قد يتمنى الكثير من الطلاب خطة فورية أو طريقة ما تضمن لهم الخيار الصحيح وفقا *لاهتماماتهم، ومواهبهم، وتطلعاتهم الوظيفية، ولكن بالطبع ليس هناك من خطة واحدة تناسب كل شخص بنفس الدرجة (وهذا هو السبب الذي ينبغي أن لا يجعل الطلبة يتخذون قرارات بالاختيار لمجرد ان أصدقائهم المقربين أو إخوانهم أو أخواتهم قد اختاروه ونجحوا فيه)، لذلك وجب على كل طالب بداية تحديد اهتماماته وميوله العلمية وتطلعاته الوظيفية مستقبلا حتى يتمكن من وضع الخيارات الصحيحة التي لا يندم عليها يوما ما.
ومع هذا فإن اختياراً معيناً لا يعني بالضرورة إقصاء كل الخيارات الأخرى، ففي الحقيقة أن هناك علماء بيولوجيين لكنهم مشهورون في التصوير الفوتوغرافي كهواية، وهناك أيضاً أُناس درسوا الفيزياء ولكنهم الآن يقودون دولاً (تفكروا مثلاً في السياسية الألمانية أنغيلا ماركل)، وهناك أُناس يحملون شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة الميكانيكية ثم قرروا أن يصبحوا ميكانيكيين، وهناك أناس متخصصون في مجال الهندسة البترولية لكنهم يعملون أيضاً في مجال الطاقة المتجددة. لذا ليس بالضرورة دائما أن تكون هاويا في مجال ما أن تتخصص فيه، حين يكون بإمكانك أن تتخصص في مجال له مستقبل وظيفيي ويناسب ميولاتك الأخرى بينما تمارس المجال الذي تحبه كهواية!
كما وجب التنبيه هنا كذلك على نقطة مهمة وهي أنه ليس بالضرورة إذا ما تم قبول طالب في تخصص ما كتخصص الطب على سبيل المثال وذلك لتحقيقه المعدل التنافسي المطلوب في ذلك التخصص بأن يسمح له بدراسة ذلك التخصص..كيف؟
في تخصصات كتخصص الطلب والهندسة المعمارية يمر الطالب *بعدة مراحل قبل أن يدرس التخصص نفسه، حيث يتم إجراء مقابلة شخصية للطالب بعد قبوله في البرنامج وإذا ما اجتاز المقابلة، يدرس السنة التأسيسية *الأولى فإن اجتاز هذه المرحلة بنجاح سمح له بدراسة التخصص وإذا ما لم يستطع اجتياز هذه المرحلة يتم تحويله إلى تخصص آخر ذا صلة!
لذلك على الطالب قبل اختيار أي تخصص معرفة كافة المراحل والإجراءات التي قد يمر بها، وأن لا يتسرع في اختيار التخصص مالم يكن واثقا من اجتياز كافة مراحلها.
كُن واقعياً. *اتخذ قراراً واعياً
مهما كان قرارك في اختيار مجال دراستك فإن عليك أن تتخذ هذا القرار بناء على معلومات تجعلك مرناً وموضوعياً وقابلاً للمقارنة المبنية على احتياجاتك الذاتية. *عليك، إذاً أن *تنظر مثلاً إلى اهتماماتك الذاتية ومراقبة *احتياجات سوق العمل في الوقت نفسه!
إن المعلومات الموضوعية حول محتوى التخصص وشروط الترشح يمكن الحصول عليها من المواقع الإلكترونية لمؤسسات التعليم العالي الموثوقة، ومن المرشدين الأكاديميين المتخصصين في مركز التوجيه المهني في وزارة التربية والتعليم، ومن المرشدين الأكاديميين المتخصصين في وزارة التعليم العالي. *كما ان اختباراً ذاتياً لدرجة استعدادك لدراسة تخصص معين سيساعدك أيضاً في اتخاذ القرار. *ولا يكفي أن تستشير أخصائيي التوجيه المهني في المدرسة من أجل الحصول على معلومات موضوعية، ولكن عليك أيضاً أن تكون لديك فكرة عن الخطط المستقبلية لعمان من خلال قراءة الصحف اليومية والمطبوعات ذات الأهمية. فمن المهم أن يكون لديك وعي بالأولويات الوطنية والمجالات المحتملة للنمو الاقتصادي.
