تطرح الكاتبة روزين.أ.لامبان سؤالا محوريا " هل يشكل الحجاب حقا إحدى العلامات الدينية؟ هل هو مرتبط فعلا بالإيمان وبالتوحيد؟". وتجيب الكاتبة على ذلك من خلال كتابها " حجاب النساء .. عرض تاريخي نفساني وأنطولوجي" الصادر عن رابطة العقلانيين العرب. والذي يقع في 280 ورقة من القطع الكبير ونقله إلى العربية عيسى محاسبي. ورغم أن الكاتبة في ثلاثة أقسام أو فصول تضمنها الكتاب لم تفصل الحديث حول الرؤية الإسلامية بأهدافها ومضامينها للحجاب إلا أنها هدفت إلى القول ان الحجاب لم يكن تاريخيا على الأقل قضية خاصة بالإسلام.
في الفصل الأول من الكتاب تتحدث الكاتبة عن حجاب النساء في العصور القديمة مؤكدة ان حجاب النساء قديم جدا، لكنه لم ينشأ مع الحضارات البدائية كتلك التي عرفتها بعض التجمعات البشرية الهندية في منطقة الأمازون او بعض القبائل في جنوب قارة أفريقيا.
وحسب دراسة الباحثة فقد كان الحجاب شائعا في العصور القديمة الوثنية في معظم أقاليم البحر المتوسط، ومنها انتقلت عادة وضعه إلى البقاع المتنصرة في أوروبا وإفريقيا والشرق. وحسب الحفريات ودراسة النصوص القديمة فإن النساء في منطقة الشرق الأوسط لم يكن في الأزمنة التوراتية، يغطين رؤوسهن بصورة متواصلة. الأمر الذي أظهرته التماثيل والمنحوتات الجدارية في مصر وبلاد الرافدين. وفي المنطقة الوسطى من آسيا الصغرى وسوريا وأرض كنعان والتي كان يشيع فيها تغطية الرأس، أظهرت تنوعا كبيرا في أشكال تصفيفات الشعر النسائية، الأمر الذي معه يعتقد بأن النساء كن يخرجن سافرات أيضا، وكانت البدويات في جزيرة العرب حسب الباحثة يسرن سافرات غالبا، على عكس نساء المدن. وهناك رسومات تعود إلى نحو 1890 قبل الميلاد تظهر نساء من قبيلة شبه بدوية في فلسطين كاشفات الرأس، إلا من عصابة بسيطة تمسك شعورهن الطليقة. ورغم ذلك إلا أن الحجاب كان في ذلك الوقت شائعا وفي تدمر السورية حسب الباحثة كانت النساء المتزوجات يغطين شعورهن، أما العازبات فيخرجن حاسرات الرأس. وفي بلاد آشور الإمبراطورية القديمة في آسيا الغربية، كانت غالبية النساء محجبات انصياعا لقوانين غاية في الصرامة.
وحسب الباحثة فإن الحجاب في الحضارتين اليونانية والرومانية كان إما غطاء رأس تقليدي أو غطاء رأس ديني متضمنا علاقة محددة ما بين شخص مغطى الرأس والعالم الإلهي. الأمر الذي يكشف أن أصول غطاء الرأس وثنية لا يمكن إنكارها. والروابط بهذا الشأن بين ممارسات الدين الروماني ورغبة المسيحية في أن تكون لنفسها سمعة أخلاقية حسنة في صفوف الوثنيين واضحة وقوية إلى درجة تفوق التصور.
وترى الكاتبة أن تاريخ الحجاب في إسرائيل وفي الديانة اليهودية، أقدم الديانات التوحيدية، تاريخ جدير بالاهتمام لأنه يوضح أنه لا جذور لتقليد الحجاب النسائي في اللاهوت والأسس التوحيديّة، ويعزز النظرية القائلة بأن التقليد الديني للحجاب النسائيّ جاء من الثقافات الوثنيّة الحلوليّة، وبأنه يرتبط بعبادة الإلهة التي حاربتها الديانات التوحيدية عموما .
وتذكر الكاتبة ان الوثائق التوارتيّة لا تقدم لنا دلالة متجانسة حول ارتداء النساء اليهوديات للحجاب، كما أن التوراة تغطّي فترة زمنية مديدة (تصل إلى قرون) يصبح من المحال التخيّل أن غطاء الرأس النسائيّ قد اجتازها جميعا محافظا على الشكل ذاته.
وتواصل الكاتبة تقصيها لتؤكد أن الحجاب النسائي أُدخل في القرنين الرابع والسابع إدخالا تاما في الكنيسة ومؤسساتها التي جعلت منه، لاسيما في الغرب، رمزا للمسيحية. وإن ابتلاع العادات الوثنية على هذا النحو لإيهام المسيحيين بأن الحجاب النسائي نابع، تحديدا من دينهم، يشبه الخداع الذي لجأ إليه بعض أصوليي القرن العشرين المسلمين عندما حاولوا إقناع أتباعهم بأن الحجاب رمز خاص بهم في حين أنه، في الواقع، لا يشكل سمة لأيّ دين ، بل هو ، بالأحرى، علامة ارتداد ماضويّ إلى تقاليد تَرتقى إلى العصور الغابرة.
والحجاب في القرن العشرين حسب الكاتبة هو دلالة على رفض التطور الاجتماعي، بمعنى انه ظل في القرن العشرين رمزا للراهبة ولمن نَبذت الزواج وتخلت عن الحياة الجنسية. بات الحجاب إذا معنى ملتويا ومغايرا مقارنة بالتقليد القديم، وأصبح يشير في مسيحية القرن العشرين ، إلى المرأة غير المتزوجة.
وتتحدث الكاتبة عن البعد الإيروسي للحجاب كما يظهر في نشيد الأناشيد، الذي يجعل منه زينة، وترفا ودليلا على الثراء، الأمر الذي جعل من " أشعيا" في سفره يشجبه شجبا كاملا كما شجب أشكال أخرى من أغطية الرأس وتسريحات الشعر المعقدة.
في القسم الثاني من الكتاب تحدثت الكاتبة عن "التسريحة النسائية في الكنيسة الكاثوليكية خلال القرن العشرين". وبدا أن الكتابة اختارت هذه الفترة لأن نفوذ الكنيسة كان قد بدأ يتآكل شيئا فشئيا في وقت شهد القرن أكثر الفترات هياجا فيما يتعلق بتسريحات الشعر النسائية.
وتلاحظ الكاتبة أن الصراع بين العلمانية والدين يمرّ في جزء منه آنذاك عبر حجاب النساء وفي العشرينيات من القرن الماضي راحت الابتكارات الجديدة في تصاميم الأزياء التي رَفضت الدخول في تلك اللعبة تتطوّر بمرور الزمن ، فقد كانت الحرب العالمية الأولى وراء تجديد الأزياء، وسبباً في تحول اجتماعي لا سابق له في آن. انه تحول ستزداد قوته أضعافا أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد تطور التعليم بسرعة كبيرة بعد الحرب العالمية الأولى ؛ وتمكنت بعض الطبقات الاجتماعية، التي كانت حتى ذاك الوقت فقيرة ، من تحصيل العلم وتحقيق شيء من اليسر المادي . القسم الثالث تمحور حول المعنى العميق لحجاب النساء حيث اعتبرت الكاتبة ان أول حقيقة نكتشفها بعد قراءة النصوص اليهودية والمسيحية هي أن الحجاب قد فُرض على النساء للدلالة على الاختلاف بين الجنسين بما ينطوي عليه من علاقة خضوع .
الكتاب يحتاج إلى أكثر من استعراض لمحتوياته، يحتاج إلى دراسة معمقة حول مضامينه ونقولاته التاريخية ودراسة موضوع الحجاب من زوايا مختلفة لا تهمل الجوانب النفسية والعقائدية. إضافة إلى الأهداف التي من خلالها فرض بعض الديانات السماوية الحجاب.
في الفصل الأول من الكتاب تتحدث الكاتبة عن حجاب النساء في العصور القديمة مؤكدة ان حجاب النساء قديم جدا، لكنه لم ينشأ مع الحضارات البدائية كتلك التي عرفتها بعض التجمعات البشرية الهندية في منطقة الأمازون او بعض القبائل في جنوب قارة أفريقيا.
وحسب دراسة الباحثة فقد كان الحجاب شائعا في العصور القديمة الوثنية في معظم أقاليم البحر المتوسط، ومنها انتقلت عادة وضعه إلى البقاع المتنصرة في أوروبا وإفريقيا والشرق. وحسب الحفريات ودراسة النصوص القديمة فإن النساء في منطقة الشرق الأوسط لم يكن في الأزمنة التوراتية، يغطين رؤوسهن بصورة متواصلة. الأمر الذي أظهرته التماثيل والمنحوتات الجدارية في مصر وبلاد الرافدين. وفي المنطقة الوسطى من آسيا الصغرى وسوريا وأرض كنعان والتي كان يشيع فيها تغطية الرأس، أظهرت تنوعا كبيرا في أشكال تصفيفات الشعر النسائية، الأمر الذي معه يعتقد بأن النساء كن يخرجن سافرات أيضا، وكانت البدويات في جزيرة العرب حسب الباحثة يسرن سافرات غالبا، على عكس نساء المدن. وهناك رسومات تعود إلى نحو 1890 قبل الميلاد تظهر نساء من قبيلة شبه بدوية في فلسطين كاشفات الرأس، إلا من عصابة بسيطة تمسك شعورهن الطليقة. ورغم ذلك إلا أن الحجاب كان في ذلك الوقت شائعا وفي تدمر السورية حسب الباحثة كانت النساء المتزوجات يغطين شعورهن، أما العازبات فيخرجن حاسرات الرأس. وفي بلاد آشور الإمبراطورية القديمة في آسيا الغربية، كانت غالبية النساء محجبات انصياعا لقوانين غاية في الصرامة.
