(( الصبر من أمهات الأخلاق ))

    • (( الصبر من أمهات الأخلاق ))

      بسم الله الرحمن الرحيم
      (( الصبر من أمهات الأخلاق ))

      الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
      كـله، وجعل فيه أسـوة حسنة لمـــن كان يرجو الله واليوم الآخر، أحمده حمدا لا يحصى على كرمه وآلائه مادامت الأرض قائمة تحت سمائه وصلى الله على سيدنا محمدا وعلى اله عدد كمال الله وكما يليق بكماله.
      أمــا بعد:
      الصبر خلق من أسس الأخـلاق في ديننا الحنيف وهو متغلغل في حياة
      البشر جميعا. أحيانا نجد أن بعض الشباب يقول: أني أعاني من معصية كذا....
      فمـاذا أفعل؟ فنقول له: اصبر، فلا يعجبه الكلام، ويعتقد أن الصبر كــلام نظري.
      وكذلك نجد أيضا أن بعض الشباب يقول: إنـــــي أحاول الاستيقاظ مبكرا لصلاة الفجر، ولكني لا أستطيع فماذا أفعل؟ فنقول له: الصبر، لقد ضاع المعني الحقيقي
      للصبر، وأصبحت كلمة الصبر عند الكثير منا تساوي..(كلمة نظرية)، ولكن من منا
      يراها منهجا عمليا لحل أي مشكلة... وللوصول لأي غاية...!!؟

      وكل شيء في حياتنا تحتاج لخلق الصبر ، إذا أردت أن تتفوق في حياتك العملية
      لابد أن تصــبر وكذلك إذا أردت أن تطيع اللــه لابد مــن الصــبر على الطاعات،
      وكذالك بدون الصبر تهلك البشرية، إذا أردت أن تترك المعاصي..! لابد أن تصبر
      وتأخذ نفسك بالعزيمة القوية كل ذلك بالصبر.


      إن الصبر بمعناه العام هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع أو عما
      يقتضيان حبسها عنه فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبرا ، و إن كان في محاربة سمي شجاعة ويضاده الجبن ، و إن كان في إمساك الكلام سمي
      كتمانا ويضاده المذل، وقد سمي الله تبارك وتعالى كل ذلك صبرا ونبه عـليه
      بقوله: ((والصــابرين في البأساء والضراء والصــابرين على ما أصــابـهـم ))
      وقوله تعالى: (( أولئك يجزون الغرفة بمــا صبروا )) أي تحلوا بالصبر في الوصول إلى مرضــاة الله ، ومــا أكثر ما قيل عن الصبر من معاني جمة .
      إن الصبر عندمــا يتصف به الإنسان المؤمن يحوله إلى إنسان متزن مستـقيم
      نافذ في المجتمع لا تثنيه الرياح والعواصف عن جادته فيخالطه الـصبر فـي
      جميع نواحي حياته فهو قوي في عبادته وقوي إذا وقف عندما لا يستطيع
      غيره أن يقـف ذليلا على الله قوي على أعدائه صابرا محتسبا لوضع الأمور
      في نصابها.

      ولكــن الصبر كمــا يكون في داخل الفرد يمكن بل يجب أن يكون عــامل أساسي بين أفراد المجتمع ليكتمل. وهذا الأمر يتحقق بداية بتطبيق الصبر
      بين الأســرة والأهـــل وبعدها في المحيط ويتطلب ذلك جهد لبلوغ الهدف العالي الذي يوصل الإنسان إلى المراتب المطلوبة فتتحقق الإنسانية وتسعد.