التاريخ له مراكزه - msaalhjry

    • التاريخ له مراكزه - msaalhjry

      التاريخ الذي يفترض به أن يكون جامعاً كان سبباً لجدل واسع خلال*الأيام الفائتة*، فتحتها* " تغريدات"* على " تويتر" أطلقتها شخصية خليجية مرموقة لها احترامها على المستوى الدولي ، و قد كنت أحد*الذين علقوا على تلك "التغريدة"*منطلقاً من أن الذي يجمعنا*هو تاريخ واحد لم نتنكر له يوماً و إن تحسس منه بعض الأشقاء ، و خدمه آخرون منا و منهم،و منطلقاً من حقيقة أن للتاريخ مركزاً لابد من الاقرار به ، تماماً كحقائق الواقع التي لا تنكر، ومراكز التاريخ ليس من الممكن تحويلها ، كما لا يمكن الإملاء على التاريخ بعد أكثر من 400 عام من قول كلمته و توثيق أحداثه، و تلك حقيقة على الجميع أن يسلم بها ، و إذا كانت محاولات نقل مركز التاريخ غير مجدية،فإن بوسعنا و بوسع أخوتنا ــ بدلاً من ذلك ــ أن يستظلوا بسدرته الوارفة الممتدة هنا و هناك ، و*إن نبت أصلها هنا ، و هي من الوسع و الغنى بحيث تكون جامعة لنا ، بدل أن نشتغل على جدل و محاولات لم توفر شخصية تاريخية ، أو فناً شعريا ، أو فلكلوراً شعبياً ، أو أكلة محلية ، إلا*طالته محاولات الزحزحة و إعادة النسبة!! .
      تلك المحاولات التي ذكرتها و ما أثارته تلك "التغريدات" كانت سبباً لردود فعل غاضبة من بعض الأخوة،و لعلي أقول هنا بأن تلك الردود ليست بالضرورة*مدفوعة بتلك "التغريدة" في حينها و في لحظتها، و لكنها كانت ناتجة*عن كل تلك المحاولات المتواصلة لزحزحة حقائق التاريخ و أصله الواحد الجامع من مركز إلى*موقع آخر.

      وهنا يجب علينا أن نقول بأن من يتكئ على هذا الأصل التاريخي الكبير جدير به أن لا ينفعل أو يشتط ،و جدير به أن يتعامل بثقة و بمعرفة ، و حديث العلم و المعرفة بالتاريخ هو الذي يزود بهذه الثقة التي تغني عن أي انفعال قد لا يناسب مقام من نرد عليه.
      لعل هذه مناسبة مهمة لنا لنعود للتاريخ من جديد ، و لنتصل به كما يجب ، بعد أن مرت مرحلة غير يسيرة من تباعدنا عنه ؛و من تباعد عن التاريخ لم يفهم ذاته و لا رحلة تشكله! و فقد الوعي حتى باللحظة التي يعيشها .
      و قد كان من جميل المناسبة أن يصدر في هذه الأثناء الكتاب الوثائقي " البرتغال في بحر عمان ، الدين و السياسة " الذي كتبت عنه قبل أكثر من أسبوعين ، فكان مادة لبعض التغريدات التي أوردتها في ثنايا هذا الجدل.