وحسب الباحثة فإن الحجاب في الحضارتين اليونانية والرومانية كان إما غطاء رأس تقليدي أو غطاء رأس ديني متضمنا علاقة محددة ما بين شخص مغطى الرأس والعالم الإلهي. الأمر الذي يكشف أن أصول غطاء الرأس وثنية لا يمكن إنكارها. والروابط بهذا الشأن بين ممارسات الدين الروماني ورغبة المسيحية في أن تكون لنفسها سمعة أخلاقية حسنة في صفوف الوثنيين واضحة وقوية إلى درجة تفوق التصور.
وترى الكاتبة أن تاريخ الحجاب في إسرائيل وفي الديانة اليهودية، أقدم الديانات التوحيدية، تاريخ جدير بالاهتمام لأنه يوضح أنه لا جذور لتقليد الحجاب النسائي في اللاهوت والأسس التوحيديّة، ويعزز النظرية القائلة بأن التقليد الديني للحجاب النسائيّ جاء من الثقافات الوثنيّة الحلوليّة، وبأنه يرتبط بعبادة الإلهة التي حاربتها الديانات التوحيدية عموما .
وتذكر الكاتبة ان الوثائق التوارتيّة لا تقدم لنا دلالة متجانسة حول ارتداء النساء اليهوديات للحجاب، كما أن التوراة تغطّي فترة زمنية مديدة (تصل إلى قرون) يصبح من المحال التخيّل أن غطاء الرأس النسائيّ قد اجتازها جميعا محافظا على الشكل ذاته.
وتواصل الكاتبة تقصيها لتؤكد أن الحجاب النسائي أُدخل في القرنين الرابع والسابع إدخالا تاما في الكنيسة ومؤسساتها التي جعلت منه، لاسيما في الغرب، رمزا للمسيحية. وإن ابتلاع العادات الوثنية على هذا النحو لإيهام المسيحيين بأن الحجاب النسائي نابع، تحديدا من دينهم، يشبه الخداع الذي لجأ إليه بعض أصوليي القرن العشرين المسلمين عندما حاولوا إقناع أتباعهم بأن الحجاب رمز خاص بهم في حين أنه، في الواقع، لا يشكل سمة لأيّ دين ، بل هو ، بالأحرى، علامة ارتداد ماضويّ إلى تقاليد تَرتقى إلى العصور الغابرة.
والحجاب في القرن العشرين حسب الكاتبة هو دلالة على رفض التطور الاجتماعي، بمعنى انه ظل في القرن العشرين رمزا للراهبة ولمن نَبذت الزواج وتخلت عن الحياة الجنسية. بات الحجاب إذا معنى ملتويا ومغايرا مقارنة بالتقليد القديم، وأصبح يشير في مسيحية القرن العشرين ، إلى المرأة غير المتزوجة.
وتتحدث الكاتبة عن البعد الإيروسي للحجاب كما يظهر في نشيد الأناشيد، الذي يجعل منه زينة، وترفا ودليلا على الثراء، الأمر الذي جعل من " أشعيا" في سفره يشجبه شجبا كاملا كما شجب أشكال أخرى من أغطية الرأس وتسريحات الشعر المعقدة.
في القسم الثاني من الكتاب تحدثت الكاتبة عن "التسريحة النسائية في الكنيسة الكاثوليكية خلال القرن العشرين". وبدا أن الكتابة اختارت هذه الفترة لأن نفوذ الكنيسة كان قد بدأ يتآكل شيئا فشئيا في وقت شهد القرن أكثر الفترات هياجا فيما يتعلق بتسريحات الشعر النسائية.
وتلاحظ الكاتبة أن الصراع بين العلمانية والدين يمرّ في جزء منه آنذاك عبر حجاب النساء وفي العشرينيات من القرن الماضي راحت الابتكارات الجديدة في تصاميم الأزياء التي رَفضت الدخول في تلك اللعبة تتطوّر بمرور الزمن ، فقد كانت الحرب العالمية الأولى وراء تجديد الأزياء، وسبباً في تحول اجتماعي لا سابق له في آن. انه تحول ستزداد قوته أضعافا أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد تطور التعليم بسرعة كبيرة بعد الحرب العالمية الأولى ؛ وتمكنت بعض الطبقات الاجتماعية، التي كانت حتى ذاك الوقت فقيرة ، من تحصيل العلم وتحقيق شيء من اليسر المادي . القسم الثالث تمحور حول المعنى العميق لحجاب النساء حيث اعتبرت الكاتبة ان أول حقيقة نكتشفها بعد قراءة النصوص اليهودية والمسيحية هي أن الحجاب قد فُرض على النساء للدلالة على الاختلاف بين الجنسين بما ينطوي عليه من علاقة خضوع .
الكتاب يحتاج إلى أكثر من استعراض لمحتوياته، يحتاج إلى دراسة معمقة حول مضامينه ونقولاته التاريخية ودراسة موضوع الحجاب من زوايا مختلفة لا تهمل الجوانب النفسية والعقائدية. إضافة إلى الأهداف التي من خلالها فرض بعض الديانات السماوية الحجاب.
المصدر : مدونة بدرية العامري