وقفت على أطلال الزهر استنشق عبير الماضي
بروعته وروعته .. بأفراحه وأحزانه
فامتزجت دموعي ببسمة منقبضة على شفاه روحي ..
وجالت بي سفن الذكرى في شواطئ الزمن الماضي ...
تذكرت تلكم الوجوه ...نرجسية المحيا .. أقحوانية اللقيا ...
وجورية الحس والاحساس ..
فسالت مدامعي بحرقة العاشق المتيم
في إنتظار من يهوى ...
وطال أنتظاري لذلكم العناق الدافئ
الذي يبث الحياة في أوصال الروح وأمشجتها الهامدة ...
تراءت لي تلكم البسمات التي ملأت شرفات قلبي أنسا
وحياة و بهجة فأزداد شعوري بالغربة في زمن الغربة
حتى أصطبغ دهري بغربتي ووحشتي ...
ونظراته المتوسلة تعانق عينيي بأن ارفق به ..
عميقة تلكم الغربة بإحساسها القاسي على أوتار القلوب
العاشقة ...
بأثرها ووقعها برنينها الذي يتلاشى
بطيئا بطيئا من سمع الارواح الغريبة ...
بطعمها ومرارتها تظل الغربة عالقة
في شفاه قلوبنا تتجرع مرارتها وتستقي من علقمها ...
تسيل دماء الارواح المعذبة فتمتلأ بها أحداقها لتسيل جارفة
معها بسمة الحاضر وسعادة الساعة ....
كغريق تتقاذفه أمواج دموعه
يلهث من تعب الذكريات مادا يده المرتجفة لينجو من رياح الغربة التي
أوشكت معها قواه أن تلفظ آخر أنفاسها ...
وفي ظلمة هذه الغربة القاتمة تظل الانامل
تتلمس الجدران المتجمدة بصقيع الايام
لتعثر على شمعة ترتسم ظلال أملها على جدران القلوب ...
ويظل الامل حيا بنبضه ودقات قلب روحه الحالمة
بشمس تبدد هذه الظلمة القاتمة ...
وتذيب هذا الجليد المترامي على مساحات الروح
المعذبة ...
وتعود أزهار الحياة بألوانها الروحية الحالمة تزهر بعبق أريجها
الذي يملأ الارواح نورا ورنوا ...