د. خنساء محمد اسموني -
التعامل مع المواد السامة يشكل خطرا إذا لم يكن الإنسان على دراية ومعرفة بكنهها وما لم يحط علما بطرق استخدامها والالتزام بالإرشادات والتحذيرات التي تمنع وقوع المحذور.
والسموم في الأغلب هي عبارة عن مواد كيميائية أصولها نباتية أو حيوانية وبعض منها معدني وبعضها عبارة عن مشتقات بترولية أو مصنعة ومحضرة بطرق كيميائية، وتعرض الأفراد لهذه السموم قد يتم في أي مكان سواء في المنزل أو في مكان العمل خاصة إذا كان هذا الأخير مصنعا من المصانع المنتجة للمواد الكيميائية أو المستعملة لها في أغراضها الصناعية وقد يكون مكان العمل حديقة أو مزرعة حيث يصبح التعرض للتلوث بالمبيدات الحشرية أو الزراعية مصدرا للخطر، كما أن ذلك يشمل المعامل الكيميائية في المختبرات والكليات والمعاهد والهيئات التجارية العامة والخاصة.
وأخطار التسمم تصبح أكثر خطرا عندما تلوث تلك السموم البيئة من حولنا أي الهواء أو الماء أوالتربة، ولا يحدث التسمم* إلا إذا وجدت السموم سبيلها إلى الجسم سواء عن طريق البلع أو الملامسة أو الاستنشاق، وفي حال وصلت تلك السموم إلى الدم عبر أي وسيلة من الوسائل الثلاث السابقة فإن المادة السامة تصل إلى جميع الأجهزة حيث تؤدي إلى اضطرابات في وظائف تلك الأجهزة وتتوقف بعض الأنشطة الحيوية الهامة لذا فإن التطرق للحديث عن المواد السامة ومصادرها يصبح أمرا بالغ الأهمية يجب أن يولى عناية خاصة وذلك كجزء من التوعية حيث من الضروري أن يُعمل على تنبيه الناس إلى خطورة التعامل مع تلك المواد.
ومن هذا المنطلق وفي هذا المقام التأكيد سيكون أكثر على أحد مصادر التسمم في المنزل، علماً بأن هناك الكثير من المواد الكيميائية التي تستعمل في الأغراض المنزلية في التلميع أو التنظيف أو الطلاء ومنها ما يستعمل في الوقود ومنها تلك التي تستعمل في مقاومة الحشرات والحيوانات القارضة والهوام وغيرها ناهيك عن استخدام بعض المواد الكيميائية* لأغراض صحية كالمواد المطهرة والمنظفة والأدوية بالإضافة إلى مستحضرات التجميل. وتنجم حوادث التسمم في المنزل عن بلع أو ملامسة أو استنشاق أحد الأفراد عمدا أو عن طريق الخطأ أو بطريقة عفوية إحدى المواد السامة المتواجدة في البيت، ويعد الأطفال دون الست سنوات الأكثر تعرضا لحوادث التسمم ففي هذه المرحلة العمرية الطفل غير مدرك لخطورة تناول المواد الكيميائية، وهو أيضا* الأشد تأثرا بمضاعفات تلك السموم و خاصة عندما يكون حديث الولادة.
وأهم السموم المنزلية التي لا يخلو بيت منها وتستعمل في حياتنا ولكن نجهل عنها الكثير «النفتالين» تلك المادة الكيمياوية التي تُصنع بأحجام مختلفة على شكل كرات تُسمى بكرات العثMothball)). وللعلم بعض كرات العث تحتوي إما على مادة(Paradichlorobenzene) مع أو بدون النفتالين أو النفتالين منفردا، بمعنى أوضح قد يدخل كل من دايكلوروبنزين والنفتالين فى صنع كرات النفتالين ومنتجات أخرى تستعمل للقضاء على العث، كما أن بعض كرات النفتالين تصنع من الكافور. وفيما يخص السمية، تسبب كلتا المادتين أي دايكلوروبنزين والنفتالين تهيج المعدة وقد تؤثر على المخ، ويدمر النفتالين خلايا الدم ويضر بالكلى ويضر دايكلوروبنزين الكبد. والنفتالين أكثر سمية منه عند الأطفال الصغار فقد تدمر كرة نفتالين واحدة خلايا الدم وأربعة قد تسبب نوبات تشنجية. والكمية السامة من دايكلوروبنزين أكبر بكثير والكمية التي قد يبتلعها الطفل قد لا تسبب تسمما خطيرا.
