الشبهات التي تثار حول التوسل

    • الشبهات التي تثار حول التوسل

      الشبهات التي تثار حول التوسل

      بســــــــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــم

      الحمد لله رب العالمين القائل
      { يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة }

      وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
      اللهم صل على محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

      أما بعد:

      فيا حماة الإسلام وحراس العقيدة
      هناك من الشبهات التي تثار حول التوسل وغيرها ممن يرون أنفسهم أوصياء على هذا الدين وكأن هذا الدين الحنيف، فالله تعالى لم يوكل حفظ هذه العقيدة على أناس معنين دون غيرهم بل تكفل الله تعالى حماية العقيدة لنا أو لغيرنا الله تكفل بذلك حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم كما هو في الصحيح البخاري في خمسة مواضع فيه : (( إني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ))

      من الذي يقول هذا؟؟
      إنه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم
      أيكذب؟؟!!! حاشــاه صلى الله عليه وآله وسلم.
      أنه الذي ما ينطق عن الهوى عليه سحائب من الصلوات المباركات الطيبات.
      يامن تكفّر الناس بسبب التوسل وترميهم إلى الشرك أيكذب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟؟ أم تراك أحرص على أمته منه!!!! فداه أبي وأمي ونفسي.

      الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلم يقول إني لا أخاف عليكم الشرك بعدي ويأتي أُناس يظنون أنهم أحرص منه على هذا الإسلام وعقيدة الإسلام ويرمون هذا بالشرك وذاك بالكفر ويعتقدون أنهم يدافعون عن الإسلام ويقولون إن هؤلاء فعلهم وتركهم و..و.. الخ.

      الشرك وصف قلبي هل شققتم قلوب الناس ورأيتم ما فيهم إن كانوا مشركين، إن أشد ما يقع على أعراض الناس من يصفهم بالشرك والكفر وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدَا رسول الله، يصلون وقبلتهم هي الكعبه المشرفة وفي الحج يحجون ويلبون قائلين : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ثم يأتي آتٍ ويرميهم بالشرك!!
      فهذا من أغلى الأمور عند المرء في عرضه.

      على أي شيء يرميهم بالشرك؟؟ على التوسل؟!!
      وهل كل من توسل أصبح مشركا؟؟!!

      اعلموا رحمكم الله إن التوسل هي طريقة من طرق التوجه والتضرع إلى الله تعالى وهي أحد أبواب الدعاء إليه، وفي الحقيقة أن المقصود من ذلك كله هو الله تعالى، فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببًا للتقرّب إليه وبابا لقضاء الحوائج.

      فهي كما يقول أحد العلماء الفاضلين: أرجي في القبول وفي الإجابة.

      وهناك إتفاق عند الناس وعند الطائفة التي ترى نفسها احرص من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمته في التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة وبأسماء الله تعالى وصفاته، فلا بأس بها ولكن الخلاف هو التوسل بالذوات سواء كان ذلك بالأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم جميعا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو بأحد من آل بيته الأطهار أو صحابته الأبرار أو من أولياء الله وعباده الصالحين.

      والخلاف هنا شكلي فقط، وفي الحقيقة أن المتوسل بالذات إنما يتوسل إلى الله بعمل ذلك الرجل الصالح أو هذا النبي الكريم.

      قالوا: اعلم أن المتوسل بشخص ما فهو لأنه يحبه إذ يعتقد صلاحه وولايته وفضله تحسبا للظن به أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى ويجاهد في سبيله أو لأنه يعتقد أن الله تعالى يحبه كما قال سبحانه : { يحبهم ويحبونه } أو لاعتقاد هذه الأمور كلها في الشخص المتوسل به .

      إذ تدبرت الأمر وجدت أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسئول عنه ومثاب عليه وكأنه يقول: يا رب إني أحب فلانا واعتقد إنه يحبك وهو مخلص لك ويجاهد في سبيلك، واعتقد أنك تحبه وأنت راضٍ عنه، فأتوسل إليك بمحبتي له وباعتقادي فيه أن تفعل كذا وكذا …

      ولكن أكثر المتوسلين يتساهلون ويتسامحون في هذا التصريح في الأمر مكتفين بعلم من لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . وبهذا ظهر أن الخلاف في الحقيقة شكلي ولا يقتضي هذا التفرق والعداء بالحكم بالكفر على المتوسلين وإخراجهم عن دائرة الإسلام . . . .
      سبحان الله هذا بهتان عظيم .

