(تم نشره في ملحق أشرعة بتاريخ 2/3/2014) "عرسٌ ثقافيٌ آخر" - almuharby

    • (تم نشره في ملحق أشرعة بتاريخ 2/3/2014) "عرسٌ ثقافيٌ آخر" - almuharby



      قدوم المهرجان الثقافي الرائع في عُمان* والذي ينتظره الكثير من المهتمين بالكتاب ألاوهو معرض الكتاب الدولي التي تحتضنه مسقط بأجمل حلة وأبهة جمال شيء رائع جداًخصوصاً لمن ينتظر عناوين ومراجع لها أسمها و وزنها في المحيط الثقافي خليجياً وعربياً،أبارك لعمان قاطبة هذا العرس الجميل والذي أتمنى أستمراره لأجيال.

      من المدهش عند قدوم موعد المعرض نجد الكثير يتساءل عنموعده بالضبط والرائع أيضاً أنتشار روابط في*مواقع التواصل الإجتماعي عن مفتاح البحث عن الكتب الموجودة في المعرض لكييتأكد الشخص قبل قدومه هل العناوين موجودة أم*لا؟ وهذا يشجع الكثير على أقتناء الكتب ومعرفة الدور التي تعرض هذه الكتبلكي لا يتختلط الأمر على الشخص ويقوم بالتنقل من مكتبة إلى أخرى ويضيع وقته هباءاًفي الأنتقال من ركن إلى آخر .

      إن ما ألمسه من حماس في بعض الشباب لقدوم موعد معرضالكتاب يثلج الصدر حقيقة ً فمنهم من جهز ميزانية خاصة* أقتطعها من راتبه لكي يقوم بشراء الكتب ومنهممن قام بجرد مكتبته الخاصة لكي لا يكرر ما أشتراه سابقاً وتكون عنده نسخ مكررة،وقام البعض بتوسعة مكتبته أستقبالاً للمعرض*وللكتب الجديدة التي سيشتريها من المعرض ،إن هذا الحماس ينفي عبارة"أمة إقرأ لا تقرأ" بتاتاً إضافة إلى ذلك رؤية الأعداد الضخمة وهي تزورالمعرض يجعلنا قنوعين جداً بأن "أمة إقرأ تقرأ" وخصوصاً مع زيادة الوعيفي الشباب العربي نحو أهمية الثقافة والتطلع لما هو أفضل ففي عمان مثلاً نرىالملاحق الثقافية في الصحف يقودها شباب متحمس جداً نحو تجديد الثقافة وتنوعها ونرىأيضاً صالونات التي تفتتح يوم بعد يوم وهي صالونات القراءة* هي مبادرات شبابية بحتة ولكن مع الخبراءالمثقفين القدامى يد بيد ،نستشف ولله الحمد*من هذا الأمر بأن الأمة تغير حالها في القراءة من حال حسن إلى أحسن ،ولكنالبعض لا يزال ينظر إلينا بأننا أمة تعاف الكتاب ؛ربما لأننا لسنا كالمجتمعاتالأوربية نقرأ في محطات القطار أو الباصات أو لحظات أنتظارنا في الدوائر الحكوميةأثناء قيامنا بتخليص المعاملات ،ولكننا نقرأ في بيوتنا ومساجدنا ومكتباتنا ،وهذاغير ظاهر للعيان وأنا أعلم بأن المبادرات والصالونات والملاحق الثقافية غير كافيةلكي يكون المجتمع كله يقرأ ولابد من عمل دؤوب لكي نرقى بحال الأمة من المبادراتالجميلة التي سمعت بها في عمان سابقاً "كتاب في الحلاق" قامت مجموعةمتطوعة بوضع مجموعة كتب في محلات الحلاقة بإحدى مدن مسقط ولا أعلم هل أستمرت هذهالمبادرة أم لا! ولكن مبادرة طيبة ورائعة وأيضاً المنتديات الحوارية أبرزت فيقسمها الفكري والثقافي زاوية "ماذا تقرأ؟" لكي يستفيد القاريء ويلخص ماقرأه في تلك الزاوية *كما لاحظت في مواقعالتواصل الأجتماعي هناك معرف يوفر الكتب ويوصلها إلى من يرغب بها إلى عنوانه منهنا أناشد الوزارت الخدمية من هذا المقال بمبادرة أخرى بأن توفر في صالات المراجعةكتب من مختلف الأصناف والأنواع ما لذ وطاب من الكتب لكي يقضي المراجع وقته مابيندفتي كتاب يستفيد منه وهو بديل رائع لمفارقة الألواح الألكترونية التي غزت وبكلقوة المجتمع العربي فأصبحنا وكأننا عبيد لهذه الألواح نحني لها روؤسنا ليل نهارصبح ومساء، وأقترح بأن تكون مبادرة مكتبة صالة أنتظار المراجعين بالتعاون بينالوزارت الخدمية ووزارة التراث والثقافة بمعنى أن تقوم وزارة التراث بإمدادالوزارت الخدمية بمكتبات عامة تضم مختلف أنواع الكتب* لكي يستفيد المراجع من وقته في الدائرةالحكومية وبتواصل هذه المبادرات يمكننا تحويل الأمة وتغيير فكرها لنجعله راقً جداجدا وهي محاولات نجحت ولو بشكل غير كامل .


      إن الأمة حين تقرأ سوف ترقى فالعلم سلاح قوي جداً ومغيرلمجرى الأحداث سياسياً وأقتصاديا ،والطريق الواسع نحو العلم هو الكتاب بعد المدارسوالجامعات ويكفينا شرفاً أن أول الآيات نزولاً على المصطفى صلوات ربي وسلامه عليههو الأمر بالقراءة إقرأ لكي تسمى أمتنا بأمة إقرأ لهو لقب جدير بالفخر والأعتزاز،نهنيء أنفسنا بعرس ثقافي قادم جدير بمتابعته والوقوف على عتباته لكي ننهل من روائعالكتب أفضلها وأجملها.