
(الموضوع الذي نشرته في مجلة (الخزينة) لعدد شهر فبراير 2013)
كثير من الأغنياء -من جميع المجتمعات- قد حققوا الإكتفاء المالي والثراء مبتدئين من رواتبهم الشهرية ، وأنت كذلك يمكنك أن تفعل مثلهم ، دعنا نتحدث عن هذا ..
هل أنت مهتم حقا بذلك؟؟!
التمني الإيجابي شيء جيد ، ولكنه وحده هنا لا يكفي ، فالأمر يحتاج إلى شيء من الثقافة المالية والتخطيط بعيد المدى ، والكثير من الإلتزام ، وبدون ذلك سوف تبقى امنياتنا مجرد أحلام تسبح فوق رأسنا ولا نراها ، فبالإلتزام الحقيقي فقط يمكنك أن تجسد هذه الامنيات في واقع حياتك ، والإلتزام يعني أن تفعل كل ما يتوجب عليك فعله -من الوسائل المشروعة- من أجل الوصول إلى هدفك المالي الكبير.
من أهم الأدوات التي تحتاجها في رحلتك نحو تحقيق الحرية المالية هي الثقافة المالية ، والبحث عنها هو من الامور التي يجب أن تلتزم بها ، ورغم قلة ما يكتب حولها باللغة العربية إلا أنه يكفي ليرشدك إلى أفضل الممارسات المالية.
بدلا من إنتظار الزيادات والعلاوات التي لن تغيير الكثير من وضعك المالي ، ننصحك بأن تمسك بزمام المبادرة والتحكم في مصيرك المالي ، وذلك من خلال إدارة ما هو متوفر لك فعليا من الموارد المالية ، وهو هنا راتبك الوظيفي الشهري.
لا تهدر طاقاتك المالية
****** الراتب الشهري هو موردك الأساسي وطاقتك المالية الاولى ، ولكي تحقق منه أقصى الفوائد يجب عليك أن تفعل كل ما من شأنه توفير وادخار واستثمار هذه الطاقة والقوة المالية ، يجب عليك أن تكون على وعي باستهلاكك اليومي والشهري والسنوي ، ويجب أن تتحكم هذا الإستهلاك المفتوح ، يجب عليك أن تدخر أكبر قدر ممكن من المال لإستثماره من بعد في المجالات المناسبة لك ، فبهذا تسيطر على الفوضى المالية تضع قطارك المالي في سكة النجاح الحقيقية.
إن وصولك إلى الحرية المالية من خلال راتبك الشهري لا يعتمد على مقدار راتبك الشهري بقدر ما يعتمد على مقدار مدخراتك الشهرية ، ومع ذلك يمكن القول بأنه كلما كان دخلك الشهري أعلى كنت أسرع في تحقيق خطتك الهادفة إلى الثراء المالي ، وعليه فإن التخطيط المدروس والمستمر لزيادة دخلك الشهري هو من أهم أولوياتك في هذه المرحلة ، وقد يكون التفكير في مصدر دخل إضافي هو أحد خياراتك ، وهو أمر ليس بتلك الصعوبة التي قد يتخيلها البعض ، حيث بات الحصول على مصدر دخل إضافي أسهل من ذي قبل ، وقد تحدثنا عن ذلك في أحد أعدادنا السابقة.
توفر البنوك المحلية العديد من الخدمات الإدخارية الممتازة ، وأنت يمكنك أن تختار من بينها ما تراه أكثر ملاءمة لك ، فهذا الشيء سوف يساعد في ضبط خطتك المالية وتهيئة الجو المناسب لتماسكها وتطورها.
رأس المال هو ثروتك الفعلية
الثروة الفعلية هي ليست الدخل الشهري كما يعتقد أكثر الناس ، بل هي رأس المال ، الذي هو صافي الثروة ، وبعبارة اخرى هو مجموع ما تملكه من مدخرات نقدية أو ممتلكات ذات قيمة مالية ، ومعنى ذلك أنه كلما زادت مدخراتك النقدية وممتلكاتك المالية كنت أكثر ثراء بالمقياس العملي.
إن أفضل خطة للتخطيط للتقاعد وللإستفادة من الراتب الوظيفي بشكل مثمر هي أن تبدأ بتكوين رأس مال صلب ، وذلك بالإدخار أولا ، وثانيا بإستثمار تلك المدخرات في شراء الاصول المالية الموثوقة ، ويمكنك أن تستعين بأحد أهل الخبرة في هذا المجال ، وقد تكون هذه أيضا أفضل بداية لك.
إزرع البذور.. وتوقع الحصاد
بما أنك قد بدأت في زراعة البذور المالية بشراء الاصول المالية ، فتهانينا لك ، إذ يحق لك الآن أن تتفاءل وأن تتوقع الحصاد الجيد ، ولسوف يعود عليك كل ريال أنفقته في هذا الطريق بأضعافه مرات ومرات ، وهذه هي الطريقة الذكية للتنمية المالية للراتب الوظيفي وخلق تدفقات نقدية إضافية حرة.
نصيحتنا لك: لا تنتظر ما لا تملك ، بل إبدأ من حيث أنت ، إبدأ باستغلال ما تملكه فعلا من مواردك المالية ، وسف تحقق الكثير ، وسوف يكون مستقبلك ومستقبل اسرتك وأبنائك أكثر رخاء وازدهارا.
facebook.com/aaalijabir