      ثم يجب أن ننبه لأمر هام
      أولا: إن التوسل أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه إلى الله سبحانه وتعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى.

      ثانيا: إن المتوسل لو اعتقد أن من توسل به إلى الله ينفع ويضر بنفسه مثل الله دونه فقد أشرك .
      فلا يوجد من بين أهل السنة والجماعة من يرى أن ذلك المتوسل به على سبيل المثال:
      العلامة أبو العباس أحمد بن عمر المرسي - قدس سره- فلا أحد يعتقد أنه هو الرازق وهو المعطي أو أنه يجلب الخير يضر وينفع من تلقاء نفسه، لا يوجد من بين المسلمين من أهل السنة من يقول بهذا!!

      ثالثا: إن التوسل بهذه الواسطة لها اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى يحبها ولو ظهر خلاف ذلك لكان أبعد الناس عنها و أشد الناس كرها لها .

      رابعا: أن التوسل ليس أمرا لازما أو ضروريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقا كما قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } كما قال سبحانه : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى } .

      قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة }
      والوسيلة هو كل ما جعله الله سببا في الزلفى عنده ووصلة إلى قضاء الحوائج منه والمدار فيها على أن يكون للوسيلة قدر وحرمه عند المتوسل إليه .
      ===========================

      هناك من يثير الشبهات حول التوسل بسبب تصرفات العوام من الناس وممن غير متفقهين في الدين مثلا الطواف حول القبور أو الصلاة إليها.

      فهؤلاء لايرمون بالشرك والكفر هكذا، بل هم جهله لايدرون ما يفعلون، فتجد من يصلي إلى القبر والقبر أمامه مثلا يرى ذلك تقربا إلى الله تعالى!!
      نقول لا بأس، ولكن ذلك منهي عنه نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمك كما في صحيح مسلم رضي الله عنه الصلاة إلى القبور، أي تجعل القبر أمامك بينك وبين القبله. فهذا المنهي عنه!!!!
      ابتعد قليل عن يمين القبر أو عن يساره أو كن أمام القبر واجعله خلفك فصلي.

      فتجد آخر يقول إني اتخذت شواهد القبر هذا سترة لي!!!!
      نقول لابأس ولكن انظر إلى غيره من صخرة أو عامود ودع القبر وشواهده فإنها لم توضع لتتخذها أنت أو غيرك ستره لتصلي. فهذا منهي عنه أن تتخذ القبر مسجدا

      على الرغم من ذلك لا ولن تجد من يقول إنني أعبد ذلك القبر أو صاحبه

      نعم وهذه الأفعال إنما تصدر من أناس غير متفقهين في الدين ولا يسألون، وتجد ممن يظنون أنهم أحرص من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته من الشرك والكفر من يرون مثل هذه الأخطاء يأخذون ويعممونها على الجميع ويقولون هكذا المتوسلين وزوار القبور يفعلون مثل فعل هذا الرجل!!!

      ويرون من يطون حول القبور يبحث عن قبر أحد من أصحابه أو قبر والديه حيث أنه وضع عليها علامه كي يميزه من بين هذه القبور فهو بيحث عنها تجد هؤلاء يقولون: أنظروا إنهم يطوفون حول القبور هذا يطوف هنا وهذا يطوف هناك!!! قد أشركوا!!!
      سبحان الله!!!!
      ما هذا؟؟!! يرون أخطاء بعض الناس ويعممونها على الجميع!!!! ويقولون كلهم هكذا!!!!

      نسأل الله تعالى أن يهدينا ويفقهنا ويفقه أهلنا وجميع أصحابنا والمسلين، ويحفظنا من شر المعتدين إنه ولي ذلك والقادر عليه.

