وثنية أسرار الخواتم

    • وثنية أسرار الخواتم

      من خلال الوقع الذي نعايش أحداثه ، يؤمن كثير من أبناء الأمة أن للخاتم أسرارا ، ويبرز السر في الفص الذي وضع له من أحجار كريمة أو ياقوت أو غيره ، فيقولون أن بعضها ينقذ الأنسان من الحسد ، وبعضها يوطد العلاقة بين المرء وزوجه .... ألخ ، ومذ أن كنت صغيرا كنت أرفض الإيمان والقطع بذلك ، لأن ذلك من كلام العجايز وليس من كلام الإنسان المسلم المثقف ، فنحن لا نلوم أباءنا وأمهاتنا الكرام فيما يقولونه من كلام يحتمل الصدق أو التلفيق ، لأن الواقع الذي كانوا يعايشونه كا واقعا مرا ، حيث انعدمت المدارس ، وانتشر الظلم والظلام ، كان كل أب يسعى لتوفير قوت يومه بدلا من الدراسة والتثقف والتحليل .

      والقول الحق في الخاتم أن الخاتم يبقى جمادا لا يسمن ولا يغني من جوع ، كما أن الحسد وغيره من الأمور لا يحدث بذلك الخاتم بل هو تقدير المولى عز وجل ، فإذا أراد أن يقول شيئا قال له كن فيكون ، فالإحياء والإماتة والبعث والموت والحسد وإنزال المطر يحدث بتقدير الله تبارك وتعالى. وأرى أن الإعتقاد بذلك وثنية القرن الحادي والعشرين : لأن الوثنيين كانوا يعبدون الحجر والمدر ، وهو جماد لا ينفع ، فكذلك الإعتقاد بأسرار الخواتم ، التي لا تسمن ولا تغني من جوع يعتبر وثنية ،


      للموضوع بقية
    • ونعم بالله اخي الكريم وعلينا ان نعلم أنه لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا ، واذا أراد شيئا فانما يقول له كن فيكون ، فلا حيلة لانسان ولا لجماد ان يجلب خيرا لانسان او يدفع مضرة عنه .
    • لقد أودع الله سبحانه وتعالى أسرارا في بعض مخلوقاته ... فالنباتات مخلوقة ولكن الله سبحانه وتعالى أودع في كل منها سرا إما للشفاء من أمراض أو عكس ذلك كما أودع الله في الحيوانات أسرارا لكي يتغذى الإنسان عليها وتستمر الحياة كما قال الله سبحانه وتعالى في الماء ( وجعلنا من الماء كل شيء حي) فأودع سر الحياة في الماء فليس بمستغرب أن يودع الله سبحانه وتعالى سرا من الأسرار في أي شيء من مخلوقاته ، ولا نعني بأن الحجرة هي التي تنفع وإنما كل شيء مقدر بأمر الله سبحانه وتعالى .
      ألا ترى أن الحجر الأسود في الكعبة المشرفة هو عبارة عن حجر ( وقد قال الخليفه الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاء ليقبل الحجر الأسود : إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك لما قبلتك) .
      فعلينا أولا أن نتحقق من الأمور قبل نفيها أو توكيدها ... ونتمنى هنا ومن هذا المنبر أن تكون هناك دراسة عن الأحجار الكريمة والإلتقاء مع الأشخاص الذين يعتقدون بوجود أسرار في الأحجار التي يمتلكونها ليتم التأكد من ذلك عن كثب .. والله ولي التوفيق