.. بالفعل اقدم لك إعتذاري يا وطني الحبيب .. أقدم لك أسفي على ما يحدث بتربتك الطاهرة .. من ظلم البعض وتسلطهم .. أعتذر لك على أن هناك من ابنائك من سرقوك وخانوك وخانوا أنفسهم قبل أن يخونوك ... أقدم لك إعتذاري لاني سكت على ما رأيت من ظلم على اخواني ..
أعتذر أيها الشيخ العزيز أعتذر ايتها المراة العجوز .. أعتذر ايها الطفل البريء ... أعتذر ايها الشاب اليافع .. أعتذر لكم فحكومتنا لن تعتذر لكم .. فهي ترى ومعها جزء من ابناء الوطن الذين لم يقاسوا ما قاسيتم انها أعطتكم أكثر مما يجب افلا تكفيك يا شيخنا وعجوزنا 40 ريالا مصروفا لك ولعائلتك .. وأنت ايها الولد اليتيم ألا يكفي ما نقدمه لأمك من ريالات .. وأنت ايها الشاب العنيد .. الم نعلمك .. لماذا ترفض الأن العمل في ما نريده لك .. أعتذر لك يا وطن فوزير العمل والعمال .. يبدو عليه انه قرأ سياسة التعمين وهي معكوسة ..
أعتذر منك يا وطن عن ارواح المواطنين التي تزهق بمستشفيات بنيت لتكون الأمل بالشفاء .. لا.. مكان للتجربة والتعليم والأهمال .. أعتذر لك يا وطن فوزير الصحة لا يرى في قاموسه الأهمال الطبي خطأ .. ولايرى قتل النفس البشرية تستحق التحقيق والمساءلة ...

أعتذر منك يا وطن فحكومتنا ترى ان جامعة واحدة تكفي وعلى باقي الشعب أن يدفع لتعليمه , أو ليذهب الى الشارع ويكون رفيق التسكع .. أعتذر منك يا وطني عندما ترى ابنائك وهم يتسكعون في شوارعك .. لانهم لا يملكون أموالا ليكملوا تعليمهم ... أعتذر منك عندما تقول حكومتنا انها لا تملك ميزانية لبناء جامعة لكنها تملك الميزانيات لبناء القصور .. وتملك الميزانيات عندما تسرف على تلك الأحتفالات الصاخبة التي لا جدوى منها .

أعتذر منك يا وطن وأنت ترى ابنائك وقد غادروا للعمل بالخارج بينما يتنعم بعض الغرباء في بحبوبة العيش في أرضك .. أعتذر يا وطن اذا رايت أبن تربتك يعمل في خدمة الغريب القادم من وراء البحار .. مع اننا نستطيع أن نكون افضل منهم .

أعتذر منك يا وطن عن ثرواتك التي تهدر فيما لا ينفع .. أعتذر منك عن كل السارقين والخونة والفاسدين .. أعتذر منك عن من سرقوا ثروتك ونهبوك .. وسرقوا ثروة الشعب بدون أن يتحرك ضميرهم ولو لمرة ...
أعتذر منك يا وطني يا وطن الأحلام أعتذر منك... أعتذر منك عندما أصبحت تربتك تصدح عليها مهرجانات الغناء والأختلاط والفساد .. بعد ما كانت تربتك تسقى بدماء الشهداء وعرق الشرفاء .

أعتذر منك يا وطن أعتذر لك عمان وأتمنى أن تقبلي عذري .. فالاصوات مكممة في اعلامنا .. وحريتنا مقيدة .. وعقولنا دخلت في الجمود ... فأنا لم أجد متنفسا لأتكلم الا هنا .

أعتذر يا وطن فارجو أن تقبل إعتذاري ..

فأعذريني يا بلادي عمان ... !!!

شكرا على ردودكم الطيبة أخواني الأعزاء ...


لم تكن تلك الكلمات الا ما يشعر به مواطني هذا البلد .. وهي ليست تشاؤما ولا ياسا بل هي الواقع الذي نعيشه ...

علينا أن نتدارك أن التفاؤل بالمستقبل لا يصنع بالأماني والأحلام وانما يصنعه واقعنا الذي نعيشه !! ماذا قدمنا للمستقبل !! وهل ما قدمناه يجعلنا نتفاءل بالمستقبل !!


لم يكن ذلك اعتذارا يا وطني .. بل شكوى لمن تبقى من المخلصين !!