وربما يستطيع الطالب أيضاً أن يزور بعض الشركات والمؤسسات في قطاعات مختلفة التي لديه اهتمام بالعمل لديها وسؤالها عن طبيعة الموظفين الذين يعملون فيها وطبيعة الأعمال التي يقومون بها.
ومع ان المعلومات متوفرة بكثرة فإنه يبدو أن بعض خريجي دبلوم التعليم العام تتكون لديهم أفكار مجرَّدة (غامضة) أو اندفاعية حول مهنة معينة. *وهذه بعض الأمثلة: *برامج أو وظائف منبثقة من تخصصات "مرغوبة" كالهندسة الكهربائية أو الهندسة الميكانيكية يتم ربطها أحياناً بالديناميكية التي تميز الشخصية التي تقوم بتصميم الأناس الآليين في فيلم "الرجل الحديدي". ويعتقد طلبة آخرون إنهم إذا درسوا الفن المعماري فإنهم سيصبحون مهندسين معماريين، والحقيقة هي أنه وإن كان الإثنين مترابطان إلا انهما حقلين مختلفين. *ويتوقع طلبة آخرون على سبيل المثال إلى الاعتقاد بأن المهندسين المعمارين دوماً "يرسمون" أو انهم دوماً خارج المكتب مشغولين بإنشاء مبانٍ كبيرة جديدة، بينما الحقيقة هي أن المهندسين المعماريين عادة ما يكونون خلف طاولات مكاتبهم أو يحضرون اجتماعات تهدف إلى حل مشاكل وليس الإنشاء فقط!
حوافز الطلبة تؤثر على طبيعة الجهود التي يبذلونها في الدراسة
في الوقت الذي يكون فيه اتخاذك لقرارك مبنياً على وعي باحتياجات سوق العمل واحتياجات البلاد فإن عليك أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار فيما إذا كانت لديك اهتمامات وحوافز (جوهرية) للتخصص في مجال معين، فهذا يلعب دوراً مهماً أيضاً.
يقول البروفيسور نويل إينتويستل من جامعة أدنبره في المملكة المتحدة إن "نقطة البداية ينبغي أن تكون الأسباب التي تجعل الطلبة راغبين في دراسة تخصصات معينة، فلا شك أن الأهداف المختلفة ستؤثر ليس فحسب في درجة الجهود التي سيبذلونها، بل كذلك في نوعية تلك الجهود".
لقد أشار طالب عماني يدرس في مجال الهندسة البحرية في كلية عمان للعلوم البحرية إلى أسباب متعددة جعلته يقبل على التخصص في هذا المجال حيث قال: *"أنا استمتع بالعمل بيديّ منذ أن كنت طفلاً. *وقد تعلمت كيفية البناء عن طريق استخدام خيالي الخاص وكذلك باستخدام التعليمات والمعرفة التي توفرها الكلية". *ويضيف هذا الطالب قائلاً: *"بالنسبة للكثيرين من الطلبة فإن دراسة الهندسة توفر لهم مستقبلاً مشرقاً، ولكن بالنسبة لطلبة آخرين فإن الهندسة فن لا نهاية له. *لقد اخترت هذا الاتجاه لأن التعلم لا ينتهي أبداً بسبب التطور الدائم في صناعة الآلات والمكائن التي يتم التعامل معها بالأيادي". *ومن هذا المثال يتضح لنا بأن *هذا الطالب لديه اهتمام جوهري بدراسة الهندسة، ولديه أيضاً تخطيط استراتيجي حكيم.
