[frame='2 80']
"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ "
فالناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ..
هذه الدنيا مثل رجل نائم، رأى في منامه شيئا يكره وشيئا يحب، فبينما هو كذلك إذ انتبه واستيقظ من نومه.
فهذه الدنيا من أولها الى آخرها، إنما هي لحظات قصيرة زائلة وستصبح يوما ما ذكريات وأخبارا يقال فيها: كان في يوم ما عالم يسمى الدنيا، وكان فيها ناس:
- فمنهم- من ظنها دائمة، فبناها، وزينها، وبالغ في إصلاحها، ثم تركها ومضى إلى عالم آخر، نادما، لما رأى الناس قد أخذوا مكانهم في الجنة وليس له فيها مكان.
- ومنهم - وهم قلة - علم أنها زائلة غير باقية، وأنه فيها على سفر، والمسافر لايحمل إلا ماخف وغلى، فاقتصد وتقلل منها وترك ما لايحتاج، وعمل على تزيين داره في الجنة وبناء القصور بالعمل الصالح، فلما أتاها فإذا هي عامرة، وسكانها من الولدان والحور، ينتظرونه بفارغ الصبر، وقد هيئت له، وتزينت، فحمدالله على الفوز والنجاة.
إن الله تعالى خلق الانسان يكدح ويسعى ليلقى ربه:
{ يا أيها الانسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه }.
أنت أيها الإنسان! تكد وتعمل لتلاقي ربك، تسعى وتجري إليه لامفر من لقائه، ولامهرب وملجأ منه إلا إليه..
وهذه الآية فيها لفتة، وهي أن كل إنسان فهو يكدح ويسعى ويجري إلى لقاء ربه سواء كان مؤمنا أو كافرا ، فالكل يجهد ويتعب والكل، يقاسي الآلام والمشقة، لافرق بين مؤمن أوكافر، ولابين غني أو فقير، لكن المؤمن يسعى بالعمل الصالح، وأما الكافر والعاصي فيكدح بالعمل السيء، وكلهم مآلهم الى الله فيجازيهم بأعمالهم.
فالمؤمن لا يقلقه سرعة أيام الدنيا، وإنما يحزن على أيام لايعبد الله فيها، وإذا تمنى طول العمر فإنما يتمناه لأجل الطاعة قال معاذ لما حضرته الوفاة :
" اللهم! إنك تعلم أني لم أحب البقاء في الدنيا، إلا لظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، ومزاحمة العلماء بالركب"..
أما العاصي فيخاف سرعة الأيام، ويخاف الموت، لأنه خاصم ربه، فهو يخاف عقوبته، ويستوحش من لقائه، ولو أنه أصلح العمل، وأقلع عن الزلل لفرح بلقاء ربه .
تم إختصار الموضوع من رسالة لأخينا أبى سارة
[/frame]
"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ "
فالناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ..
هذه الدنيا مثل رجل نائم، رأى في منامه شيئا يكره وشيئا يحب، فبينما هو كذلك إذ انتبه واستيقظ من نومه.
فهذه الدنيا من أولها الى آخرها، إنما هي لحظات قصيرة زائلة وستصبح يوما ما ذكريات وأخبارا يقال فيها: كان في يوم ما عالم يسمى الدنيا، وكان فيها ناس:
- فمنهم- من ظنها دائمة، فبناها، وزينها، وبالغ في إصلاحها، ثم تركها ومضى إلى عالم آخر، نادما، لما رأى الناس قد أخذوا مكانهم في الجنة وليس له فيها مكان.
- ومنهم - وهم قلة - علم أنها زائلة غير باقية، وأنه فيها على سفر، والمسافر لايحمل إلا ماخف وغلى، فاقتصد وتقلل منها وترك ما لايحتاج، وعمل على تزيين داره في الجنة وبناء القصور بالعمل الصالح، فلما أتاها فإذا هي عامرة، وسكانها من الولدان والحور، ينتظرونه بفارغ الصبر، وقد هيئت له، وتزينت، فحمدالله على الفوز والنجاة.
إن الله تعالى خلق الانسان يكدح ويسعى ليلقى ربه:
{ يا أيها الانسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه }.
أنت أيها الإنسان! تكد وتعمل لتلاقي ربك، تسعى وتجري إليه لامفر من لقائه، ولامهرب وملجأ منه إلا إليه..
وهذه الآية فيها لفتة، وهي أن كل إنسان فهو يكدح ويسعى ويجري إلى لقاء ربه سواء كان مؤمنا أو كافرا ، فالكل يجهد ويتعب والكل، يقاسي الآلام والمشقة، لافرق بين مؤمن أوكافر، ولابين غني أو فقير، لكن المؤمن يسعى بالعمل الصالح، وأما الكافر والعاصي فيكدح بالعمل السيء، وكلهم مآلهم الى الله فيجازيهم بأعمالهم.
فالمؤمن لا يقلقه سرعة أيام الدنيا، وإنما يحزن على أيام لايعبد الله فيها، وإذا تمنى طول العمر فإنما يتمناه لأجل الطاعة قال معاذ لما حضرته الوفاة :
" اللهم! إنك تعلم أني لم أحب البقاء في الدنيا، إلا لظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، ومزاحمة العلماء بالركب"..
أما العاصي فيخاف سرعة الأيام، ويخاف الموت، لأنه خاصم ربه، فهو يخاف عقوبته، ويستوحش من لقائه، ولو أنه أصلح العمل، وأقلع عن الزلل لفرح بلقاء ربه .
تم إختصار الموضوع من رسالة لأخينا أبى سارة
[/frame]