وصية أمير المؤمنين عليه السلام

    • وصية أمير المؤمنين عليه السلام

      قال عطية بن الحرث، عن عمر بن تميم وعمرو بن أبي بكار أن عليا لما ضرب جمع له أطباء الكوفة فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هاني السكوني، وكان متطببا صاحب كرسي يعالج الجراحات، وكان من الاربعين غلاما الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم، وإن أثيرا لما نظر إلى جرح أمير المؤمنين - عليه السلام - دعا برئة شاة حارة واستخرج عرقا منها، فأدخله في الجرح ثم استخرجه فإذا عليه بياض الدماغ فقال له:
      يا أمير المؤمنين إعهد عهدك فإن عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك فدعا عند ذلك بصحيفة ودواة وكتب وصيته:
      بسم الله الرحمن الرحيم
      هذا ما اوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
      أوصى بأنه يشهد ان لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلوات الله وبركاته عليه.
      (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذل امرت وانا اول المسلمين).
      اوصيك يا حسن وجميع ولدي واهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا بتقوى الله ربنا ولا تموتن إلا وانتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت رسول الله يقول: إصلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام، وان المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين.
      ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
      انظروا إلى ذوي ارحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب.
      الله الله في الايتام فلا تغبوا افواههم بجفوتكم، والله الله في جيرانكم فإنها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ما زال يوصينا بهم حتى ظننا انه سيورثهم.
      والله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، والله الله في الصلاة فانها عماد دينكم.
      والله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فانه إن ترك لم تناظروا وإنه إن خلا منكم لم تنظروا.
      والله الله في صيام شهر رمضان فانه جنة من النار.
      والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وانفسكم.
      والله الله في زكاة اموالكم فانها تطفئ غضب ربكم.
      والله الله في امة نبيكم فلا يظلمن بين اظهركم.
      والله الله في اصحاب نبيكم فان رسول الله صلى الله عليه وآله اوصى بهم.
      والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم.
      والله الله فيما ملكت ايمانكم فإنها كانت آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وآله
      إذ قال: أوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم.
      ثم قال الصلاة الصلاة.
      لا تخافوا في الله لومة لائم فانه يكفكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء قولوا للناس حسنا كما أمركم الله.
      ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الامرعنكم وتدعون فلا يستجاب لكم.
      عليكم بالتواضع والتباذل والتبار.
      وإياكم والتقاطع والتفرق والتدابر (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
      حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيه استودعكم الله خير مستودع وأقرأ عليكم سلام الله ورحمته.