      والحمد لله رب العالمين
    • اخي العزيز المؤيد الماتريدي
      شكر موصول لك عزيزي على مواضيعك الهادفة والتي
      تشمل العديد من الجوانب التي تناشد القارئ بأن يتمعن في حروفها
      يجزيك الله عنا الف خير
      وواصل المشوار
    • بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الأخ االكريم المؤيد الماتريدي

      نشكركم على هذا الموضوع الشيق ونسأل من الله تعالى أن يتقبل أعمالكم بجاه النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم

      جاء في سنن ابن ماجه ..
      ‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن منصور بن سيار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عثمان بن عمر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي جعفر المدني ‏ ‏عن ‏ ‏عمارة بن خزيمة بن ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏عثمان بن حنيف ‏
      " ‏أن رجلا ضرير البصر أتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ادع الله لي أن يعافيني فقال إن شئت أخرت لك وهو خير وإن شئت دعوت فقال ‏ ‏ادعه ‏ ‏فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء اللهم ‏إني‏ أسألك وأتوجه إليك‏ بمحمد‏ ‏نبي الرحمة يا ‏ ‏محمد ‏ ‏إني قد‏ توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ‏ ‏لتقضى اللهم شفعه في ‏" .
      ‏قال ‏ ‏أبو إسحق ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث صحيح

      فهل رسول الله (ص) يدعو للشرك والعياذ بالله !!

      أم لأنه وسيلة تقربنا إلى الله تعالى !!

      فما المانع أن نتقرب إلى الله عز وجل بأحب الخلق إليه !!

      كما قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ))

      وكما قال تعالى : (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما ))

      فلماذا يستغفر لنا الرسول (ص) أيضا !!

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    • بارك الله فيكم إخواني الأفاضل ووفقنا الله لكل خير

      بسم الله وبه نستعين ... وبعد

      كما تبين لكم أن التوسل ليس بأمر شركي كما يدعيه البعض ممن ينتسبون للسلف إسما فقط، وكما وضحنا بأن المتوسل لا يقال عنه مشركا إلا إذا اعتقد أن هذا المتوسل به يضر وينفع من دون الله تعالى، فلن تجد من يعتقد ذلك بين المسلمين وذلك مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: (( إني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ))

      طبعا سواء كان هذا التوسل بالأعمال الصالحة، أو بالذوات .

      وهناك أدلة كثيرة في الكتاب والسنة بمشروعية التوسل بشتى طرقها.

      قال تعالى: { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب }

      يقول سيدنا ابن عباس ومجاهد: هم عيسى عليه السلام وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم، يبتغون أي يطلبون إلى ربهم الوسيلة أي القربة، وقيل الدرجة أي يتضرعون إلى الله في طلب الدرجة العليا، وقيل: الوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى وقوله : { أيهم أقرب } معناه ينظرون أيهم أقرب إلى الله تعالى فيتوسلون به.

      يقول المفسر الزجاج: أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى الله ويتقرب إليه بالعمل الصالح ونحوه.

      أما في سنة المصطفى حبيب الله صاحب العز والجاه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكثيرة جدا.

      فعن سيدنا علي كرم الله وجهه: أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دفن فاطمة بنت أسد وهي أم سيدنا علي رضي الله عنهما قال: (( اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي ))
      رواه الطبراني في الأوسط وكذا أبو نعيم في حلية الأولياء ومحمع الزوائد للهيثمي.

      وحديث آخر
      عن سيدنا عثمان بن حنيف رضي الله عنه حيث جاء رجل أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يدعو الله أن يكشف عنه المهم يمهنا في نهاية الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّم الرجل الضرير كلمات يقولها في الدعاء وهي: (( اللهم إنيأسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضي لي اللهم شفّعه فيَّ ))

      وزاد الحافظ البيهقي في رواية اللهم شفّعه فيَّ وشفعني في نفسي.

      وهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس الشرك بالله؟؟؟؟!!!!!!
      حاشـــاه فداه نفسي.

