كيف يسيطرون على العالم

    • كيف يسيطرون على العالم

      كيف يسيطرون على العالم

      إذا كنت تنتمي إلى مجموعة صغيرة من الأشخاص، الذين ينشدون التحكم بحياة المليارات من البشر،
      فالعامل الأساسي والمهم جداً في العملية، هو أن تقمع المعلومات...
      التي تمكّن الناس من الرؤية بوضوح، أولاً ماذا يجري بالضبط، وثانياً، والذي هو الأهم، رؤية حقيقة عظمتهم وجبروتهم ككائنات بشرية.

      وجب عليك أن تقنع كائنات جبارة غير محدودة القدرات، متعددة القوى والأبعاد، نسميهم البشر،
      للاعتقاد بأنهم مجرّد رجال ونساء عاديون يعيشون دون سبب ومجردون من القدرات.. حينها تكون قد أمسكت بهم. ولكي تفعل ذلك عملياً،
      وجب عليك قضاء قرون وقرون من الزمن، في قمع ممنهج ومنظّم للعلوم والمعارف والمعلومات
      التي تمكّن الناس من الرؤية، بوضوح، الحالة الجبارة التي يتمتعون بها ككائنات بشرية.

      بدلاً من تركنا نعيش ككائنات جبارة غير محدودة القوى والقدرات،
      كان مخططهم هو وضعنا في قشور سميكة مصنوعة من عنصر متمثل بكلمة واحدة فقط يتحكمون من خلالها بالبشرية: "الخوف".
      فنحن نصدّ كل تلك المستويات الروحية التي نحوزها، كل ذلك العلم الفطري، الإلهام، الحكمة، الاستيعاب، الحدس...
      وبدلاً من ذلك، نعمل وفق محدودية زمنية ومكانية صغيرة متمثلة بشخصيتنا المتجسدة بشكلها المادي فقط. حينها فقط تستطيع الأقلية التحكم بالأكثرية.
      وإذا شكّ الناس، وأنا طبعاً أتفهّم الأمر، واستبعدوا حقيقة أن مجموعة قليلة من الأشخاص يستطيعون السيطرة على هذا الكوكب بالكامل،
      بحجة أن هناك عدد كبير من السكّان بحيث يستحيل السيطرة عليهم، فكل ما على المتشككين فعله هو النظر إلى ما يحصل يومياً مع قطعان الأغنام حول العالم.
      لو عبّرت هذه الأغنام عن حقيقتها وتميّزها واستقلاليتها، ولم تستسلم للخوف، لكان من المستحيل السيطرة عليها. لا تستطيع استيعابها وتنظيمها عملياً.
      إذا أردت التحكم بمجموعة كبيرة من البشر، جسدياً وبشكل مباشر، فانسى الأمر، لأن ذلك سيكون مستحيل. لكن أنت لست مضطراً لذلك. ليس هكذا يتم إنجاز الأمر،
      فهذا ليس ضرورياً. لكي تتحكّم بقطيع من الغنم، جسدياً ومباشرة، أنت بحاجة إلى 6 أو 7 أشخاص لكل غنمه،
      وقد يفشلون في السيطرة عليها. لكن كيف يتم ذلك إذاً؟..

      يتم إنجاز ذلك بعاملين أساسيين، بحيث يدخلان، ليس فقط في عملية السيطرة على الأغنام، بل السيطرة على الإنسانية أيضاً، ثانية بثانية، يوم بعد يوم.

      هذان العاملان هما


      أم رياع.. وكلب الراعي. ربما لاحظ كل منا هذه العملية خلال مشاهدة قطعان الأغنام في المراعي. يقوم الراعي بإخراج الأغنام من الزريبة، تتقدّمهم "أم رياع"
      (الغنمة التي يُعلّق على رقبتها جرس)، فيتبعها الجميع بشكل أعمى.
      لكن من حين لآخر سترى أن هناك غنمة أو غنمتان تخرجان عن القطيع لترعى على مزاجها في أماكن أخرى، هنا يدخل العامل الآخر:

