عندما ترفض العيون أن تغمض، أو الجفون أن ترف، عن السحر في الطبيعة، فهذا يعني أن ما وقع عليه البصر جذاب لدرجة لن تستجيب لطلبك الحواس، ويصبح قرارها ذاتيا، لا مركزية فيه. وعندما يكون المشهد نادراً ولا يتكرر إلا لفترة قصيرة يصبح الفكر والقلب والحواس مجتمعة تعمل بأتجاه واحد، الا وهو الغرف من متعة البصر لتتحول في باقي أيام السنة من بصرٍ الى بصيرة وموعد مع عام جديد.
نهر في كولومبيا و يدعى هذا النهر أيضا بأسم نهر الألوان الخمسة أو النهر الأكثر جمالا في العالم ، الغريب في هذا النهر إنه طيلة أيام السنة يكون نهر عادي كغيرة من الأنهار الأخرى ولا يجذب الأنتباه ولا يلتفت إليه احد . لكن في أحد أشهر السنه تبدأ هذه الألوان الخلابه بالظهور على سطح البحر لتعطية روعة وجمال في المنظر* ومستوى ارتفاع الماء معتدل نسبياً، فى هذه الفترة القصيرة عادة ما تكون في الفترة الفاصلة بين المطر والصحو، وبين الرطوبة والجفاف، لذا من الصعوبة تحديدها بوقت معين خلال فترة قصيرة بين المواسم الرطبة والجافة ، ينخفض مستوى المياه في ذلك النهر فتتسلط أشعة الشمس لتدفئة الطحالب التي تقع في قاع النهر، وهذا الدفء يؤدي إلى النمو الهائل لهذه الطحالب لتزهر و تكبر بألوانها المختلفة ،و كل هذا لا يحدث إلا لفترة قصيرة* ما بين الفصول الاربعة لمدة بضعة أسابيع من سبتمبر و نوفمبر .
و يقع هذا النهر في منطقة نائية معزولة لا يمكن الوصول إليها بسهولة عن طريق البر حيث تم إغلاق تلك المنطقة لعدة سنوات بسبب النشاط الإرهابي في المنطقة ولكن اعيد فتح تلك المنطقة للزائرين في عام 2009، و أصبح واليوم هناك العديد من الوكالات السياحية الكولومبية الني تتوجه بالمسافرين إلى تلك المنطقه و استمتاعهم بمنظر النهر الرائع .
لذا من الصعوبة تحديدها بوقت معين، وهنا يكمن سر جمالها وجاذبيتها، حيث تنبت في قعر النهر نبتة خاصة بتلك البلاد وتُسمى Macarenia clavigera ، وتتشكل كخطوط داخل الماء بألوانها الحمراء، ويُقابلها في المقلب الآخر بعض الفُسحات من الرمال الصفراء والخضراء، وإنعكاس لون السماء على سطح الماء، مع الكثير من الانعكاسات من هنا وهناك .