الطلاق أقل ضرراً من الهجر المزدوج

    • الطلاق أقل ضرراً من الهجر المزدوج

      الهجر المزدوج هذا المصطلح يشير إلى الحالة التي تكون فيها العلاقة الزوجية ظاهرياً سليمة وممتازة،


      أما فعلياً فتكون العلاقة منتهية أو غير موجودة أصلاً، وينطوي هذا الوضع على تمثيلية الهدف منها إرضاء الآخرين كالمجتمع، والأهل، والأصدقاء، والمعارف، وفي الوقت نفسه فيها الكثير من الضرر المترتب على الزوجين وعلى الأطفال إن وجدوا داخل الأسرة.

      ولا شك في أن هذه الظاهرة غير صحية ويترتب عليها نتائج ربما تكون أشد خطورة وضرراً من الطلاق نفسه، وربما يتساءل المرء لماذا لا يتفق الزوجان على الطلاق، وبذلك يضعان حداً لعلاقة سلبية وضارة؟

      وللإجابة عن هذا السؤال لابد من الإشارة إلى العوامل التي تجعل الطلاق أمراً غير ممكن، فالضغط الاجتماعي الممارس أو المفروض من قبل الأهل والأقارب والأصدقاء كل ذلك يجعل الطلاق في غاية الصعوبة.

      والأمر الثاني هو الكلفة المادية المترتبة على الطلاق وعلى زواج جديد، فالزواج مكلف جداً، مادياً واجتماعياً وكذلك الطلاق، ثم هناك عامل آخر يؤدي إلى وجود مثل هذه الظاهرة، وهو الخجل والتردد في مناقشة المشكلة في إطار أوسع مع الأهل أو الأصدقاء أو الأقارب مما يساعد على حل هذه المشاكل.

      وعند وجود مثل هذه الظاهرة لابد من مناقشتها ومحاولة حلها أولاً من قبل الزوجين، ثم من قبل الأهل والأصدقاء ثانياً، وإذا لم ينجح ذلك لابد من الطلاق الذي يكون في هذه الحالة أقل ضرراً وأقل خطراً من استمرار حالة الهجر المزدوج.

      وربما يستدعي وجود مثل هذه الظاهرة إيجاد مكاتب للإرشاد الأسري تستقبل المشاكل الزوجية التي يتردد الأزواج في عرضها على الأهل والأقارب، بحيث تقوم هذه المكاتب بإيجاد الحلول لهذه المشاكل وتقديم النصح والإرشاد، ومحاولة التوفيق بين الزوجين لحل مشاكلهم التي يترتب عليها آثار سلبية وخطيرة ليست في صالح الأسرة ولا في صالح المجتمع.

      وأعتقد أنه ليس من الحكمة بمكان، إن وجدت مثل هذه المشكلة أن تستمر العلاقة الزوجية لفترات طويلة إذ لابد من إيجاد الحلول المناسبة، إما بتفاهم الزوجين، أو بطلب العون والمساعدة من جهة أخرى.