وقفة – ليست من صفات الصالحين - omandaily

    • وقفة – ليست من صفات الصالحين - omandaily

      سيف بن سالم الفضيلي -
      أن يقوم شخص بترويج شائعة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي يتلقفها أشخاص آخرون فيزيدونها بشيء من السموم فتكبر وتكبر حتى تؤدي الى أمر يتأذى بسببه مجتمع بأكمله ويتشوش بسببه الفكر فتلقى التهم وتساء الظنون وتصبح النفوس مشحونة تنتظر ساعة الانفجار لتحدث ردود أفعال مشينة قد تعرقل خططا أو تلغي برامج أو تقضي على رزق فتحه الله تعالى لبعض من خلقه فإن هذا أمر يجب ألا يفوت على عقلاء مجتمعاتنا ويترك هكذا دون عقاب أو رادع (فمن أمن العقوبة أساء الأدب).
      لئن عرف المرء أن في المجتمعات فئات هدفها التشفي وهدفها الفتن وإطلاق الشائعات، ولئن عرف المرء أيضا ان في المجتمع من قد نزع الله الرحمة والشفقة من قلبه فأصبح لا يبالي بما قد يؤول إليه ما أشاعه من منغصات ومنكدات، فإنه – أي المجتمع – سيسلم من مثل هذه الشائعات وسيحمى نفسه وبلده منها ولن ينجر وراءها.
      إن أنواع الشائعات كثيرة فهي مما يصنف من ضمن (سوء الظن) والتحذير منها ومن خطورتها وسوئها وعاقبتها الخبيثة حذر منها رب العزة والجلال بدءا بتحذيره للنبي صلى الله عليه وسلم من أن يتسرع في قبول كل ما يقال أو يشاع وانتهاء بتحذيره للمؤمنين من أن يجروا خلف كل ناعق وأفاك فقد قال جل في علاه في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) ، وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، ناهيك عن أحاديث نبوية شريفة تحذر من الاشاعات الكاذبة.
      يستحضرني قول سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة (إن المسلم يجب أن يقود ولا ينقاد ويؤثر ولا يتأثر ولذلك فإن عليه أن يتبوأ مكان الإمامة والقيادة ما بين الناس جميعا لأنه المبلغ لكلمة الله والداعي الى الله والسائر على منهج الله فما كان له ان يتخلى عن منهجه ليتبع منهج غيره لان كل ما عدى الحق ضلال)، فالفرق شاسع بين من يبلغ كلمة الحق ومن يبلغ كلمة الباطل.
      اللهم جنبنا كل قول وفعل فاحش واحفظنا ومجتمعاتنا من أصحاب السوء والجهالة .. يا رب العالمين.