تعذيب المسلمين .. والصمت الرهيب ؟

    • تعذيب المسلمين .. والصمت الرهيب ؟

      لقد أصبح الحديث في أمر تعذيب المسلمين في العراق أو أفغانستان أو غوانتانامو أمرا مملولاً وكأنه حدث عادي من الأحداث التي تجري في العالم، فلم تعد تثير المسلمين كما كان الأمر يوم أن كشف عما جرى في سجن أبي غريب وما تبعه من كشف عن الجرائم وصنوف التعذيب التي تنأى عن فعلها الوحوش والتي تمت على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية ومن والاهما.
      وكذلك الأمر بالنسبة لما يسمى بالرأي العام العالمي الذي لم يعد يأبه لمزيد من الكشف عما جرى في العراق ويجري على يد القوات الأمريكية - التي لها اليد الطولى والنصيب الأكبر من التعذيب - طالما أن أمريكا دولة كبرى لا يمكن محاسبتها ولجنودها الحصانة عن المساءلة.

      فقد تناقلت وسائل الإعلام والصحف الكشف عن وثائق تدين وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد والرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في الانتهاكات التي جرت في العراق، فقد ورد في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 22\12\2004 م :" اقتربت الاتهامات المتعلقة بفضائح تعذيب السجناء في العراق وغوانتانامو من الرئيس الأميركي جورج بوش أكثر من أي وقت مضى، عقب الإفراج القضائي عن وثائق تابعة لمكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي)، تشير إلى أن بعض أساليب التعذيب أجيزت من الرئيس بوش مباشرة."

      كما نشرت صحيفة الخليج في نفس اليوم خبرا مفاده:" أن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي) أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد سمح باللجوء إلى أساليب قاسية، تفوق “المسموح به”، في التحقيق مع السجناء العراقيين".

      وبالرغم من هذا الكشف الذي يمحق الفرية الأمريكية بأن التعذيب لم يكن مقصوداً وإنما كان أعمالاً لأفراد تجاوزوا الحدود المسموح بها، ما عدنا نجد من يتناول هذا الموضوع كما كان الأمر عليه في السابق.

      فما الذي جعل ردات الفعل على التعذيب لا تكاد تذكر مع أنها حملت زخماً كبيراً في بداية الأمر؟

      الجواب على هذا السؤال يأتي من النظر إلى كل فئة من الفئات الموجودة في العالم الإسلامي بوصف الذين تم تعذيبهم مسلمين تم تعذيبهم في ظل ما يسمى بالحرب على الإرهاب التي هي في حقيقتها حرب على الإسلام وأهله، وكذلك موقف الدول الكبرى مما يجري والشعب الأمريكي الذي يرى حكومته تقوم بما تقوم به في العراق.

      أما بالنسبة للمسلمين ـ بمعزل عن حكامهم ـ لأنهما فئتان لا تلتقيان ، فالحكام فئة غير الأمة وهي فئة خارجة عنها، لا تحمل فكرها ولا تشعر بشعورها، ولا تمثلها من أي جهة من الجهات، بل إن الأمة والحكام في حالة عداء، فالمسلمون من غير أهل القوة والمنعة منهم، أناس مستضعفون من حكامهم، مضطهدون من قِـبَلهم، وسماعهم لما يجري لإخوانهم في العراق أو غيرها من بلاد المسلمين يحرك الإسلام الذي يجري في عروقهم جري دمائهم. فموقف واحد من هذه المواقف التي يأبى المسلم قبولها، وكلمة واحدة كفيلة بأن تحرك المسلمين لقتال أعدائهم وهذا ما كان عليه المسلمون في سالف عهدهم، فما بالنا بأعمال وحشية لا يطيق سماع خبرها من أعزهم الله بالإسلام ورفع شأنهم به، من إذلال واغتصاب وما لا يخفى على أحد بعد أن نشرت صور تثبت ذلك.
      هذه الأخبار عما يحل بالمسلمين على أيدي أعدائهم تقسم المسلمين إلى فسطاطين، قسم يسعي لتغيير هذا الحال ويعمل مع العاملين لذلك، وقسم آخر وهم غالبية الناس لا حول ولا قوة إلا بالله، ألفوا ما يحدث لإخوانهم وأصابهم من اليأس وعدم المبالاة ما أصابهم أو أدركوا ضرورة تغيير حال الأمة، فخافوا ونكصوا على أعقابهم، فكانوا أغلبية صامتة بيأسها وتخاذلها عدى عن وجود بعض المتغربين ممن يحملون أفكار الكافر المستعمر بين ظهرانيها.

