المغامرة .. شغف الاقتحام

    • المغامرة .. شغف الاقتحام


      [h=2]المغامرة .. شغف الاقتحام[/h] شايع بن هذال الوقيان



      في المجتمعات التقليدية التي لا تعطي الحرية لأبنائها في الفكر والقول والفعل يقل الإبداع وربما يختفي.
      ومن هنا تظل المجتمعات تقليدية ومحافظة على مكتسبات الماضي دون إضافة شيء جديد لها.
      وكلمة «تقليدية» هنا هي استعادة النماذج السلوكية التي مارسها السابقون واختبروا بها الحياة ومشكلاتها.
      وبما أن المجتمعات تتطور فإن مشاكل جديدة تظهر، فتحدث الأزمة من خلال المعضلة التالية:
      كيف نحل مشكلة جديدة بأساليب قديمة؟ طبعا لا أحد يجرؤ على المغامرة بابتكار أساليب جديدة، بل يستسلمون للأساليب القديمة فتظل المشكلة معلقة.. أي غير محسوم أمرها.
      إن التقليد والمحافظة طبيعة في الإنسان.. وخصوصا الإنسان الخائف من المجهول، والذي لم ينشأ على حب المغامرة.
      فالأفراد في المجتمعات التقليدية عندما يحاولون القيام بفعل ما، فإنهم يسألون أنفسهم أولا: هل ما ننوي القيام بفعله شيء مسبوق أم جديد؟ فإذا كان مسبوقا فإنه يفعله بارتياح،
      أما إذا كان شيئا جديدا لم يفعله المجتمع من قبل فإنه يكف عنه ويتركه. لذا فالأفراد محكومون بالماضي ونماذجه..
      وهنا يتضح الفرق بين المجتمع التقليدي والمجتمع المبدع. ففي المجتمع المبدع يكون الأفراد أكثر ثقة وأكثر جرأة.
      لقد أعطوا الحرية في اقتحام المجهول دون إملاءات من الماضي. من هنا يكثر فيهم المغامرون وبالتالي المبدعون.إن المغامرة هي الطريق الوحيد للإبداع..
      والمغامر لا يكون محكوما بالماضي ولا حتى الحاضر.. بل بشغف الاكتشاف والاقتحام. قد يتخذ المغامر من الماضي والحاضر أدوات له تساعده على اقتحام المستقبل المجهول،
      ولكنه لا يجعلهما دليلا أو طريقا له. ولو نظرنا لتاريخ التطور البشري الذي قام على أكتاف هؤلاء المغامرين والمبدعين لوجدنا أنهم جميعهم من هذا الطراز:
      أي ممن لم يجعل الأفعال المقررة مسبقا نموذجا له، بل إنه يخترع بجرأته نماذج جديدة يعترف بها المجتمع لاحقا.
      يبقى السؤال الأكثر أهمية: ما هو الفضاء المناسب لوجود المغامر والمبدع؟ الجواب بسيط: عندما يشعر المرء بأنه حر،
      وأنه غير مقيد بالنماذج القديمة. فالحرية هي المناخ المناسب لظهور المغامرين والمبدعين.
      فلو فحصنا ثقافة تقليدية كثقافتنا، وتسألنا: لماذا لا يوجد مبدعون، أو لماذا المبدعون قليلون جدا لدرجة أنهم غير قادرين على إنشاء نماذج سلوك وفكر جديدة؟
      فإن الجواب سيكون كالتالي: عدم وجود مبدعين مرتبط بعدم وجود مغامرين..
      وبما أن المغامرة تتطلب الجرأة والشجاعة، فإن غيابها يعني سيادة الخوف بين الأفراد؛ الخوف من فعل شيء جديد غير مسبوق اجتماعيا.
      ووجود الخوف الاجتماعي أو خوف الأفراد من سلطة المجتمع والتقاليد هو العقبة الأساسية أمام الإبداع. في حالات نادرة يظهر لدينا مبدعون..
      ولكنهم ــ كما أشرنا ــ قلة قليلة. ولكن لو رجعنا للبيئة التي نشأ فيها هؤلاء لوجدنا أنهم تلقوا تربية حرة.. أو بتعبير آخر: تربية ديمقراطية.
      فإذا كان الأب واعيا ومتعلما، فإنه سيشجع أولاده وبناته على الجرأة، وعلى أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم وأن يتحملوا مسؤولية هذه القرارات.
      قد تبدأ هذه التربية بالخيارات البسيطة: مثلا: اجعل ابنك يختار ملابسه أو أشياءه بنفسه دون تدخل منك.
      إذا شعر الطفل أنه حر وأنه مسؤول، فإن روح المبادرة والمغامرة ستنشأ في نفسه وربما يكون يوما ما مبدعا عظيما.






      للفائدة




      just_f




      ( أ ) ( ح ) ( ب ) ( ك ) ( الله ) ( حطك ) ( بقلبي ) ( كلك ) لا للعنصرية لا للتفرد لا للزندقة إن هدف الإنسانية الحديثة هو انصهار الأمة البشرية في قالب تفاعلي موحد من اجل الرقي بالجنس البشري
    • السلام عليكم ...

      موضوع جميل ...

      المغامرة ... و الإبداع ...

      في الكثير من الأحوال هما متلازمان ولكن ليس بالضرورة هم هكذا دائما ...


      لا يمكننا أن نلوم العادات والتقاليد إن نحن لم نكن مغامرين أو مبدعين في مجال ما ..

      ولكن يحق لنا لوم أنفسنا أكثر من أي شيء آخر ...

      هنا يتطلب الأمر شجاعة داخلية من أنفسنا لنغيرها للأفضل ...

      سبحان الله وبحمد