بسم الله الرحمن الرحيم
عمر بن الخطاب.. العبقري الفذ
لكل قائد عظيم رجال يلتفون حوله؛ بعضهم يطمع في السلطان.. وبعضهم في الحظوة.. وبعضهم يقوده المال.. وآخرون لغير ذلك من مآرب النفس.. علت أم هبطت في ميزان الأخلاق.. والرجولة!
ولكن الرجال حول محمد بن عبد الله؛ رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- كانوا من نوع آخر...؟
فرسول الله.. لم يكن عنده مال، ولا مناصب، ولم تكن له دولة في بداية دعوته...
وقد عذب بعض أتباعه حتى الموت!
واضطهد آخرون.... وقوطعوا في شِعْب أبي طالب سنوات ثلاث، وأخرجوا من وطنهم... واغتربوا في الآفاق...........!!
والذين التفوا حول رسول الله........ إنما آمنوا بالله... وبرسوله، وبالإسلام دينا من عند الله... بعث به محمد... بشيرًا ونذيرًا إلى الناس كافة.
منها المساواة بين الناس، في مجتمع كان يجعل في الناس: عبدًا، وسيدًا، ومولى... ويضع كل واحد في سلم من تفاوت الطبقات لا يتجاوزه.
ومنهم من وجد فيه الغَناء عن أصنام لا تسمع، ولا تنفع... وإنما كانت لصغار العقول وقاصري الأفهام من الناس... فلما وجد الحق تعلق به.. وترك تلك الحجارة الصماء!
ومنهم من سحره ذلك القرآن الرائع العظيم في فصاحته وبلاغته وبيانه.. وسموه عن كلام البشر، وحقائقه المقنعة ورهبته التي تأخذ بمجامع القلوب.. فاستشعر الصدق الذي يشع منه.. فأسلم.. وتابع رسول الإسلام.. على دعوته.
وفي النفس البشرية تَوْقٌ إلى الحقيقة والعدل.. والانعتاق من العبودية للبشر.. وإعلانها لخالق الكون.. الواحد الأحد... لا إله إلا هو!
ويلبي نداء الأنبياء دائمًا.. من خلصت قلوبهم من الكبر.. وخلصت نفوسهم من الآفات... وتاقت إلى الحق.. والعدل.. واستشعروا رحمة الخالق سبحانه.. الرحمن الرحيم.. وصار للحياة معنى.. يجدونه في الرابطة الرائعة.. بالسماء.. والآخرة.. والبعث.. والنعيم الدائم في ظل رب الكون.. سبحانه!
كان من الرجال الذين بهرهم كتاب الإسلام.. هذا القرآن الكريم.. كلام الله.
رجل متعصب لقومه وأحسابهم.. وأصنامهم، هو عمر بن الخطاب!
أجمع أمره يومًا أن يذهب إلى رسول الله...ليقتله!
((لقد فرق أمر قريش، وعاب آلهمتهم، وسفه أحلامهم... يريدهم أن يتركوا دين آبائهم وأجدادهم))!
كان ذلك رأيه، كما كان رأي كثيرين من أهل مكة... في صاحب الدعوة إلى الإسلام.
ويلقاه من يسأله... إلى أين يا عمر؟
- إلى هذا.....!!
- أصلح أهلك أولا.. فقد تابع محمدًا على دينه.. أختك فاطمة.. وابن عمك سعيد بن زيد!
وينثني عمر راجعًا.. ويطرق الباب على أخته وزوجها.. وكان معهما أحد المسلمين (خباب بن الأرت) يقرأ.. فاختبأ!
ويدخل عمر في شجار مع أخته وابن عمه (زوجها) ويؤذيهما.. ثم أخذ الصحيفة وراح يقرأ....
... فإذا فيها {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 1-3].
ويقول عمر: إلى أن بلغت {آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الحديد: 7-8] فقلت: ((أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله))!!.
وأمثال هذا مما كان يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أو أحد الدعاة.. للناس.. يدعوهم به للإسلام.. وما كان لذلك من أثر في السامعين.. فتحولوا من الكفر إلى الإيمان.. عدها د. شوقي ضيف، صاحب كتابي: ((الوجيز في تفسير القرآن)) و((محمد: سيد المرسلين)) معجزة للقرآن الكريم.. أسماها: ((معجزة الاستماع، لم يتنبه إليها القدماء))!