عليك ان تنظر بعين الاعتبار إلى أن أساليب التدريس *في مؤسسات التعليم العالي في عمان و/أو في الخارج ليست نفسها. *فبعض تلك الأساليب تركز على الجانب الأكاديمي أو "النظري"، بينما هناك مؤسسات أو برامج أخرى تركز على الجانب العملي، فبعض البرامج على سبيل المثال تتضمن فترة تدريبية في شركة حقيقية، حيث تتوفر لك فرصة تطبيق معرفتك واختبار مهاراتك. *وبعض مؤسسات التعليم العالي تمنحك خيار مزاوجة التخصصات من حقول مختلفة (وهذا ما يعرف بـ "أسلوب التخصصات المتعددة")، بينما هناك مؤسسات أخرى تركز على تخصص معين.*
ليس هناك من ضمان بنسبة 100%
إن التخصصات التي يمكن للطلبة الراغبين في الحصول على بعثات *دراسية لمرحلة البكالوريوس الاختيار منها تتركز في مجالات تم تحديدها على انها أولويات وطنية ومجالات محتملة للنمو الاقتصادي. *ولكن هذا لا يعني انه لا ينبغي منك كطالب أن تتفكر في الأمر جيداً قبل اختيار تخصص معين، حيث انه من المناسب جداً في عالم اليوم المتغير والطبيعة الديناميكية للاقتصاد أن تكون مطلعاً على الوضع عند اختيار مهنتك المستقبلية، وعليك أن تكون واعياً بما يتطلبه عالم اليوم وعالم المستقبل.
فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية أن هناك عددا كبيرا من الطلاب يتوجهون لتخصصات معينة دون غيرها، على سبيل المثال عدد كبير من الطلاب يتنافسون لدراسة تخصص الهندسة بشكل عام وتحديدا تخصص هندسة البترول ظنا منهم أن مستقبل هذا التخصص مضمون 100 %، ويعزفون عن تخصصات أخرى كعلوم البيئة والأحياء رغم أنها تخصصات لا تقل شأنا عن نظيراتها ويحتاج لها *سوق العمل كذلك.
يقول الدكتور جميل سالمي، خبير في مجال اقتصاد التعليم ومستشار سابق لدى البنك الدولي، عن خريجي المستقبل "لقد أصبح التوظيف المضمون جزءاً من الماضي". *وأضاف: *"على الطلبة أن يكونوا بارعين في دراسة نشوء وارتقاء سوق العمل من أجل تحديد مجالات الطلب العالي والقطاعات الاقتصادية التي تم تشبعها".
كذلك حين يتعلق الأمر بالحصول على وظيفة مناسبة فليست الدرجة العلمية هي كل شيء، ولكن من الضرورة أن تتحلى أيضاً بموقف سليم، حيث أن أرباب العمل يبحثون بصورة متنامية عن موظفين يتمتعون بالحوافز والانضباط، كما أنهم يبحثون عن موظفين يحوزون ليس على المعرفة والكفاءات التقنية فحسب بل كذلك يحوزون على المهارات المتعددة مثل حل المشاكل والتفكير النقدي ومهارات التواصل وقابلية العمل كعضو في فريق. *وهذه المهارات المتعددة ينبغي تعلمها في فترة الدراسة الجامعية بغض النظر عن طبيعة التخصص الذي تدرسه. * * **
تمنياتنا لأبنائنا الطلبة كل التوفيق في اختياراتهم...!
في هذه الفترة من كل عام يقف طالب دبلوم التعليم العام حائرا قلقا بشأن خياراته التي تحدد مستقبل أربع أو خمس سنوات من حياته، وذلك حين يتعلق الأمر باختيار مجال ومكان الدراسة الجامعية. *في الحقيقة تتوافر اليوم خيارات كثيرة، ولكن *مع هذه الخيارات يزيد قلق الطالب وحيرته في اختيار ما يناسبه، (فالمثل العماني يقول إذا أردت أن تحيره فخيره) فتتبادر في ذهنه العديد من الأسئلة الصعبة من قبيل: *ماذا أريد؟؛ ما هو التخصص الذي يناسبني؟؛ ما مواهبي؟؛ هل ينبغي أن أدرس في داخل السلطنة أم في الخارج؟؛ هل لدي نزعة ذاتية لدراسة الفنون والآداب أم العلوم أم كلاهما؟؛ ما الذي يشجعني وينصحني به والداي وأقاربي الآخرون لدراسته؟؛ ما طبيعة الوظيفة التي يمكن أن أحصل عليها بعد التخرج؟؛ ما الذي يحتاج إليه الاقتصاد العماني وسوق العمل؟؛ ما الذي سيحدث إذا اخترت الآن تخصصاً معيناً ثم اكتشفت لاحقاً إنني أريد أن أدرس تخصصاً آخراً؟. *هذه بعض من الأسئلة التي تنتاب (وربما ينبغي أن تنتاب) أذهان الطلبة من أجل اتخاذ هذا القرار المصيري!