      أما مسألة زيارة القبور والشبهات التي تثار حولها:
      كما بينت بأنه لايوجد من يعبد القبور، ولو أن هناك فعلا قام رجل ويطوف حول قبر ما فعل هذه عبادة؟؟؟!!!!

      بالنسبة لي شخصيا لا أستطيع أن أجزم أنها عبادة !!!!

      دعونا نناقش هذه المسألة جيدا.
      هل الأفعال التي تقوم بها عبادة؟؟؟ ----> نوضح السؤال أكثر

      هل السجود لغير الله عبادة؟؟ ----> هذا حسب ما يقولون أن هناك من يسجد للعبور وهذه عبادة فأصبح شركا، وإنني مع الإعتماد والاستعانة بالله عز وجل وبالحديث الشريف لا أقول بأن هناك مشرك.

      لو كان السجود لغير الله تعالى عبادة فكيف يسجد النبي الكريم يعقوب وأبناءه ليوسف عليهما الصلاة والسلام؟؟؟؟
      وكيف يرضاها يوسف عليه الصلاة والسلام؟؟!!!!!
      أم كيف يرضاها الله تعالى لهما وهو القائل في كتابه العزيز :{ ولا يرضى لعبادة الكفر } .
      وجميع الأنبياء والمرسلين جاءوا بتوحيد الله تعالى خالص له؟؟!!

      إذن فإن السجود لغير الله تعالى كانت شريعة من كان قبلنا من الأمم ولم تكن عبادة للمسجود له، ولكن متى تكون عبادة؟؟ تكون عندما تقصد بسجودك هذا الخضوع والتذلل لذلك المسجود له مع اعتقادك بأولهيته.

      وذكر العلماء المحققون أن العبادة شرعًا هي : أتيان بأقصى غايـة الخضوع مع الاعتقاد ربوبية المخضوع له أو شي من خصائصه كالاستقلال بالنفع والضر وأما مع انتفاء هذا الاعتقاد فلا يكون المأتي به عبادة أصلا

      إذن فلا تجد من يسجد للقبور مثلا ـــ هذا على حسب من يقول أنه يرى أن هناك من يسجد للقبرـــ يعتقد بأن صاحب القبر إله يجب عبادته كما بيناه سابقا.

      إذن ماذا نفعل إذا شاهدنا مثل هذه المواقف أمامنا ننصح الرجل ونأمره أن يكف عن هذا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن السجود لغير الله تعالى، فالذي يسجد لغير الله لا يقال عنه مشركا بل نقول أنه قد خالف ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط!!!! والدليل:

      أن سيدنا معاذ بن جبل ـــ رضي الله عنه ـــ سجد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له رسول الله: ما هذا يا معاذ؟؟
      فقال معاذ: إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق أن يسجد لك.
      قال رسول الله: (( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ))
      رواه الترمذي.

      ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له إن هذا شركا لو كان كذلك لبينه له، ثم إن سيدنا معاذًا لم يفعل هذا عبادة منه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل قصده في ذلك الإحترام والتقدير له لذلك يقول: وأنت أحق أن يسجد لك.

      قس على ذلك الطواف حول القبور أو الصلاة إليها.
      بالنسبة للطواف ما أظن ولا أعتقد أن من يطوف حول القبر بنيّة عبادة صاحب القبر أبدا لأنه مثله كمل السجود وكذا الصلاة فمن يصلي نحو اقبر فقد خالف ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد أي أن يصلى إليها ونحوها.

      وتكون صلاته باطلة إذا مال عن القبلة واتجه نحو القبر وصلى أو نحو حائط أو شجرة أو أي شيء، فلابد من استقبال القبلة في الصلاة هذا للذي يعلم علم اليقين عن اتجاه القبلة، أما للذي ضل ولم يدر أين اتجاهها فإنما يولي وجهه أينما شاء فثم وجه الله!!!

      ثم لا تجعل القبر أو شواهده سترة أو تجعله بينك وبين القبلة فهذا أيضا منهي عنه، لك أن تتنحى عنه يمينا يسارا أو تجعل القبر خلفك ثم تصلى فلا بأس إن شاء الله .