منقول
عمر بن الخطاب.. العبقري الفذ
لكل قائد عظيم رجال يلتفون حوله؛ بعضهم يطمع في السلطان.. وبعضهم في الحظوة.. وبعضهم يقوده المال.. وآخرون لغير ذلك من مآرب النفس.. علت أم هبطت في ميزان الأخلاق.. والرجولة!
ولكن الرجال حول محمد بن عبد الله؛ رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- كانوا من نوع آخر...؟
فرسول الله.. لم يكن عنده مال، ولا مناصب، ولم تكن له دولة في بداية دعوته...
وقد عذب بعض أتباعه حتى الموت!
واضطهد آخرون.... وقوطعوا في شِعْب أبي طالب سنوات ثلاث، وأخرجوا من وطنهم... واغتربوا في الآفاق...........!!
والذين التفوا حول رسول الله........ إنما آمنوا بالله... وبرسوله، وبالإسلام دينا من عند الله... بعث به محمد... بشيرًا ونذيرًا إلى الناس كافة.
منها المساواة بين الناس، في مجتمع كان يجعل في الناس: عبدًا، وسيدًا، ومولى... ويضع كل واحد في سلم من تفاوت الطبقات لا يتجاوزه.
ومنهم من وجد فيه الغَناء عن أصنام لا تسمع، ولا تنفع... وإنما كانت لصغار العقول وقاصري الأفهام من الناس... فلما وجد الحق تعلق به.. وترك تلك الحجارة الصماء!
ومنهم من سحره ذلك القرآن الرائع العظيم في فصاحته وبلاغته وبيانه.. وسموه عن كلام البشر، وحقائقه المقنعة ورهبته التي تأخذ بمجامع القلوب.. فاستشعر الصدق الذي يشع منه.. فأسلم.. وتابع رسول الإسلام.. على دعوته.
وفي النفس البشرية تَوْقٌ إلى الحقيقة والعدل.. والانعتاق من العبودية للبشر.. وإعلانها لخالق الكون.. الواحد الأحد... لا إله إلا هو!
ويلبي نداء الأنبياء دائمًا.. من خلصت قلوبهم من الكبر.. وخلصت نفوسهم من الآفات... وتاقت إلى الحق.. والعدل.. واستشعروا رحمة الخالق سبحانه.. الرحمن الرحيم.. وصار للحياة معنى.. يجدونه في الرابطة الرائعة.. بالسماء.. والآخرة.. والبعث.. والنعيم الدائم في ظل رب الكون.. سبحانه!
كان من الرجال الذين بهرهم كتاب الإسلام.. هذا القرآن الكريم.. كلام الله.
رجل متعصب لقومه وأحسابهم.. وأصنامهم، هو عمر بن الخطاب!
أجمع أمره يومًا أن يذهب إلى رسول الله...ليقتله!
((لقد فرق أمر قريش، وعاب آلهمتهم، وسفه أحلامهم... يريدهم أن يتركوا دين آبائهم وأجدادهم))!
كان ذلك رأيه، كما كان رأي كثيرين من أهل مكة... في صاحب الدعوة إلى الإسلام.
ويلقاه من يسأله... إلى أين يا عمر؟
- إلى هذا.....!!
- أصلح أهلك أولا.. فقد تابع محمدًا على دينه.. أختك فاطمة.. وابن عمك سعيد بن زيد!
وينثني عمر راجعًا.. ويطرق الباب على أخته وزوجها.. وكان معهما أحد المسلمين (خباب بن الأرت) يقرأ.. فاختبأ!
ويدخل عمر في شجار مع أخته وابن عمه (زوجها) ويؤذيهما.. ثم أخذ الصحيفة وراح يقرأ....
... فإذا فيها {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 1-3].
ويقول عمر: إلى أن بلغت {آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الحديد: 7-8] فقلت: ((أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله))!!.
وأمثال هذا مما كان يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أو أحد الدعاة.. للناس.. يدعوهم به للإسلام.. وما كان لذلك من أثر في السامعين.. فتحولوا من الكفر إلى الإيمان.. عدها د. شوقي ضيف، صاحب كتابي: ((الوجيز في تفسير القرآن)) و((محمد: سيد المرسلين)) معجزة للقرآن الكريم.. أسماها: ((معجزة الاستماع، لم يتنبه إليها القدماء))!
منقول