وتلجأ العديد من ربات البيوت إلى استخدام كرات العث هذه كمبيد حشري لطرد العُث الذي يخرب ويتلف الملابس والأغطية الشتوية خاصة الصوفية منها وكذلك كمطهر عام كما تستخدم في الحمامات كمادة مزيلة للروائح الكريهة. والمثير للانتباه هو أنه عادة ما توضع هذه المنتجات في أماكن يسهل وصول الأطفال إليها، فمثلا قد توضع كرات النفتالين في الدواليب وفي مزيلات الروائح الكريهة على جوانب الصناديق والمراحيض، لا بل وتكثر حوادث التسمم بالنفتالين عند استعمال صغار السن لملابس قبل إزالة النفتالين منها والذي يتم امتصاصه من خلال الجلد ومن ثم يصل إلى الدم. وهكذا قد تصل تلك المادة إلى داخل الجسم سواء عن طريق الجلد الذي يمتصها، أو يستنشق الغاز المتصاعد منها بواسطة الرئة، أو تصل إلى الجهاز الهضمي عن طريق البلع، حيث تسبب في هذه الحالات أضرارا بالغة في الرئة والكبد والكلى والجهاز العصبي.
صحيح أن النفتالين مادة بيضاء صلبة إلا أنها طيارة أي تتحول ببطء من مادة صلبة إلى غازية تتسامى، والشعور برائحتها يدل على أنها غير باقية تتبعثر وتنتشر وتتلاشى في الجو. إن استنشاق مادة النفتالين المقصود أو العرضي بكمية قد يؤدي إلى نوع من النشوة عند البعض ولو أنه مزعج للأغلبية، ويتناسب ذلك مع الكمية، أي أن استنشاق كمية كبيرة منها عن جهل أو بنية الإضرار بالنفس قد يؤدي إلى أعراض النشوة ابتداء ثم أعراض تسمم عام. والمهم في الأمر هو أن الغاز المتصاعد له رائحة نفاذة ويسبب تهيجا للعين والجهاز التنفسي العلوي، واستنشاق كمية كبيرة يسبب صداعا ودوخة وغثيانا وقيئا وإسهالا وآلاما في البطن وتعرقا وارتفاعا في درجة الحرارة. إن أخطار مادة النفتالين عديدة، ولكنها كلها متعلقة بالتعرض الكمي والمزمن والمديد لهذه المادة سواء بالاستنشاق أو البلع أو ملامسة الجلد ومن هذه الأخطار اضطراب نظم القلب، واضطراب غازات الدم، وفقر الدم الانحلالي وأعراضه تحلل كرات الدم الحمراء واصفرار الجلد وتغير لون البول إلى داكن مع احتوائه على دم وخصوصا عند الأشخاص الذين يعانون من مرض أنيميا الفول ويحدث أحيانا احتباس في البول وكذلك تشنجات وغيبوبة وفقدان الوعي بالأخص عند الأطفال واحمرار وتهيج في العين والجلد. وكذلك يمكن أن يحدث تأثر الكبد والكلى، وأحيانا الفشل الكبدي أو الكلوي. ومع ضرر النفتالين البالغ واستعماله الشائع، فإن عدد الحالات المسجلة من أضراره قليل، وكلها إما قديمة حيث لم يكن معروفا أنه يسبب هذا الضرر أو مقصودة للإضرار بالنفس. أما التعرض العرضي لكميات أو متبقيات من أثر الروائح، والتي ستتطاير تلقائياً عند نشر الملابس والحاجيات المتعشقة فيها رائحة النفتالين فهو عرضٌ زائل.
قد لا يمكن الاستغناء عن النفتالين حتى لا نخسر بعض الملابس والحاجيات، ولكن يمكن استعماله بحكمة دون ضرر باتباع التالي:
×× يفضّل استعمال القفاز ولو نايلون مهما كان رقيقا لاتقاء ملامسة المادة لليد، وفي حال كانت الأيدي مجردة يجب غسلها بعد الانتهاء مباشرة.
×× اللجوء إلى الكرات الصغيرة والاستغناء عن الكبيرة في المنازل، وإلى كمية معقولة وقليلة مع وضع الأغراض والملابس المراد حفظها وحمايتها في أكياس محكمة الإغلاق كيس بداخل كيس.
×× في نهاية الموسم الحرص على فتح الأكياس خارج الغرفة في وسط مفتوح وتهويتها، فالمادة طيارة ستطير وينتهي أمرها، ويمكن ترك الأغراض المحفوظة في التهوية إلى أن تطير رائحتها نهائيا. وأثناء هذه الإجراءات، إذا كانت الرائحة واضحة وواخزة فيمكن تقليل استنشاقها عن طريق لبس كمامة. والمهم هو عدم استنشاقها بقصد بكميات كبيرة ولمدد طويلة.
وهكذا فإن الاستعمال الفصلي لمادة النفتالين بالشروط والاحتياطات المذكورة سليم.