      وكذلك ممن يتمسح بالقبر فلا حرج منه إلا أنه مكروه فعله فقط!!! وهناك من أجازوه من باب التبرك فقط!!! فليس ذلك حراما أو شركا لأن التبرك مثله كمثل التوسل تماما إلا أنه هناك اختلاف بسيط!!

      فإنني أعيد وأكرربأنه لايوجد ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يعتقد النفع والضر لغير الله أو يريد عبادة أحد غير الله تعالى، ثم هناك أمر يجب تنبيهه أنه هناك من يدعي بالتصوف ويأتي بأفعال منهي عنها فهذا يسيء للتصوف فكم جلست مع علماء صوفية كرام وشيوخ كريمين فلم أجد منهم ما يقوله البعض ممن يرون أنهم أحرص لهذه الأمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

      ولا أدري من أين يأتون بهذا الكلام، فالأصل في كل شيء اتباع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ بهما فهما الحصن الحصين والدرع المتين مع التفقه في الدين.

      أسأل الله تعالى بجاه بنيه الكريم واتوجه إلى الله برسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم بأن يوفقنا ويفقهنا ويدفع شر المؤذين ويصرف عنا كيد الكائدين، وينصر إخواننا المجادين في فلسطين وفي الشيشان وكشمير وسائر بلاد المسلمين.
      إنه سميع قريب مجيب.

      والحمد لله رب العالمين
    • اخي المؤيد الماتريدي

      السلام عليك اخي المؤيد الماتريدي
      بسمم الله الرحمن الرحيم
      اما بعد:-
      السلام على كل الاعضاء والمشاركين في هذة الساحة
      اود ان ارد على هذا الموضوع
      هو ان يتوسل الشخص الى غيره من مخلوقات الله
      تدل على ان الشخص المتوسل اليه يملك قوة خارقة أو بمعنى اخر انهو يملك الجبروت والاعظمة
      وهذا موحلى لان العظمة والجبروت لله سبحانة وتعالى ويجب ان لانشك ان الله سبحانة وتعالى بعيد عن عبادة
      وكما قال اخي المياس:في موضوعة الجديد اني سألت الله ان يطعني الحكمة فاطه الله من المشاكل ماتمكن من حلها والباقي مكتوب في موضوعة
      سطور تستحق الكتابة
      وتقبل فائق احترامي اخي المؤيد الماتريدي
      من اخيك
      الكـــاسر954 :cool:
    • التوسل عند المسلمين


      التوسل عند المسلمين
      تكاد تتفق جميع الطوائف الإسلامية على مشروعية التوسل والتبرك بقبور الأنبياء والصالحين. وقد كان الصحابة يتوسلون ويتبركون بالنبي (صلى الله عليه وآله) واستمر هذا الفعل بعد مماته (صلى الله عليه وآله) وعلى هذا سار الناس، وعليه اتفقت الفرق الإسلامية إلا السلفية، فقد عدّت التوسل والتبرك شركاً. إلاّ أن القرآن والسنة وسيرة الصحابة ومن بعدهم تخالفهم.
      التوسل والتبرك في القرآن الكريم

