عودة، كأنني لم أنقطع عن الشبكة أبداً وعملياً لم أنقطع فقط توقفت عن الكتابة لكن هذا لم يكن كافياً حتى مع رفع ساعات الابتعاد عن الشبكة، لعلي أحد هؤلاء الذين يجب أن تكون حالاتهم "يا ابيض يا اسود" إما انقطاع تام كامل بدون استثناء أو اتصال بدون أي انقطاع، من الصعب التوازن هنا.
قلتها قبل سنوات عديدة، إن كنت عربياً فأنت غارق حتى أذنيك في السياسية، ربما علي أن أضيف لها المقولة المشهورة: شاء من شاء وأبى من أبى، حتى مع ابتعادي عن الأخبار بقدر الإمكان وحتى مع تجاهلي للأحداث الحالية فلا بد أن يقتحم يومي شيء من السياسة وفي بلادنا العربية السياسة تدخل من الباب ليخرج الأدب والاحترام من النافذة، من كان صديقاً يتحول برأي سياسي واحد إلى عدو، من كان محترماً يصبح غير مستحق لأي احترام لمجرد اختلاف في الرأي، قد نختلف في كل شيء إلا أمور السياسة وإن كنت من عشاق التقنية فالاختلاف حول شركات التقنية يفسد للود ألف قضية.
أسوأ من ذلك هو شعور العجز، حرب مجنونة من يوقفها؟ فتنة تثور في بلد آخر من سيطفأ نارها؟ هل كتب علينا أن نعيش من أزمة لأخرى؟ كنت في الماضي أتابع وأهتم والآن أهرب وأدعي عدم الاهتمام وكلاهما بلا نتيجة، وعندما يريد أحدنا شيء من الابتعاد عن كل هذا الهم ويتحدث عن شيء من الحياة والتفاؤل يأتي من يسألنا إن كانت مشاكل العرب انتهت لكي نتحدث عن هذا أو ذاك.
كلما تأملت أن تخرج أصوات العقلاء وتهدأ الأوضاع وتميت الفتنة أجدهم يزيدون النار حطباً، وبين صراخ الناس قد يخرج صوت عاقل لكن من يسمعه؟ من يدعوا للصبر والتريث وعدم المساهمة في الفتنة قد يجد اتهامات من كل الأطراف بالعمالة والخضوع والضعف وربما الخيانة، ولعل شخصاً يرى ظلماً فيشير له فيتهم في نفسه وولائه ويصبح بكلمات قليلة عدواً للعديد من الناس وبعض هؤلاء الناس لا يريدون لرأي مخالف أن يظهر فيشنون حرباً على كل مخالف ويصبح الحوار مجرد كلمة في قاموس، هنا حرب كلامية، المخالف عدو يستحق التدمير المعنوي وربما التصفية الجسدية إن أمكن، ليس هناك مكان للاحترام أو شيء من الرحمة وبذل الأعذار أو حتى شيء من التجاهل، حربهم ضد الآخر هي حرب صغار العقول لتصفية الآخر بأي وسيلة ممكنة، لا مكان لديهم لوجود أي شيء آخر، إما معنا أو ضدنا، تماماً كما قالها بوش الصغير.
كنت ألوم بعض من أعرفهم في الواقع وفي الشبكة عندما يظهرون جانباً أنانياً من شخصياتهم ويرددون علي أن مشاكل العرب لا تعنيهم وما يمكنهم فعله فقد فعلوه، كفوا ألسنتهم عن الفتن وتبرعوا بما تيسر لهم لمن احتاج ثم عاد كل واحد منهم لحياته، لديه عمل وأسرة وأطفال وربما مشروع تجاري أو فكري أو اجتماعي، الأحداث تمضي والواحد منهم مهتم بأمور أخرى بعيدة عن شاشات التلفاز السياسي، لكنني في السنوات الماضية بدأت أفهمهم ثم أشجع البعض على أن يفعل مثلهم، أحياناً أفضل ما يمكنك فعله هو أن تدير ظهرك.
قلتها قبل سنوات عديدة، إن كنت عربياً فأنت غارق حتى أذنيك في السياسية، ربما علي أن أضيف لها المقولة المشهورة: شاء من شاء وأبى من أبى، حتى مع ابتعادي عن الأخبار بقدر الإمكان وحتى مع تجاهلي للأحداث الحالية فلا بد أن يقتحم يومي شيء من السياسة وفي بلادنا العربية السياسة تدخل من الباب ليخرج الأدب والاحترام من النافذة، من كان صديقاً يتحول برأي سياسي واحد إلى عدو، من كان محترماً يصبح غير مستحق لأي احترام لمجرد اختلاف في الرأي، قد نختلف في كل شيء إلا أمور السياسة وإن كنت من عشاق التقنية فالاختلاف حول شركات التقنية يفسد للود ألف قضية.
أسوأ من ذلك هو شعور العجز، حرب مجنونة من يوقفها؟ فتنة تثور في بلد آخر من سيطفأ نارها؟ هل كتب علينا أن نعيش من أزمة لأخرى؟ كنت في الماضي أتابع وأهتم والآن أهرب وأدعي عدم الاهتمام وكلاهما بلا نتيجة، وعندما يريد أحدنا شيء من الابتعاد عن كل هذا الهم ويتحدث عن شيء من الحياة والتفاؤل يأتي من يسألنا إن كانت مشاكل العرب انتهت لكي نتحدث عن هذا أو ذاك.
كلما تأملت أن تخرج أصوات العقلاء وتهدأ الأوضاع وتميت الفتنة أجدهم يزيدون النار حطباً، وبين صراخ الناس قد يخرج صوت عاقل لكن من يسمعه؟ من يدعوا للصبر والتريث وعدم المساهمة في الفتنة قد يجد اتهامات من كل الأطراف بالعمالة والخضوع والضعف وربما الخيانة، ولعل شخصاً يرى ظلماً فيشير له فيتهم في نفسه وولائه ويصبح بكلمات قليلة عدواً للعديد من الناس وبعض هؤلاء الناس لا يريدون لرأي مخالف أن يظهر فيشنون حرباً على كل مخالف ويصبح الحوار مجرد كلمة في قاموس، هنا حرب كلامية، المخالف عدو يستحق التدمير المعنوي وربما التصفية الجسدية إن أمكن، ليس هناك مكان للاحترام أو شيء من الرحمة وبذل الأعذار أو حتى شيء من التجاهل، حربهم ضد الآخر هي حرب صغار العقول لتصفية الآخر بأي وسيلة ممكنة، لا مكان لديهم لوجود أي شيء آخر، إما معنا أو ضدنا، تماماً كما قالها بوش الصغير.
كنت ألوم بعض من أعرفهم في الواقع وفي الشبكة عندما يظهرون جانباً أنانياً من شخصياتهم ويرددون علي أن مشاكل العرب لا تعنيهم وما يمكنهم فعله فقد فعلوه، كفوا ألسنتهم عن الفتن وتبرعوا بما تيسر لهم لمن احتاج ثم عاد كل واحد منهم لحياته، لديه عمل وأسرة وأطفال وربما مشروع تجاري أو فكري أو اجتماعي، الأحداث تمضي والواحد منهم مهتم بأمور أخرى بعيدة عن شاشات التلفاز السياسي، لكنني في السنوات الماضية بدأت أفهمهم ثم أشجع البعض على أن يفعل مثلهم، أحياناً أفضل ما يمكنك فعله هو أن تدير ظهرك.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري