* *شكر وعرفان
* * * * * *وعن ذكرياته الجميلة التي قضاها صاحب السمو السيد هيثم في المدرسة السعيدية ،قائلا: "قضينا في هذا المدرسة سبع سنوات دراسية بدءا بالتمهيدي والابتدائي وحتى المراحل التعليم العام ، ولله الحمد كانت السنوات التي قضيناها في أحضان هذا الصرح العظيم سنوات خير حيث نهلنا منه العلم النافع وكل ما هو مفيد، فالفضل الكبير كل من قام بتعليمينا وسقينا من فيض علمهم، ومنهم من هو موجود على أرض السلطنة ، كما نشكر اللجنة التي قامت على تأهيل هذا الصرح ، والأساتذة الذين ساهموا في *مدنا *بالمعلومات ، فالشكر موصول لكل من ساهم والي سيساهم بخبراته وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم".
بيارق خفاقة
بدأ حفل الافتتاح بالسلام السلطاني والذي عزفته الفرقة الموسيقية الكشفية بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات بالوزارة ، كما تضمن حفل الافتتاح كلمة الوزارة والتي القاها سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار الوزارة ،والتي قال فيها: "إن أكثر الأيام إشراقا في تاريخ الأمم هي تلك التي تشيد فيها معالمها تاريخا وحضارة ، وتستلهم ماضيها نهجا ونورا ،وعنها تزدان بعطاياها العزة والفخار لرجال سما قدرهم ،وتسامت امجادهم بيارق خفاقة شاهدة على مر العصور ،وما المدرسة السعيدية إلا واحدة من تلك البيارق الخفاقة على مر الزمان ، فهي منذ نشأتها في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي قد تمخضت بشذاها المعرفي العديد من قيادات هذا الوطن في سنين حياتهم الدراسية ، وانها قد نالت من الشرف أعلاه ،ومن القدر أرفعه يوم أن وجه المقام السامي ـ حفظه الله ورعاه ــ أوامر بأن تكون متحفا تعليميا يسطر خارطة المسيرة المعرفية عبر التاريخ ،وبالتالي فإنها ظلت وستظل تمثل رمز الخلود".
حكاية مدرسة
وأشار سعادته إلى:" إن هذه المنشأة تحمل مزجا تراثيا يجمع بين بهاء الأصالة ورونق العصرية متنسما عبق الماضي وعبير الحاضر، مستشفا من كل أثر جمالا ، فهي تحكي مسيرة *التعليم *بالسلطنة منذ البدايات الأولى ،وتنتقل بالمشاهد عبر عرض متسق وفي نهج علمي من عصر إلى عصر ومن حقبة إلى حقبة من القديم إلى الحديث ، وقد تم استخدام وسائل التكنولوجيا في عرض ذلك الإرث الحضاري لييسر للمطلع التعرف على المسيرة بمختلف صورها وابعادها ".
حكمة ورسالة عظيمة
وفي ختام كلمته أكد سعادته على امتنانه الكبير لصاحب الحنكة والرسالة العظيمة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ أبقاه الله ــ قائلا: " لقد سررنا في روض الحروف *ــ كما يقولون ــ بحثا عما يفي بحق الثناء الواجب علينا أداؤه لصاحب هذه الرسالة العظيمة والآمر بحكمته أن تخلد مسيرة التعليم في معلم حضاري واحد، فأيقنا أنه لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى السماء متضرعين للمولى عزوجل أن يحفظ قائد هذه المسيرة الظافرة داعين الله العلي القدير أن يوفق خطى جلالته *ــ أبقاه الل ــ ويمده بالصحة والعافية والعمر المديد ويحفظ عمان الأبية في أمن وأمان".
رقي وتطور
* * * * * *عقب ذلك ألقى توفيق محمد جمال عزيز مدير المدرسة السعيدية الأسبق والذي تولى ريادة المدرسة منذ عام 1970كلمة بهذه المناسبة ،قائلا: "يسرني *في هذه المناسبة أن أقف محييا ومشيدا بأعضاء الهيئات التدريسية الذين تعاقبوا على العمل في هذه المدرسة منذ إنشائها، وقد تسنى لي أن أعايش التطور الذي شهدته العملية التعليمية في السلطنة عموما وفي مسقط على وجه الخصوص ، وان أشهد الفارق الكبير والبون الشاسع بين أمس واليوم في مختلف مجالات وأوجه الحياة وخاصة التعليم".
مناهج دراسية منوعة
* * * * * *وتطرق توفيق عزيز في كلمته بالحديث عن المناهج الدراسية التي درست في المدرسة السعيدية، قائلا: "كانت المناهج الدراسية في المدرسة السعيدية منوعة ، فبعضها من مصر وبعضها من لبنان ، والبعض الآخر من فلسطين ، اما التربية الإسلامية فكانت عمانية خالصة من خلال كتاب ( تلقين الصبيان) للعلامة السالمي ، وكذلك تاريخ عمان من خلال ما يكتبه السيد هلال بن بدر البوسعيدي بتكليف من السلطان سعيد بن تيمور".
صفوف دراسية بالسعيدية
كما أشار توفيق عزيز إلى ما اشتملت عليه المدرسة السعيدية من فصول دراسية ،فقال: "كانت المدرسة تشتمل على فصلين لرياض الأطفال وستة فصول ابتدائية يتجه المتخرجون منها إلى الدول المجاورة لاستكمال دراستهم ولكن بدء النهضة كان سببا لعودة معظم العمانيين المغتربين ،فقد شاهدنا رجوع جموع كثيرة ممن كانوا يدرسون ويعلمون خارج السلطنة ، حيث سلمهم جلالة السلطان قابوس المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ إدارة الوظائف والمهام الرئيسية في البلاد لكي تنهض بسواعد وعرق *أبنائها".
* * بعد ذلك قام راعي حفل الافتتاح والحضور من المدعوين *بالتجول في أرجاء وأركان المتحف التعليمي .
السعيدية هي الحدث
* * * *كما كانت لنا وقفة مع ذكريات التعليم الخالدة والحنين إلى مقاعد الدراسة، حيث * قال صاحب السمو السيد *أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد ممثل صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ــ أعزه الله ــ:"أخذنا التجوال في هذا المتحف إلى ماض وتاريخ علمي عريق ، فالمدرسة السعيدية هي الحدث في مسقط ولربما في السلطنة ، فقد انتجت أجيالا ورجال الحكومة والحاضر والمستقبل على الرغم من التحديات التي واجهتها إلا أنها أعطت الكثير ، فقد كانت النشاط *الثقافي الوحيد ،فكانت الحاضنة لكل شيء *من ثقافة ورياضة، لذا نشكر كل من ساهم في إنجاز هذا الصرح والشكر موصول لجميع الأساتذة على الجهود التي قدموها طوال السنوات الماضية من تاريخ المدرسة".
المتحف لبنة تعليمية
* * * * *بينما قال *معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة وهو واحد من الطلبة الذين درسوا بالمدرسة السعيدية *،فقال: "نبارك لوزارة التربية والتعليم على إنجاز هذا المشروع ، ولا شك أنه لبنة تعليمية تضاف إلى المؤسسات التعليمية ، ولاشك من الاهتمام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم *ــ حفظه الله ورعاه ــ بالتعليم وذك من خلال توجيهه بإنشاء هذا المتحف ليعبر عن صورة التعليم في الماضي والحاضر والمستقبل ، فأتمنى لكل القائمين عليه كل التوفيق والنجاح".
تهنئة
* * * * * *من جهته قالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم :" يسرني في البداية تهنئة الأسرة التربوية بافتتاح هذا المتحف التعليمي الذي يوثق المراحل التاريخية المختلفة التي مرَّت بها العملية التعليمية في السلطنة والتطورات التي صاحبتها خلال العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – الذي أولى التعليم جلّ اهتمامه منذ البدايات الأولى لعصر النهضة المباركة.*
توجيهات سامية
* * *وعن الأهمية التي يكتسبها هذا المتحف قالت معاليها: "لا شك أن إقامة هذا المتحف في المبنى القديم للمدرسة السعيدية بولاية مسقط والتي تعدّ أوَّل مدرسة نظامية في السلطنة تقدِّم خدماتها للطلاب له بُعْد تاريخي وحضاري مهم، فهذا المبنى أنشئ عام 1940 بأوامر مباشرة من السلطان سعيد بن تيمور وتخرجت فيه أجيال من رجالات عمان الذين هم الآن في العديد من المواقع المهمة في هذا البلد واستمر في تخريج دفعاته حتى العام 2000م، عندما وجَّه جلالته حفظه الله ورعاه بتحويله إلى متحف تعليمي شامل يوثق مسيرة التعليم في السلطنة منذ فجر الإسلام وحتى الوقت الحالي."*
جهود حثيثة
* * * * * واستطردت معاليها قائلة: "منذ صدور التوجيهات السامية بإنشاء هذا المتحف عملت الوزارة على تنفيذ هذه التوجيهات، حيث تمَّ تشكيل عدد من اللجان التي تُعنى بالإعداد والإشراف على هذا المتحف، وتم التواصل مع الكثير من الجهات الحكومية والأهلية والمواطنين من أجل تجميع كافة الوثائق ومصادر العلم والمعرفة التي كانت في السلطنة منذ البدايات الأولى لمسيرة التعليم، وتم فرز هذه الوثائق وترتيبها وتصنيفها وفقا للفترات التاريخية المختلفة، ولذلك فإن الزائر لهذا المتحف سيجد عشر قاعات مختلفة تحكي مسيرة التعليم المتواصلة في السلطنة وعراقتها، وسيجد في كلّ قاعة من هذه القاعات العديد من الكتب والصور القديمة التي توثق العملية التعليمية، ومن أمثلة هذه الكتب التوثيقية كتاب: "التعليم في عمان مسيرة متواصلة" الذي سيكون متاحا في هذا المتحف للقراءة والاطلاع، بالإضافة إلى مطويّة تتحدث عن هذا التطور الذي شهدته المسيرة التعليمية."
مسيرة تعليمية متواصلة
* * * واختتمت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم قائلة : يجسّد هذا المتحفُ المنجزَ *التعليمي الذي تحقق على أرض هذا الوطن ليعرِّف الأجيال الحاضرة واللاحقة بالمراحل التي مرَّت بها المسيرة التعليمية عبر الحِقب الزمنية المتعاقبة وصولا إلى عصر النهضة المباركة بكل ما شهده من إنجازات متسارعة في نشر مظلة التعليم والعناية بتجويد مختلف أركانه ومكوناته، ويسهم في دفع هذه الأجيال إلى المحافظة على الإنجازات ويعزز لديها مفاهيم المواطنة لتستمر في مواصلة بناء مسيرة التعليم بكل عزم واقتدار، راجية العلي القدير أن يحقق هذا المتحف أهداف إقامته، وأن تواصل المسيرة التعليمية في السلطنة تطوّرها تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه ــ ".
نواة المدارس
وقال *معالي *السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار عن المتحف التعليمي:"إنه لجميل أن تكرم هذه المدرسة والتي تعد نواة المدارس والتعليم *بالسلطنة ، لتكون متحفا يخلدحقبات تعليمية خالدة ، منذ قبل عهد النهضة وحتى يومنا هذا، ولما تتميز به من طابع تقليدي وتراثي ، فأرجو من أبنائنا زيارة هذا الصرح العلمي الكبير ليتعرفوا على مسيرة التعليم في السلطنة، وكل الشكر والتقديرلكل القائمين على هذا الجهد والإنجاز العظيم".
ذاكرة تاريخية
* * * * *وقال سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج : يعدهذا المتحف ذاكرة تاريخية نفخر بها ، ومعلما من معالم تقدم السلطنة في مجال الثقافة والتعليم ، يتحدث عن تاريخ ومسيرة تعليمية تعود بذاكرتها إلى عام *1940 للمدرسة السعيدية ، احتضنت أجيالا عدة كانت لها القيادة والريادة في السلطنة ،ونحن كجيل جديد من التربويين نفخر ونتشرف بمشركتنا في هذا الحفل البهي ، كما أن وجود هذا المتحف لهو فرصة لأبنائنا الطلبة لمعرفة مراحل تطور التعليم في السلطنة ، ومن جهة تربوية فإننا وجدنا أن كل ما قدمه المتحف من وثائق ومعلومات فإنه يعطينافكرة عن آلية تطور المناهج الدراسية والعلاقة بين المجتمع والمدرسة .
خطة مستقبلية
* * * * * * *وعن خطة الوزارة في سبيل الاستفادة من هذا المتحف فقد أشار الحارثي بقوله:بما ان المتحف التعليمي يضم تاريخ التعليم بشكل عام ، ونحن *سنستفيد من هذا التاريخ بالدرجة الأولى ، وذلك لبناء التعليم وتطويره ، وتعريف الأجيال القادمة *بتاريخ التعليم في السلطنة وهذا ما نأمله في المستقبل"
ذاكرة رسمية
* * * * * * *من جانبه قال سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية :"نبارك لأنفسنا ونبارك للسلطنة ، على افتتاح هذا الصرح الي يؤرخ مسيرة التعليم في السلطنة منذقبل بزوغ فجر النهضة وحتى الآن بمراحله المتعددة،فهذا الصرح يعد ذاكرة *رسمية وموثقة تضمنت كل ماقامت به السلطنة حكومة وشعابا في دفع عجلة التعليم فيها ، والذي سيفضي إلى إيجاد مناخا خصبا لكل من الباحثين والدارسين والمهتمين بالتعليم ــ لاسيما ماتحويه قاعات *المتحف من وثائق وحق تاريخية ، وأسماء وأعلام تبحرت في العلوم المختلفة ، إلى جانب الوثائق التي تخص المدرسة السعيدية نفسها، ونجن نفخر بهذا الإنجاز فهذا المتحف هو النواة والبذرة الأولى *ونأمل أن يتطور".
مشاعل السعيدية
* * * * *كما كانت لنا وقفة مع مشعل من مشاعل العلم بالسعيدية حيث التقينا بالمعلم يحيى عاطف السرحني معلم للجغرافيا آنذاك بالإضافة *إلى تدريسه لمادة الرياضيات لطلبة المرحلة الابتدائية بالمدرسة منذ عام 1970، والذي تحدث عن التعليم في تلك الأعوام قائلا: كنت معلما الجغرافياإلى جانب تدريسي لمادة الرياضيات؛ *كون أن معلم المرحلة الإبتدائية يعلم كل المواد الدراسية ومرتبطا بصف واحد، إلا ان مدير المدرسة في ذلك الوقت كان يعطينا الخيار في اختيار المواد الدراسية التي نقوم بتدريسها، لذلك اخترت تدريس مادة الاجتماعيات ، وبالنسبة للتعليم في السابق يختلف بشكل كبير عن التعليم الحالي على الرغم من أن المدرسة السعيدية هي المدرسة الوحيدة في ذلك الوقت إلا أن المنهج المقدم للطلبة كان قويا والطالب يتخرج من الصف السادس كأنه قد تخرج من مرحلة الدبلوم العام، ــ وهذه *حقيقة *ــ ومن ثم يواصل دراسته في دول مجلس التعاون كدولة الإمارات العربية المتحدة ، أومملكة البحرين ،وغيرها ليلتحق بركب الدارسين في الصف الثاني أو الثالث الإعدادي والذي يعادلهما الصفين الثامن *والتاسع *في التصنيف الحالي للمراحل التعليمية بالسلطنة ، وهذا إن دل فإنه يدل على مدى قوة المناهج التي كانت تدرس في المدرسة السعيدية في ذلك الوقت".
توجيه تربوي
* * * *وختم السرحني حديثه بكلمة وجهها *لكل تربوي يحمل أمانة التعليم وقدسيتها، قائلا: أرجو من كل من حمل لواء التعليم ورسالة الأنبياء والرسل الإخلاص في العمل تجاه العملية التربوي ،كما أتمنى التوفيق والنجاح لأبنائنا الطلبة ،خاصة ما لمسته من حب الطلبة العمانيين للعلم والسعي على طلبه".
ذكريات لاتنس
كما توقفنا مع *أحد الطلبة الدارسين بالمدرسة السعيدية في المرحلة الابتدائية *عام 1970 حيث حدثنا سامي بن خير السرحني عن التعليم في السبعينيات بالمدرسة السعيدية ،: لقد كان التعليم في تلك الأعوام من حيث المناهج الدراسية قوية وصعبة نوعا ما *حيث كانت المناهج اللبنانية ، بعدها انتقلت إلى مدرسة الإمام جابر بن زيد والتي تخرجت منها في عام 1978، إلا أني أرى هنالك فرق في المناهج الحالية عن المناهج السابقة من حيث القوة المعلوماتيه التي تقدم للطلبة ،كما أني بمجرد دخولي إلى المتحف عادت بي الذكريات *والحنين إلى الماضي حيث أول قاعة ندخل فيها إلى المتحف هي غرفة مدير المدرسة فهنا تذكرت تلك الأيام التي كانت تشعرني بالخوف نوعا ما حينما كنا نتأخر في الحضور ومعاقبة مدير المدرسة وتأنيبه لنا،إلا أنها أيام جميلة لاتنس"
قاعات المتحف
* * * * * * * * *وقالت حفيظة بنت مرهون السيابية ومشرفة على المتحف التعليمي *عن أركان المتحف والقاعات التي ضمت أرجائه: "يتكون المتحف من عشر قاعات تحمل عنوانا وخاصا بها،و تعمل بنظام البطاقة الإلكترونية وكل قاعة تختلف عن الأخرى في طريقة عرضها ، فبعض منها قاعات تفاعلية حيث يتفاعل الزائر مع النظام الموجود فيها من حيث طرح النظام لعدد من الأسئلة والزائر يجيب عليها ، والبعض منها يقوم بعرض المعلومات التي يرغب الزائر معرفتها والاطلاع عليها ، كون أن هنالك *العديد من المعلومات التاريخية التي تخص المدرسة السعيدية كالمناهج الدراسية التي درست فيها،وعدد الطلاب الذين درسوا فيها ، والأنشطة الي كانت تمارس فيها ،ودور المدرسة كمركز إشعاع ثقافي للمجتمع العماني في كافة المجالات ".
اختيار وثائق المتحف
* * * * *وعن آلية اختيار الوثائق المعروضة والتي تم اعتمادها في التحف فقد قالت السيابية: تم اختيار الوثائق التي تم عرضها في المتحف مايقارب أكثر من (200) وثيقة *من قبل لجنة وزارية عليا، ومن ثم عرضت للتدقيق اللغوي والتاريخي ،كما أن كل ماتم عرضه في هذا المتحف يعد وثيقة تاريخية بدأ من سجل الدرجات ، ومذكرات طالب ، إلى جانب الصور التي أخذت لطلبة المدرسة عند قيامهم بالأنشطة الثقافية والرحلات المدرسية .*
*"المدرسة السعيدية تعني *لنا الكثير ،فهي من بوادر التعليم الحديث في السلطنة وتخليد التعليم وتاريخه *في هذا الصرح لهو الشيء الجميل ، حيث ذكرنا جميعا بما كان التعليم في السلطنة وإلى أي مدى وصلنا فيه، وفيه الكثير من الذكريات لكل من عاش في الحقب الزمنية منذ نشأته حتى تولي مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ لمقاليد الحكم وتطور التعليم"،هذابعض ماذكره صاحب *السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد في ختام رعايته لحفل افتتاح متحف المدرسة السعيدية للتعليم وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم *،وذلك *في صباح يوم أمس (الأربعاء)بالمدرسة السعيدية بولاية مطرح، كما حضر الافتتاح عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء ،وأصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين بوزارة التربية والتعليم وعدد من المدعوين".
شكر وعرفان
وعن ذكرياته الجميلة التي قضاها صاحب السمو السيد هيثم في المدرسة السعيدية ،قائلا: "قضينا في هذا المدرسة سبع سنوات دراسية بدءا بالتمهيدي والابتدائي وحتى المراحل التعليم العام ، ولله الحمد كانت السنوات التي قضيناها في أحضان هذا الصرح العظيم سنوات خير حيث نهلنا منه العلم النافع وكل ما هو مفيد، فالفضل الكبير كل من قام بتعليمينا وسقينا من فيض علمهم، ومنهم من هو موجود على أرض السلطنة ، كما نشكر اللجنة التي قامت على تأهيل هذا الصرح ، والأساتذة الذين ساهموا في *مدنا *بالمعلومات ، فالشكر موصول لكل من ساهم والي سيساهم بخبراته وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم".
بيارق خفاقة
بدأ حفل الافتتاح بالسلام السلطاني والذي عزفته الفرقة الموسيقية الكشفية بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات بالوزارة ، كما تضمن حفل الافتتاح كلمة الوزارة والتي القاها سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار الوزارة ،والتي قال فيها: "إن أكثر الأيام إشراقا في تاريخ الأمم هي تلك التي تشيد فيها معالمها تاريخا وحضارة ، وتستلهم ماضيها نهجا ونورا ،وعنها تزدان بعطاياها العزة والفخار لرجال سما قدرهم ،وتسامت امجادهم بيارق خفاقة شاهدة على مر العصور ،وما المدرسة السعيدية إلا واحدة من تلك البيارق الخفاقة على مر الزمان ، فهي منذ نشأتها في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي قد تمخضت بشذاها المعرفي العديد من قيادات هذا الوطن في سنين حياتهم الدراسية ، وانها قد نالت من الشرف أعلاه ،ومن القدر أرفعه يوم أن وجه المقام السامي ـ حفظه الله ورعاه ــ أوامر بأن تكون متحفا تعليميا يسطر خارطة المسيرة المعرفية عبر التاريخ ،وبالتالي فإنها ظلت وستظل تمثل رمز الخلود".
حكاية مدرسة
وأشار سعادته إلى:" إن هذه المنشأة تحمل مزجا تراثيا يجمع بين بهاء الأصالة ورونق العصرية متنسما عبق الماضي وعبير الحاضر، مستشفا من كل أثر جمالا ، فهي تحكي مسيرة *التعليم *بالسلطنة منذ البدايات الأولى ،وتنتقل بالمشاهد عبر عرض متسق وفي نهج علمي من عصر إلى عصر ومن حقبة إلى حقبة من القديم إلى الحديث ، وقد تم استخدام وسائل التكنولوجيا في عرض ذلك الإرث الحضاري لييسر للمطلع التعرف على المسيرة بمختلف صورها وابعادها ".
حكمة ورسالة عظيمة
وفي ختام كلمته أكد سعادته على امتنانه الكبير لصاحب الحنكة والرسالة العظيمة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ أبقاه الله ــ قائلا: " لقد سررنا في روض الحروف *ــ كما يقولون ــ بحثا عما يفي بحق الثناء الواجب علينا أداؤه لصاحب هذه الرسالة العظيمة والآمر بحكمته أن تخلد مسيرة التعليم في معلم حضاري واحد، فأيقنا أنه لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى السماء متضرعين للمولى عزوجل أن يحفظ قائد هذه المسيرة الظافرة داعين الله العلي القدير أن يوفق خطى جلالته *ــ أبقاه الل ــ ويمده بالصحة والعافية والعمر المديد ويحفظ عمان الأبية في أمن وأمان".
رقي وتطور
عقب ذلك ألقى توفيق محمد جمال عزيز مدير المدرسة السعيدية الأسبق والذي تولى ريادة المدرسة منذ عام 1970كلمة بهذه المناسبة ،قائلا: "يسرني *في هذه المناسبة أن أقف محييا ومشيدا بأعضاء الهيئات التدريسية الذين تعاقبوا على العمل في هذه المدرسة منذ إنشائها، وقد تسنى لي أن أعايش التطور الذي شهدته العملية التعليمية في السلطنة عموما وفي مسقط على وجه الخصوص ، وان أشهد الفارق الكبير والبون الشاسع بين أمس واليوم في مختلف مجالات وأوجه الحياة وخاصة التعليم".
مناهج دراسية منوعة
وتطرق توفيق عزيز في كلمته بالحديث عن المناهج الدراسية التي درست في المدرسة السعيدية، قائلا: "كانت المناهج الدراسية في المدرسة السعيدية منوعة ، فبعضها من مصر وبعضها من لبنان ، والبعض الآخر من فلسطين ، اما التربية الإسلامية فكانت عمانية خالصة من خلال كتاب ( تلقين الصبيان) للعلامة السالمي ، وكذلك تاريخ عمان من خلال ما يكتبه السيد هلال بن بدر البوسعيدي بتكليف من السلطان سعيد بن تيمور".
صفوف دراسية بالسعيدية
كما أشار توفيق عزيز إلى ما اشتملت عليه المدرسة السعيدية من فصول دراسية ،فقال: "كانت المدرسة تشتمل على فصلين لرياض الأطفال وستة فصول ابتدائية يتجه المتخرجون منها إلى الدول المجاورة لاستكمال دراستهم ولكن بدء النهضة كان سببا لعودة معظم العمانيين المغتربين ،فقد شاهدنا رجوع جموع كثيرة ممن كانوا يدرسون ويعلمون خارج السلطنة ، حيث سلمهم جلالة السلطان قابوس المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ إدارة الوظائف والمهام الرئيسية في البلاد لكي تنهض بسواعد وعرق *أبنائها".* * بعد ذلك قام راعي حفل الافتتاح والحضور من المدعوين *بالتجول في أرجاء وأركان المتحف التعليمي .
السعيدية هي الحدث
كما كانت لنا وقفة مع ذكريات التعليم الخالدة والحنين إلى مقاعد الدراسة، حيث * قال صاحب السمو السيد *أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد ممثل صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ــ أعزه الله ــ:"أخذنا التجوال في هذا المتحف إلى ماض وتاريخ علمي عريق ، فالمدرسة السعيدية هي الحدث في مسقط ولربما في السلطنة ، فقد انتجت أجيالا ورجال الحكومة والحاضر والمستقبل على الرغم من التحديات التي واجهتها إلا أنها أعطت الكثير ، فقد كانت النشاط *الثقافي الوحيد ،فكانت الحاضنة لكل شيء *من ثقافة ورياضة، لذا نشكر كل من ساهم في إنجاز هذا الصرح والشكر موصول لجميع الأساتذة على الجهود التي قدموها طوال السنوات الماضية من تاريخ المدرسة".
المتحف لبنة تعليمية
بينما قال *معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة وهو واحد من الطلبة الذين درسوا بالمدرسة السعيدية *،فقال: "نبارك لوزارة التربية والتعليم على إنجاز هذا المشروع ، ولا شك أنه لبنة تعليمية تضاف إلى المؤسسات التعليمية ، ولاشك من الاهتمام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم *ــ حفظه الله ورعاه ــ بالتعليم وذك من خلال توجيهه بإنشاء هذا المتحف ليعبر عن صورة التعليم في الماضي والحاضر والمستقبل ، فأتمنى لكل القائمين عليه كل التوفيق والنجاح".
تهنئة
من جهته قالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم :" يسرني في البداية تهنئة الأسرة التربوية بافتتاح هذا المتحف التعليمي الذي يوثق المراحل التاريخية المختلفة التي مرَّت بها العملية التعليمية في السلطنة والتطورات التي صاحبتها خلال العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – الذي أولى التعليم جلّ اهتمامه منذ البدايات الأولى لعصر النهضة المباركة.
*توجيهات سامية
وعن الأهمية التي يكتسبها هذا المتحف قالت معاليها: "لا شك أن إقامة هذا المتحف في المبنى القديم للمدرسة السعيدية بولاية مسقط والتي تعدّ أوَّل مدرسة نظامية في السلطنة تقدِّم خدماتها للطلاب له بُعْد تاريخي وحضاري مهم، فهذا المبنى أنشئ عام 1940 بأوامر مباشرة من السلطان سعيد بن تيمور وتخرجت فيه أجيال من رجالات عمان الذين هم الآن في العديد من المواقع المهمة في هذا البلد واستمر في تخريج دفعاته حتى العام 2000م، عندما وجَّه جلالته حفظه الله ورعاه بتحويله إلى متحف تعليمي شامل يوثق مسيرة التعليم في السلطنة منذ فجر الإسلام وحتى الوقت الحالي.
"*جهود حثيثة
واستطردت معاليها قائلة: "منذ صدور التوجيهات السامية بإنشاء هذا المتحف عملت الوزارة على تنفيذ هذه التوجيهات، حيث تمَّ تشكيل عدد من اللجان التي تُعنى بالإعداد والإشراف على هذا المتحف، وتم التواصل مع الكثير من الجهات الحكومية والأهلية والمواطنين من أجل تجميع كافة الوثائق ومصادر العلم والمعرفة التي كانت في السلطنة منذ البدايات الأولى لمسيرة التعليم، وتم فرز هذه الوثائق وترتيبها وتصنيفها وفقا للفترات التاريخية المختلفة، ولذلك فإن الزائر لهذا المتحف سيجد عشر قاعات مختلفة تحكي مسيرة التعليم المتواصلة في السلطنة وعراقتها، وسيجد في كلّ قاعة من هذه القاعات العديد من الكتب والصور القديمة التي توثق العملية التعليمية، ومن أمثلة هذه الكتب التوثيقية كتاب: "التعليم في عمان مسيرة متواصلة" الذي سيكون متاحا في هذا المتحف للقراءة والاطلاع، بالإضافة إلى مطويّة تتحدث عن هذا التطور الذي شهدته المسيرة التعليمية.
"مسيرة تعليمية متواصلة
واختتمت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم قائلة : يجسّد هذا المتحفُ المنجزَ *التعليمي الذي تحقق على أرض هذا الوطن ليعرِّف الأجيال الحاضرة واللاحقة بالمراحل التي مرَّت بها المسيرة التعليمية عبر الحِقب الزمنية المتعاقبة وصولا إلى عصر النهضة المباركة بكل ما شهده من إنجازات متسارعة في نشر مظلة التعليم والعناية بتجويد مختلف أركانه ومكوناته، ويسهم في دفع هذه الأجيال إلى المحافظة على الإنجازات ويعزز لديها مفاهيم المواطنة لتستمر في مواصلة بناء مسيرة التعليم بكل عزم واقتدار، راجية العلي القدير أن يحقق هذا المتحف أهداف إقامته، وأن تواصل المسيرة التعليمية في السلطنة تطوّرها تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه ــ ".
نواة المدارس
وقال *معالي *السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار عن المتحف التعليمي:"إنه لجميل أن تكرم هذه المدرسة والتي تعد نواة المدارس والتعليم *بالسلطنة ، لتكون متحفا يخلدحقبات تعليمية خالدة ، منذ قبل عهد النهضة وحتى يومنا هذا، ولما تتميز به من طابع تقليدي وتراثي ، فأرجو من أبنائنا زيارة هذا الصرح العلمي الكبير ليتعرفوا على مسيرة التعليم في السلطنة، وكل الشكر والتقديرلكل القائمين على هذا الجهد والإنجاز العظيم".
ذاكرة تاريخية
وقال سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج : يعدهذا المتحف ذاكرة تاريخية نفخر بها ، ومعلما من معالم تقدم السلطنة في مجال الثقافة والتعليم ، يتحدث عن تاريخ ومسيرة تعليمية تعود بذاكرتها إلى عام *1940 للمدرسة السعيدية ، احتضنت أجيالا عدة كانت لها القيادة والريادة في السلطنة ،ونحن كجيل جديد من التربويين نفخر ونتشرف بمشركتنا في هذا الحفل البهي ، كما أن وجود هذا المتحف لهو فرصة لأبنائنا الطلبة لمعرفة مراحل تطور التعليم في السلطنة ، ومن جهة تربوية فإننا وجدنا أن كل ما قدمه المتحف من وثائق ومعلومات فإنه يعطينافكرة عن آلية تطور المناهج الدراسية والعلاقة بين المجتمع والمدرسة .
خطة مستقبلية
وعن خطة الوزارة في سبيل الاستفادة من هذا المتحف فقد أشار الحارثي بقوله:بما ان المتحف التعليمي يضم تاريخ التعليم بشكل عام ، ونحن *سنستفيد من هذا التاريخ بالدرجة الأولى ، وذلك لبناء التعليم وتطويره ، وتعريف الأجيال القادمة *بتاريخ التعليم في السلطنة وهذا ما نأمله في المستقبل"
ذاكرة رسمية
من جانبه قال سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية :"نبارك لأنفسنا ونبارك للسلطنة ، على افتتاح هذا الصرح الي يؤرخ مسيرة التعليم في السلطنة منذقبل بزوغ فجر النهضة وحتى الآن بمراحله المتعددة،فهذا الصرح يعد ذاكرة *رسمية وموثقة تضمنت كل ماقامت به السلطنة حكومة وشعابا في دفع عجلة التعليم فيها ، والذي سيفضي إلى إيجاد مناخا خصبا لكل من الباحثين والدارسين والمهتمين بالتعليم ــ لاسيما ماتحويه قاعات *المتحف من وثائق وحق تاريخية ، وأسماء وأعلام تبحرت في العلوم المختلفة ، إلى جانب الوثائق التي تخص المدرسة السعيدية نفسها، ونجن نفخر بهذا الإنجاز فهذا المتحف هو النواة والبذرة الأولى *ونأمل أن يتطور".
مشاعل السعيدية
كما كانت لنا وقفة مع مشعل من مشاعل العلم بالسعيدية حيث التقينا بالمعلم يحيى عاطف السرحني معلم للجغرافيا آنذاك بالإضافة *إلى تدريسه لمادة الرياضيات لطلبة المرحلة الابتدائية بالمدرسة منذ عام 1970، والذي تحدث عن التعليم في تلك الأعوام قائلا: كنت معلما الجغرافياإلى جانب تدريسي لمادة الرياضيات؛ *كون أن معلم المرحلة الإبتدائية يعلم كل المواد الدراسية ومرتبطا بصف واحد، إلا ان مدير المدرسة في ذلك الوقت كان يعطينا الخيار في اختيار المواد الدراسية التي نقوم بتدريسها، لذلك اخترت تدريس مادة الاجتماعيات ، وبالنسبة للتعليم في السابق يختلف بشكل كبير عن التعليم الحالي على الرغم من أن المدرسة السعيدية هي المدرسة الوحيدة في ذلك الوقت إلا أن المنهج المقدم للطلبة كان قويا والطالب يتخرج من الصف السادس كأنه قد تخرج من مرحلة الدبلوم العام، ــ وهذه *حقيقة *ــ ومن ثم يواصل دراسته في دول مجلس التعاون كدولة الإمارات العربية المتحدة ، أومملكة البحرين ،وغيرها ليلتحق بركب الدارسين في الصف الثاني أو الثالث الإعدادي والذي يعادلهما الصفين الثامن *والتاسع *في التصنيف الحالي للمراحل التعليمية بالسلطنة ، وهذا إن دل فإنه يدل على مدى قوة المناهج التي كانت تدرس في المدرسة السعيدية في ذلك الوقت".
توجيه تربوي
وختم السرحني حديثه بكلمة وجهها *لكل تربوي يحمل أمانة التعليم وقدسيتها، قائلا: أرجو من كل من حمل لواء التعليم ورسالة الأنبياء والرسل الإخلاص في العمل تجاه العملية التربوي ،كما أتمنى التوفيق والنجاح لأبنائنا الطلبة ،خاصة ما لمسته من حب الطلبة العمانيين للعلم والسعي على طلبه".
ذكريات لاتنس
كما توقفنا مع *أحد الطلبة الدارسين بالمدرسة السعيدية في المرحلة الابتدائية *عام 1970 حيث حدثنا سامي بن خير السرحني عن التعليم في السبعينيات بالمدرسة السعيدية ،: لقد كان التعليم في تلك الأعوام من حيث المناهج الدراسية قوية وصعبة نوعا ما *حيث كانت المناهج اللبنانية ، بعدها انتقلت إلى مدرسة الإمام جابر بن زيد والتي تخرجت منها في عام 1978، إلا أني أرى هنالك فرق في المناهج الحالية عن المناهج السابقة من حيث القوة المعلوماتيه التي تقدم للطلبة ،كما أني بمجرد دخولي إلى المتحف عادت بي الذكريات *والحنين إلى الماضي حيث أول قاعة ندخل فيها إلى المتحف هي غرفة مدير المدرسة فهنا تذكرت تلك الأيام التي كانت تشعرني بالخوف نوعا ما حينما كنا نتأخر في الحضور ومعاقبة مدير المدرسة وتأنيبه لنا،إلا أنها أيام جميلة لاتنس"
قاعات المتحف
وقالت حفيظة بنت مرهون السيابية ومشرفة على المتحف التعليمي *عن أركان المتحف والقاعات التي ضمت أرجائه: "يتكون المتحف من عشر قاعات تحمل عنوانا وخاصا بها،و تعمل بنظام البطاقة الإلكترونية وكل قاعة تختلف عن الأخرى في طريقة عرضها ، فبعض منها قاعات تفاعلية حيث يتفاعل الزائر مع النظام الموجود فيها من حيث طرح النظام لعدد من الأسئلة والزائر يجيب عليها ، والبعض منها يقوم بعرض المعلومات التي يرغب الزائر معرفتها والاطلاع عليها ، كون أن هنالك *العديد من المعلومات التاريخية التي تخص المدرسة السعيدية كالمناهج الدراسية التي درست فيها،وعدد الطلاب الذين درسوا فيها ، والأنشطة الي كانت تمارس فيها ،ودور المدرسة كمركز إشعاع ثقافي للمجتمع العماني في كافة المجالات ".
اختيار وثائق المتحف
وعن آلية اختيار الوثائق المعروضة والتي تم اعتمادها في التحف فقد قالت السيابية: تم اختيار الوثائق التي تم عرضها في المتحف مايقارب أكثر من (200) وثيقة *من قبل لجنة وزارية عليا، ومن ثم عرضت للتدقيق اللغوي والتاريخي ،كما أن كل ماتم عرضه في هذا المتحف يعد وثيقة تاريخية بدأ من سجل الدرجات ، ومذكرات طالب ، إلى جانب الصور التي أخذت لطلبة المدرسة عند قيامهم بالأنشطة الثقافية والرحلات المدرسية .*
*
*