"كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَحِ "

    • "كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَحِ "

      رَمَضَـانُ دَمْعِـيْ لِلْفِرَاقِ يَسِيْلُ ** وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمِ الْـوَدَاعِ هَـزِيْلُ

      رَمَضَـانُ إِنَّكَ سَـيِّدٌ وَمُهَـذَّبٌ ** وَضِيَـاءُ وَجْهِـكَ يَا عَزِيْزُ جَلِيْلُ

      رَمَضَـانُ جِئْتَ وَلَيْلُنَا مُتَصَـدِّعٌ ** أَمَّا النَّـهَـارُ بِلَهْـوِهِ مَشْغُـوْلُ

      فَالْتـَفَّ حَـوْلَكَ سَادَةٌ ذُو هِمَّـةٍ ** لَمْ يُثْنِهِمْ عَنْ صَـوْمِهِمْ مَخْـذُوْلُ

      قَامُـوا لَـيَالٍ وَالدُّمُـوْعُ غَـزِيْرَةٌ ** وَيَدُ السَّخَـاءِ يَزِيْـنُهَا التّـَنْوِيْلُ

      سَجَـدُوا لِبَارِئِهِمْ بِجَبْهَةِ مُخْلِـصٍ ** وَأَصَـابَ كُلاًّ زَفْـرَةٌ وَعَـوِيْلُ

      كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ الإِلَهِ وَرَحْمَـةٍ ** وَالْعِتْـقُ فِيْكَ لِمَنْ هَفَا مَأْمُـوْلُ


      وَسَحَائِبُ الرَّحَمَاتِ فِيْ فَلَكِ الدُّجَى ** فِيْ لَيْـلَـةٍ نَادَى بِهَا التَّنْـزِيْـلُ

      وَمَلاَئِـكُ الرَّحْمَـنِ تُحْيِـيْ لَيْلَهَا ** فِيْـهِمْ أَمِـيْنُ الْوَحْـيِ جِبْرَائِـيْلُ

      وَعِصَـابَـةُ الشَّيْطَانِ فِيْ أَصْفَادِهَا ** قَـدْ ذَلّـَهَا التَّسْبِيْـحُ وَالتَّهْلِيْلُ

      تِلْكَ الْمَسَاجِـدُ وَالدُّعَـاءُ مُدَوِّيٌ ** لِلَّهِ جَـلَّ جَلالُـهُ التَّـبْجِـيْلُ

      رَبَّاهُ فَارْحَـمْ فَالذُّنُـوْبُ تَتَـابَعَتْ ** كَالْمَـوْجِ فِي لُجَجِ الْبِحَاِر يَسِيْرُ

      وَاغْفِـرْ لِعَبْـدٍ آبَ أَوْبَـةَ صَادِقٍ ** وَاقْبَلْ دُعَـاءً حَرْفُـهُ مَذْهُـوْلُ

      أَنْتَ الْمُجِـيْبُ وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ عَفَا ** أَنْتَ السَّمِيْعُ وَإِنْ دَعَـاكَ جَهُولُ

      ذَنْبِـيْ وَإِنْ مَلأَ الْبِـحَـارَ فَـإِنَّـهُ ** فِيْ عَفْوِ مِثْلِكَ يَا كَرِيْـمُ قَلِيْـلُ

      ثُمَّ الصَّـلاةُ عَلَـى النَّبِـيِّ وَآلِـهِ ** وَالصَّحْبِ مَا شَمِلَ الدُّعَـاءَ قَبُوْلُ

    • شهر الصيام لقد كرمت نزيلا ** ونويت من بعد الاقام رحيلا

      وأقمت فينا ناصحا ومؤدبا *** وشفيت من نار الفؤاد غليلا


      أبكيك يا شهر الصيام بأدمع ** تنزل فتحكي علي الخدود سيولا

      لتبكي المساجد حسرة وتأسفا ** من بعده إذ عطلت تعطيلا

      لقدومه الجنان تزخرفت *** وتفيأت ولدانها تحفيلا

      وتهيأت أشجارها وظلالها ** وقطوفها قد ظللت تظليلا



      النار يغلق بابها من أجله ** إذ زاده رب العلا تبجيلا

      والمارد الشيطان فيه قد انطرد ** عن صائميه مصفدا مغلولا

      طوبي لعبد صح فيه صيامه ** ودعا المهيمن بكرة وأصيلا

      شهر يفوق عن الشهور بليلة ** من ألف شهر فضلت تفضيلا

      شهر الأمانة والصيانة والتقي ** والفوز فيه لمن أراد جميلا

      يا فوز عبد قد رآها مرة ** في عمره إذ أدرك المأمولا

      هي ليلة مستغنم أوقاتها ** أملاكها قد نزلت تنزيلا

      والحور للصوام يشتقن اللقا *** والوصل والتقريب والتعجيلا

      ثم اقتدي بالهاشمي محمدا ** اذكي الورى في العالمين أصولا

      عليه صلاة الله ما هب الصبا ** أو ناح نحو القبلتين دليلا


      ****************