قالَ الشاعرُ معروف الرصافي:-
هيَ الأخلاقُ تنبتُ كالنباتِ
إذا سُقِيَت بماءِ المكرُماتِ
تقومُ إذا تعهَّدها المُربّي
على ساقِ الفضيلةِ مُثمراتِ
ولمْ أرَ للخلائقِ من محلٍّ
يُهذِّبها كَحُضْنِ الأُمَّهاتِ
فحُضنُ الأمِّ مدرسةً تسامت
بتربيةِ البنينِ أو البناتِ

من ذلكَ الشعرُ وأشعارٍ أخرى ، وبهذا الوصفِ وأوصافٍ قد تكونُ أسمى ؛ امتدحَ أهلُ الخُلُقِ الرفيعِ هذهِ الأخلاقِ النبيلةِ
والسامية ؛ تلكَ الأخلاقُ التي نشؤُوا عليها منذُ نُعومةِ أظفارهم ، حتى أصبحوا بهذا الجمالِ وعلى قدرِ هذهِ الأخلاقِ التي
أَفرغَها أهلهُم في ذواتِهمُ الداخليّة، لقد عبَّرُوا عنها بلْ وامتدحوها ؛ وأخَذوا يتنافسونَ بها فخراً على المكانةِ الخُلُقِيَّةِ الرفيعةِ
بينَ الأُمم ، عبَّروا عنها حياةً كريمةً عاشوها بكلِّ معانيها ، تلكَ الحياةُ التي كانت للأخلاقِ بصمتُها اللامعةِ فيها ...
فَيا تُرى مَنْ يسمعُ أشعَارَهُم ويَسمعُ كلامَهم ، وهُو قد يكونُ علِّـمَ هذهِ الأخلاق ؛
ولكنهُ عاشَ حياتَهُ وشبابَهُ بعيداً كُلَّ البعدِ عنْها ،



فَكيفَ كانَ حالَهُم ذلك ؟؟!!!




وكيفَ صارَ الآن ؟؟!!!

مالي أَرى أُناسٌ قد امتلأَتْ قلوبهم بأمراضِ الأخلاقِ البذيئةِ و الرذيلةِ الجافية ؟؟!!!
بعضهم الكِبَرُ والغرورُ حليفُهُم أينَما حلُّو وارْتحلُو !!!
والآخرُ ينظرُ إلى النَّاسِ دائماً على أنهم أقلُّ شأناً منه !!
عجباً فعلاً من هذهِ النفوسِ الحاقدة !



أَلا يعلمُ هؤلاءِ أنهم قد قلَّلُوا من قيمةِ أنفسهِم بتلكَ الرذائلِ أمامَ مُلوكِ القِيَمِ وأسيادِ
الأخلاقِ الراقِية؟؟!!!!!



يا حسرتَنا على كلِّ ذلك....

أينَ نحنُ منْ أخلاقِك يا من كانَ خُلُقُكَ القُرآن الكريم؟؟!!
أينَ كنتَ أنت ؟؟ وأينَ نحنُ اليوم من ذلكَ كلّه ؟
إذا كانَ صلى الله عليه وسلم قد قالها صدقاً وعدلاً وبكلِّ لسانٍ فصيحٍ

” إنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ ”
وزوجَه صلى الله عليه وسلم قد أجابت رضي الله عنها بأنّهُ :-
( كانَ خُلُقُهُ القرآنُ الكريم )
!!!!
ألا يكفينا كلُّ هذا ؟؟؟!!!
ومَنْ نكونُ نحنُ حتى نَتَباهى بأنفُسِنا ، ونَتَعالى على الآخرين ؟؟؟!!!

