
وفي بداية اللقاء شاهدت معاليها عرضا مختصرا تناول عددا من الجوانب المختلفة والتي كان من بينها استعراض الأدوار التي من المؤمل أن يقوم بها المركز فيما يتعلق بجوانب الإنماء المهني والفئات المستهدفة ، وتم التطرق الى أنواع البرامج التدريبية التي ستقدم ، وآلية المتابعة والتنفيذ ، وآلية التكامل التي ستكون بين البرامج التدريبية والانمائية التي ستقدمها المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية* وبين البرامج التي سيقدمها* المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين.
وبينت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم إلى أن إنشاء المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين يأتي في سياق تنفيذ توجيهات جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه بمراجعة النظام التعليمي وتطوير آلياته ليكون تعليما قادرا على تلبية احتياجات المجتمع من الكوادر البشرية المتخصصة، حيث يعد المركز التخصصي تجربة رائدة وطموحة على مستوى المنطقة بما يتوقع أن يحدثه من نقلة نوعية للبرامج التدريبية التي تقدم للهيئات التدريسية والإدارية وبعض الوظائف المرتبطة بها. وفي ضوء المعطيات السابقة فإن هذا المشروع الوطني سيسهم في الارتقاء بأداءات المعلمين وتجويد ممارساتهم وتزويدهم بالمعارف والاتجاهات وفق أحدث الاتجاهات العالمية.
إعداد المدربين
وتطرق الحديث إلى التعريف بالأدوار التي قام بها المركز لاعداد مدربين عمانيين مؤهلين وفقا لأحدث المعايير المهنية ليكونوا قادرين على تدريب الفئات التي يتم استهدافها، وأوضح الفريق المشرف على المركز الى أنه يجري حاليا تدريب (30) متدربا بعد أن تم اختيارهم وفقا لعدد من الأسس ، وستستمر عملية إنمائهم المهني داخليا وخارجيا وفق الاحتياجات الفعلية لكل مدرب ليكون قادرا على مسايرة المتغيرات المختلفة في الجوانب التدريبية المختلفة, كما تم التعريف بالبرامج والخدمات المساندة التي يوفرها المركز للمتدربين بجوانبها المختلفة ومنها التدريب عن بعد، والمتابعة الميدانية المستمرة للمتدربين طوال فترة تدريبهم.
الاهتمام بالجودة
وأكدت معالي الدكتورة الوزيرة على أهمية الاهتمام بالجودة في جميع مجالات العمل بالمركز والاستفادة من كافة الخبرات الدولية المتوفرة فيه ، وأن الوزارة تعمل على توفير كل ما من شأنه توفير أفضل الممارسات التدريبية بما يحقق الأهداف التي أنشئ المركز من أجلها والتي يتمثل أبرزها في إيجاد المعلم المتمكن من مادته والمتحفز للتجديد والتفاعل مع المستجدات العلمية في مادته الدراسية.
وأشارت معاليها أثناء مداخلاتها مع القائمين على هذا المركز إلى أهمية إيجاد قاعدة بيانات وفق أسس علمية لكل من المدربين والمتدربين يمكن الرجوع اليها في تحديد نوعية البرامج التدريبية التي يحتاج اليها كل منهم مستقبلا. كما تم التطرق إلى أن المركز كان قد عمل سابقا على وضع عدد من المعايير المهنية للمعلمين في صورتها الأولية كجزء من المهام المسندة لفريق خبرائه، وسيجري العمل خلال المرحلة القادمة على مراجعتها مع الجهات ذات العلاقة، لتكون بعد اعتمادها صيغة يمكن أن تستفيد منها مستقبلا المؤسسات الأكاديمية التي تعمل على اعداد المعلمين وتأهيلهم.
التعاون مع المؤسسات التدريبية المماثلة
وتضمن اللقاء مناقشة آلية اعتماد المؤهلات الدراسية التي سيقدمها المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين وأهمية أن تتوافق هذه المؤهلات مع المعايير العالمية المعتمدة في هذا الشأن وذلك بالارتباط مع مؤسسات عالمية مشابهة تعنى بتدريب المعلمين أثناء الخدمة وتقدم برامج معتمدة دوليا.
وأشار الحضور الى أنه تم عقد مجموعة من اللقاءات مع عدد من التربويين للتعريف بالمركز والخدمات التدريبية التي سيقدمها، وسيقوم فريق متخصص من المركز بزيارة المديريات التعليمية في المحافظات للتعريف بالمركز من جوانبه المختلفة والرد على كافة التساؤلات والاستفسارات من قبل التربويين ببرامج المركز والآليات المتبعة في الالتحاق بالبرامج التدريبية المختلفة وايضاح مختلف الجوانب المتعلقة بعمله وأهدافه. وأشارت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم الى أنه سيتم خلال الفترة القادمة اقامة حفل تدشين رسمي لهذا المركز يتناسب والخدمات التي يقدمها والدور المركزي المؤمل أن يقوم به.
وقد قامت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم بعد ذلك بجولة تفقدية في مختلف مرافق المركز واطلعت على سير العمل فيه والتجهيزات الفنية والادارية والبشرية المتعلقة به، واستمعت إلى شرح واف عن مكوناته والتجهيزات التي ستتم خلال الفترة القريبة القادمة، وأبدت معاليها ارتياحها للخطوات الأولية التي أنجزت استعدادا لاستقبال الدفعة الأولى من المتدربين.
كما التقت معالي الدكتورة بعدد من المدربين الذين يتم إعدادهم حاليا لتنفيذ البرامج التدريبية خلال الفترة القادمة واستمعت لرؤاهم ومقترحاتهم في مختلف الجوانب التدريبية، مشيرة إلى أهمية هذا المشروع الوطني الطموح والدور الذي يعوّل على المدرب القيام به للمساهمة في صقل مهارات المعلمين ومعارفهم وفق أحدث الأساليب التدريبية التي توظف التقنيات الحديثة لخدمة هذا الهدف، الأمر الذي سيسهم مستقبلا في الارتقاء بالمستويات التحصيلية للطلبة والطالبات.
*
مقر المركز التخصصي
يذكر أن المركز التخصصي سيعمل بداية من مقر مؤقت، وسيشتمل على جميع المرافق التي يحتاجها المركز التخصصي لتهيئة البيئة التدريبية المناسبة للمعلمين والمتدربين الملتحقين ببرامجه، ومن بين تلك المرافق: عدد 56 غرفة تدريبية مهيأة بأحدث وسائل التدريب الحديثة، ومكتبة، وغرفة حاسوب، وغرفة تدريس مصغر، ومختبر علوم، وقاعة اجتماعات متعددة الأغراض، ومطاعم، وغيرها من المرافق المهمة لتسهيل عمل المدربين والمتدربين في المبنى، وسيعمل المركز خلال هذا العام بشكل مرحلي على فئات من الشرائح المستهدفة، حيث يخطط أن تشمل المرحلة الأولى من تشغيل المركز تدريب 800 معلمة ومعلمة بالإضافة إلى الفئات الأخرى المستهدفة، ومن المؤمل أن يعمل بطاقته الاستيعابية الكاملة مطلع العام الدراسي القادم 2014/2015م.
*
*