      "كلب الراعي"،

      فينبح عليها عدّة مرّات أو يقوم بمناورة أو اثنتين حولها، فتمتثل الأغنام المتمرّدة مباشرة بفعل الخوف.
      هذان العاملان، فقط لا غير،
      يعملان على تنظيم والسيطرة على جميع القطعان حول العالم، يوماً بعد يوم. دون حاجة لأي عمل جسدي من قبل أحد.
      فقط بعض النباح هنا وهناك. لكن بعد تطبيق هذا النموذج على البشر،
      سنجد أننا أكثر غنماً من الغنم! نحن نمثّل الغنمة والكلب معاً، نحن نراقب بعضنا البعض،
      ونتحكّم ببعضنا البعض. وما يعنيه ذلك هو أن الذي يقيم المناهج والنماذج وطريقة العيش في المجتمع، أي تحديد ما يُعتبر صحيح وخاطئ، أخلاقي وغير أخلاقي، مستحيل أو ممكن، عقلاني أو جنون... يقوم بتشييد حظيرة غير مرئية "معنوية نفسية اعتقادية" مشابهة لحظيرة الأغنام، بحيث يعيش فيها معظم الناس،
      لأنهم بكل بساطة لا يفكرون بأنفسهم، ويعتمدون على أفراد آخرون يلعبون دور "أم رياع" كمثل أعلى لهم. الجميع يفضّل الالتزام بالمجالات والمواضيع و المفاهيم التي تتماشى مع التيار الفكري العام ... المنطق المألوف .. المنطق المتّفق عليه، بكل ما يحتويه من توجهات وأفكار ومعتقادات، أيديولوجية، وروحية. وهناك أقلية جداً، تنظر إلى حدود هذه الحظيرة البشرية، أي "النموذج الاجتماعي العام الذي يحدد طريقة الحياة"، فيكتشفون مباشرة بأنها محدودة جداً، مزوّرة، وأنها أقيمت أساساً بهدف السيطرة والتحكّم من قبل الآخرين. لكن هؤلاء لا يفعلون شيئاً إزاء ذلك، ويفضلون العيش في الحظيرة رغم اكتشافهم للحقيقة. والسبب طبعاً هو الخوف. الخوف مما سيظنّه الآخرون، الخوف من ما سيقوله الآخرون، الخوف من أن يصبحون مختلفون، الخوف من أن يصبح بحوزتهم حقيقة مخالفة للنموذج العام، والأسوأ من ذلك، الخوف مما سيفعله الآخرون لهم كعقوبة على تمرّدهم إذا فعلوا ذلك فعلاً.

      وعندما تصبح على حافة الخروج من أسوار الحظيرة، "الحافة الحرجة" كما يسمونها، وتعلم بأنك إذا أكملت السير قدماً وعبّرت بصدق عن حقيقة ما تشعر به، أو عيش حياتك بطريقة مختلفة وفقاً لما اكتشفته من حقائق جديدة، سوف تتردّد في البداية، لأنك على علم يقين بأنك إذا تابعت السير سوف تواجه الإدانة والاستنكار والتجريم، والشجب والتنديد، أو حتى السخرية كعقوبة لجريمة اقترفتها. هكذا سيعتبرونها عندما تخرج عن القطيع وتصبح مختلفاً. ما هو مصدر ذلك الخوف الذي يجعلك تتردّد في اجتياز سور الحظيرة؟ إنه ليس الخوف من الأشخاص الذين في المراتب العالية. إنه ليس الخوف من المجموعة المسيطرة على العالم. ليس الخوف من الماسونية أو فرسان الهيكل أو الإلوميناتي...
      هذا الخوف الذي يتملكك ويمنعك من اجتياز الأسوار هو من ما سيقوله عنك أقرب الناس إليك، والديك، أقربائك، أصدقائك، زملائك، مجتمعك... وبكلمة أخرى نقول: إن الأشخاص الذين يخيفون الآخرين لكي يمتثلوا هم ذاتهم ممتثلون أصلاً. لأن الذين يريدون أن يمنحوا عقولهم وحياتهم لنموذج محدد من الواقع الذي صنعه لهم الآخرون، فهذا جيّد لا مشكلة هنا، لكن المشكلة هي إصرارهم على أن يمتثل الآخرون. فالعامل الأساسي والمهم الذي يجعل حكام العالم يسيطرون على سكان الكوكب بسهولة لا يقتصر على رسم أسوار الحظيرة البشرية التي نعيش فيها، حيث أن هذه العملية لا تضمن لهم النجاح الأكيد في السيطرة. الذي يساعدهم على النجاح في هذه العملية هو أن "الذين يمتثلون لنموذج العيش الذي رسمه الآخرون، لا يكتفون بذلك بل يصرّون على أن يمتثل الجميع معهم"... وحينها يصبح الكائن البشري، ليس فقط الغنمة، بل كلب الراعي أيضاً. هذه هي النقطة، وهذا هو السرّ. نحن نراقب بعضنا البعض ونحرس بعضنا البعض، فنجبر بعضنا البعض على الامتثال.

      وإذا كنت تمثّل مجموعة قليلة من الأشخاص، الذين يسيطرون على 6.5 مليار من السكان على هذا الكوكب، فإنه من الجوهري جداً أن تجعل هذا العدد الهائل من البشر يراقبون بعضهم البعض ويجبرون بعضهم على الامتثال. لأنه ليس هناك عدد كافي للسيطرة عليهم جسدياً. بالإضافة إلى أنك لا تستطيع السيطرة عليهم مباشرةً، وجها لوجه، لأنهم كائنات جبارة لا يمكن السيطرة عليها سوى من خلال التحكّم بطريقة تفكيرها. لذلك، فعندما تتشكّل أسوار الحظيرة، والتي هي قائمة منذ آلاف السنين، كما سأشرح لاحقاً، وتبدأ الناس بمراقبة بعضها البعض. الخطوة الأخرى التي تقوم بها كمسيطر، هي تقسيم هذه الحظائر البشرية إلى مجموعات متحاربة ومتناحرة. تقوم بتشكيل منظمات ومعتقدات تكره بعضها البعض وفي حالة قتال دائم، كالأديان، أحزاب سياسية، مؤسسات اقتصادية، وغيرها من مجموعات وحظائر بشرية مختلفة. ثم تجعلهم يتنافسون ويتقاتلون ويتحاربون.. إذاً نحن لسنا مجرّد أغنام بشرية منتسبين إلى حظائر مختلفة، بل نقاتل بعضنا البعض أيضاً. وخلال شتم بعضنا البعض ومناوشة بعضنا البعض، ولوم بعضنا البعض، والتآمر على بعضنا البعض، نرى أن الأقلية الحاكمة تتلاعب بالخيوط المربوطة بجميع الجهات. والأمر الحاسم والأهم في هذه العملية هو أنه لم يجرؤ أحدنا على التوقف لبرهة كي يفكّر ويتأمّل، ثم يتساءل مع أحد أفراد الحظيرة الخصم قائلاً: "لماذا هذه الخيوط المربوطة بكم هي ذاتها مربوطة بنا، والممسك بها في الأعلى يمثل الجهة ذاتها؟ وطالما أن هذه الخيوط مصدرها واحد، هذا يعني أن هناك عامل مشترك يجمعنا، لماذا إذاً نحن في صراع مع بعضنا البعض؟.. صدقوني... لا أحد يستطيع فعل ذلك. ليس خوفاً من المتحكمين الذين في الأعلى، بل من أفراد حظيرته المحيطين به. سيكون بذلك قد اخترق المسلمات وعقابها لو أنكم تعلمون هو شديد....

      إذا كنت في موقع المسيطر على العالم، وجب أن تستعين بعاملي الصراع والفوضى. أحد شعارات الدرجة الثالثة والثلاثين من الماسونية يقول :’ordo ab chao’ "النظام الناتج من الفوضى". إذا استطعت توليد الفوضى، يمكنك بعدها استخلاص النظام الذي تريده من تلك الفوضى. نظام يخدمك، ويخدم مخططاتك.

      إذا حاولت أن تسيطر على العالم بانسجام وتناغم مع الآخرين، أي أن تتحكّم بشعوب تحترم معتقدات الآخرين وتؤمن بحرية التفكير، فصدقني هذا سيكون كابوساً بالنسبة لك. لكن إذا سيطرت عليهم بسياسة التفرقة والصراع، فهذا أسهل بكثير. ولهذا السبب ترى العالم في حالة فوضى وصراع دائم.. إنها مسألة تحكّم وسيطرة. الكائن البشري ليس شرّير بطبيعته، لكنه سهل الانقياد هذا كل ما في الأمر.

