كل الردود في الموضوع السابق طلبت دروساً نظرية لذلك أبدأ هذه السلسلة القصيرة بموضوع صغير، سأحاول في هذه السلسلة أن أن أغطي المواضيع الخمس التي طلبت أكثر من غيرها، ويبدو أن إيجاد أفكار لمحتويات المدونات هو الأهم من بين كل الاختيارات، لذلك قد أكتب عنه في أكثر من موضوع.
لكي تأتي بأفكار للمحتويات عليك ألا تنتظر وصولها قبل أن تكتب، لكي تكتب يجب أن تكتب! يبدو ذلك سخيفاً لكن فكر بالأمر، الكتابة ككثير من المهارات لا يمكن ممارستها بالتفكير فيها، يجب أن تمارسها، وكلما كتبت أكثر كان هناك فرصة أكبر لكي تكتب لأن حبل الأفكار لا ينقطع، فكلما كتبت وجدت نفسك تريد أن تكتب عن أفكار أخرى فكل نقطة أو فكرة مرتبطة بأفكار أخرى.
لذلك أول تطبيق عملي يمكنك أن تنفذه هو التالي: أكتب أكثر، لعل هذه نصيحة غير مفيدة، أكمل قراءة الموضوع.
الكتابة ببساطة هي أن تعبر عن أفكارك، لديك فكرة في عقلك ويمكنك أن تتحدث عنها لآخرين أو تكتبها، لا أظن أن أحداً توقف يوماً عن الكلام لأنه لا يملك أي شيء يقوله، عاجلاً أو آجلاً سيكون لدى كل شخص ما يقوله وسيتكلم حتى للجدران إن لم يجد أحداً يتكلم معه، كذلك أنت سيكون لديك ما تكتب عنه.
التدوين أو الكتابة بشكل عام يجب أن تصبح هي كل ما تفكر فيه طوال يومك، يجب أن تنظر لكل شيء بنظرة "هل يمكنني أن أدون عن هذا؟" ليصبح يومك كله عبارة عن أفكار كثيرة تراها بنفسك في كل مكان، في العمل والمنزل والسوق والسيارة والشارع، كل شيء حولك يجب أن يصبح موضوعاً للكتابة، راقب الناس لأنهم أفضل مصدر للأفكار، لاحظ كيف تسير الأمور في أي مكان وكيف يصبح تصميم الأماكن مؤثراً على الناس، كيف تؤثر القوانين والإجراءات على الناس، كيف تؤثر التقاليد والعادات والثقافة على الناس.
تحدث مع الناس، تحدث مع الغرباء الذين تجدهم في أي مكان، الحديث مع الغرباء سهل وبسيط، ابدأ بالسلام وابتسم قليلاً وتكلم معهم عن أي شيء حولك، إن كنت في محل ما فتكلم عن بضاعة المحل، إن كنت في الخارج والجو جميل أو تعيس فتكلم عنه، أحياناً أقول كلمات قليلة لأفتح باباً واسعاً من الكلام مع شخص لن ألتقيه مرة أخرى.
وأنت تنظر بعين الكاتب أو المدون لكل شيء يجب أن تحمل معك أداة لتسجيل الملاحظات، لو كان لدي مطرقة سحرية تدفع بالأفكار في عقول الناس سأستخدمها لضرب هذه الفكرة في عقل كل كاتب يشتكي من نقص الأفكار، ليكن معك قلم ودفتر، أنت مدون إذاً يجب أن تحمل معك في كل مكان قلم ودفتر، إن لم ترغب في ذلك فيمكنك أن تستخدم هاتفك الذكي، حاسوبك اللوحي أو تستعير قلماً من أي غريب وتكتب على أي شيء تراه أو حتى على يدك!
لا تستهن بالأمر، شخصياً أفضل الورق والقلم لأنه أسرع وأبسط ولا يحتاج لشحن بطاريته كل ليلة، مع أنني أحرص على تدوين أفكاري إلا أنني أهمل ذلك بين حين وآخر، وأعني بالإهمال هنا أنني أنتظر حتى أعود من المطبخ إلى غرفتي لكي أدون الفكرة، في الطريق القصير بينهما تضيع الفكرة وتتبخر، أجلس لأحاول تذكر الفكرة فلا أستطيع، فكرة أخرى كان بإمكانها أن تصبح مقالة في جريدة قتلتها بعدم تدوينها.
الأفكار تموت سريعاً خصوصاً تلك الأفكار التي تخطر على عقلك بدون مقدمات، ستطير سريعاً ما لم تمسك بها وتكتبها، اكتب كل فكرة في عقلك، لا يهم إن كانت سخيفة أم لا، لا يهم إن كانت معقولة أو غير معقولة، لا يهم أي شيء حولها، اكتب أولاً ثم احكم عليها لاحقاً.