قد يتمنى الكثير من الطلاب خطة فورية أو طريقة ما تضمن لهم الخيار الصحيح وفقا *لاهتماماتهم، ومواهبهم، وتطلعاتهم الوظيفية، ولكن بالطبع ليس هناك من خطة واحدة تناسب كل شخص بنفس الدرجة (وهذا هو السبب الذي ينبغي أن لا يجعل الطلبة يتخذون قرارات بالاختيار لمجرد ان أصدقائهم المقربين أو إخوانهم أو أخواتهم قد اختاروه ونجحوا فيه)، لذلك وجب على كل طالب بداية تحديد اهتماماته وميوله العلمية وتطلعاته الوظيفية مستقبلا حتى يتمكن من وضع الخيارات الصحيحة التي لا يندم عليها يوما ما.
ومع هذا فإن اختياراً معيناً لا يعني بالضرورة إقصاء كل الخيارات الأخرى، ففي الحقيقة أن هناك علماء بيولوجيين لكنهم مشهورون في التصوير الفوتوغرافي كهواية، وهناك أيضاً أُناس درسوا الفيزياء ولكنهم الآن يقودون دولاً (تفكروا مثلاً في السياسية الألمانية أنغيلا ماركل)، وهناك أُناس يحملون شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة الميكانيكية ثم قرروا أن يصبحوا ميكانيكيين، وهناك أناس متخصصون في مجال الهندسة البترولية لكنهم يعملون أيضاً في مجال الطاقة المتجددة. لذا ليس بالضرورة دائما أن تكون هاويا في مجال ما أن تتخصص فيه، حين يكون بإمكانك أن تتخصص في مجال له مستقبل وظيفيي ويناسب ميولاتك الأخرى بينما تمارس المجال الذي تحبه كهواية!
كما وجب التنبيه هنا كذلك على نقطة مهمة وهي أنه ليس بالضرورة إذا ما تم قبول طالب في تخصص ما كتخصص الطب على سبيل المثال وذلك لتحقيقه المعدل التنافسي المطلوب في ذلك التخصص بأن يسمح له بدراسة ذلك التخصص..كيف؟في تخصصات كتخصص الطلب والهندسة المعمارية يمر الطالب *بعدة مراحل قبل أن يدرس التخصص نفسه، حيث يتم إجراء مقابلة شخصية للطالب بعد قبوله في البرنامج وإذا ما اجتاز المقابلة، يدرس السنة التأسيسية *الأولى فإن اجتاز هذه المرحلة بنجاح سمح له بدراسة التخصص وإذا ما لم يستطع اجتياز هذه المرحلة يتم تحويله إلى تخصص آخر ذا صلة!لذلك على الطالب قبل اختيار أي تخصص معرفة كافة المراحل والإجراءات التي قد يمر بها، وأن لا يتسرع في اختيار التخصص مالم يكن واثقا من اجتياز كافة مراحلها.
كُن واقعياً واتخذ قراراً واعياً
مهما كان قرارك في اختيار مجال دراستك فإن عليك أن تتخذ هذا القرار بناء على معلومات تجعلك مرناً وموضوعياً وقابلاً للمقارنة المبنية على احتياجاتك الذاتية. *عليك، إذاً أن *تنظر مثلاً إلى اهتماماتك الذاتية ومراقبة *احتياجات سوق العمل في الوقت نفسه!