      هذه الحظائر الفكرية التي نعيش داخلها، هي محدودة جداً وضيقة جداً، لدرجة أنه ليس هناك أفكار مضادة أو متعاكسة. لذلك سوف يصنعون أفكار متعاكسة لكي تكرّس سياسة فرّق تسد. الفكرة السائدة تقول بأن المجتمعات المتعاكسة تقاتل بعضها البعض. لكن هذا غير صحيح. فالمجتمع الذي يرى الحرب كحل لكل شيء، يعاكسه في المقابل مجتمع يرى الحرب كحل للا شيء، وبالتالي هو مجتمع مسالم لا يحارب أبداً (لقد اندثرت هذه النوعية منذ زمن بعيد جداً). المجتمعات التي تتصارع هي متشابهة وليست متعاكسة. لأن كليها ترى الحرب كحلّ لكل شيء. أكبر مثال على ذلك حصل أثناء الحرب العالمية الثانية. المعسكر القابع في أقصى اليسار، والمتمثّل بجوزيف ستالين، تم صدامه مع المعسكر القابع في أقصى اليمين، المتمثّل بأدولف هتلر. وطبعاً كانوا مختلفون ظاهرياً، أليس هذا ما قالوه لنا في المدرسة؟ دعونا ننظر كم هم يختلفون فعلاً:

      ـ جوزيف ستالين كان دكتاتوراً، على رأس سلطة مركزية، ويحكم من خلال القمع ومعسكرات اعتقال. تم دعمه من قبل وال ستريت في نيويورك.

      أدولف هتلر كان دكتاتوراً، على رأس سلطة مركزية، ويحكم من خلال القمع ومعسكرات اعتقال. تم دعمه من قبل وال ستريت في نيويورك.

      فتم صدمهم ببعضهم على أنهم متعاكسون. لكنهم في الحقيقة متشابهون تماماً.
      فكلا الجهتان راحت تدفع بشعوبها كالأغنام إلى الأمام، إلى ساحات القتال، وكانت النتيجة حصول أبشع المجازر على الإطلاق.

      هل يستطيع أحد أن يحدد ما الفرق بين المتعصّب الهندوسي الذي يفرض تعاليمه على أولاده بالقوّة، رافضاً أي إمكانية أو بديل آخر،
      وبين المتعصّب المسلم أو المسيحي الذي يفعل نفس الشيء، وكذلك اليهودي الذي يذهب بعيداً في هذا الأمر؟
      الحقيقة هي أن جميعهم متشابهون، لا يختلفون سوى بالأسماء، العناوين، وطريقة التفكير.
      هناك الكثير من المجموعات البشرية المختلفة التي يتم التلاعب بها والسيطرة عليها من خلال سياسة "فرّق تسد"، وهذه التفرقة تأتي من السلطة القائمة على كل حظيرة،
      وهذا شرط أساسي لكي تحافظ على مكانتها كسلطة حاكمة ومتحكّمة، ومجرّد ما غيّرت توجهها سوف تفتح عليها أبواب الجحيم!
      وجميع السلطات الاجتماعية ملتزمة بتكريس تعاليمها التي تميّزها عن الآخرين، أي تكريس التفرقة، ولولا هذه التعاليم لما أصبحت سلطات أساساً.

      لهذا السبب نرى أن كل من يرفع رأسه لمعارضة نموذج الحياة الذي تفرضه الحظيرة التي ينتمي إليها،
      سيتم الإطباق عليه مباشرة وبشراسة من قبل سلطة الحظيرة.
      لأن هذا الشخص لو تُرك في سبيله ليتابع نشر أفكاره بحرية سيوفّر لمجتمعه إمكانية أخرى للحياة ويثبت لهم أن هذا النموذج من الواقع الذي يعيشونه هو ليس الوحيد،
      بل هناك واقع آخر، منطق آخر أكثر رقياً وإنسانية. فسينقضون عليه مباشرة وفي الحال، ذلك للمحافظة على استمرارية السيطرة، وهذه السيطرة لا تستمر
      إلا إذا بقي راسخاً في أذهان المجتمعات بأن الواقع الذي يعيشونه هو الوحيد في الوجود ومفروض عليهم أن يعيشونه ويتحملوه بكل مساوئه.
      "إنها مشيئة الخالق". أليس هذا ما يقولونه؟..

      قبل أن يشعر بعضكم بالسخط والانزعاج، ويبدأ بالتململ والتذمّر من ما قرأه أو سيقرأه،
      وجب أن تعلموا بأن المعلومات التي ستحصلون عليها هي مهمة جداً، ومصيرية جداً. وقد تكون هذه فرصتكم الوحيدة لمعرفة الحقيقة،
      مهما كانت مهينة أو جارحة، أنا سأتحمّل عواقب كشفها لكم وأنتم ستستفيدون منها إلى أبعد مدى، رغم رفضكم لبعض تفاصيلها.
      هناك الكثير من العوامل التي استخدمت في سبيل الإبقاء على السيطرة، والعامل الأساسي هو إبقائنا في حالة جهل تام عن مدى عظمتنا، وكذلك إبقائنا في حالة جهل تام عن وجود أي أثر للسيطرة القائمة خلف الستار أو ما يجري بالضبط على المستوى الرفيع. بعدما تجري بعض الأبحاث على طريقتك الخاصة والتحقق من طريقة عمل منظومة السيطرة العالمية، سوف تتوصّل إلى هذا الهيكل التنظيمي الذي يقبع في الخفاء، بعيداً عن الإدراك البشري.
      كل
      ما على المتآمرون العالميون فعله هو بناء هيكل تنظيمي هرمي الترتيب ويسيطرون على قمة كل هرم تنظيمي
      وبالتالي يكونوا قد سيطروا على الهرم بالكامل،
      وهذا الهرم الشامل مؤلّف من أهرام تنظيمية أصغر،
      وهي بدورها مؤلّفة من أهرام أصغر وأصغر... جميع هذه الأهرامات التنظيمية
      متصلة ببعضها بطريقة تبدو عقّدة جداً بالنسبة لنا، لكنها واضحة وجلية بالنسبة للمتآمرون القابعون على القمة.
      وفي هذا النوع من التنظيم الهرمي،
      هناك نوعية من الأشخاص المنحرفين الذين ينشطون ويعملون على توافق مع رغبة المسيطرون القابعون في القمة
      جميع القابعين في مراكز حسّاسة في هذه المنظومات الهرمية المختلفة هم منتمون إلى إحدى المحافل السرّية التابعة مباشرة للمتآمرون).

      إن هذا الهيكل التنظيمي الذي تشاهدونه الآن هو ذاته الذي كان قائماً منذ آلاف السنين، وليس هناك أي فرق سوى بالتسميات والمصطلحات ونوع المعرفة والمعتقدات. هذا الهيكل التنظيمي صُمّم خصيصاً لتمكين الأقلية من السيطرة على الأكثرية. أهم الوظائف الموكّلة إليه هي قمع المعرفة الأصيلة وسحبها من مستوى التداول الشعبي.

      الأقلية القابعة على قمة الهرم تختزن لنفسها تكنولوجيا متطورة جداً جداً.. ومميزة جداً. ويمررونها إلى بعضهم البعض من خلال الانتساب والتوارث أو غيرها من طرق تضمن بقائها في أيدي الأقلية المختارة، وبنفس الوقت، هذه المجموعة القابعة على قمة الهرم تنشئ مؤسسات وكيانات تنظيمية ومنظمات تمتدّ جذورها إلى أعماق المستويات والشرائح الشعبية المختلفة، والمثال الكلاسيكي طبعاً هو المؤسسات الدينية المختلفة. والمهمة الأساسية لهذه الكيانات هي امتصاص هذه العلوم والمعارف التي يتم تداولها بأشكال مختلفة على المستوى الشعبي. فينتزعونها من أيدي الجماهير بأساليب مختلفة أهمها التحريم والتجريم والعقاب الشديد.

      أما اليوم، وفي هذا العصر الحديث

      فعلى قمة هذا الهرم تقبع النخبة العالمية المسيطرة من خلال وسائل مختلفة أهمها المنظمات الدولية بما فيها المنظمات التعليمية والجامعات العالمية وغيرها.
      وفي قاعدة الهرم تقبع الجماهير العريضة التي تجهل تماماً ما يجري بالضبط
      وكل ما تنهله من علوم ومعارف لا يناسب أحداً سوى المسيطرون الذين يعملون باستمرار على قمع المعارف والحكمة الأصيلة من أجل المحافظة على السيطرة.
      ........................

