها تزداد حتى ظنت أنه سيخرج..تذكرت اليوم
موعد استلام الهدية..ذهبت مسرعة لتستطيع أن تجلبها..اخذتها بعد ان ٌغلفت
وجملتها ببعض الاشرطة الملونة..والقت عليها باقة ازهار..ثم وضعتها على مكتبه
وعاودت الاتصال بمرافقه..فااخبرها انه لازال في الداخل لازلت الاجهزة تتلاعب
في شرايين قلبه..تمزق هذا وتفتك بالاخر..وتضمد جرح نازف!..
فـ ظلت تنتظر..وتنتظر..
والشوق يعصرها من الداخل..والآلم بدء يفتك بها..حتى دق ذلك الجرس..
فـ امسكت بما في يدها لتجيب..قال:"البقاء لله"..
لازالت تمسك بالهاتف
الخط اغلق..
وهي اصيبت بحالة ذهول..وجنون..راحت تمارس اغراض النياحة..
شدت شعرها..مزقت اطراف ثوبها..وبدءت تبكي بجنوون..
قائلة:
انا من قتله..انا من قتله..لم اودعه عند ذهابه ربما ذلك ارهقه فسبب تصلب قلبه..
بدءت تلوم نفسها وتظن أنها المسؤؤلة والملامة!..
ولكـــن..
لاشيء آخر سوى انه القدر..رحــل..رحــل..والهدية مازلت تنتظر!!..
للأمانة الأدبية فهي قصة منقولة