إن المعلومات الموضوعية حول محتوى التخصص وشروط الترشح يمكن الحصول عليها من المواقع الإلكترونية لمؤسسات التعليم العالي الموثوقة، ومن المرشدين الأكاديميين المتخصصين في مركز التوجيه المهني في وزارة التربية والتعليم، ومن المرشدين الأكاديميين المتخصصين في وزارة التعليم العالي. *كما ان اختباراً ذاتياً لدرجة استعدادك لدراسة تخصص معين سيساعدك أيضاً في اتخاذ القرار. *ولا يكفي أن تستشير أخصائيي التوجيه المهني في المدرسة من أجل الحصول على معلومات موضوعية، ولكن عليك أيضاً أن تكون لديك فكرة عن الخطط المستقبلية لعمان من خلال قراءة الصحف اليومية والمطبوعات ذات الأهمية. فمن المهم أن يكون لديك وعي بالأولويات الوطنية والمجالات المحتملة للنمو الاقتصادي.
وربما يستطيع الطالب أيضاً أن يزور بعض الشركات والمؤسسات في قطاعات مختلفة التي لديه اهتمام بالعمل لديها وسؤالها عن طبيعة الموظفين الذين يعملون فيها وطبيعة الأعمال التي يقومون بها.
ومع ان المعلومات متوفرة بكثرة فإنه يبدو أن بعض خريجي دبلوم التعليم العام تتكون لديهم أفكار مجرَّدة (غامضة) أو اندفاعية حول مهنة معينة. *وهذه بعض الأمثلة: *برامج أو وظائف منبثقة من تخصصات "مرغوبة" كالهندسة الكهربائية أو الهندسة الميكانيكية يتم ربطها أحياناً بالديناميكية التي تميز الشخصية التي تقوم بتصميم الأناس الآليين في فيلم "الرجل الحديدي". ويعتقد طلبة آخرون إنهم إذا درسوا الفن المعماري فإنهم سيصبحون مهندسين معماريين، والحقيقة هي أنه وإن كان الإثنين مترابطان إلا انهما حقلين مختلفين. *ويتوقع طلبة آخرون على سبيل المثال إلى الاعتقاد بأن المهندسين المعمارين دوماً "يرسمون" أو انهم دوماً خارج المكتب مشغولين بإنشاء مبانٍ كبيرة جديدة، بينما الحقيقة هي أن المهندسين المعماريين عادة ما يكونون خلف طاولات مكاتبهم أو يحضرون اجتماعات تهدف إلى حل مشاكل وليس الإنشاء فقط!*
حوافز الطلبة تؤثر على طبيعة الجهود التي يبذلونها في الدراسة
في الوقت الذي يكون فيه اتخاذك لقرارك مبنياً على وعي باحتياجات سوق العمل واحتياجات البلاد فإن عليك أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار فيما إذا كانت لديك اهتمامات وحوافز (جوهرية) للتخصص في مجال معين، فهذا يلعب دوراً مهماً
أيضاً.يقول البروفيسور نويل إينتويستل من جامعة أدنبره في المملكة المتحدة إن "نقطة البداية ينبغي أن تكون الأسباب التي تجعل الطلبة راغبين في دراسة تخصصات معينة، فلا شك أن الأهداف المختلفة ستؤثر ليس فحسب في درجة الجهود التي سيبذلونها، بل كذلك في نوعية تلك الجهود"
.لقد أشار طالب عماني يدرس في مجال الهندسة البحرية في كلية عمان للعلوم البحرية إلى أسباب متعددة جعلته يقبل على التخصص في هذا المجال حيث قال: *"أنا استمتع بالعمل بيديّ منذ أن كنت طفلاً. *وقد تعلمت كيفية البناء عن طريق استخدام خيالي الخاص وكذلك باستخدام التعليمات والمعرفة التي توفرها الكلية". *ويضيف هذا الطالب قائلاً: *"بالنسبة للكثيرين من الطلبة فإن دراسة الهندسة توفر لهم مستقبلاً مشرقاً، ولكن بالنسبة لطلبة آخرين فإن الهندسة فن لا نهاية له. *لقد اخترت هذا الاتجاه لأن التعلم لا ينتهي أبداً بسبب التطور الدائم في صناعة الآلات والمكائن التي يتم التعامل معها بالأيادي". *ومن هذا المثال يتضح لنا بأن *هذا الطالب لديه اهتمام جوهري بدراسة الهندسة، ولديه أيضاً تخطيط استراتيجي حكيم.