      القسم الأول وهم الذين يسعون للتغيير، تدفعهم هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها الكافر المستعمر لمزيد من العمل وشحذ الهمم، وغذ الخطى لإنقاذ أمتهم مما هي فيه ، وهم في عملهم هذا مرضون لربهم متبعون لما أمر بإذنه، لا يملكون سوى عملهم الذي فيه عز الأمة الإسلامية، ذلك العمل الذي من شأنه أن يعيد للأمة المجد والسؤدد، العمل لإقامة الكيان الذي يحفظ للأمة هيبتها وعزتها، العمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والذي أصبح وحده – وهو كذلك – النور الذي يبدد الظلمات في نظر الأمة.

      وأما القسم الآخر، وهم من يأس أو خاف من التحرك وتخاذل، فهؤلاء بدلا من أن يحركهم ما يحدث لإخوانهم، نكصوا على أعقابهم، وبدلا من أن يكونوا ممن يرفعون العقبات من وجه الأمة، أضافوا لها عقبة جديدة بسكوتهم وصمتهم، فهؤلاء يجب عليهم أن يتذكروا دوما أن الله مبتل الأمة وكما يقول عز وجل :{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}

      فهذا امتحان للأمة ولأبنائها، هل يصبرون ويعملون كما أمر ربهم أم ينكصوا على أعقابهم فينقلبوا خاسرين، خاسرين في الدنيا بتسليط أعداء الله عليهم يسومونهم سوء العذاب، ولسؤال الله عز وجل لهم يوم القيامة عما عملوا وصنعوا لإنقاذ أمتهم أشد مما هم فيه.

      فمن يأس فليتذكر أن الله مبتل الأمة وأنه ناصر من نصره، وأن العزة لا بد لها من تضحيات جسام، فإذا لم يغير المسلمون هذا الواقع الأليم بالعمل الجاد، استأسد عليهم أعداؤهم، وعم الفساد في أنحاء بلادهم.

      ومن خاف على نفسه من المسلمين، فارتضى أن يكون من الصامتين الساكتين، فليعلم أن الله كتب الرزق والأجل فلم الخوف إذا؟، والأحرى بهم أن يلتفوا حول حملة الدعوة لتغيير ما يحدث بإخوانهم فينالوا رضوان ربهم.

      كما أن الأجدر بأهل القوة والمنعة من أبناء الأمة، الذين هم الجزء الأقوى فيها، ممن يملكون نصرة المستغيثين من إخوانهم والمستنصرين بهم أن يكونوا أمثال الأنصار الأوائل الذين نصروا دين الله فعزوا وأثنى الله عليهم في كتابه في مواطن كثيرة ورسوله صلى الله عليه وسلم،فكونوا سهاما في صدور أعدائكم لا في صدور أمتكم، وكونوا الدرع الواقي لها لا لأعدائها ومن والاهم.

      أما حكام المسلمين، فإنه لا شك بأن خيانتهم للأمة الإسلامية وعدائهم الصارخ للإسلام وللمسلمين وتعذيبهم ليس بأقل مما تقوم به أميركا و الانجليز و يهود، بل إن هؤلاء الكفار المستعمرين يستعينون بخبراتهم في هذا المجال الذي برعوا فيه ولم يسبقهم إليه أحد.

      فهم وجلاوزتهم أفقدوا المسلمين الأمن وأبدلوهم الخوف والرعب، حتى أفقدوهم الإرادة، فليس هناك دواء من هؤلاء الحكام إلا الاستئصال فقط ولا غير.

      وإذا كان هذا حال الحكام فكيف يعترضون على ما تقوم به أمريكا مجرد اعتراض شجب واستنكار لا اعتراض محاسبة وقد أعانوا أمريكا ويهود على حروب كاملة كحرب العراق واحتلال فلسطين من قبل؟

      هذا بالنسبة للحال في بلاد المسلمين، أما بالنسبة للدول الكبرى فهي شريكة لأمريكا في حربها على العراق إما فعلياً كبريطانيا أو بصمتها على ما تقوم به أميركا ومسايرتها لها، وهذه الدول لها نصيبها من الانتهاكات للمسلمين قديماً و حديثا.

      أما ما يسمى بالرأي العام العالمي فأمريكا استطاعت أن تستنزف هذه القضية من أذهان الناس، بالمراوغة في طرحها، فكانت الجرائم في البداية - حينما لم تستطع إنكار ما أثبتته الصور - أمرا شائنا ووجهت التهم لأفراد بأعينهم وعينت لهم محاكمات لصرف النظر عن هذه القضية، ثم أصبحت تفرج عن الوثائق شيئا فشيئا حتى أصبح الكلام فيها مجترا ومملولا، ولا يحمل في طياته الشيء الجديد، وعلى عادة الرضى بالأمر الواقع قبل الناس ما يجري وكأنه جزء من الواقع الذي لا يمكن تغييره.

