[ATTACH=CONFIG]123503[/ATTACH]
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحين والحمد لله ما تعاقب الليل والنهار , خلق الإنسان
من سلالة من طين وتكفل سبحانه وتعالى برزق هذا الإنسان العاجز منذ بداية خلقه إلى مماته , فعندمايكون جنينا
في بطن أمه يصله رزقه عن طريق الحبل السري , فمهما قصّرت والدته في غذائها فإنه لا يتأثر أبدا , لأنه في
حالة التقصير تذوب عظام والدته وأسنانها لكي لا يجوع الجنين في بطنها ولا ينقصه شيء.
يولد هذا الجنين ويصبح طفلا ثم شابا ويظل الرزق بيد الله فيوسع على البعض ويُقصّر على آخرين , فمنأوسع الله عليه
في الرزق بعضهم شكر وبعضهم استغلها في معصية الله تعالى والعياذ بالله , وآخرين صابرين وشاكرين على ما آتاهم
الله من فضله أو ربما بعضهم يشكوا ويسرق وهكذا حيث قال تعالى في محكم كتابه
: )( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي * كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )) سورة الفجر الآية 15-20
ولكن ما درى هؤلاء أن هذا أختبار من الله لكلاهما حيث يرى الله أثر نعمته على عبده .فبعض الناس عندما يرى شخصا
قد أنعم الله عليه بنعم لا سيما إذا كان فقيراً يتبادر في ذهنه أن الله يحب ذلك الشخص أكثر منه ولا يحبه هو والدليل أنه ( أعطاه وحرمني )
ولكنّ هذا مفهوم خالٍ من الصحة. في أيامنا الراهنة يبادر الكثير من الناس بالتصدق بما رزقهم الله تعالى , وتختلف نوعية هذه
الصدقة التي يقدمونها فبعضهم يتصدق بالمال والبعض الآخر يتصدق بالطعام ولكن هنا سؤال يجب أن يدركوا إجابته جيدا قبل التصدق ألا وهو لمن تجب الصدقة ؟
هناك أشخاص يعدون الولائم والأطعمة بُغية التصدق وأحياناً يقولوا أنها فاتحة عن شخص معين , فبعد الإنتهاء من تحظير الطعام يقوموا بتوزيعه على أقاربهم وأهلهم دون التركيز على من يحتاج هذه الصدقة بالفعل لأن الله انعم على أقاربهم وليسوا بحاجة للصدقة , والصحيح أن الصدقة تكون لذوي القربى المحتاجين , يستمر المسلسل ويأخذ الأقارب هذا الطعام ويأكلون وربما يرمى هذا الطعام لأنه مقتدرين وليسوا بحاجه لمثل هذا الطعام فهل تعتبر هذه صدقة ؟
أليست هناط شروط لهذه الصدقة ؟ كيف سيكون الحال لو أُعطيت أسرة فقيرة لا تجد ما تأكله هذا العشاء أو الوجبة هل سيرمونه ؟
بالطبع لا سيتغير الحال تجاه هذه الصدقة لأنهم بالفعل يحتاجون لمثل هذه الصدقة , الأمر ليس منحصراً على الطعام فقط وإنما يحدث أيضا عند توزيع بعض المال فالأمر مشابه لما حدث للطعام . لذا يجب أن يعي كل من يرغب بالتصدق بأي شيء يملكه بشروط الصدقة , فأول شرط هو الإخلاص لله تعالى عندما تريد التصدق لا أن تتباهى أمام الناس بأنك قد تصدقت قال الله تبارك وتعالى : (( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ)) البينة آية 5 . أما الشرط الثاني هو أن يكون ما تصدقت به من الكسب الطيب لا أن يكون من الكسب الحرام وتتصدق بالحرام أبعدنا الله وأياكم عن كل كسب حرام . ثالثا الإنفاق من مالٍ زائد أي لسنا محتاجين إليه , لأننا لا نستطيع التصدق ونحن محتاجين إليه فنحن أولى بمالنا ما دمنا محتاجين إليه ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله" (رواه البخاري.
الشروط متعدده لا يسعني ذكرها جميعا هنا ولكن أكتفي بما ذكرت لكي ينتبه إليها الناس الذين غفلوا عنها , أسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته وألا يجعل بيننا محتاجا وأن يساعد بعضنا بعضا ولا يجب أن نتكبر بسبب رزقٍ رزقنا الله أياه لأننا لا نعلم قد تنقلب الموازين وتتبدل الأحوال لأنها منتهيه لا محاله وأننا ميتون وسندخل في حفرة متشابه لا فرق بين غني وفقير ولا كبير وصغير إلا بالتقوى .
ملاحظة : الموقف المذكور في المقال من أرض الواقع وشاهدته بعيني.
