هل بقي هناك ضمير حي !
(
الضمير
) هو الشعور النفسي الذي يقف من المرء موقف المراقب - فيحث على أداء الواجب .. ويحاسب بعد أداء العمل .. وينهي عن الأهمال والتقصير .. مسترحا للخير .. مستنكرا للشر .
هذا هو الضمير الحي واليقظة الروحية المطلوبة من كل مؤمن .
أن مشكلة عصرنا هذا تنعدم مراقبة النفس .. وينشأ عن ذلك موت الضمير عند الكثير من الناس ، وبموته تفشت في المجتمع الكثير من الموبقات القاتلة ، وشتى مظاهر الأنحراف والسلبيات ، مما طلت جوانب من حياتنا بطلاء قاتم
أن الإنسان لا يمكن أن يشعر بالطمأنينة إلا إذا اتبع حكم ضميره، ودعا إلى الله عز وجل بتوبة صادقة عن أخطائه، أما من يفعل عكس ذلك فسوف يقضي حياةً مليئة بالحزن والقلق وعلى الرغم من ذلك
هناك
الكثير ممن يصرون على أخطائهم ويتجاهلون إحساسهم بتأنيب الضمير، بل يحاولون إسكاته بالتسويف أو اختلاق الأعذار أو المراوغة
سيدة من الصحابيات الكريمات زوجه بشير بن سعد وبشير صحابى ما قصتها وما شأنها وكيف وقف الضمير ينادى فى مملكه نفسها بمنطق اليقين ان بشير بن سعد تزوجها وكان عنده اولاد من زوجته الاخرى وانجب منها النعمان بن بشيررضى الله عنه واراد البشير ان يجامل الزوجه الجديده فأراد ان يكتب لابنها النعمان بن بشير حديقه يخصه بها فماذا حدث انها صوره من صور المجتمع الذى نعيش فيه لان لو كان بشير ابن سعد فى زماننا هذا واراد ان يكتب لابنه هذه الحديقه لكى يخصها له فلن يلومه احد ولكن انظر حينما اراد ان يخص هذه الحديقه لابن الزوجه الجديده
هل
وافقت امه ام النعمان على طلب زوجها بأن يخص ابنها بحديقه ويحرم اولاد زوجته الاخرى انظر ماذا قالت لزوجها بشير بن سعد قالت والله لا اقبل هذا العمل الا ان تشهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم انه الضمير اليقظ الذى لاينام ولا يغفل فماذا حدث عندما ذهب بشير بن سعد ليشهد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
ان بشير يريد ان يخص ابنه بشئ ويحرم اخوته منه وهذه صوره متكرره فى عصرنا وايامنا قبل ان يموت صاحب المال وصاحب الغنى يحضر الشهود ويخص اولاده الذكور بجميع المال ويحرم البنات والرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من هذا العمل تحذيرا شديدا ويقول صلى الله عليه وسلم من حرم وارثا من ارثه قطع الله ميراثه من الجنه هذه صوره خطيره متكرره فى ايامنا هذه
أسباب موت الضمير انهيار القاعدة الأخلاقية واختلال موازينها وضوابطها، وفي مقدمة مؤشرات هذا الانهيار (التمرد على الله سبحانه وتعالى)، الذي هو أحد الاسباب الرئيسية التي تؤدي بالإنسان إلى قسوة القلب وموت الضمير، لانّ هذا التمرد يعبر عن نقض العهود والمواثيق التي أخذها الله على الإنسان عند خلقه لأن الله هو المنعم المطلق على الإنسان، وآذلك يعبر عن التخلي عن تحمل المسؤولية للاستخلاف حيث جعل الإنسان خليفة له. وخيانة الأمانة التي تحملها الإنسان إلى غير ذلك من المعاني الأخلاقية. فالإنسان الذي لا ينسجم في تصرفاته مع الأحكام والحدود الشرعية ولا يطّبق حكم الله ولا ينعكس إيمانه بالله تعالى على أعماله والتزاماته يصاب بمرض القلب،
كلنا نحتاج الى افاقة لهذا
الضمير الحي
الذي يسكن بداخلنا
فكل منا بحاجة ماسة الى احياء ضميره بصورة او بأخرى والمسارعة الى
ذلك .. فكلنا نخطئ ولكن خير الخاطئين التوابين .. فتوبة مما فعلنا وعودة الى
الى الضمير الحي ..
مما راق لي
مما راق لي