ما دُمْنا نَدَّعي الإسلامَ حقاً ؛ فَأَيْنَ هيَ أخلاقُنا وقِيَمُنا الّتي تقِفُ بُرهاناً لكلامِنا هذا ؟؟!!!
ومنذُ متى كانَ دينُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى الرَّذيلةِ ودّناءَةِ الأخْلاق ؟؟!!!
عجباً لنا من حالنا هذا !!!
بعدما كانَ صلى الله عليه وسلم شخصيةٌ عظيمةٌ بأخلاقِها !! شخصيةٌ يَمتدحُ فيها الصَّغيرُ قبلَ الكبير وما زالَ كذلِكَ حتى اللَّحظه!!!
ومنذُ متى كانَ المبْعوثُ رحمةً للعالَمين يدعو إلى السَّيِّئاتِ بعدما كانَ يُفرِّغُها منَ المسلمين
؛التي سادت زمنَ الجاهليةِ الأُولى؟؟!!
لقدْ كانَ الرسولُ الأمينُ يُفَرِّغُ الرَّذائِلَ من نُفوسِ المُسلِمينَ ، ويُحِلُّ مَحَلَّها بِأَطْيَبِ وأجملِ وأسمى وأرقى
لقيمِ الإسلاميةِ الحضارية
أمـــــةَ محمد صلى الله عليه وسلم ...
ما نحنُ في هذهِ الدُّنيا إلّا ضيوف .. وما علَى الضّيْفِ إلّا الرَّحيل...
وماذا عسانا أنْ نفعلَ بعد ذلك ؟!!
هل سنأخذُ إلى قبورِنا شيئاً منْ أمتِعَتِنا الدّنيويّة ؟! أمْ أنَّ كلَّ ما سنأخُذُه أعمالنا الرّوحيّة ؟!! سواءاً أكانت
أعمالاً صالحةً أم طالحة ...
ومنْ سنكونُ بعدَها عندَ هؤلاءِ النّاس بعدنا .. لن يبقى لنا عندهم إلا سيرتُنا الماضية تجاهَهُم
سيذكُرونَنا إما بِطِيبِنا وجميلِ أخلاقِنا .. وإمّا بعكسِ ذلكَ تماماً ..
علينا أنْ لا نَنْسى حالَنا وأنْ نُعِدَّ العِدّةَ ونُحسِنَ اعدادَها بكُلِّ جِدِّيّة وبكلّ صدقِ نِيَّةٍ وإخلاصٍ تامّ لوجهِ ربِّنا الخالقِ البارِئْ ...
نحنُ لن نفعلَ ذلكَ حتى نكونَ ذكرى طيبةً عند النّاس ؛ ولكننا سنفعلُها لأننا نطمحُ كثيراً بأن نُقابِل ربنا بوجوهٍ جميلةٍ ازْدَانَتْ بأخلاقِها الطّيِّبةِ
وبنقاءِ قلوبنا الضعيفه ...


يقولُ أميرُ الشعراء :-
إنَّما الأُممُ الأخلاقُ ما بقِيَت
فإِنْ هُمُ ذَهَبت أخلاقُهُم ذهبُوا

ربَّما تَكونُ كلماتٍ بسيطةِ المعنى ، ولكنَّها أعطَت تفسيراً واضحاً لما يحدثُ الآنَ في الأُمَمِ والشعوب..
عجباً !! وَنَتَساءَلُ مالّذي يحدثُ في العالمِ وما هوَ سببُه ؟؟!!
أقولُها كلمةٌ صادقةٌ ولِيفهمها كلّ من يقرؤُها بمفهومهِ الخاصّ ولهُ الحريةُ في ذلك ...
( أصبحنا نعيشُ فيِ زمنِ اسلامٍ تجرَّد منَ المسلِمين )
( غلَبَت على هذا الزَّمن أجسادٌ تعرَّت منَ الأخلاق )
( والقِلَّةُ القليلةُ هم مِنّا مَن يمتلكُونَها قيَماً ذهبيةً ترسَّخت في نفوسهم وسُلوكيّاتهِم )


ولكن...
لِيعلَمِ الجميعُ قبلَ كلِّ شيء
( الأخلاقُ هيَ مِن أساسيّاتِ تقدُّم المُجتَمعاتِ ورُقيَّها )
ولنْ تقومَ لأَيِّ أمةٍ قائمةً أبداً مالم تُؤَسِّس بُنْيانَها بِذلك الأساسِ الضَّخمِ القويّ؛
فإمّا أخلاقٌ راقيةٌ وتَعمُّ حياةٌ كريمة ؛ وإمّا انحرافٌ ورذائِلٌ وأخلاقٌ دنِيئَةٌ والحياةُ متوترةٌ
نعـــــــــم...
تُعدُّ القِيَمُ عمادٌ من أعمدةِ الحضارةِ .. ومعيارٍ من معاييرِ تقدمِ الأُمّة ..
ومقياسٌ من مقاييسِ التميُّزِ بينَ الأممِ والشعوبِ..
وهي تُعتَبرُ الوسيلةُ المُثلَى الّتي يمكنها أن تُعالجَ الحالَ المؤسفَ الذي أَلَمَّ بالشعوبِ حاضراً...

كلمةٌ أخيرة..
اسمعوها .. وعُوها .. وطبّقُوها واقعاً ملموساً يا أبناءَ أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم ...

إنَّ الفردَ الذي لا يتَربّى على الأخلاقِ الكريمةِ .. أنذِرُوا بأنهُ سيعيشُ حياةَ العشوائِيّة ..
وليسَ هذا وحسبْ.. بل وستُسَيْطِرُ عليهِ الهموم ومن الاحتمالاتِ الواردة هي قضاؤُها عليه البتَّة..

فما واجبُنا نحنُ كمسلمُونَ ننتَمي إلى دينِ محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
وكيفَ سنُعْلي رايةَ الدّينِ الإسلامِي ونَنْشُرُ الرسالةَ المُحمَّدِيَّة؟؟!!
إنَّهُ من مبادِئِنا رفعُ شأنِ أمَّتِنا الإسلاميّةِ ورفعُ رايةِ قِيَمِها الأخْلاقِيَّةِ الرَّاقِيةِ
الياً عالياً عُلُوَّ الآفاقِ البعيدةِ بلْ وأكثَر
أمةَ الإسلام... هَلُمُّوا هَلُمُّوا .. فَقَدْ حانَ الوقتُ.. ولقدْ آنَ الأوَانُ لأن نُعِدَّ العِدَّةَ ليسَ للرَّحيل وإنَّما
سنشُدُّ القُوَّةَ والعزيمةِ نحوَ تطبيقِ هذهِ القِيَمِ ورَدْعِ كلِّ ما مِن شأنهِ أنْ يَمَسَّ بأخلاقِنا الإسلاميَّةِ ..
ونحنُ مُسْتَعِدُّونَ للْمُواجَهَةِ دائماً.. مُستعدون كَخَطٍّ دِفاعيٍّ لإنهاءِ كلِّ ما منْ شَأْنِهِ أنْ يُخِلَّ بهذهِ الأخلاقِ الإسلامية..
والحربُ سَنُعلنُها ضِدَّ كلِّ من يُحاوِل أنْ يصلَ بنا إلى درجةِ الإنحطاطِ
الفكريّ والسلوكي ،،
فهذا الدّينُ الإسلاميّ ليسَ مَعبَراً لِذَوي النُّفوسِ المَريضةِ بالرذائل ،
والمليئةِ بالحقدِ والكِبَر والغرورِ وغيرها من دَنَاءاتِ الأخلاق...


بقلمي...

بنت السيابي 1990 كتب:

كلام راقي فإن دل فيدل على رقي اخلاقك اخيه
فكل ما ذكرته فصحيح
فما وصلنا بالحال ما هو الا دليل على دنو اخلاقهم
فما وصل ببعض من ابناء المسلمين من تقاليد للغرب في دنائة اخلاقهم وفجعلتهم ينسون من هم اكثر منهم ومنا خلقا ودينا


عليه الصلاة والسلام كان من اعلى مراتب الاخلاق اين نحن من وصيته واخلاقه
للاسف بات الناس تمشي على الظاهر ونست وظيفتها بالدنيا وما نحن الا ضيوف مثل ما ذكرتي اخيه

جزيت خيرا على هذا الرقي الجميل بالطرح

فعلا كلامك صحيح أخيتي ...
أخلاقك العاليه وسماحة روحك النقيه هي من وهبت لك هذه الحروف الراقيه
أشكر مرورك ...

أشكر مرورك أخي ^ـ^,,,تسلم,,,

أشكر مرورك العطر ع الموضوووووع ^ـ^