باحثون يلقون المسئولية على المطاعم في بدانة الأميركيين

    • باحثون يلقون المسئولية على المطاعم في بدانة الأميركيين

      باحثون يلقون المسئولية على المطاعم في بدانة الأميركيين
      اكتشف باحثون من جامعة كورنيل انه عند تقديم كميات اكبر من الطعام للكبار بين اسبوع وآخر، فانهم يأكلون بكمية اكبر بنسبة 40%. ويقول الباحثون ان تناول كميات اكبر من الطعام بمرور الوقت قد يكون السبب في زيادة كمية الوجبة الاميركية خلال العشرين عاماً الماضية.


      ويقول الدكتور ديفيد لفيتسكي استاذ علوم التغذية والنفس بجامعة كورنيل كلما زدنا كمية الطعام المقدمة لمتطوعين من الكلية خلال هذه الدراسة زادت الكمية التي يأكلونها. وبما اننا نعرف ان المطاعم تزيد من كمية الطعام التي تقدمها في وجباتها ونعتقد ان هذا يعتبر سبباً لزيادة حالات الوزن الزائد والسمنة الجارية اليوم.


      وقام لفيتسكي وزميله من كلية طب جامعة نيويورك بطلب تناول طعام الغذاء تحت اشرافهم ثلاث مرات اسبوعياً وكان عدد المتطوعين 13. ولم يعرف المتطوعون انه يجري وزن كميات طعام غذائهم، وخلال الاسبوع التالي تناول المتطوعون الغذاء ثلاث مرات اسبوعياً ايضا لكن في ذاك الاسبوع تم زيادة وزن الغذاء لبعضهم وحصل البعض الاخر على نفس وزن وجبات الاسبوع السابق وتراوحت نسبة الزيادة بين 125%، و150%.


      المتطوعون الذين حصلوا على وجبات تزيد بنسبة 150% على الاسبوع السابق زاد استهلاكهم في الاسبوع الثاني بنسبة 39% في المتوسط، اي نحو 273 حريرة لكل منهم.


      وأثبتت دراسات قام بها باحثون آخرون ان الاميركيين لا يستهلكون سعرات حرارية خلال النشاط الرياضي حالياً كما كان يحدث من 20 عاماً، وان متوسط الزيادة في الحريرات التي يتناولونها زاد 200 حريرة يومياً مقارنة بما كانوا يتناولونه في السبعينيات.


      ويقول الباحثون ان نصف وجبات الاميركيين تقريباً يأكلونها خارج المنزل وان حجم وجبات المطاعم زاد بنسبة 20% ـ 60% خلال العقدين الماضيين.


      وقالت دراسة اخرى ان 35% من 181 منتجاً غذائياً زادت حجماً في الفترة بين السبعينيات وعام 1999 وهي الفترة التي زادت فيها نسبة البدانة بين الاميركيين الى 31% في عام 1999، مقابل 14% عام 1971. ورغم شك الباحثين في ان ارتفاع حجم الوجبات يلعب دوراً مهماً في تزايد هذا الاتجاه.


      لم تخضع هذه العلاقة للدراسة كثيراً. ويقول لفيتسكي ان هذه البيانات تؤيد فكرة الدور المهم الذي تلعبه البيئة في تحديد كمية الطعام المستهلكة والزيادة المحتملة في الوزن. كما كشفت الدراسة ان نحو 500 جرام اضافية من الطعام (18 أونصة) يستطيع الانسان تناولها قبل ان يشعر بالامتلاء التام وعدم الراحة.


      ويقول لفيتسكي قد يكون المتطوعون خفضوا طعامهم فيما بعد عقب تناولهم وجبة غذاء كبيرة نسبياً خلال الاسبوع الثاني من الدراسة، الا ان دراساته أوضحت ان حجم الافطار أو الوجبات السريعة بين الوجبات لا تؤثر في كمية الطعام التي تستهلك بعد ذلك. فاذا لم تتناول الطعام ليوم كامل، تزداد درجة الشعور بالجوع، لكنك لا تتناول طعاماً اكثر في اليوم التالي.


      كما اثبتت الدراسة انه عندما يتناول شخص وجبة اكبر بنسبة 33% مقارنة بوجبته الطبيعية يومياً لمدة اسبوعين، يشعر بالامتلاء في اليوم التالي للاسبوعين ومع ذلك يأكل نفس الكمية من الطعام التي اعتاد عليها قبل زيادة حجم وجباته. وتوصل لفيتسكي من قبل الى ظاهرة طالب الكلية الجديد، وهي ان الطالب الجديد يزداد وزنه بمقدار 2,4 أرطال خلال الاثنى عشر اسبوعاً الاولى من الدراسة في الجامعة وان الافطار والغذاء في ما يسمى البوفية المفتوح يساهم بنسبة 20% من زيادة الوزن المذكورة.


      ويقول لفيتسكي ان نتائج هذه الدراسة مشجعة جداً من ناحية الصحة العامة. فاذا كان صحيحاً ان زيادة كمية الطعام في الوجبات هو السبب في انتشار السمنة بشكل وبائي فقد يكون من الممكن تغيير هذا الاتجاه وتصحيحه عن طريق التحكم في كميات الطعام التي تقدم للشعب الاميركي.

      نقلا عن جريدة البيان