الوفاء بالعهد

    • الوفاء بالعهد

      قال تعالى في سورة النحل
      ( وأوفوا بعهد الله أذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون ) .
      ,,
      ,,
      هذا مما يأمر الله به ، وهو الوفاء بالعهود والمواثيق والمحافظة على الأيمان المؤكدة ولهذا قال : ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ) ولا تعارض بين هذا وبين قوله : ( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ) وبين قوله : ( ذلك كفارة أيمانكم أذا حلفتم واحفظوا أيمانكم ) أي لا تتركوها بلا كفارة.
      ,,,,,
      كما ثبت في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام قال : "
      أني والله إن شاء لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني " لا تعارض بين هذا كله ولا بين الآية المذكورة ههنا وهي قوله ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ) لان هذه الأيمان المراد بها الداخلة في العهود والمواثيق لا الأيمان التي هي واردة على حث او منع .

      ::
      ولهذا قال مجاهد في قوله ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ) يعني الحلف ، أي حلف الجاهلية ويؤيد ما رواه الإمام أحمد قال : قال رسول الله : " لا حلف في الاسلام ، وأيما حلف كان في الجاهلية فإنه لا يزيدة الإسلام إلا شدة " ومعناه أن الإسلام لا يحتاج معه إلى الحلف الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه ، فإن التمسك بالإسلام كفاية عما كانوا فيه .

      ::
      وقال الإمام أحمد : عن نافع قال : لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله ثم تشهد ، ثم قال : أما بعد فأنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله ، وإني سمعت رسول الله يقول:
      " إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال : هذه غدرة فلان ، وإن من أعظم الغدر - إلا أن يكون الإشراك بالله - أن يبايع رجل رجلاً على بيعة الله ورسوله ، ثم ينكث بيعته ، فلا يخلعن أحد منكم يداً ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر ، فيكون صيلم بيني وبينه " .


      وقال رسول الله : " من شرط لأخيه شرطا لا يريد أن يفي له به ، فهو كالمدلي جاره إلى غير منعة " .

      وقوله ( إن الله يعلم ما تفعلون ) تهديد ووعيد لمن نقض الأيمان بعد توكيدها .


      وقوله تكمله للآية في سورة النحل ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ) قال عبدالله بن كثير : هذه امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئاً نقضته بعد إبرامه .
      ::
      ::

      قال مجاهد وقتادة : هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده .
      .......................................

      وقوله ( أنكاثاً ) أي أنقاضاً ، قال بعده ( تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ) أي خديعة ومكراً ( أن تكون أمة هي أربى من أمة ) أي تحلفون للناس إذا كانوا أكثر منكم ليطمئنوا إليكم ، فإذا أمكنكم الغدر بهم غدرتم ، فنهى الله عن ذلك لينبه بالأدنى على الأعلى ، إذا كان قد نهى عن الغدر والحالة هذه ، فلأن ينهى عنه مع التمكن والقدرة بطريق الأولى .
      ::
      ::

      كما جاء في قصة معاوية لما كان بينه وبين ملك الروم أمد ، فسار معاوية إليهم في آخر الأجل حتى اذا انقضى وهو قريب من بلادهم أغار عليهم ، وهم لا يشعرون ، فقال له عمرو بن عبسة : الله أكبر يا معاوية وفاء لا غدر ، سمعت رسول الله يقول : " من كان بينه وبين قوم أجل فلا يحلن عقده حتى ينقضي أمدها " فرجع معاوية بالجيش .



      وقال ابن عباس : ( أن تكون أمة هي أربى من أمة ) أي أكثر .

      وقال مجاهد : كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز ، فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون أولئك الذين هم أكثر وأعز ، فنهوا عن ذلك .

      تفسير ابن كثير رقم ص ( 760 ) و (761 ) الجزء الثاني بتصرف
      • القرآن جنتي
    • يقول الله تعالى فالكتاب العزيز

      " والموفون بعهدهم إذا عاهدوا "

      فالوفاااء بالعهد هو الصدق
      والصدق من شيم المسلم الحق ،،

      وهو ركن مهم لا ستغناااء عنه
      وهو محاسب عليه العبد يوم القيامة .

      اشكرك اخيتي الكريمة روؤيا