جسد وطني مشروخ ..!
الرؤية / العرب
قال مرة الشاعر الأمريكي " والت ويتمان " : " أعظم ما يتعلق بأمريكا أنها أرض الفرص الثانية ، يأتي إليها الناس لصنع بدايات جديدة ، أسلافك ربما فكروا في هذا أيضا ، هي أرض تحب أن تغفر ، أن تدع الإنسان يبدأ من جديد بعد أخطائه الكثيرة " ..!
أمريكا هي أرض الدمار والفرص في آن ، ولا يمكن نكران هذه الحقيقة أو الإغفال عنها ولهذا هي مختلفة ، وهي الزعيمة التي فرضت سيادتها على العالم الأجمع ، وبتعبير الكاتب أمين معلوف : " حكومة تشمل صلاحيتها القانونية الكرة كلها لأول مرة في التاريخ ! " ، شئنا أم أبينا ..! وهي سياسة من الصعب استيعابها وفهمها للوهلة الأولى ، أمريكا التي عرفت عبر تاريخها العتيق بجرائم الإبادة للهنود الحمر سكان بلد الأصليين ، وعلى أنقاضهم نهضت حضارتها ورفعت شعار الحرية والديمقراطية والإنسان ..!
أمريكا التي غرقت في مرحلة ملطخة من تاريخها في التفرقة العنصرية بين البيض والسود ، تاريخها الثقيل بالمرارة والدم والخيبات وإهدار لكرامة الإنسان ، بدأت تتجاوز نوعا ما تاريخها سيء الصيت ، كمعظم دول أوروبا التي انتشلت نفسها من ظلمات الجهل ، وفي عصور ظلامها الدامس إلى ضوء الحياة المتجددة والمتغيرة ، وقد نجحت في تجاوز تاريخها الظلامي العتيق نسبيا بنجاح ، فمن كان يمكن أن يتصور أن يدخل من بوابة البيت الأبيض رئيس أسود يقود دولة كأمريكا ويكون رئيسها و العالم ..؟!
أمريكا التي طالما شنت هجوم على المسلمين بمجرد أنهم مسلمين ، وكانت وما تزال تنعتهم في كثير من الأحيان بثلة من الإرهابيين ؛ خاصة بعد انفجارات الحادي عشر من سبتمبر التي قلّبت مفاهيم العالم في رأس أمريكا على فوضى ، على دمار ، على مفاهيم سياسية جديدة ، ومختلفة ومخيفة جدا ويدفع ضرائبها بشر وأوطان فقط لأنهم مسلمون ..!
وعلى الرغم من كل ويلات أمريكا تظل هي أرض الفرص ، ويمكن لأي إنسان أن يجد فرصته وربما الأهم أن قوانينها في تجدد مستمر ، ويمكن لأي إنسان مهما كان لونه أو خلفيته أو دينه أو هويته أن يحقق وجوده وأن يثبت كيانه ، وقد لفت نظري من وقت قريب ، وأنا أقرأ مقالا كان عنوانه محفزا ومريحا " عشر حقائق لم تكن تعرفها عن الإسلام في أمريكا " قرأت تلكم الحقائق العشر وابتهجت كمسلمة بها ، وما لفت نظري بشكل أكبر هي أول حقيقة في القائمة وربما لأهميتها والتي تتحدث عن - عضوان مسلمان في الكونغرس، الأول " كيث إليسون " انتخب عام 2006
المصدر : مدونة ليلى البلوشي