      1- قال الله عز وجل متحدثاً عن يعقوب وكيف عاد بصيراً لمّا وضع قميص يوسف على عينيه: (فلمّا جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدّ بصيراً) [سورة يوسف: الآية 96].
      وهذا نوع من التبرك مارسه نبي من أنبياء الله.
      2- وفي شأن أصحاب الكهف يقول الله عز وجل:
      (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذنّ عليهم مسجداً) [سورة الكهف: الآية 21].
      إنّ ذكر المسجد هنا يدل على أنّ القائلين هم المؤمنون في ذاك الوقت، وقد ذكر الله كلامهم بصيغة الإثبات والإقرار، ولو كان اتخاذ المسجد على القبر شركاً ومنكراً لعرّضت الآية بهم وأنكرت فعلهم.
      3- قال تعالى: (ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً) [سورة النساء: الآية 64].
      هذه الآية نازلة بخصوص المنافقين، وهي دعوة لهم لأنّ يجعلوا النبي (صلى الله عليه وآله) واسطتهم إلى الله فيستغفر لهم والنتيجة سيجدون الله تواباً رحيماً بسبب دعاء النبي وتوسطه لهم!
      والآية ليست خاصة بالمنافقين، بل كل مسلم ظلم نفسه فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
      وهي أصرح آية في جواز التوسل بالنبي، ولا فرق بين كونه حياً أو ميتاً فهو في قبره يسمع الكلام ويرد السلام على كل من يسلم عليه (2)، ولا تقلُّ وجاهته عند الله بموته (صلى الله عليه وآله) فهو حبيب الله وأفضل خلقه.
      وهكذا التوسل بالأولياء والشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.
      4- يقول الله عز وجل (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)[سورة البقرة: الآية125].
      في هذه الآية يأمر الله عز وجل المسلمين بأن يجعلوا مقام إبراهيم مصلى لهم، والحاج لا يصح حجّة إذا لم يأت بركعتين هناك، إنّ هذا نوعٌ من التقديس لمقام خليل الله (عليه السلام) فهل أمر الله عباده أمراً يؤدي إلى الشرك به عز وجل؟!!
      5- قال تعالى في الصلاة على المنافقين: (ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) [سورة التوبة: الآية 84].
      المقصود بالصلاة هنا: الصلاة على المنافق الميت، وقوله عز وجل: (ولا تقم على قبره يشمل وقت الدفن وفي سائر الأوقات، لقد منعت الآية القيام على قبر المنافق، ويفهم من هذا جواز القيام وإتيان قبر غير المنافق من المسلمين!
      التوسل والتبرك في السنة

      1 - قال (صلى الله عليه وآله): (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها) (3).
      2 - عن بريدة قال: (زاد النبي (صلى الله عليه وآله) قبر أمه في ألف مقنّع فلم يرَ باكياً أكثر من يومئذ) (4).
      قال الترمذي في حديث بريدة: (حديث بريدة حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم، لا يرون بزيارة القبور بأساً وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق - بن راهوية -) (5).
      3 - قال (صلى الله عليه وآله): (من حجّ فزار قبري بعد وفاتي، فكأنما زارني في حياتي) (6).
      التوسل عند الصحابة:

      1 - قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند قبر الرسول (صلى الله عليه وآله) حين دفن الزهراء (عليها السلام):(السلام عليك يا رسول الله عنّي، وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك...) إلى آخر كلامه [نهج البلاغة: خطبة رقم 202].
      وهو دال على جواز إتيان القبر والكلام مع صاحب القبر وأنّه يسمع.
      2 - عن عبد الله بن أبي مليكة أنّ عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر، فقلت لها: يا أم المؤمنين:
      من أين أقبلت؟
      قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر.
      فقلت لها: أليس كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن زيارة القبور؟
      قالت: نعم، كان نهى ثمّ أمر بزيارتهما (7).
      3 - عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر! فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟ قال: نعم.
      فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري (رضي الله عنه) فقال: جئتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم آت الحجر، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن أبكوا عليه إذا وليه غير أهله (8).
      وفعل أبي أيوب الأنصاري تبركُ واضح بقبر النبي (صلى الله عليه وآله) والعجب ممن يحتج بابن الحكم طريد رسول الله ويترك فعل أبي أيوب (رضي الله عنه) صاحب رسول الله الذي نزل عنده الرسول (صلى الله عليه وآله) في المدينة!
      إذا كان المسلمون بالتوسل والتبرك مشركين فقد تساوى معهم الصحابي أبو أيوب - حاشاه -!

      التوسل عند الأئمة

      في حوار بين أبي جعفر المنصور ومالك بن أنس في المسجد النبوي، قال أبو جعفر لمالك: يا أبا عبد الله: أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
      قال مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم (عليهم السلام) إلى الله تعالى يوم القيامة؟
      بل استقبله، واستشفع به فيشفّعه الله تعالى (9).
      وسُئل أحمد بن حنبل عن تقبيل قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وتقبيل منبره.
      فقال: لا بأس بذلك




      لقد عدّ مانعو التوسل بالأموات شركاً بالله عز وجل، مع أنّهم أجازوا التوسل بالأحياء، وهذه مناورة مفضوحة، فإذا كان التوسل بالأموات شركاً فكذا التوسل بالأحياء، ولا فرق، ففي كلا الحالتين نجعل المتوسل به وسيلتنا إلى الله.إنّ الأنبياء والأئمة لهم حياة خاصة يطلعون من خلالها على البشر، فحين أنكر بعض الصحابة مخاطبة النبي (صلى الله عليه وآله) لقتلى المشركين في بدر، قال (صلى الله عليه وآله): (والله إنهم لأسمع منكم، فكيف بالنبي أو الولي؟!).
      هل التبرك عبادة؟
      العبادة تعني: الخضوع والخشوع لإله واحد
      يثير البعض زوابع فارغة فيتهم هذا المتوسل أو المتبرك بأنّه يعبد القبر، فالميت لا يملك ضراً ولا نفعاً للداعي.
      إنّ القضية هنا تعتمد على النيِّة، وفي الأغلب تتجه نية هؤلاء إلى جعل صاحب القبر وسيلة إلى الله، فهم لا يطلبون منه قضاء حوائجهم على نحو استقلالية في فعله، إنما هو مجرد واسطة فهم لا يعبدونه!ولو كان التوسل والتبرك بالميت عبادة لكان التوسل بالإنسان الحي عبادة. والإنسان لا يضر ولا ينفع حاله كحال الميت إلا بإذن الله!إنّ هذا الأمر استعانة بسبب، ونظام الكون قائم على الأسباب والمسببات، فهل الاستعانة بالطبيب أو الدواء... شركاً على رأي المنكرين؟!لم يزل المسلمون منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وإلى الآن يجتمعون حول أضرحة الصالحين ويتقربون إلى الله بهم ولم يشذ إلا السلفيون، وقضاء الحوائج عند الأضرحة المشرفة مما ذاع خبره ورأيناه عياناً وهذا لوحده كافٍ في الدلالة على جواز التوسل بالموتى
      قال الله تعالى في سورة القصص{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال يوم القيامة "إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق" رواه البخاري في كتاب الزكاة.
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم" رواه البزار.
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".اهـ أورده الحافظ ابن حجر على أنه ثابت في الفتح وذلك لما التزمه أن ما يذكره من الأحاديث شرحا أو تتمة لحديث في متن البخاري فهو صحيح أو حسن ذكر ذلك في مقدمة الفتح.
      روى الإمام مسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام قال: حدثنا هدّابُ بنُ خالد وشيبانُ بنُ فَرّوخٍ قالا: حدّثنا حماد بنُ سَلَمةَ عن ثابتٍ البُناني وسُليمان التميمي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيتُ (وفي رواية هدّابٍ: مررتُ) على موسى ليلةَ أُسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يُصلي في قبره". اهـ
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد أُعلمته". قال الحافظ في الفتح وسنده جيد.اهـ
      ورواه البيهقي في حياة الأنبياء بلفظ من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا منه أُبلغته".
      وقال الإمام أحمد بن زيني دحلان في كتابه الدرر السُّنية في الرد على الوهابية: اعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} دلت الآية على حث الأمة على المجيء إليه صلى الله عليه وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم وهذا لا ينقطع بموته.اهـ
      فإن قال قائل: إن هذا خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا تخصيص ودعوى التخصيص تحتاج إلى دليل، والدليل قائم على خلاف ذلك، والذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". هذا الحديث رواه البزار ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ الهيثمي في مجمعه.
      وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى سنده صحيح وكذلك قال عنه الحافظ زين الدين العراقي إسناده جيد كما في طرح التثريب وكذلك ابنه ولي الدين.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج إلى المسجد: اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك".

      رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي

      ألف علماء الإسلام الكتب في الاستشفاع والتوسل نذكر منها:

      1-كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي، أفرد بابا حول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبابا للإستشفاء بقبره الشريف.

      2-شفاء السقام لتقي الدين السبكي حيث تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر.