      ولا يخفى علينا كذلك نفوذ أمريكا الإعلامي الذي يستطيع أن يغير الرأي العام العالمي أو الأمريكي فيما يتعلق بمثل هذه القضايا فيقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، كما فعل من قبل في مسألة العراق ومن قبلها الحرب على "الإرهاب" وغيرها.

      فأمريكا لا تخشى العواقب ما دامت الدولة الأولى في العالم وبيدها الخيوط الكثيرة التي تخيف بها دولاً ومنظمات، وتراوغ بها أخرى، وأمر المسلمين لا يهم الأمريكان ولا غيرهم، بل الذي يهمهم إنما هو مصالحهم، فليس للقيم الخلقية أو الإنسانية أي اعتبار في مقياس معتنقي المبدأ الرأسمالي، وما منظمات حقوق الإنسان هذه إلا أداة في يد الغرب وعلى رأسه أميركا تحركها متى شاءت، وأما وجود القيم عند بعض الأفراد فلا قيمة له، فهم قلائل ليس لهم ذكر، في مجتمع غلبته القيمة المادية، وتحكم فيه وحوش الرأسماليين.

      وبالنظر لما استعرضناه من مواقف للجهات المختلفة حيال هذه القضية، نجد أن المسلمين في وضع لا خلاص لهم منه إلا بشحذ هممهم للتغيير وإقامة الكيان السياسي الذي يمثلهم ويدفع عنهم شر الخطوب والمكائد، فالكيانات السياسية في العالم والتي تتعامل مع قضاياهم ما هي إلا كيانات الدول الكبرى المحتلة لبلادهم أو الطامعة فيها، والأخرى وهي الكيانات التي تحكمهم عميلة للدول الكبرى، وكل هؤلاء أعداء لهم، فهل ننتظر منهم النجاة ونمد إليهم أيدينا مستغيثين وهم يطلقون النار علينا ويحفرون لنا القبور.

      وليس من المبالغة القول إن نشر هذه التفصيلات عن التعذيب وصنوفه من قبل الأمريكان أمر لا يخلو من قصد، فلا يتصور أن يكون محض صدفة أبدا، فهم يهدفون من وراء ذلك إلى إيقاع اليأس في نفوس المسلمين، عندما يرون ما يجري بإخوانهم على أيدي أعدائهم وهم متفرجون صامتون لا يلوون على شيء، وهذا ما يجب للمسلمين التنبه له، وبدلا من اليأس يجب أن تكون القوة الدافعة التي تدفعهم لأخذ الثأر ممن انتهك حرماتهم وأغتصب بلادهم، والتحرك لأخذ الثأر من بوش وشارون وبلير، ومن الجيش الأمريكي والبريطاني وجيش يهود وغيرها من الجيوش الكافرة المحتلة لبلاد المسلمين، وهذا لا يكون إلا بالعمل الجاد المخلص لإقامة الخلافة، فهل من منتصر لإخوانه؟
    • [grade='00008B FF6347 008000 4B0082']
      عندك حق يا أخي الكرامه العربيه ،،

      ولكن يجب أن لا نرضى بهذا الوضع ،،، وأن لا نسكت أبداً ،،

      ويجب أن نستخدم سياسة القوة ~!@@ai ،،،

      لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
      [/grade]
    • حكامنا يشعون في حالةفرض صمت ............. من اللي فرضة؟ لن اجيب
      اتدري ماذا يقولون هؤلاء يقولون الامة تشكو الضعف لا نستطيع عمل اي شيء لاننا ضعفاء طيب بيض الله وجهك اذا جلست في مكانك تبي تموت انت والامة اللي تقول عنها مثل ماهي والكلام هذا انت تعيدة لانكم صراحة ما شفناكم تسوون شيء .. تبا تحتل امريكا سوريا وانت نفس الكلام اللي تقوله تبي اسرائيل تحتل الاردن و لبنان وقناة السويس وانت باقي مكانك تقول نفس الكلام وابشرك اذا مت يبيجئ ولد وولد ولدك وولده الثاني وحنا نعيش هذا الكلام يعني لو تتوكلون احسن اتركوا الاماكن اللي مانتم قدها ترديد كلام من 10سنوات نحن امة ضعيف اذن اترك الامة لمن ينعشها ويحاول ان يوقضها من ضعفها انا عندي كلام كثير بس خايف من المباحث
    • لاحول ولاقوة الا بالله
      ان مايحصل في غوانتنامو والعراق في تعذيب المسلمين باشنع انواع العذاب الخالية من الانسانية والمحرمة دوليا في حق الاسير لهو امر فظيع .........من سكوت الحكام يتلذذ الصهيوني بتعذيب المسلم
      الاسرى بحاجة الى فكهم ولكن من يفعل .....الحكام يتنعمون في ملهيات الدنيا ولا يشغلون بالهم بالتفكير في حال الاسرى والذين من اهل بلدهم هناك..........

      اللهم فك اسرى المسلمين