      مهووسون في قمع المعرفة


      بعد التعرّف على هذه الحقيقة، ربما أصبحنا نعرف الآن لماذا أُحرقت مكتبة الإسكندرية بكل ذلك المخزون الهائل من العلوم والمعارف التي دُمرت أكثر من مرّة !
      لماذا راح الأوروبيون الواقعون تحت السيطرة المباشرة لهذه الشبكة العالمية المتآمرة إلى أستراليا وأفريقيا وإلى أمريكا الجنوبية و الشمالية و الوسطى والصين
      ودمّروا العلوم القديمة، ودمروا المعارف والتقاليد العريقة بحجة القضاء على الوثنية...

      لقد دمّروا
      .. بكل ما عندهم من عزيمة.. كل ما طالته أيديهم.. من التاريخ الذي يعود لهذه الشعوب!
      لماذا ساد تقليد حرق الساحرات لقرون طويلة من الزمن في كل من أوروبا والعالم الجديد؟..
      لماذا صدرت فتاوى وتشريعات لملاحقة وقتل علماء الخيميا (وليس الكيمياء) حتى انقرضوا تماماً من الساحة العلمية..
      وحرّموا علوم أخرى متطورة لدرجة أننا، وبعد عدة أجيال، أصبحنا نظنها سحرية بسبب عدم استيعابنا لها واعتبرناها ضرباً من ضروب الشعوذة..
      السبب هو أنهم أرادوا امتصاص كل تلك العلوم إلى خارج التداول الشعبي،
      وإبقاء الشعوب في جهل مطبق عن ما كان يجري بالضبط في الماضي، وبالتالي ما يجري حالياً،
      بالإضافة إلى حقيقة العظمة التي نتمتع بها ككائنات على هذا الكوكب وطبيعة الحياة وروعتها.

      قمع المعرفة عبر التاريخ

      السلطة الروحية

      إذاً، في قمة هذا الهرم هناك تكنولوجيا هائلة جداً ومعرفة متطورة إلى أبعد حدود. وإذا استعملت بطريقة إيجابية، يمكن لها أن تحرّر هذا العالم من جميع المشاكل المستعصية، وهي في الحقيقة ليست مستعصية بل مبتكرة منذ البداية وتم صناعتها عن قصد، فقط من اجل خلق الظروف المناسبة التي تمكّن الأقلية من السيطرة على الأكثرية.

      لماذا
      إذاً يتم قمع التقنيات المتعلقة بالطاقة الحرة/المجانية وكذلك الزراعة النظيفة الخالية من الكيماويات والعلاجات العجيبة التي تخلصنا من الأمراض إلى الأبد؟
      كل هذه العلوم والمعارف التي يمكن لها أن تضع حداً للجوع، والبرد، والفقر.. وتضع حداً نهائياً لاستعباد الشعوب وإهدار كرامتهم؟ السبب هو واضح تماماً.
      جميع المشاكل القائمة في العالم، مثل النقص في مصادر الغذاء هي ليست ظواهر طبيعية بل مصطنعة. إن كل من يزور أفريقيا لا يمكنه تصديق حقيقة انتشار المجاعة فيها.
      هذه القارة هي أغنى القارات من حيث المياه والبيئة المناسبة للزراعة. لكن هذه الخيرات يتم استهلاكها عن طريق الحروب المصطنعة،
      ومن قبل الشركات العملاقة متعددة الجنسيات التي تحتكر الأراضي الزراعية لإغداق الأسواق بالمنتجات المُصنّعة كالشوكولاته والمطاط،
      في الوقت الذي يقبع أصحاب الأرض تحت رحمة المجاعات والحروب والاستبداد.
      لماذا؟ هل السبب هو من أجل الأرباح؟ هل هو احتكار أو منافسة شركات تجارية كما نظن؟.. في الحقيقة، هذه الأسباب هي واجهة تغطي السبب الجوهري الذي يمكن اختصاره بعبارة واحدة: "إجراءات ضرورية تتخذها الأقليّة من أجل السيطرة على الأكثرية".
      وهذا الأمر يتلخّص بمعادلتين وجب على المسيطر الاختيار فيما بينها:

      1 ـ الوفرة = حرية الاختيار = الاستقلالية
      2 ـ الشحّ = الاتكالية والتبعية = السيطرة


      فهذه المعارف المتطورة التي يمكنها أن تضع حداً للمجاعة سوف تبقى سرّّية إلى الأبد. لأن "الوفرة" لا تساوي "السيطرة"، بل تساوي "الحرية".