بقلم : ولد البـــدو
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحين والحمد لله ما تعاقب الليل والنهار , خلق الإنسان
من سلالة من طين وتكفل سبحانه وتعالى برزق هذا الإنسان العاجز منذ بداية خلقه إلى مماته , فعندمايكون جنينا
في بطن أمه يصله رزقه عن طريق الحبل السري , فمهما قصّرت والدته في غذائها فإنه لا يتأثر أبدا , لأنه في
حالة التقصير تذوب عظام والدته وأسنانها لكي لا يجوع الجنين في بطنها ولا ينقصه شيء.
يولد هذا الجنين ويصبح طفلا ثم شابا ويظل الرزق بيد الله فيوسع على البعض ويُقصّر على آخرين , فمنأوسع الله عليه
في الرزق بعضهم شكر وبعضهم استغلها في معصية الله تعالى والعياذ بالله , وآخرين صابرين وشاكرين على ما آتاهم
الله من فضله أو ربما بعضهم يشكوا ويسرق وهكذا حيث قال تعالى في محكم كتابه
: )( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي * كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )) سورة الفجر الآية 15-20
ولكن ما درى هؤلاء أن هذا أختبار من الله لكلاهما حيث يرى الله أثر نعمته على عبده .فبعض الناس عندما يرى شخصا
قد أنعم الله عليه بنعم لا سيما إذا كان فقيراً يتبادر في ذهنه أن الله يحب ذلك الشخص أكثر منه ولا يحبه هو والدليل أنه ( أعطاه وحرمني )
ولكنّ هذا مفهوم خالٍ من الصحة. في أيامنا الراهنة يبادر الكثير من الناس بالتصدق بما رزقهم الله تعالى , وتختلف نوعية هذه
الصدقة التي يقدمونها فبعضهم يتصدق بالمال والبعض الآخر يتصدق بالطعام ولكن هنا سؤال يجب أن يدركوا إجابته جيدا قبل التصدق ألا وهو لمن تجب الصدقة ؟
هناك أشخاص يعدون الولائم والأطعمة بُغية التصدق وأحياناً يقولوا أنها فاتحة عن شخص معين , فبعد الإنتهاء من تحظير الطعام يقوموا بتوزيعه على أقاربهم وأهلهم دون التركيز على من يحتاج هذه الصدقة بالفعل لأن الله انعم على أقاربهم وليسوا بحاجة للصدقة , والصحيح أن الصدقة تكون لذوي القربى المحتاجين , يستمر المسلسل ويأخذ الأقارب هذا الطعام ويأكلون وربما يرمى هذا الطعام لأنه مقتدرين وليسوا بحاجه لمثل هذا الطعام فهل تعتبر هذه صدقة ؟
أليست هناط شروط لهذه الصدقة ؟ كيف سيكون الحال لو أُعطيت أسرة فقيرة لا تجد ما تأكله هذا العشاء أو الوجبة هل سيرمونه ؟
بالطبع لا سيتغير الحال تجاه هذه الصدقة لأنهم بالفعل يحتاجون لمثل هذه الصدقة , الأمر ليس منحصراً على الطعام فقط وإنما يحدث أيضا عند توزيع بعض المال فالأمر مشابه لما حدث للطعام . لذا يجب أن يعي كل من يرغب بالتصدق بأي شيء يملكه بشروط الصدقة , فأول شرط هو الإخلاص لله تعالى عندما تريد التصدق لا أن تتباهى أمام الناس بأنك قد تصدقت قال الله تبارك وتعالى : (( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ)) البينة آية 5 . أما الشرط الثاني هو أن يكون ما تصدقت به من الكسب الطيب لا أن يكون من الكسب الحرام وتتصدق بالحرام أبعدنا الله وأياكم عن كل كسب حرام . ثالثا الإنفاق من مالٍ زائد أي لسنا محتاجين إليه , لأننا لا نستطيع التصدق ونحن محتاجين إليه فنحن أولى بمالنا ما دمنا محتاجين إليه ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله" (رواه البخاري.
الشروط متعدده لا يسعني ذكرها جميعا هنا ولكن أكتفي بما ذكرت لكي ينتبه إليها الناس الذين غفلوا عنها , أسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته وألا يجعل بيننا محتاجا وأن يساعد بعضنا بعضا ولا يجب أن نتكبر بسبب رزقٍ رزقنا الله أياه لأننا لا نعلم قد تنقلب الموازين وتتبدل الأحوال لأنها منتهيه لا محاله وأننا ميتون وسندخل في حفرة متشابه لا فرق بين غني وفقير ولا كبير وصغير إلا بالتقوى .
ملاحظة : الموقف المذكور في المقال من أرض الواقع وشاهدته بعيني.
بقلم : ولد البـــدو