من المنتظر أن تناقش حلقة الأربعاء 5/1/2014 من برنامج " تحت المجهر" التي تحمل اسم "خمسون توقيعا"، كيف يعاني المصريون من الإجراءات الإدارية عند مراجعة الهيئات الحكومية،* بدءا من مناقشة الرسائل الجامعية إلى استخراج الشهادات ومعاملات التعيين أو مشاكل استصدار تصاريح الاستثمار.
وتبين الحلقة أن مصطلح "البيروقراطية" ظهر في ألمانيا على يد الفيلسوف ماكس فيبر أواخر القرن الـ 19، وتنادي نظرياته بضرورة التقيد الحرفي بمجموعة من القوانين التي تحدد صلاحيات الموظفين بدقة ضمن لوائح مكتوبة حتى يتم ضبط إيقاع العمل من خلال نموذج دقيق.
وستكشف الحلقة إصرار البيروقراطية المتمثلة في دوامة التوقيعات -التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد- على اغتيال أية مبادرة أو رغبة في التطوير أو سعي للإنماء والإعمار، حيث تمثل سلسلة من الإجراءات المتشابكة التي يختلط فيها الهزل بالجد أحيانا، لكنها في النهاية أسلوب عمل للإدارة ومعاناة يومية للمواطن.ورغم كل المحاولات الحكومية من فتح بوابة إلكترونية حكومية وتقليص النوافذ التي يتعامل معها المراجع، فإن الواقع يثبت أنها مجرد حبر على ورق في مواجهة روتين العمل الحكومي العصي على الكسر.
مفارقة التحرير
وفي المقابل، يتضح أيضا أن المعاناة ليست مقصورة على المواطن وحده، بل تصيب الموظف الذي يجد نفسه في معمعة لوائح إدارية لم تتطور منذ عقود بشكل يلغي أية إمكانية للتطور في ظل تحجر كامل للعقليات المسيرة للعمل.
وتوضح الحلقة أن طريقة العمل المعتمدة على "التراتبية الكلاسيكية" ونظام الأجر المبني على المحفزات المتحولة، تجعل الوظف في بنية إدارية أساسها لوائح تسمح بتحصيل مقابل غير معلن للخدمة العمومية، ما ساعد على انتشار الفساد والرشوة وترهلت الخدمات الحكومية، ما أفرغ العمل الإداري الحكومي من مفهوم خدمة المواطن.
وتشير الحلقة إلى مفارقة أن ميدان التحرير الذي*أصبح رمزا للاعتصام والتظاهر ضد الفساد واستبداد*العديد من الحكومات المصرية المتعاقبة،*صار رمزا للبيروقراطية المركزية المصرية، حيث إنه*يحتوي على المجمع الإداري الذي يحمل اسمه (مجمع التحرير)، الذي بني أوائل خمسينيات القرن الماضي، ويضم أكثر من 1200 غرفة، يشتغل فيها ما يقارب*تسعة آلاف موظف يتبعون عشر وزارات.
وفي تسلسل لتاريخ البيروقراطية، يتضح أنها بدأت في مصر منذ عهد محمد علي باشا وتطورت بعد ثورة يوليو 1952، حيث عاش الموظف عصره الذهبي، ولكن التضخم الحقيقي والترهل لجيش الموظفين كان زمن الانفتاح (زمن الرئيس*الأسبق أنور السادات) ليصل في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك إلى ستة ملايين موظف حكومي. 
									
									
									
								وتبين الحلقة أن مصطلح "البيروقراطية" ظهر في ألمانيا على يد الفيلسوف ماكس فيبر أواخر القرن الـ 19، وتنادي نظرياته بضرورة التقيد الحرفي بمجموعة من القوانين التي تحدد صلاحيات الموظفين بدقة ضمن لوائح مكتوبة حتى يتم ضبط إيقاع العمل من خلال نموذج دقيق.
وستكشف الحلقة إصرار البيروقراطية المتمثلة في دوامة التوقيعات -التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد- على اغتيال أية مبادرة أو رغبة في التطوير أو سعي للإنماء والإعمار، حيث تمثل سلسلة من الإجراءات المتشابكة التي يختلط فيها الهزل بالجد أحيانا، لكنها في النهاية أسلوب عمل للإدارة ومعاناة يومية للمواطن.ورغم كل المحاولات الحكومية من فتح بوابة إلكترونية حكومية وتقليص النوافذ التي يتعامل معها المراجع، فإن الواقع يثبت أنها مجرد حبر على ورق في مواجهة روتين العمل الحكومي العصي على الكسر.

مفارقة التحرير
وفي المقابل، يتضح أيضا أن المعاناة ليست مقصورة على المواطن وحده، بل تصيب الموظف الذي يجد نفسه في معمعة لوائح إدارية لم تتطور منذ عقود بشكل يلغي أية إمكانية للتطور في ظل تحجر كامل للعقليات المسيرة للعمل.
وتوضح الحلقة أن طريقة العمل المعتمدة على "التراتبية الكلاسيكية" ونظام الأجر المبني على المحفزات المتحولة، تجعل الوظف في بنية إدارية أساسها لوائح تسمح بتحصيل مقابل غير معلن للخدمة العمومية، ما ساعد على انتشار الفساد والرشوة وترهلت الخدمات الحكومية، ما أفرغ العمل الإداري الحكومي من مفهوم خدمة المواطن.
وتشير الحلقة إلى مفارقة أن ميدان التحرير الذي*أصبح رمزا للاعتصام والتظاهر ضد الفساد واستبداد*العديد من الحكومات المصرية المتعاقبة،*صار رمزا للبيروقراطية المركزية المصرية، حيث إنه*يحتوي على المجمع الإداري الذي يحمل اسمه (مجمع التحرير)، الذي بني أوائل خمسينيات القرن الماضي، ويضم أكثر من 1200 غرفة، يشتغل فيها ما يقارب*تسعة آلاف موظف يتبعون عشر وزارات.
وفي تسلسل لتاريخ البيروقراطية، يتضح أنها بدأت في مصر منذ عهد محمد علي باشا وتطورت بعد ثورة يوليو 1952، حيث عاش الموظف عصره الذهبي، ولكن التضخم الحقيقي والترهل لجيش الموظفين كان زمن الانفتاح (زمن الرئيس*الأسبق أنور السادات) ليصل في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك إلى ستة ملايين موظف حكومي.
 
									 
											 :
:  :
:  :
: