قصص عن القران الكريم: اسلام ملكة سبأ

    • قصص عن القران الكريم: اسلام ملكة سبأ

      العميد: عبدالعزيز بن عبدالله القصير

      كان نبي الله سليمان - عليه السلام - حكيمًا وحريصًا على إتقان العمل والإشراف عليه شخصيًّا، وذات يوم جاء ليُشرِف على العمل فتفقَّد الطيور، ولم يجد الهدهد من بينهم.


      قال تعالى: ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾ [النمل: 20، 21].


      وقال تعالى على لسان سليمان: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴾ [النمل: 16]؛ يعني ذلك أن سليمان - عليه السلام - يعرف ما يتخاطب به الطيور بلغتها، ويُعبِّر بذلك للناس عن مقاصدها وإرادتها.


      فلما حضر الهدهد إلى سليمان ليُقدِّم له سببَ غيابه عن العمل، قال: يا نبي الله ﴿ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾ [النمل: 23، 24]، قال سليمان: ﴿ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النمل: 27]، ثم أراد الهدهد أن يقول: أنا لا أكذب أيها النبي الكريم، لكن صمْت سليمان أخافه، فسكت.


      كان سليمان صامتًا يُفكِّر، حتى انتهى إلى قراره، فرفع رأسه وأمر بإحضار ورقة وقلم وكتب رسالة سريعة موجَزة، ومدَّ يده إلى الهدهد وأصدر تعليماته إليه، قال: ﴿ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴾ [النمل: 28]، وكان نص هذا الكتاب القرآني الموجَز المعنى والبعيد المرمى:
      ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، وهكذا كان من ذَهاب الهدهد وتسليمه الرسالة، وينتقل مباشرة إلى الملكة وسط مجلس المستشارين، وهي تقرأ على رؤساء قومها ووزرائها رسالة سليمان: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 29 - 31]، وصفت هذا الكتاب بأنه كريم، وهي لا زالت كافرة، هذا هو نَص خطاب سليمان لملكة سبأ أنه يأمر في خطابه أن يأتوه مسلمين، كان هذا كلامًا واضحًا من لهجة الخطاب القصير المتعالية المهذَّبة في نفس الوقت.
    • قصة ملكة سبأ قصة لهااا معاني كثيرة
      وما ذكرتيه في طرحك يعتبر نبذه من قصة طويلة حدثت في زمن سيدنا سليمان عليه السلام

      شكرا لك اخيتي
      طرح جميل