عندما تكون لديك أفكار وتبدأ في الكتابة عنها ستجد أن مزيداً من الأفكار تزورك فاحرص على تسجيلها، وفي نفس الوقت ابحث في عالم الأفكار عن مزيد منها، إن كنت شخصاً تهتم بموضوع واحد فقط أو هواية واحدة فقط فاخرج عن هذا الإطار الذي وضعت نفسك فيه وابحث واقرأ وشاهد شيئاً لم تفكر به من قبل.
في الشبكة اليوم هناك مصادر كثيرة للمحتويات والأخبار، الكتب متخمة بالأفكار وفيها تنوع عجيب، إن لم يسبق لك مثلاً أن قرأت الروايات فلم لا تفعل ذلك؟ إن لم يسبق لك أن بحثت عن التسلية في كتب مصورة أو كتب الفكاهة أو كتب الفن فلم لا تفعل ذلك؟ إن كنت لا تهتم بشيء فلم لا تجربه؟ كذلك الأمر مع الشبكة، ليكن لديك من الفضول ما يكفي ليدفعك لقراءة ومشاهدة ما لم تعتد عليه وما لا تعرفه أو تألفه.
كلما وسعت أفق أفكارك زاد احتمال أن تجد روابط بين ما تعرفه وما تعلمته من أفكار جديدة، هذه الروابط هي ما يميز الناس عن بعضهم البعض، لأن المرء يفكر بقضايا كثيرة بطريقة مختلفة عن الآخرين، هذه الطريقة هي نتيجة بحث وقراءة ومشاهدة وكتابة، وكلما مارست هذه الأمور زادت خبرتك ومعرفتك وارتفع مستوى تفكيرك وكان لديك رصيد أكبر من الأفكار التي لا تنضب.
اختصار الموضوع كله:
أكتب دائماً ولا تتوقف، إن توقفت وطال أمد توقفك ستصل إلى مرحلة قد لا تستطيع فيها العودة للكتابة.
سجل أفكارك، افعل ذلك الآن وبأي طريقة.
وسع أفقك، اقرأ وشاهد واستمع لكثير من الأشياء التي لا علاقتة لها بتخصصك أو هوايتك أو اهتماماتك.
اقرأ، في كل شيء وفي كل مجال واقرأ حتى الأشياء التي لا تفهمها أو توافق عليها.
لا زال في الموضوع بقية.
لكي تأتي بأفكار للمحتويات عليك ألا تنتظر وصولها قبل أن تكتب، لكي تكتب يجب أن تكتب! يبدو ذلك سخيفاً لكن فكر بالأمر، الكتابة ككثير من المهارات لا يمكن ممارستها بالتفكير فيها، يجب أن تمارسها، وكلما كتبت أكثر كان هناك فرصة أكبر لكي تكتب لأن حبل الأفكار لا ينقطع، فكلما كتبت وجدت نفسك تريد أن تكتب عن أفكار أخرى فكل نقطة أو فكرة مرتبطة بأفكار أخرى.
لذلك أول تطبيق عملي يمكنك أن تنفذه هو التالي: أكتب أكثر، لعل هذه نصيحة غير مفيدة، أكمل قراءة الموضوع.
الكتابة ببساطة هي أن تعبر عن أفكارك، لديك فكرة في عقلك ويمكنك أن تتحدث عنها لآخرين أو تكتبها، لا أظن أن أحداً توقف يوماً عن الكلام لأنه لا يملك أي شيء يقوله، عاجلاً أو آجلاً سيكون لدى كل شخص ما يقوله وسيتكلم حتى للجدران إن لم يجد أحداً يتكلم معه، كذلك أنت سيكون لديك ما تكتب عنه.
التدوين أو الكتابة بشكل عام يجب أن تصبح هي كل ما تفكر فيه طوال يومك، يجب أن تنظر لكل شيء بنظرة "هل يمكنني أن أدون عن هذا؟" ليصبح يومك كله عبارة عن أفكار كثيرة تراها بنفسك في كل مكان، في العمل والمنزل والسوق والسيارة والشارع، كل شيء حولك يجب أن يصبح موضوعاً للكتابة، راقب الناس لأنهم أفضل مصدر للأفكار، لاحظ كيف تسير الأمور في أي مكان وكيف يصبح تصميم الأماكن مؤثراً على الناس، كيف تؤثر القوانين والإجراءات على الناس، كيف تؤثر التقاليد والعادات والثقافة على الناس.
تحدث مع الناس، تحدث مع الغرباء الذين تجدهم في أي مكان، الحديث مع الغرباء سهل وبسيط، ابدأ بالسلام وابتسم قليلاً وتكلم معهم عن أي شيء حولك، إن كنت في محل ما فتكلم عن بضاعة المحل، إن كنت في الخارج والجو جميل أو تعيس فتكلم عنه، أحياناً أقول كلمات قليلة لأفتح باباً واسعاً من الكلام مع شخص لن ألتقيه مرة أخرى.
وأنت تنظر بعين الكاتب أو المدون لكل شيء يجب أن تحمل معك أداة لتسجيل الملاحظات، لو كان لدي مطرقة سحرية تدفع بالأفكار في عقول الناس سأستخدمها لضرب هذه الفكرة في عقل كل كاتب يشتكي من نقص الأفكار، ليكن معك قلم ودفتر، أنت مدون إذاً يجب أن تحمل معك في كل مكان قلم ودفتر، إن لم ترغب في ذلك فيمكنك أن تستخدم هاتفك الذكي، حاسوبك اللوحي أو تستعير قلماً من أي غريب وتكتب على أي شيء تراه أو حتى على يدك!
لا تستهن بالأمر، شخصياً أفضل الورق والقلم لأنه أسرع وأبسط ولا يحتاج لشحن بطاريته كل ليلة، مع أنني أحرص على تدوين أفكاري إلا أنني أهمل ذلك بين حين وآخر، وأعني بالإهمال هنا أنني أنتظر حتى أعود من المطبخ إلى غرفتي لكي أدون الفكرة، في الطريق القصير بينهما تضيع الفكرة وتتبخر، أجلس لأحاول تذكر الفكرة فلا أستطيع، فكرة أخرى كان بإمكانها أن تصبح مقالة في جريدة قتلتها بعدم تدوينها.
الأفكار تموت سريعاً خصوصاً تلك الأفكار التي تخطر على عقلك بدون مقدمات، ستطير سريعاً ما لم تمسك بها وتكتبها، اكتب كل فكرة في عقلك، لا يهم إن كانت سخيفة أم لا، لا يهم إن كانت معقولة أو غير معقولة، لا يهم أي شيء حولها، اكتب أولاً ثم احكم عليها لاحقاً.
عندما تكون لديك أفكار وتبدأ في الكتابة عنها ستجد أن مزيداً من الأفكار تزورك فاحرص على تسجيلها، وفي نفس الوقت ابحث في عالم الأفكار عن مزيد منها، إن كنت شخصاً تهتم بموضوع واحد فقط أو هواية واحدة فقط فاخرج عن هذا الإطار الذي وضعت نفسك فيه وابحث واقرأ وشاهد شيئاً لم تفكر به من قبل.
في الشبكة اليوم هناك مصادر كثيرة للمحتويات والأخبار، الكتب متخمة بالأفكار وفيها تنوع عجيب، إن لم يسبق لك مثلاً أن قرأت الروايات فلم لا تفعل ذلك؟ إن لم يسبق لك أن بحثت عن التسلية في كتب مصورة أو كتب الفكاهة أو كتب الفن فلم لا تفعل ذلك؟ إن كنت لا تهتم بشيء فلم لا تجربه؟ كذلك الأمر مع الشبكة، ليكن لديك من الفضول ما يكفي ليدفعك لقراءة ومشاهدة ما لم تعتد عليه وما لا تعرفه أو تألفه.
كلما وسعت أفق أفكارك زاد احتمال أن تجد روابط بين ما تعرفه وما تعلمته من أفكار جديدة، هذه الروابط هي ما يميز الناس عن بعضهم البعض، لأن المرء يفكر بقضايا كثيرة بطريقة مختلفة عن الآخرين، هذه الطريقة هي نتيجة بحث وقراءة ومشاهدة وكتابة، وكلما مارست هذه الأمور زادت خبرتك ومعرفتك وارتفع مستوى تفكيرك وكان لديك رصيد أكبر من الأفكار التي لا تنضب.
اختصار الموضوع كله:
أكتب دائماً ولا تتوقف، إن توقفت وطال أمد توقفك ستصل إلى مرحلة قد لا تستطيع فيها العودة للكتابة.
سجل أفكارك، افعل ذلك الآن وبأي طريقة.
وسع أفقك، اقرأ وشاهد واستمع لكثير من الأشياء التي لا علاقتة لها بتخصصك أو هوايتك أو اهتماماتك.
اقرأ، في كل شيء وفي كل مجال واقرأ حتى الأشياء التي لا تفهمها أو توافق عليها.
لا زال في الموضوع بقية.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري