(المرأة والصيام )

    • (المرأة والصيام )



      للصيام أحكام وفوائد كثيرة للنفس والجسد، وسيظل العلم والطب يثبتها ويؤكدها يوماً تلو الآخر، وهنا يطرح السؤال نفسه -خاصة بالنسبة للمرأة- هل في العناية بالبشرة وجمالها تناقض مع الصوم؟ وسؤال آخر: هل يحدث أن تفقد المرأة جمالها في رمضان؟

      يقول علماء المسلمين ومشاهير أطبائه أنه قد وجد أن الكثير من الأمراض الجلدية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالة النفسية للإنسان، فهناك العديد من المشكلات التي تحدث نتيجة التوتر أو الاضطرابات النفسية التي تصيب الإنسان في أي عمر، خصوصاً في عمر الشباب، وأشهر هذه الأمثلة عادة قضم الأظافر، التي رغم بساطتها، قد تؤدي إلى تشوه أطراف الأصابع، كذلك مشكلة تقصيف الشعر غير الإرادي باليد وهي عادة تحدث كثيراً للفتيات، أثناء الاندماج أو التركيز في العمل أو المذاكرة، وقد تصيب فروة الرأس بآثار بالغة يصعب علاجها ما لم تتحسن الحالة النفسية للمريض.

      كما أن هناك مشكلات أخرى عديدة، مثل عرق اليدين والقدمين والإكزيما العصبية بالإضافة إلى أن هذه الحالة النفسية تحدد مسار الكثير من الأمراض الجلدية مثل أمراض الحساسية و البهاق والصدفية والجذام، التي كثير ما تسوء نتيجة لتدهور الاستقرار النفسي أوعدم الاتزان الوجداني.

      لذلك كله يعد شهر رمضان أفضل الأوقات التي يستعيد فيها الإنسان قربه من الخالق سبحانه وتعالى... فتطمئن نفسه وتهدأ سريرته وتتحسن معظم حالات أمراض الجلد التي سبق ذكرها.


      (جدولة مواعيد الطعام )

      إن تنظيم مواعيد الطعام في أوقات محددة مثل الإفطار والسحور التي يلتزم بها الصائم، تؤدي إلى تحسين الكثير من حالات ومشكلات الجلد، خصوصاً في هؤلاء الذين يعانون من مشكلات البشرة الدهنية وإضطرابات البشرة، مما ينتج عنه ظهور حبيبات بثرات صديدية في الوجه وهو ما يسمى «حب الشباب» وقد كانت النصيحة الأولى لمرضى حب الشباب هي الامتناع عن تناول السكريات والدهون، إلا أن ما استحدث من نصائح يلزم مرضى حب الشباب بتنظيم موعد الطعام مع التحرر من الالتزام بتحديد نوع الأطعمة.

      إن الصيام يؤدي إلى تحسين العديد من الحالات المرضية التي تصيب الجسم مثل «الشرى الطعامي والحساسية» الأرتكاريكا» نتيجة لتنظيم الوجبات الغذائية ولتحسن وظائف الجهاز الهضمي ولكن في المقابل ونتيجة للعادات الغذائية السيئة والمختلفة في تناول العديد من الأطعمة دفعة واحدة، فقد تسوء بعض حالات الحساسية والإكزيما والبشرة الدهنية، كما أن الصيام يؤدي إلى حدوث نقص في سوائل الجسم مؤدياً إلى الحد من نمو الميكروبات البكتيرية والفطرية، وأن ما يقال عن أن نقص تناول الماء في رمضان يؤدي إلى جفاف البشرة فإن هذا لا يحدث، حيث إن البشرة تكتسب رطوبتها من ماء الجسم، وكذلك أثناء الوضوء، خصوصاً إذا تجنب الإنسان الوضوء بماء ساخن.

      كما أنه قد لوحظ أن الإقلال من التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى تأخر حدوث التجاعيد الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية وهو ما يحدث للصائمين حيث يتجنبون أشعة الشمس غير اللازمة، وخصوصاً إذا صادف رمضان شهور الصيف الحارقة، أما بالنسبة للنساء اللائي يداومن على استعمال طلاء الإظافر ومساحيق الجمال، فيعد شهر رمضان فرصة للراحة من هذه المستحضرات حيث يستعيد الجلد والشعر جمالهما الطبيعي من خلال الراحة النفسية وحسن معاملة الجلد والشعر بتجنب هذه المستحضرات، علاوة على أن وضع طلاء أظافر اليدين إذا كان ذا جسم يبطل الوضوء ويفسده، وهنا أود أن أشير وأؤكد أن من ألد أعداء البشرة في كل الأوقات هو التدخين، لذا فإننا نوجه نصيحة غالية للصائمين المدخنين باغتنام فرصة الصيام في شهر رمضان والإقلاع تماماً عن التدخين ففي ذلك حفاظ على نضارة بشرتهم ووقاية من أمراض الأوعية الدموية كالسرطان وغيره.


      (الحامل والمرضع )

      دائماً مع مجيء شهر رمضان نجد أنفسنا أمام عدة تساؤلات حول الصيام والموانع التي يمكن أن تحول أو تمنعنا من أداء هذه الفريضة العظيمة، فالدين الإسلامي دين يسر ورحمة وليس دين عسر أو مشقة، والقاعدة الشرعية تقول «لا ضرر ولا ضرار» وعلى ذلك فالمرأة الحامل يجب أن تستشير طبيبها في معرفة مدى استعدادها الصحي للصيام من عدمه.


      للإفادة منقول ~!@q