الأحد، 15 كانون الأول/ديسمبر 2013، آخر تحديث 15:36 (GMT+0400)
*شاهد الفيديو
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "الله أكبر" يعلو صوت آذان الجامع، ينحني الملايين في ساحة الميدان، لصلاة الجمعة، مثل موجة تسونامي تستكين أرضاً وتهب وقوفاً من جديد.
اقرأ أيضا..المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد: الحياة تنتصر
في الخلفية يقول صوت المذيعة "ملايين المصريين نزلوا إلى الشارع في تظاهرة للأمة" تلحقها هتافات المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام"، تعود بنا الهتافات إلى صوت المذيعة من جديد "قرار السيد الرئيس حسني مبارك بالتخلي عن منصب رئيس الجمهورية"، وتعلو موجة من الصراخ التي لم تسمع به الآذان قبلاً، صراخ عال تقشعر له الأبدان.
اقرأ أيضا.."مهرجان دبي السينمائي" يحيي الفن السابع وسحر السينما
ويطالب أحد الشباب "خلينا نحكي القصة كيف بدأت.. بدأت عندما*قررت مجموعة من الشباب الشجعان أن ينزلوا إلى الشارع حتى يحاربوا ضد الظلم والفقر والفساد."
أما أحد الضباط في القوات المسلحة المصرية، فتركز الكاميرا عليه وهو يقول "لو آخر نقطة دم نزفت منا نحن القوات المسلحة مش رح تطلع طلقة فيكم". ولكن لا يكاد الضابط الحازم، يكمل جملته حتى تعلو أصوات الرصاص،*وتطوف*ملالات الجيش في الطرقات لمهاجمة المتظاهرين.
اقرأ*أيضا..*سارة إسحاق: ليس كل ما يخرج عن اليمن..سلبي
هنا، وبالتحديد في تلك الثانية، يعلق أحدهم قائلاً "الجيش خان الشعب"، ويبدأ الفيلم عندما يوضح أحد الشبان "حكايتنا ما حدش يحكيها غيرنا."
لأكثر من عامين، احتل المصريون بأعداد ضخمة ميدان التحرير مطالبين بالتغيير ضمن مرحلة من التحولات الدرامية. والتقطت كاميرا المخرجة المصرية الأمريكية جيهان نجيم وطاقمها في فيلم "الميدان"، ما حدث في الساحة من خلال عيون العديد من الثوار الشباب من مختلف الخلفيات الإجتماعية والدينية والسياسية.
اقرأ أيضا.."بيت التوت".. ثورة في قلب ثورة باليمن
ويمضي "الميدان" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي لعام 2013، للرابطة الدولية للأفلام التسجيلية بـ"مهرجان دبي السينمائي" في رحلة خبايا ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في العام 2011، لترسو عند شباب الثورة، وحياة عدد من النشطاء في كفاحهم ضد الزعماء والأنظمة، وهم يخاطرون بحياتهم سعيا لبناء مجتمع ديمقراطي جديد.
ويعيش*المشاهد تجربة النشوة بوضع حد لنظام فاسد استمر ثلاثين عاما في عهد الرئيس المصري السابق*حسني مبارك. ثم يرى التحول*في التحالفات بين مراكز القوى في الجيش، والإخوان المسلمين والثوريين العلمانيين، حيث*تناضل كل مجموعة للسيطرة على وسط الميدان وسط الغاز المسيل للدموع والدبابات والذخيرة الحية.
اقرأ أيضا..محمد خان: "فتاة المصنع" دعوة لتحرير المرأة
ويرصد الفيلم حياة مجموعة من الرجال والنساء الذين يلتقون في الميدان، وينخرطون في التحرك لإسقاط مبارك، وكفاحهم ضد العسكر من جهة، وضد الإخوان من جهة ثانية.
وتقول نجيم لـCNN بالعربية على هامش "مهرجان دبي السينمائي الدولي" إن "الفيلم هو عن الصراع من أجل التغيير، والكفاح الذي*بدأ لدى إسقاط مبارك."
اقرأ أيضا..المخرج السوري محمد ملص: لا أحد يحمي الإنسان الحر
وأضافت: "معظم الأفلام التي صنعت عن الثورة ركزت على قصة خرافية لفترة امتدت لـ18 يوم، وهي قصة خيالية،لأنه لا يمكن تغيير بلد في 18 يوما.*لذا كان هذا الفيلم، وهو*يرصد جمال المصريين وأملهم خلال كفاحهم لتحقيق ما يحلمون به."
اقرأ أيضا.."سلم إلى دمشق".. هواجس الموت والتوق إلى الحرية
ويمثل الفيلم قصة عاطفية إنسانية تسجّل أهمية أن يكون المرء*في*قلب الثورة، وأن يحارب لشيء أكبر من نفسه وأن يؤمن بذلك، برأي نجيم. وأكدت المخرجة المصرية الأمريكية أن الجمهور العالمي لدى مشاهدة الفيلم، "لا يرى أنه محدود فقط بمصر، وإنما*يظهر كيفية المحاربة*من أجل المعتقدات."
اقرأ أيضا..بن معاطي: وسائل التواصل الاجتماعي انتهت بتونس
وتعتبر نجيم، أن هذا يعني أن الشعب المصري ما زال يحاكي عقول وروح المجتمع الدولي، لافتة إلى أنه من المقرر عرض "الميدان" في مصر*في 25 كانون الثاني/يناير المقبل.
وتوضح نجيم: "أعتقد أن ما كان مسليا في الفيلم هو قدرته على أن يكون تجربة تعليمية، خصوصاً أن الصراع ليس ضد العسكر أو الإخوان فقط، وإنما أيضاً حول القدرة على خلق مجتمع حيث الحكومة هي المسؤولة أمام شعبها وليس العكس."
اقرأ أيضا..المخرج اللبناني محمود قعبور: الجالية العمالية مهمشة بالإمارات
ويركز "الميدان" على رحلة البحث عن الوعي. وتعطي نجيم مثالا على ذلك،*إذ أن الحراك من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، لم يصل بعد إلى كل نتائجه. لذا، برأيها، فإنه لا يمكن اعتبار أن الثورة المصرية فاشلة، خصوصاً أن الصراع والمكافحة من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة،*يعتبر رحلة طويلة.
اقرأ أيضا.."بطل المخيم": فقراء آسيا يبنون مدن أحلام بالخليج
ولكن ما حصل في مصر هو تغيير في الوعي، هذا ما تؤكد عليه، إذ برأيها*أن الناس يعرفون أن*قوة الإرادة،*حققت شيئاً.
وتقول نجيم التي تم اعتقالها لثلاث مرات خلال وجودها في ساحة التحرير، إن الفيلم تطلب وقتا طويلا، امتد على فترة عامين ونصف، ولكن كان هناك أصوات من كل أجزاء الثورة والتي لعبت دورا هاما في العمل الوثائقي.
اقرأ أيضا..فيلم "فتاة المصنع": مصريات يحتفين بالجسد والروح
أما ما يميز الفيلم من وجهة نظرها، فهو حصول التصوير في ساحة الميدان، ومتابعة الحالة العاطفية للمتظاهرين على مدى عامين ونصف. وتؤكد المخرجة أن الهدف "هو أن تجعل الناس يشعرون كأنهم يعيشون تجربة الثورة، ويعيشون تجربة الإحباط والأمل والقرارات الصعبة."
اقرأ أيضا..مخرجون إماراتيون يرسمون بصمتهم في "مهرجان دبي السينمائي"
أما عن ما قد يأتي بعد ذلك لمصر، فيبقى أن ننتظر، على حد قولها، إذ*برأيها أن مصر تمر بوقت صعب، ولكن قدرة الملايين في الإستمرار في مكافحة ما يؤمنون به "هو النجاح بحد ذاته."
*شاهد الفيديو
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "الله أكبر" يعلو صوت آذان الجامع، ينحني الملايين في ساحة الميدان، لصلاة الجمعة، مثل موجة تسونامي تستكين أرضاً وتهب وقوفاً من جديد.
اقرأ أيضا..المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد: الحياة تنتصر
في الخلفية يقول صوت المذيعة "ملايين المصريين نزلوا إلى الشارع في تظاهرة للأمة" تلحقها هتافات المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام"، تعود بنا الهتافات إلى صوت المذيعة من جديد "قرار السيد الرئيس حسني مبارك بالتخلي عن منصب رئيس الجمهورية"، وتعلو موجة من الصراخ التي لم تسمع به الآذان قبلاً، صراخ عال تقشعر له الأبدان.
اقرأ أيضا.."مهرجان دبي السينمائي" يحيي الفن السابع وسحر السينما
ويطالب أحد الشباب "خلينا نحكي القصة كيف بدأت.. بدأت عندما*قررت مجموعة من الشباب الشجعان أن ينزلوا إلى الشارع حتى يحاربوا ضد الظلم والفقر والفساد."
أما أحد الضباط في القوات المسلحة المصرية، فتركز الكاميرا عليه وهو يقول "لو آخر نقطة دم نزفت منا نحن القوات المسلحة مش رح تطلع طلقة فيكم". ولكن لا يكاد الضابط الحازم، يكمل جملته حتى تعلو أصوات الرصاص،*وتطوف*ملالات الجيش في الطرقات لمهاجمة المتظاهرين.
اقرأ*أيضا..*سارة إسحاق: ليس كل ما يخرج عن اليمن..سلبي
هنا، وبالتحديد في تلك الثانية، يعلق أحدهم قائلاً "الجيش خان الشعب"، ويبدأ الفيلم عندما يوضح أحد الشبان "حكايتنا ما حدش يحكيها غيرنا."
لأكثر من عامين، احتل المصريون بأعداد ضخمة ميدان التحرير مطالبين بالتغيير ضمن مرحلة من التحولات الدرامية. والتقطت كاميرا المخرجة المصرية الأمريكية جيهان نجيم وطاقمها في فيلم "الميدان"، ما حدث في الساحة من خلال عيون العديد من الثوار الشباب من مختلف الخلفيات الإجتماعية والدينية والسياسية.
اقرأ أيضا.."بيت التوت".. ثورة في قلب ثورة باليمن
ويمضي "الميدان" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي لعام 2013، للرابطة الدولية للأفلام التسجيلية بـ"مهرجان دبي السينمائي" في رحلة خبايا ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في العام 2011، لترسو عند شباب الثورة، وحياة عدد من النشطاء في كفاحهم ضد الزعماء والأنظمة، وهم يخاطرون بحياتهم سعيا لبناء مجتمع ديمقراطي جديد.
ويعيش*المشاهد تجربة النشوة بوضع حد لنظام فاسد استمر ثلاثين عاما في عهد الرئيس المصري السابق*حسني مبارك. ثم يرى التحول*في التحالفات بين مراكز القوى في الجيش، والإخوان المسلمين والثوريين العلمانيين، حيث*تناضل كل مجموعة للسيطرة على وسط الميدان وسط الغاز المسيل للدموع والدبابات والذخيرة الحية.
اقرأ أيضا..محمد خان: "فتاة المصنع" دعوة لتحرير المرأة
ويرصد الفيلم حياة مجموعة من الرجال والنساء الذين يلتقون في الميدان، وينخرطون في التحرك لإسقاط مبارك، وكفاحهم ضد العسكر من جهة، وضد الإخوان من جهة ثانية.
وتقول نجيم لـCNN بالعربية على هامش "مهرجان دبي السينمائي الدولي" إن "الفيلم هو عن الصراع من أجل التغيير، والكفاح الذي*بدأ لدى إسقاط مبارك."
اقرأ أيضا..المخرج السوري محمد ملص: لا أحد يحمي الإنسان الحر
وأضافت: "معظم الأفلام التي صنعت عن الثورة ركزت على قصة خرافية لفترة امتدت لـ18 يوم، وهي قصة خيالية،لأنه لا يمكن تغيير بلد في 18 يوما.*لذا كان هذا الفيلم، وهو*يرصد جمال المصريين وأملهم خلال كفاحهم لتحقيق ما يحلمون به."
اقرأ أيضا.."سلم إلى دمشق".. هواجس الموت والتوق إلى الحرية
ويمثل الفيلم قصة عاطفية إنسانية تسجّل أهمية أن يكون المرء*في*قلب الثورة، وأن يحارب لشيء أكبر من نفسه وأن يؤمن بذلك، برأي نجيم. وأكدت المخرجة المصرية الأمريكية أن الجمهور العالمي لدى مشاهدة الفيلم، "لا يرى أنه محدود فقط بمصر، وإنما*يظهر كيفية المحاربة*من أجل المعتقدات."
اقرأ أيضا..بن معاطي: وسائل التواصل الاجتماعي انتهت بتونس
وتعتبر نجيم، أن هذا يعني أن الشعب المصري ما زال يحاكي عقول وروح المجتمع الدولي، لافتة إلى أنه من المقرر عرض "الميدان" في مصر*في 25 كانون الثاني/يناير المقبل.
وتوضح نجيم: "أعتقد أن ما كان مسليا في الفيلم هو قدرته على أن يكون تجربة تعليمية، خصوصاً أن الصراع ليس ضد العسكر أو الإخوان فقط، وإنما أيضاً حول القدرة على خلق مجتمع حيث الحكومة هي المسؤولة أمام شعبها وليس العكس."
اقرأ أيضا..المخرج اللبناني محمود قعبور: الجالية العمالية مهمشة بالإمارات
ويركز "الميدان" على رحلة البحث عن الوعي. وتعطي نجيم مثالا على ذلك،*إذ أن الحراك من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، لم يصل بعد إلى كل نتائجه. لذا، برأيها، فإنه لا يمكن اعتبار أن الثورة المصرية فاشلة، خصوصاً أن الصراع والمكافحة من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة،*يعتبر رحلة طويلة.
اقرأ أيضا.."بطل المخيم": فقراء آسيا يبنون مدن أحلام بالخليج
ولكن ما حصل في مصر هو تغيير في الوعي، هذا ما تؤكد عليه، إذ برأيها*أن الناس يعرفون أن*قوة الإرادة،*حققت شيئاً.
وتقول نجيم التي تم اعتقالها لثلاث مرات خلال وجودها في ساحة التحرير، إن الفيلم تطلب وقتا طويلا، امتد على فترة عامين ونصف، ولكن كان هناك أصوات من كل أجزاء الثورة والتي لعبت دورا هاما في العمل الوثائقي.
اقرأ أيضا..فيلم "فتاة المصنع": مصريات يحتفين بالجسد والروح
أما ما يميز الفيلم من وجهة نظرها، فهو حصول التصوير في ساحة الميدان، ومتابعة الحالة العاطفية للمتظاهرين على مدى عامين ونصف. وتؤكد المخرجة أن الهدف "هو أن تجعل الناس يشعرون كأنهم يعيشون تجربة الثورة، ويعيشون تجربة الإحباط والأمل والقرارات الصعبة."
اقرأ أيضا..مخرجون إماراتيون يرسمون بصمتهم في "مهرجان دبي السينمائي"
أما عن ما قد يأتي بعد ذلك لمصر، فيبقى أن ننتظر، على حد قولها، إذ*برأيها أن مصر تمر بوقت صعب، ولكن قدرة الملايين في الإستمرار في مكافحة ما يؤمنون به "هو النجاح بحد ذاته."