      3-مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام لمحمد بن نعمان المالكي وغيرهم كثير.
      أخرج البزار من حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله ملائكة سياحين في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله"
      بعض الناس لا يظهرون حبا للنبي، إنما يظهرون بغضا له والعياذ بالله . كالذين يزعمون أن النبي محمد ميتة، أو أنه لا ينفع، أو أن التبرك به وبأثاره شرك، أو أن زيارة قبره شرك أو أن التوسل به شرك والعياذ بالله، أو الذين يحرمون مدحه عليه السلام والإحتفال بمولده وغير ذلك، كله يظهر بغضا للنبي ولا يظهر حبا له صلى الله عليه وسلم ولا اتباعا له.
      روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله".
      في كتاب البداية والنهاية لابن كثير الذي تحبه الوهابية في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول: "إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: "يا محمداه"، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة.
      روى مسلم في صحيحه أن ربيعة بن كعب الأسلمي الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله من باب حُبّ المكافأة:"سلني"، فطلب من رسول الله أن يكون رفيقه في الجنة، فقال له: أسألك مرافقتك في الجنة، فلم يُنكر عليه رسول الله بل قال له من باب التواضع:"أو غير ذلك"، فقال الصحابي: هو ذاك، فقال له:"فأعني على نفسك بكثرة السجود".
      وكذلك سيدنا موسى عليه السلام سألته عجوز من بني إسرائيل أن تكون معه في الجنة، ولم يُنكر عليها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها أي طلبها.. رواه ابن حبان والحاكم والهيثمي وصححوه.. ولفظ الحديث أنه قال:"دلوني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟، قالت: أن أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها". فماذا يقولون بعد هذا؟؟.
      روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.

      معنى بجاه محمد أي بكرامة محمد عندك، بمكانة محمد عندك، بفضل محمد عندك
      رورى الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده إلى علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم
      يعني زائرا. فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. اهـ تاريخ بغداد -(1/123)
      قال الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا. في الحديثِ الذي رواه السيوطي وغيره أن ءادمَ عليه السلامُ لما أكلَ من الشجرةِ قالَ: "يا رب أسألُكَ بحقِّ محمدٍ إلا ما غفرتَ لي". قال: "وكيف عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ". قالَ : "رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجَدْتُ مكتوباً: لا إله إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعَرَفتُ أَنَّكَ لم تُضِفْ إلى اسمِك إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ". بهذا الحديثِ يُسْتَدَلُّ على التوسلِ ومشروعِيَّتِهِ.روى الطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الرسول علم رجل أعمى أن يتوسل به علمه أن يقول: "اللهم إني اسألك وأتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة.. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي لي". قال الطبراني والحديث صحيح. فالتوسل بالرسول جائز.. في حياته وبعد موته. قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يفعله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثلة. عن مالك الدار خازن عمر قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قدهلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: أقريء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: يا ربّ ما ءالو إلا ما عجزت. رواه البيهقي باسناد صحيح. ثبت أن خبيبَ بن عدى الصحابي حين قُدّ م للقتل نادى: يا محمّد. رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وهذا د ليل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في غيبته بيا محمّد جائز. وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري ص/ 324 عن عبد الرحمن بن سعد قال:" خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أُذكر احب الناس إليك فقال: يا محمد فذهب خدر رجله"ا.هـ. هذا حصل بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم. روى البخاري ومسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قصة النفر الثلاثة الذين ءاواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فصار كل واحد منهم يدعو الله بصالح عمله حتى انفرجت الصخرة فانطلقوا يمشون. خالد بن الوليد رضي الله عنه كان شعار كتيبته يوم اليمامة "يا محمداه" فخالد نادى بذلك ونادى بندائه الجيش فهل يكون هذا إلا إقرارًا من هذا الجيش الكريم على تصويب ما أمر به خالد رضي الله عنه وقد كان في الجيش من الحفاظ والعلماء والبدريين وعِليَة الصحابة رواه ابن الأثير في الكامل. روى البيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وغيرهما بالإسناد أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له في يوم اليرموك فقال اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر.قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم". وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل.ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ.وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال:" اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين".