• في أعقاب استضافتي من قبل المبدعتين منى بنت محفوظ وعايشة الغابشية في برنامج (حياتكم) التلفزيوني الشهر الماضي وصلتني مجموعة كبيرة من التعليقات أنصبت كلها تقريبا على لهجتي البدوية القوية التي تشعر المرء بأنني لم أغادر سيوح السنينة يوما كما وضعها البعض، رغم إقامتي في مسقط التي امتدت لعقدين من الزمن وعقد آخر قضيته بين الولايات المتحدة وأستراليا للدراسة.
• قبل مدة كنت أنتظر في إحدى صالات انتظار أحد المرافق العامة عندما شدني صوت فتاتين تتحدثان بلهجة صورية قوية، لا أخفي سرا إن قلت بأنني أعشق اللهجة الصورية كما أعشق اللهجة الظفارية بشكل خاص، إذ إنني أشعر بأن لها وقعا موسيقيا على الأذن، عندما خرجت إحدى الفتيات تفاجأت على ما يبدو بامرأة أخرى تعرفها في صف الانتظار وشرعت تتحدث إليها بلهجة لم استطع تمييزها، نظرت إليها بعد أن أنهت حوارها وهمت بالخروج، وسألتها: أكنت من يتحدث قبل قليل بالداخل بلهجة صورية، أجابتني مندهشة بالإيجاب، ولم أتمالك نفسي من التعبير لها عن عشقي للهجتها الأم، علها فقط وصلتها الرسالة، التي لم أتجرأ التصريح حينها.
• ألقيت التحية على ضيفة ابنتي ودار بيننا حوار امتد دقائق لكن لهجتها الخليجية لفتت انتباهي بشكل كبير، سألت ابنتي بعد أن انصرفت ضيفتها إن كانت صديقتها إماراتية، فنظرت إليّ مندهشة: كلا بالطبع هي عمانية أبا عن جد لم تبرح مدينة مطرح التي ولدت ونشأت فيها يوما.
• وأنا أستمع إلى برامج الإذاعة أثناء ذهابي وخروجي من العمل، لفت انتباهي اللهجة التي تتحدث بها إحدى الفتيات فيما كان يبدو لي أنه إعلان لمركز عناية جلدية، وبدأت في التركيز على لهجات المتصلين والمذيعين والضيوف، وشد انتباهي بوادر ظهور لهجة جديدة لا أعرف إن كان القارئ الكريم قد لحظها، هي مزيج من اللهجة الخليجية واللهجات العمانية الدارجة، لسبب أجهله أفزعني جدا هذا الاكتشاف.
• قبل فترة قرأت مقالة لكاتبة عمانية تتحدث فيها عن غزو العباءة السوداء للسلطنة مؤدية إلى تراجع الزي العماني الذي انحصر استخدامه على المناسبات، بصورته (المطورة) أيضا الذي لا أخفيكم سرا إن قلت إني لم استسغ هذا التطوير فيه، فهل هذه اللهجة هي صورة جديدة لمظاهر التطور كما هي العباءة والزي العماني المطور!
• هناك اليوم أصوات تنادي بتوحيد اللهجة العمانية في الأعمال التلفزيونية كوسيلة لتحقيق الانتشار للفنان العماني، القصيدة العمانية غلبت عليها اللهجة الخليجية بشكل كبير، ولم أتمالك نفسي من التساؤل: هل غيّر المصريون لهجتهم وهل طور السوريون لهجة جديدة تتناسب وجمهور الخليج ومن أجل ذلك غزت أعمالهم حياتنا، حتى اللهجة الخليجية هي عبارة عن لهجات عدة، وصلت اليوم إلى كل أقطار العالم العربي الذي تعود عليها بفضل الأعمال الفنية الخليجية، التي فرضت هذه اللهجات على الساحة العربية خلال العقود الماضية.