عليك ان تنظر بعين الاعتبار إلى أن أساليب التدريس *في مؤسسات التعليم العالي في عمان و/أو في الخارج ليست نفسها. *فبعض تلك الأساليب تركز على الجانب الأكاديمي أو "النظري"، بينما هناك مؤسسات أو برامج أخرى تركز على الجانب العملي، فبعض البرامج على سبيل المثال تتضمن فترة تدريبية في شركة حقيقية، حيث تتوفر لك فرصة تطبيق معرفتك واختبار مهاراتك. *وبعض مؤسسات التعليم العالي تمنحك خيار مزاوجة التخصصات من حقول مختلفة (وهذا ما يعرف بـ "أسلوب التخصصات المتعددة")، بينما هناك مؤسسات أخرى تركز على تخصص معين.
*ليس هناك من ضمان بنسبة 100%
إن التخصصات التي يمكن للطلبة الراغبين في الحصول على بعثات *دراسية لمرحلة البكالوريوس الاختيار منها تتركز في مجالات تم تحديدها على انها أولويات وطنية ومجالات محتملة للنمو الاقتصادي. *ولكن هذا لا يعني انه لا ينبغي منك كطالب أن تتفكر في الأمر جيداً قبل اختيار تخصص معين، حيث انه من المناسب جداً في عالم اليوم المتغير والطبيعة الديناميكية للاقتصاد أن تكون مطلعاً على الوضع عند اختيار مهنتك المستقبلية، وعليك أن تكون واعياً بما يتطلبه عالم اليوم وعالم المستقبل.
*فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية أن هناك عددا كبيرا من الطلاب يتوجهون لتخصصات معينة دون غيرها، على سبيل المثال عدد كبير من الطلاب يتنافسون لدراسة تخصص الهندسة بشكل عام وتحديدا تخصص هندسة البترول ظنا منهم أن مستقبل هذا التخصص مضمون 100 %، ويعزفون عن تخصصات أخرى كعلوم البيئة والأحياء رغم أنها تخصصات لا تقل شأنا عن نظيراتها ويحتاج لها *سوق العمل كذلك.
يقول الدكتور جميل سالمي، خبير في مجال اقتصاد التعليم ومستشار سابق لدى البنك الدولي، عن خريجي المستقبل "لقد أصبح التوظيف المضمون جزءاً من الماضي". *وأضاف: *"على الطلبة أن يكونوا بارعين في دراسة نشوء وارتقاء سوق العمل من أجل تحديد مجالات الطلب العالي والقطاعات الاقتصادية التي تم تشبعها".كذلك حين يتعلق الأمر بالحصول على وظيفة مناسبة فليست الدرجة العلمية هي كل شيء، ولكن من الضرورة أن تتحلى أيضاً بموقف سليم، حيث أن أرباب العمل يبحثون بصورة متنامية عن موظفين يتمتعون بالحوافز والانضباط، كما أنهم يبحثون عن موظفين يحوزون ليس على المعرفة والكفاءات التقنية فحسب بل كذلك يحوزون على المهارات المتعددة مثل حل المشاكل والتفكير النقدي ومهارات التواصل وقابلية العمل كعضو في فريق. *وهذه المهارات المتعددة ينبغي تعلمها في فترة الدراسة الجامعية بغض النظر عن طبيعة التخصص الذي تدرسه.
تمنياتنا لأبنائنا الطلبة كل التوفيق في اختياراتهم...!
*
*
وزارة التربية والتعليم