      الإنسان العصري

      إذاً، وبعد أن تعرّفنا على الحقائق السابقة، نستنتج مباشرة بأن المسألة هي ليست بالبساطة التي نعرفها. هذه المجموعة المتربعة على قمة الهرم العالمي،
      هدفها هو ليس فقط سياسي أو اقتصادي أو غيره من حجج أخرى يتم تسويقها بين المثقفين الرسميين ومن خلالهم.
      بل هدفهم الأساسي هو قتل الإنسان في داخلنا... قتل كل ما هو مقدّس... إنهم يقضون عل كل ما هو أصيل في جوهرنا...
      فقط من اجل خلق الظروف المناسبة التي تمكن الأقلية من السيطرة على الأكثرية. ويبدو أنهم نجحوا في فعل ذلك.
      والسبب الرئيسي في استمرارية نجاحهم هو عدم معرفتنا بالضبط ما هي أهدافهم الحقيقية.
      فنحن مشغولون في قتال بعضنا البعض، وكره بعضنا البعض، والتآمر على بعضنا البعض، إلى آخره..
      ولا أحد من بيننا لديه الوقت للنظر إلى الأعلى ويشاهد كل تلك الخيوط المتدلّية من مكان عالي جداً والمربوطة بجميع الأطراف المتصارعة،
      ويتساءل..من؟ كيف؟ ولماذا؟

      في هذا السجن الكبير غير المرئي الذي نعيش فيه، هناك أربعة شباك غير مرئية نتخبّط بها وتمنعنا من التعبير عن حقيقة عظمتنا ككائنات جبارة متعددة الأبعاد.
      هذه الشباك غير المرئية تطوقنا بحيث لا نستطيع الحراك مع أننا لم نفطن بوجودها أبداً.
      هذه الشباك تم تصميمها وحياكتها بعناية من قبل المسيطرون، واعتقد بأنهم سيفعلون أي شيء من اجل الإبقاء على استمرارية السيطرة مهما كلّف الأمر.
      لأنه مجرّد ما نجحت الشعوب في الإفلات من هذه الشباك، هذا يعني نهاية السيطرة وانعدام القدرة على الضبط والتحكم







      just_f


      ( أ ) ( ح ) ( ب ) ( ك ) ( الله ) ( حطك ) ( بقلبي ) ( كلك ) لا للعنصرية لا للتفرد لا للزندقة إن هدف الإنسانية الحديثة هو انصهار الأمة البشرية في قالب تفاعلي موحد من اجل الرقي بالجنس البشري



    • اشكر لكم مروركم

      متمنين الاستفادة من مضمون هذا الموضوع المهم
      من اجل أن نفهم وندرك كيف يدار العالم من خلف الكواليس
      حتى نكتشف الاسباب التي جعلت العالم يسير حسب هذا المنطق الاداري


      تقديري

      just_f
      ( أ ) ( ح ) ( ب ) ( ك ) ( الله ) ( حطك ) ( بقلبي ) ( كلك ) لا للعنصرية لا للتفرد لا للزندقة إن هدف الإنسانية الحديثة هو انصهار الأمة البشرية في قالب تفاعلي موحد من اجل الرقي بالجنس البشري
    • ‘‘‘ لُآ شُيَ آسۆآآ من خـيَآنہ آلُقلُم ‘‘ ‘‘ فَرٍصآص آلُغآدِرٍ يَقتلُ فَرٍدِآآ ‘‘ ۆآلُقلُم آلُخـآئن ’’’ قدِ يَقتلُ شُعٍۆب ۆآممآآآآ~~ ☆★ ღE̷B̷N̷ ➹ M̷S̷Q̷T̷ ❀ღ ☆★


    • مبارك عليك الشهر . اخي الكريم . ابن مسقط تيم
      اشكرك على اهتمامك واطلاعك
      متمنين الفائدة للجميع ان شاءالله



      تقديري

      just_f
      ( أ ) ( ح ) ( ب ) ( ك ) ( الله ) ( حطك ) ( بقلبي ) ( كلك ) لا للعنصرية لا للتفرد لا للزندقة إن هدف الإنسانية الحديثة هو انصهار الأمة البشرية في قالب تفاعلي موحد من اجل الرقي بالجنس البشري