• نحن وطن عريق في حضارته وثقافته التي امتدت لقرون طويلة، وطن عرف وتميز بالاختلاف والتنوع في كل شيء، من تنوع جغرافي ومذاهب دينية، ولهجات وعرقيات شكلت هذا النسيج الفريد والمميز الذي كان مصدر فخر وافتخار للعماني أينما ذهب وحل، بتوائم وانسجام جعلنا حديث العالم كله.
• أليس من الطبيعي أن تكون لدينا لهجات مختلفة باختلاف تنوع السلطنة الجغرافي، وباختلاف مذاهبنا وتوجهاتنا الفكرية والثقافية، هل المعاصرة هي في تغيير استبدال زينا الوطني بعباءة سوداء، والتخلي عن لهجاتنا الجميلة والمتميزة والمليئة بمفرداتها الجميلة، هذا والعالم كله يشهد بأن العمانيين هم الأقرب إلى اللغة العربية الفصحى.
• إننا إن فعلنا فإننا بذلك نتخلى شيئا فشيئا عن كل ما يمت لعمان العراقة والحضارة بصلة، اليوم هناك أصوات تنادي بالتخلي عن العمارة العمانية، والفلكلور العماني برقصاته وأهازيجه، التي أصبحنا نمارسها بخجل ضمن احتفالاتنا الرسمية، وضمن أنشطة مهرجاناتنا الثقافية، فأوشكت رقصات تقليدية وأهازيج وفنون تختفي من ممارساتنا اليومية، باسم التحضر والتدين ومجاراة روح العصر، أمر يثير الحزن فعلا.
• هل منع الزي السودانيات والباكستانيات من التقدم والتحضر والتمدن، لقد ظلت بينظير بوتو حتى الرمق الأخير متمسكة بزيها الوطني، وكذلك فعلت رئيسة وزراء بنجلاديش وكل شخص فخور بأصوله وهويته، التي يحاول جاهدا أن يكون سفيرا لها أينما ذهب، وحدنا من نجد في إظهار مظهر هويتنا الوطنية مدعاة للخجل، أتمنى من كل قلبي ألا نصل إلى هذه المرحلة فلدينا الكثير مما نفتخر به في هذا الوطن المعطاء، لسنا بحاجة لتقليد غيرنا فنحن نعيش على أرض أعرق الحضارات الإنسانية التي أضفت علينا هذا التفرد والتميز.
• قبل مدة كنت أنتظر في إحدى صالات انتظار أحد المرافق العامة عندما شدني صوت فتاتين تتحدثان بلهجة صورية قوية، لا أخفي سرا إن قلت بأنني أعشق اللهجة الصورية كما أعشق اللهجة الظفارية بشكل خاص، إذ إنني أشعر بأن لها وقعا موسيقيا على الأذن، عندما خرجت إحدى الفتيات تفاجأت على ما يبدو بامرأة أخرى تعرفها في صف الانتظار وشرعت تتحدث إليها بلهجة لم استطع تمييزها، نظرت إليها بعد أن أنهت حوارها وهمت بالخروج، وسألتها: أكنت من يتحدث قبل قليل بالداخل بلهجة صورية، أجابتني مندهشة بالإيجاب، ولم أتمالك نفسي من التعبير لها عن عشقي للهجتها الأم، علها فقط وصلتها الرسالة، التي لم أتجرأ التصريح حينها.
• ألقيت التحية على ضيفة ابنتي ودار بيننا حوار امتد دقائق لكن لهجتها الخليجية لفتت انتباهي بشكل كبير، سألت ابنتي بعد أن انصرفت ضيفتها إن كانت صديقتها إماراتية، فنظرت إليّ مندهشة: كلا بالطبع هي عمانية أبا عن جد لم تبرح مدينة مطرح التي ولدت ونشأت فيها يوما.
• وأنا أستمع إلى برامج الإذاعة أثناء ذهابي وخروجي من العمل، لفت انتباهي اللهجة التي تتحدث بها إحدى الفتيات فيما كان يبدو لي أنه إعلان لمركز عناية جلدية، وبدأت في التركيز على لهجات المتصلين والمذيعين والضيوف، وشد انتباهي بوادر ظهور لهجة جديدة لا أعرف إن كان القارئ الكريم قد لحظها، هي مزيج من اللهجة الخليجية واللهجات العمانية الدارجة، لسبب أجهله أفزعني جدا هذا الاكتشاف.
• قبل فترة قرأت مقالة لكاتبة عمانية تتحدث فيها عن غزو العباءة السوداء للسلطنة مؤدية إلى تراجع الزي العماني الذي انحصر استخدامه على المناسبات، بصورته (المطورة) أيضا الذي لا أخفيكم سرا إن قلت إني لم استسغ هذا التطوير فيه، فهل هذه اللهجة هي صورة جديدة لمظاهر التطور كما هي العباءة والزي العماني المطور!
• هناك اليوم أصوات تنادي بتوحيد اللهجة العمانية في الأعمال التلفزيونية كوسيلة لتحقيق الانتشار للفنان العماني، القصيدة العمانية غلبت عليها اللهجة الخليجية بشكل كبير، ولم أتمالك نفسي من التساؤل: هل غيّر المصريون لهجتهم وهل طور السوريون لهجة جديدة تتناسب وجمهور الخليج ومن أجل ذلك غزت أعمالهم حياتنا، حتى اللهجة الخليجية هي عبارة عن لهجات عدة، وصلت اليوم إلى كل أقطار العالم العربي الذي تعود عليها بفضل الأعمال الفنية الخليجية، التي فرضت هذه اللهجات على الساحة العربية خلال العقود الماضية.
• نحن وطن عريق في حضارته وثقافته التي امتدت لقرون طويلة، وطن عرف وتميز بالاختلاف والتنوع في كل شيء، من تنوع جغرافي ومذاهب دينية، ولهجات وعرقيات شكلت هذا النسيج الفريد والمميز الذي كان مصدر فخر وافتخار للعماني أينما ذهب وحل، بتوائم وانسجام جعلنا حديث العالم كله.
• أليس من الطبيعي أن تكون لدينا لهجات مختلفة باختلاف تنوع السلطنة الجغرافي، وباختلاف مذاهبنا وتوجهاتنا الفكرية والثقافية، هل المعاصرة هي في تغيير استبدال زينا الوطني بعباءة سوداء، والتخلي عن لهجاتنا الجميلة والمتميزة والمليئة بمفرداتها الجميلة، هذا والعالم كله يشهد بأن العمانيين هم الأقرب إلى اللغة العربية الفصحى.
• إننا إن فعلنا فإننا بذلك نتخلى شيئا فشيئا عن كل ما يمت لعمان العراقة والحضارة بصلة، اليوم هناك أصوات تنادي بالتخلي عن العمارة العمانية، والفلكلور العماني برقصاته وأهازيجه، التي أصبحنا نمارسها بخجل ضمن احتفالاتنا الرسمية، وضمن أنشطة مهرجاناتنا الثقافية، فأوشكت رقصات تقليدية وأهازيج وفنون تختفي من ممارساتنا اليومية، باسم التحضر والتدين ومجاراة روح العصر، أمر يثير الحزن فعلا.
• هل منع الزي السودانيات والباكستانيات من التقدم والتحضر والتمدن، لقد ظلت بينظير بوتو حتى الرمق الأخير متمسكة بزيها الوطني، وكذلك فعلت رئيسة وزراء بنجلاديش وكل شخص فخور بأصوله وهويته، التي يحاول جاهدا أن يكون سفيرا لها أينما ذهب، وحدنا من نجد في إظهار مظهر هويتنا الوطنية مدعاة للخجل، أتمنى من كل قلبي ألا نصل إلى هذه المرحلة فلدينا الكثير مما نفتخر به في هذا الوطن المعطاء، لسنا بحاجة لتقليد غيرنا فنحن نعيش على أرض أعرق الحضارات الإنسانية التي أضفت علينا هذا التفرد والتميز.