الوقاية من النفاق

    • الوقاية من النفاق

      طرق الوقاية من النفاق

      مصيركل من يقع فيه يوم القيامة الذي هو مستقبل البشرية، وسائر المخلوقات، وإن لم يتم يتخذ المرء أسباب الوقاية اللازمة من ذلك المرض وأعراضه
      فلا شك من الوقوع فيه حتماً وخاصة مع ازدياد الغفلة والجهل في الدين واللذين هما في اطراد كبير مع مرور الزمن,

      وصدق القائل

      عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
      الطرق المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم للوقاية من هذا المرض الفتاك:

      الاولقطع الشك باليقين في أركان الإيمان الست وما يمت لها بصلة:

      فقد علمنا بأن الشك والريبة هما المحركان الرئيسان لمرض النفاق ولا يتم التغلب عليهما إلا بدوام التدبر، والتفكر في عجيب صنع الله في خلقه
      وليكن قائد المسلم في ذلك هو قول الله عز وجل:
      (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لاوْلِي الألباب. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ،

      وفي أكثرمن آيه في كتاب الله الكريم نجد حض المسلم على دوام التدبر في إعجاز الخالق سبحانه وتعالى وتدبر القرآن واستشفاف الإعجاز العلمي واللغوي والتشريعي فيه.
      وعلى المسلم أن يهتم بجانب اليقين في البعث بعد الموت لأنه مدار الفرق بين المؤمنين والكفار، والمنافقين،
      ولا تتعجب أخي المسلم بأن السبب الرئيس لخلق السماوات والأرض، وتسخير الشمس والقمر،
      وهذا الخلق المعجز جعله الله عز وجل سببا لليقين في البعث بعد الموت

      فقد قال عز من قائل:

      (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) .
      وعلى كل من دخل في الإسلام أن يعلم أن سلاح إبليس ضد بني آدم منذ خلقه إلى قيام الساعة هو التشكيك في البعث بعد الموت،
      حيث قال عز وجل: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) ،
      وقال تعالى:

      (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ. أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ. قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُون فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ. قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ. وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ. أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ) .

      ولابد للمسلم أن

      يعلم أن عدم الإيمان أو الشك في الآخرة هو بمثابة التكذيب لله عز وجل، وهو شعبة من شعب الكفر المخرجة عن ملة الإسلام ويؤكد ذلك ما ورد في الحديث القدسي:
      كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني، ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي
      فقوله: لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا.

      وانظر أخي المسلم كيف

      قرن الله عز وجل ذنب التكذيب باليوم الأخر مع الإدعاء بأن الله عز وجل قد اتخذ ولدا تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا.
      وإن من ثمار اليقين باليوم الأخر والشعور بقربه مصداقا لقول الحق تبارك وتعالي:
      (انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) ،هو نجاة صاحبه من الوقوع في النفاق،
      ويكون سببا للخشية من التقصير في عبادة الله، تلك الخشية التي تدفع المؤمنين للاستزادة من العمل الصالح ،
      وتخوفهم من الوقوع في أي معصية لله وإن صغرت فالعبره ليست بصغر المعصية ولكن العبرة بعظم من يُعصي،
      والخوف من الله عز وجل في الدنيا هو طوق النجاة من الخوف في يوم البعث ويؤكد ذلك ما ورد في الحديث القدسي
      الذي يقول المولي عز وجل فيه:
      (وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي) .
      إن الدليل علي عدم الشك والارتياب في اليوم الآخر هو الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله بالمعني الشامل للجهاد،
      فكل طاعة جهاد، وكل إمساك عن معصية جهاد، والبذل بالمال في أوجه الخير والصدقة جهاد،والقتال في سبيل الله جهاد ،
      وهذا مصداقا لقول الله عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) .

      الثاني: العلم بأضرار النفاق
      إن النفاق من أهم أسباب إحباط العمل، كما أنه هو السبب الرئيس لعذاب القبر، وشدة الموقف يوم القيامة، والولوج في نار جهنم أعاذنا الله من ذلك
      فقد، قال الله تعالي :
      (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلاِئكةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ. وَلَوْ نَشَاء لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) .
      ولقد علمنا فيما سبق بأن المنافق أو المرتاب حين يسأل في القبر، فيقول ها ها لا أدري كنت سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، ويري مقعده من النار، ثم يعذب،
      وأما في يوم البعث، فقد علمنا الفصل بين المؤمنين الموقنين ،وبين المنافقين المرتابين بسور له باب باطنه من دونه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب،
      ويقع المنافقون في ظلمة حالكة، ويستنجدون بالمؤمنين لانتظارهم والاستبصار بنورهم، فلا يُمكّنهم الله عز وجل من ذلك،
      والأحاديث والآيات الواردة في عذاب المنافقين في النار معروفة سبق ذكرها.

      الثالث: كثرة ذكر الله وقراءة القرآن وتدبرهإن
      من أهم صفات المنافقين كما علمنا ،هي قلة ذكرهم لله عز وجل، وعدم تدبرهم للقرآن الكريم قال تعالي: (وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً) ،

      وقال تعالي: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً)،

      وفي المقابل جاء تحذير الله عز وجل لعباده المؤمنين من عاقبة الانشغال بمتاع الدنيا عن ذكر الله عز وجل ومن العجيب أن يأتي هذا التحذير في سورة المنافقين
      مما يفهم منه أنكم أيها المؤمنون إن انشغلتم عن ذكر الله، فإنكم ستقعون في النفاق
      قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) ،
      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله موضحاً فوائد قراءة القرآن وذكر الرحمن :
      قراءة القرآن علي الوجه المأمور به تورث القلب الإيمان العظيم وتزيده يقينا، وطمأنينة، وشفاء،

      قال تعالي: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيد الظالمين إَلاَّ خَسَارًا ) ،

      وقال تعالي: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) ،

      وقال تعالي: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) ،

      وذكر الله بمفهومه الأعم يشمل المواظبة علي أذكار الصباح والمساء من أحاديث السنة النبوية الشريفة والمحافظة علي الصلاة في أوقاتها مع الجماعة،
      والصيام، والزكاة، والحج، والعمرة واجتناب المحرمات، وفعل الطاعات، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،
      والرضا بقضاء الله وقدره ،وحمده علي نعمه ،والدعاء ، والتوبة ،والاستغفار، كل ذلك من ذكر الله عز وجل الذي ينجي صاحبه من عذاب النار،
      مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما عمل آدمي عملا أنجي له من عذاب الله من ذكر الله،
      ومن اهم فرائض الذكر القولي والفعلي التي تنجي صاحبها من مرض النفاق المحافظة علي الصلاة مع الجماعة في المسجد وإدراك تكبيرة الإحرام
      مصداقا لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق،
      وما افضل أن يجعل المسلم مضمون هذا الحديث هدفا لحياته فيكون في محاولة مستمرة لإدراك هذه الصلاة، حتى تكتب له البراءتان،
      فيفوز بدخول الجنة، وذلك هو الفوز العظيم.


      اللهم زكي نفوسنا من النفاق . امين








      just_f

      ( أ ) ( ح ) ( ب ) ( ك ) ( الله ) ( حطك ) ( بقلبي ) ( كلك ) لا للعنصرية لا للتفرد لا للزندقة إن هدف الإنسانية الحديثة هو انصهار الأمة البشرية في قالب تفاعلي موحد من اجل الرقي بالجنس البشري