التعامل مع المواد السامة يشكل خطرا إذا لم يكن الإنسان على دراية ومعرفة بكنهها وما لم يحط علما بطرق استخدامها والالتزام بالإرشادات والتحذيرات التي تمنع وقوع المحذور.
والسموم في الأغلب هي عبارة عن مواد كيميائية أصولها نباتية أو حيوانية وبعض منها معدني وبعضها عبارة عن مشتقات بترولية أو مصنعة ومحضرة بطرق كيميائية، وتعرض الأفراد لهذه السموم قد يتم في أي مكان سواء في المنزل أو في مكان العمل خاصة إذا كان هذا الأخير مصنعا من المصانع المنتجة للمواد الكيميائية أو المستعملة لها في أغراضها الصناعية وقد يكون مكان العمل حديقة أو مزرعة حيث يصبح التعرض للتلوث بالمبيدات الحشرية أو الزراعية مصدرا للخطر، كما أن ذلك يشمل المعامل الكيميائية في المختبرات والكليات والمعاهد والهيئات التجارية العامة والخاصة.
وأخطار التسمم تصبح أكثر خطرا عندما تلوث تلك السموم البيئة من حولنا أي الهواء أو الماء أوالتربة، ولا يحدث التسمم* إلا إذا وجدت السموم سبيلها إلى الجسم سواء عن طريق البلع أو الملامسة أو الاستنشاق، وفي حال وصلت تلك السموم إلى الدم عبر أي وسيلة من الوسائل الثلاث السابقة فإن المادة السامة تصل إلى جميع الأجهزة حيث تؤدي إلى اضطرابات في وظائف تلك الأجهزة وتتوقف بعض الأنشطة الحيوية الهامة لذا فإن التطرق للحديث عن المواد السامة ومصادرها يصبح أمرا بالغ الأهمية يجب أن يولى عناية خاصة وذلك كجزء من التوعية حيث من الضروري أن يُعمل على تنبيه الناس إلى خطورة التعامل مع تلك المواد.
ومن هذا المنطلق وفي هذا المقام التأكيد سيكون أكثر على أحد مصادر التسمم في المنزل، علماً بأن هناك الكثير من المواد الكيميائية التي تستعمل في الأغراض المنزلية في التلميع أو التنظيف أو الطلاء ومنها ما يستعمل في الوقود ومنها تلك التي تستعمل في مقاومة الحشرات والحيوانات القارضة والهوام وغيرها ناهيك عن استخدام بعض المواد الكيميائية* لأغراض صحية كالمواد المطهرة والمنظفة والأدوية بالإضافة إلى مستحضرات التجميل. وتنجم حوادث التسمم في المنزل عن بلع أو ملامسة أو استنشاق أحد الأفراد عمدا أو عن طريق الخطأ أو بطريقة عفوية إحدى المواد السامة المتواجدة في البيت، ويعد الأطفال دون الست سنوات الأكثر تعرضا لحوادث التسمم ففي هذه المرحلة العمرية الطفل غير مدرك لخطورة تناول المواد الكيميائية، وهو أيضا* الأشد تأثرا بمضاعفات تلك السموم و خاصة عندما يكون حديث الولادة.
وأهم السموم المنزلية التي لا يخلو بيت منها وتستعمل في حياتنا ولكن نجهل عنها الكثير «النفتالين» تلك المادة الكيمياوية التي تُصنع بأحجام مختلفة على شكل كرات تُسمى بكرات العثMothball)). وللعلم بعض كرات العث تحتوي إما على مادة(Paradichlorobenzene) مع أو بدون النفتالين أو النفتالين منفردا، بمعنى أوضح قد يدخل كل من دايكلوروبنزين والنفتالين فى صنع كرات النفتالين ومنتجات أخرى تستعمل للقضاء على العث، كما أن بعض كرات النفتالين تصنع من الكافور. وفيما يخص السمية، تسبب كلتا المادتين أي دايكلوروبنزين والنفتالين تهيج المعدة وقد تؤثر على المخ، ويدمر النفتالين خلايا الدم ويضر بالكلى ويضر دايكلوروبنزين الكبد. والنفتالين أكثر سمية منه عند الأطفال الصغار فقد تدمر كرة نفتالين واحدة خلايا الدم وأربعة قد تسبب نوبات تشنجية. والكمية السامة من دايكلوروبنزين أكبر بكثير والكمية التي قد يبتلعها الطفل قد لا تسبب تسمما خطيرا.
وتلجأ العديد من ربات البيوت إلى استخدام كرات العث هذه كمبيد حشري لطرد العُث الذي يخرب ويتلف الملابس والأغطية الشتوية خاصة الصوفية منها وكذلك كمطهر عام كما تستخدم في الحمامات كمادة مزيلة للروائح الكريهة. والمثير للانتباه هو أنه عادة ما توضع هذه المنتجات في أماكن يسهل وصول الأطفال إليها، فمثلا قد توضع كرات النفتالين في الدواليب وفي مزيلات الروائح الكريهة على جوانب الصناديق والمراحيض، لا بل وتكثر حوادث التسمم بالنفتالين عند استعمال صغار السن لملابس قبل إزالة النفتالين منها والذي يتم امتصاصه من خلال الجلد ومن ثم يصل إلى الدم. وهكذا قد تصل تلك المادة إلى داخل الجسم سواء عن طريق الجلد الذي يمتصها، أو يستنشق الغاز المتصاعد منها بواسطة الرئة، أو تصل إلى الجهاز الهضمي عن طريق البلع، حيث تسبب في هذه الحالات أضرارا بالغة في الرئة والكبد والكلى والجهاز العصبي.
صحيح أن النفتالين مادة بيضاء صلبة إلا أنها طيارة أي تتحول ببطء من مادة صلبة إلى غازية تتسامى، والشعور برائحتها يدل على أنها غير باقية تتبعثر وتنتشر وتتلاشى في الجو. إن استنشاق مادة النفتالين المقصود أو العرضي بكمية قد يؤدي إلى نوع من النشوة عند البعض ولو أنه مزعج للأغلبية، ويتناسب ذلك مع الكمية، أي أن استنشاق كمية كبيرة منها عن جهل أو بنية الإضرار بالنفس قد يؤدي إلى أعراض النشوة ابتداء ثم أعراض تسمم عام. والمهم في الأمر هو أن الغاز المتصاعد له رائحة نفاذة ويسبب تهيجا للعين والجهاز التنفسي العلوي، واستنشاق كمية كبيرة يسبب صداعا ودوخة وغثيانا وقيئا وإسهالا وآلاما في البطن وتعرقا وارتفاعا في درجة الحرارة. إن أخطار مادة النفتالين عديدة، ولكنها كلها متعلقة بالتعرض الكمي والمزمن والمديد لهذه المادة سواء بالاستنشاق أو البلع أو ملامسة الجلد ومن هذه الأخطار اضطراب نظم القلب، واضطراب غازات الدم، وفقر الدم الانحلالي وأعراضه تحلل كرات الدم الحمراء واصفرار الجلد وتغير لون البول إلى داكن مع احتوائه على دم وخصوصا عند الأشخاص الذين يعانون من مرض أنيميا الفول ويحدث أحيانا احتباس في البول وكذلك تشنجات وغيبوبة وفقدان الوعي بالأخص عند الأطفال واحمرار وتهيج في العين والجلد. وكذلك يمكن أن يحدث تأثر الكبد والكلى، وأحيانا الفشل الكبدي أو الكلوي. ومع ضرر النفتالين البالغ واستعماله الشائع، فإن عدد الحالات المسجلة من أضراره قليل، وكلها إما قديمة حيث لم يكن معروفا أنه يسبب هذا الضرر أو مقصودة للإضرار بالنفس. أما التعرض العرضي لكميات أو متبقيات من أثر الروائح، والتي ستتطاير تلقائياً عند نشر الملابس والحاجيات المتعشقة فيها رائحة النفتالين فهو عرضٌ زائل.
قد لا يمكن الاستغناء عن النفتالين حتى لا نخسر بعض الملابس والحاجيات، ولكن يمكن استعماله بحكمة دون ضرر باتباع التالي:
×× يفضّل استعمال القفاز ولو نايلون مهما كان رقيقا لاتقاء ملامسة المادة لليد، وفي حال كانت الأيدي مجردة يجب غسلها بعد الانتهاء مباشرة.
×× اللجوء إلى الكرات الصغيرة والاستغناء عن الكبيرة في المنازل، وإلى كمية معقولة وقليلة مع وضع الأغراض والملابس المراد حفظها وحمايتها في أكياس محكمة الإغلاق كيس بداخل كيس.
×× في نهاية الموسم الحرص على فتح الأكياس خارج الغرفة في وسط مفتوح وتهويتها، فالمادة طيارة ستطير وينتهي أمرها، ويمكن ترك الأغراض المحفوظة في التهوية إلى أن تطير رائحتها نهائيا. وأثناء هذه الإجراءات، إذا كانت الرائحة واضحة وواخزة فيمكن تقليل استنشاقها عن طريق لبس كمامة. والمهم هو عدم استنشاقها بقصد بكميات كبيرة ولمدد طويلة.
وهكذا فإن الاستعمال الفصلي لمادة النفتالين بالشروط والاحتياطات المذكورة سليم.