

من قال أن العمر يحسب بالسنين
( حقيقة)
ذلك الشعور الذي داهمكِ بالأمس .. تذكرته
أتصدقين
كان صديقي الوفي منذ سنوات طويلة .. ولكن
يبدو أنني صديق غير وفي لقد نسيته ..هجرته
أتعلمين منذ متى
منذ أن بدأت هذه الأوراق المجنونة
لكم أذكر وجهه العبوس المكفهر ..كنت آنس به
أنتظره كل مساء وأرفع رايتي البيضاء له
أفتح له مساحات جسدي يغرس ألويته في كل أرجائه
لم يكن يهزمني.. بل كنت أهزمه بانهزامي أمامه
أتعلمين يا فراشتي
الاستسلام للملل يهزمه يبعثره.. يشعره بالملل
(انقلاب)
هناك شيء ما .. هنا
صار يحاورني .. عنكِ..عن يومكِ
عن اسمك الذي لا أعرفه
وهناك سؤال يداعبني كل لحظة.. ترى ماذا تعمل الآن
من تكلم ..كيف تأكل.. ماذا تشرب.. أين ذهبت..كيف
تنام..بماذا تفكر وبماذا تحلم..وأشياء صغيرة أخرى
هل عرفتِ يا صغيرتي كيف اغتلت صديقي اللدود
(غريبة هي مساءاتي)
هناك ثمة شيء ما يجب فعله قبل النوم
متعب .. لايهم.. منهك..لايهم.. بدأت أفقد اتزاني
تحمل لكن لا بد من تهجي وجهك عبر شاشتي البيضاء
أراكِ تبتسمين تضعين أحد أناملكِ بين شفتيكِ
تداعبي أضافرك اللؤلؤية باسنانك الماسية
تنتظرين فتح البريد ..أنفاسكِ تهمس .. تصرخ
تخافين أن يسمعها كل من في البيت "حتما سأجدها.. هاهي
نعم تلك الحروف..آه منها ومنه ذلك المشاكس الذي لا ينام
بيني وبينك ثلاثون سم فقط والباقي مسافات هلامية
أكاد أمد يدي ألمس طرف أنفكِ..أحتوي وجهك
أجمع خصلات من الشعر وأشمها.. أقرص أرنبة أذنكِ بلطف
أمرر إبهامي فوق شفتيكِ.. أستنشق زفيركِ
أرتدي رائحة جسدك الفطرية.. وأغفو بكِ مع أحلامي
رائعة أنتِ هكذا .. أنثى لا أعرف أبعادها
لا أهتم بغرائب جسدها
لا أبحث عن بطولاتي بين زوايا جسمها
لا أُهزم بمعاركِي معها
ورائع هكذا أنا .. ذكر لا أخشى نظرة فحص أو مقارنة
لا أخضع لمقصلة الرفض أو القبول
ولا أخشى نظرات تبحث عن عيوبي
هنا فقط
هنا فقط
هنا فقط
أنا الرجل الشرقي (سي السيد)
وأنتِ مليكتي وعالمي ومانحتي كل نبضة
تعلن عن وجود الحياة بي
هنا فقط أنتِ الروح .. وأنا الجسد
هنا فقط .. لن تعلنيها ..مللت منك
هنا فقط لن تقولي أبدا .. ابتعد إنني ….. منك
هنا فقط أستعذب إحساسكِ نحوي.. أرسم صورتي كما أشاء
لا كما هي
هنا فقط أمارس أحلامي كما تمنيت .. وكما حلمت
وكما أشتهي
هنا فقط أعرف أنني أعرف ما أريد
وأعرف ما لا أريد
هنا أعلن سقوط حدودي.. وزمني .. ومجتمعي..وملامحي
هنا فقط لن تطلبي مني حساب حياتي
ولا تعاتبينني على سخرية الأقدار مني
هنا فقط لن أعتذر لكِ عن شيء
آه..آه..آه
لرجل لا يملك من أحلامه إلا مساحة شاشة حاسب
أخيرا.. هنا فقط
أستطيع أن أتوهم العشق دون خوف
ودون استئذان
هنا فقط .. أدفن بؤسي كل ليلة
(آخر البوح)
للقابع أقصى اليسار رثاء كبير
( أهمسها لكِ)
عادل الانصارى