المرأة والساطور ... جريمة

    • المرأة والساطور ... جريمة

      فكر سلامة العامل في مصنع الطوب في الزواج وأخذ يبحث عن بنت الحلال فلم يجد أنسب ولا أجمل من كريمة الفتاة التي يسعى كل شباب القرية لنيل ابتسامة أو نظرة منها وقرر دخول البيت من أبوابه وتقدم للزواج منها دون أن يحاول ولو مرة واحدة الحديث معها.. وافقت أسرتها عليه دون اعتراض كما أنها وجدته زوجا مناسبا وخلال عام واحد تم الزواج وكان سلامة يكن لها حبا كبيرا أفصح لها عنه ووعدها ببذل كل ما في وسعه ليحقق لها السعادة.. وشعر بضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقه وبدأ يفكر في مستقبل أسرته ولذلك زاد من ساعات عمله فكان يقضي طوال النهار في عمله ولا يعود إلا مع غروب الشمس وكانت كريمة سعيدة وراضية بحياتها وزوجها يشعر وكأنه ملك الدنيا. أما أصحاب النفوس الدنيئة فقد كانوا يحسدونهما ومنهم فؤاد الذي كانت المسألة بالنسبة له مسألة ثأر فقد صمم على أن ينال من كريمة التي رفضت حبه وتزوجت من سلامة الأقل منه مالا ووسامة.. ورغم تعرضه الدائم لها إلا انها كانت مكتفية بالاهتمام بزوجها وجنينها الذي يتحرك بين أحشائها حتى رزقهما الله بطفلة جميلة وبعدها بعامين رزقا بطفل آخر أدخل على قلبيهما السعادة وزاد حجم المسؤولية على سلامة الذي قرر أن استغلال كل دقيقة في العمل حتى يزيد دخله ويؤمن مستقبل طفليه ويتمكن من تعليمهما وكلما رأى السعادة في عيون أسرته تناسى إرهاقه في العمل.


      لكن فؤاد لم يستسلم ولم يسلم باستقرار هذه الأسرة السعيدة فكان يسعى جاهدا ليستميل كريمة تجاهه وعندما فشل تودد إلى سلامة وصادقه حتى يتمكن من دخول المنزل ورؤية كريمة.. وتمر السنون وأمام عمل سلامة الشاق يصاب بالمرض فيقع طريح الفراش لعدة شهور. واستغل فؤاد مرض صديقه وتسلل إلى المنزل أثناء وجود كريمة بمفردها فسمحت له بالدخول عرفانا بجميله ومساعدته زوجها أثناء مرضه لكنه بدأ يحدثها عن إهمال زوجها لها واهتمامه بعمله في حين أن من يتزوج امرأة مثلها لابد أن يبقى بجوارها طوال الوقت وأخذ يلقي عليها كل ما تود امرأة أن تسمعه من كلمات حب وغزل. وحاولت مقاومته في البداية لكن سرعان ما انهارت ووقعت في الخطيئة واستمتعت بها.

      وأفاقت لتجد نفسها وقعت في الحرام فأخذت تلوم نفسها على فعلتها ولم تجد شيئا تكفر به عما فعلته سوى الندم وعدم الرجوع إلى الخطيئة مرة ثانية..ظن فؤاد أنه انتصر وحظي بما ليس من حقه وامتلأت نفسه بالثقة وعاد مرة ثانية إليها لكنها في هذه المرة كانت أقوى وأشد عزما على ألا تقترف الحرام فنهرته ولم تسمح له بدخول المنزل. لكنه لم ييأس معتقداً أن ضعفها هو الورقة الرابحة التي ستجعلها تستجيب له مرة ثانية فحاول معها مرات عدة لكنها في كل مرة تكون أعنف من سابقتها فهددها بفضح أمرها. جن جنونها فهي لا تتخيل أن تكون سيرتها على كل لسان أو تلطخ شرف زوجها طيب القلب الذي لا يستحق منها ذلك أو تلحق بطفليها العار مدى الحياة فصممت على التخلص منه إلى الأبد لتمحو خطيئتها وكل ما يتعلق بها وأخذت تفكر في طريقة للخلاص منه فاشترت أقراصاً منومة وتظاهرت بأنها تريد رؤيته فطار من الفرح. وفي الموعد المحدد حضر إليها واعدت له كريمة كوباً من الشاي قدمته له بعد أن دست فيه كمية من الأقراص المنومة وبمجرد أن تناوله راح في نوم عميق. ثم أحضرت ساطورا وفصلت رأسه عن جسده وكذلك ساقيه وذراعيه ووضعت الأطراف والرأس في جوال وباقي الجسد في جوال من الأجولة المخصصة لعلف الدواجن ثم حملت الجوالين واحدا تلو الآخر في الظلام وألقت بهما في الترعة.. مر يومان واعتقدت أنها نفذت الجريمة الكاملة لكن الجثة طفت في اليوم الثالث بالقرب من إحدى القرى المجاورة وابلغ أهالي القرية الشرطة حيث انتقل رجال المباحث وتبين أن الجثة من دون رأس أو أطراف وعلى الفور تم حصر حالات الغياب المبلغ عنها في الفترة السابقة مباشرة لظهور الجثة كما تم تتبع مسار الجثة في الفترة التي يرجح حدوث القتل فيها لتحديد المكان الذي ألقيت منه وبعرضها على المشايخ والعمد تم التوصل في النهاية إلى أن الجثة تنطبق عليها أوصاف فؤاد المبلغ عن اختفائه.. وبالفعل تعرفت أسرته عليه من خلال بدانته وجرح قديم في منطقة البطن من جراء عملية جراحية له لاستئصال الزائدة الدودية وبعد الكشف عن صاحب الجثة أصبح أمام فريق البحث الكشف عن مرتكب الحادث. تبين أنه شوهد قبل اختفائه وهو يدخل منزل كريمة فتم القبض عليها وبمناقشتها انهارت واعترفت بجريمتها وقالت إنها أخطأت معه في لحظة ضعف وبعدها بدأ يلاحقها في كل مكان وهددها بفضح أمرها أمام زوجها وطفليها وحرصا منها على شرف زوجها وطفليها وعائلتها وبعد أن فشلت في صده قررت قتله فاستدرجته إلى منزلها ودست له الأقراص المنومة ثم قامت بفصل رأسه وساقيه وذراعيه حتى تخفي معالمه ولا يمكن لأحد أن يتعرف عليه ولتتمكن من نقله.

      وأرشدت المتهمة عن مكان الساطور الذي استخدمته في الجريمة.. فأحيلت المتهمة إلى النيابة التي أمرت بحبسها وإحالتها إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وقضت المحكمة بمعاقبتها بالسجن المؤبد.

      #h #h #h #h #h #h #h #h #h #h #h #h #h

      شو رايكم يا جماعه بالي قريتوه