أيها الزوجان الوفيان

    • أيها الزوجان الوفيان

      كيف تتصرف الزوجة في مواجهة زوجها؟
      وكيف يتصرف الزوج؟

      كيف تعاملين الزوج الذي لا يراعي الأخلاق بهدف تحقيق متعه الشخصية أو كما يسمى ( الخيانة العاطفية) بين الزوجين؟

      وكيف تعامل الزوجة التي تبحث عن إشباع رغباتها بالحرام؟

      هل للخيانة حدود؟!
      الخيانة هي عقد العزم على فعل المنكرات والفواحش، مما يضيع حقوق الزوجية.

      قال الرسول صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول ( متفق عليه)، يبدأ ذلك السلوك المنكر من النظرات المتتابعة للنساء المتبرجات سواءً في الشوارع أم في إحدى وسائل الإعلام مروراً بالمعاكسات الهاتفية وانتهاء بجريمة الزنا، وقد كان له في الحلال متسع، فإذا لم يكتف الزوج بزوجته، أو كانت هناك أسباب تعوق ذلك، فإن الله قد أحل له الزواج مثنى وثلاث ورباع حلالاً طيباً بشرط العدل بينهن، أفمن يأتي يوم القيامة وشقه مائل خير أم من يحشر مع الزناة في نار جهنم؟ وخير للمرأة أن تكون ضرة من أن يكيل لها زوجها البؤس ويقتر عليها لأجل الإنفاق على نزواته المحرمة.

      كيف تتم الخيانة؟
      تتم الخيانة بفعل بعض الجوارح أو كلها، فالقلب محل الشهوة، فإذا قويت الشهوة، حركت إرادة الشخص لتحقيق رغباتها، فتأتي الجوارح وتعمل بإدارة ما يشتهيه القلب. يقول الرسول الكريم: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا هي القلب ( رواه البخاري).

      العينان تزنيان وزناهما النظر إلى المحرمات، وعدم غض البصر عنها، يقول الشاعر:
      يا رامياً بسهام اللحظ مجتهداً
      أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
      يا باعث الطرف يرتاد الشقاء له
      أحبس رسولك لا يأتيك بالعطب

      فالحذر الحذر من النظرات المتتابعة للمتبرجات أو نظراتهن للرجال، وكما علمنا الرسول الكريم النظرة الأولى ( غير المقصودة) لك والثانية عليك، وصدق الله تعالى إذ يقول: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن..) [ النور: 30 : 31].

      وقد وجه النبي العظيم من نظر إلى امرأة فأعجبته أن يأتي أهله.

      • والأذنان تزنيان وزناهما استماع المرأة أو الرجل للكلام الفاحش، كالمعاكسات الهاتفية والجلوس في مجالس الفجور والمنكر، وأيضاً الاستماع للغناء الماجن.
      • واللسان زناه الكلام المحرم مثل المواعدة وغيرها، لذا أمر الله النساء بأنه إذا لزم محادثة المرأة للرجل فليكن ذلك من وراء حجاب وبقدر الضرورة، وأن يكون الحديث بجد وحزم وإيجاز.

      • واليد زناها البطش واللمس المحرم.
      • والرجل زناها الخطى للذهاب إلى مكان اللقاء الآثم.

      • والقلب يهوي ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه، فإما أن يسلمه الله من السقوط أو أن يتهاوي في العذاب الأليم.
      • وقد تكون الخيانة بالشفاة قبلة بين شيطان وشيطانة من الإنس.

      وهكذا نرى أن الجوارح قد تكون أدوات القلب الخائن.
      • فيا أيتها الزوجة كوني لزوجك عوناً على الشيطان ولا تكوني عوناً للشيطان على زوجك.
      • وكذلك نقول للزوج الوفي: كن لزوجتك عوناً على الشيطان، ولا تكن عوناً للشيطان عليها.

      • يا أيها الزوج الوفي: حاول أن تجذب زوجتك إليك وتعوضها عما تشعر به من نقص العواطف، فإن غاية المرأة في الزواج الحب وإشباع العواطف قبل كل شيء، كما أن الغريزة لابد من إشباعها أيضاً، فإذا لم تكن أنت الذي يشبع رغبات زوجتك فمن يكون؟


      من وجهة نظره هو
      • أيتها الزوجة: ضعي الحلول لأي مشكلة تعترضك من وجهة نظر الطرف الآخر لا من وجهة نظرك أنت.

      ضعي نفسك في نفس ظروف زوجك، لو أنك نشأت ببيئته نفسها وتلقيت التربية نفسها، قيسي تصرفاته حسب أخلاقه هو، وليس حسب أخلاقك أنت.

      • أيها الزوج: انظر للمشكلة من وجهة نظرها هي، ولابد أن تعرف الأسباب التي أدت إلى ذلك، فإن كان السبب خبث المنشأ فلا صلاح يرتجى، أما إن كان السبب إهمالاً منك لبيتك وعدم تنظيم دخول وخروج المرأة من البيت فأنت شريك في الخيانة، وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول، وبعد قليل سنستعرض دوافع الخيانة لدى الطرفين.

      • أيتها الزوجة: لا تتعجلي في قرارك واحرصي على حياتك الزوجية، وتذكري أن رجوعك إلى بيت أبيك بعد زواجك ليس كوجودك قبل الزواج، لأن نظرة الناس جميعاً ستظل متشككة فيك واحرصي على تجاوز الأزمات التي تمر بها أسرتك، خاصة إذا كانت الخيانة أول مرة.

      • أيها الزوج: الصبر.. الصبر.. ولا مانع من استشارة المختصين بشؤون الأسرة أمثال الإخوة صالح البارون ومحمد رشيد العويد ود. صلاح الراشد ود. نورية الخرافي وغيرهم كثير، إضافة إلى هاتف الاستشارات الأسرية التابع لمجلة الفرحة ومع ذلك فإننا لا نطالب الرجال بالدياثة وقلة الغيرة، وقد كان الصحابة يغارون، حتى قال الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ( أي أضربه بحده لأقتله)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه والله أغير مني. ( رواه البخاري ومسلم). ونلحظ أن سعداً لم يقل سأقتل امرأتي.

      • الدعاء والتضرع إلى الله أن يحفظ لك زوجك وبيتك وولدك جميعاً.

      • أيتها الزوجة الوفية: أول خطوة لرد كيد الشيطان عن زوجك هو أن تتزيني له بشكل جديد يشغله عمن سواك، وفي الغالب فإن الزوج المشغول بأخرى لن يهتم بزينتك، فعليك فت انتباهه بسؤاله عن رأيه بزينتك، واستمري بالاهتمام بزوجك.

      • أيها الزوج: تحملك لمسؤولية بيتك وتزينك لزوجتك وحرصك على قضاء أوقات سعيدة معها يغنيها عن الدنيا وما فيها، إضافة إلى صونها من الاختلاط وجميع ما حذر الله سبحانه وتعالى منها كما سنرى.

      هل تدري لماذا خنتك؟
      تظل الخيانة علامة بارزة على الضعف البشري ووقوعه في المعاصي التي يسولها له الشيطان.
      وقبل أي مشكلة لابد من النظر في أسبابها التي أدت إليها للقضاء عليها وهي:

      1- أسباب جهل وضلال:
      وهي ناتجة عن ضعف الوازع الإيماني والخوف من الله وهي كثيرة، أهمها: قلة الذكر والشكر من كلا الزوجين، وقلة فعل الخير والأعمال الصالحة، قال تعالى: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) [ طه: 24]
      والخيانة من ضنك العيش وبؤسه.

      • طاعة الزوجة لزوجها في معصية الله، تستجلب سخط الخالق وبالتالي سخط الزوج نفسه عليها.
      • عدم تحمل الزوج مسؤولية بيت الزوجية وإهمال رعايته، ومظاهر هذا الإهمال:
      1- كثرة سهر الرجل خارج المنزل وطول غيبة الرجل عن البيت وسفره إلى الخارج لأغراض دنيئة تحتم أن يقصر في حق زوجته، قال صلى الله عليه وسلم: إن لأهلك عليك حقاً [ رواه البخاري].

      • عدم محاسبة المرأة في الاستئذان للخروج وفي إدخالها الأقارب غير المحارم في البيت أثناء غياب الزوج، وعدم منع اختلاط الزوجة بالرفقة السيئة، أو جلبها للأفلام الساقطة والمجلات الهابطة.

      • ضعف إيمان الزوجة، فهي خراجة ولاجة من غير حاجة مسددة النظر للرجال، تمشى فى وسط الطريق لتلفت أنظارهم، لا تتقي الله وتضع ثيابها في غير بيت زوجها، ولا تبالي بإدخال من يكرهه زوجها في بيته، تصف النساء لزوجها مما قد يفتن الزوج بالموصوفة وجمالها، وهي متبرجة لا تعرف الستر إذا طلبها زوجها تمنعت، تخون زوجها إذا حنت لماضيها العابث قبل الزواج، أو عاد حبيبها السابق.
      • الخلوة ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) [ رواه الترمذي]
      وهذا ما تهاون فيه الناس كثيراً.

      • المعاملة بالمثل: بعض النساء اللواتي يتعرضن لخيانة الأزواج يعمي حب الانتقام بصيرتهن فيقابلن الخيانة بخيانة مثلها، والزوج الخائن يشجع زوجته على خيانته بضمير مرتاح.

      1- تقليد الغرب في أمور حرمها الله، وأهم هذه الأمور:
      • الاختلاط مما قد يحدث تجاذباً بين الزوجة وأحد الشبان لجماله أو قوة شخصيته وذكائه أو لطفه وعذوبة لسانه، والشيء ذاته بالنسبة للزوج، فقد ينجذب لإحدى الفتيات الحاضرات لصفة ما، والاختلاط يقصد به رفع الحجاب بين الجنسين واختلاطهما في مكان واحد من غير ضرورة.
      • الحياة الإباحية قبل الزواج والانغماس في الشهوات والمتع الفانية، مما يسهل الخيانة بعد ذلك.

      3- أسباب تتعلق بالزوجة
      * إهمال الزوجة لهندامها وزينتها في حين يرى الزوج بنات جنسها يملأن الدنيا حوله شذى وعطراً وزينة، قد يدفعه مع ضعف دينه إلى الخيانة، ومثله إهمال الزوجة لعواطف زوجها مما قد يسوغ له الشيطان إشباعها خارج المنزل.

      • الرتابة في الحياة والملل، فالرجل بطبعه يميل إلى التغيير، ولذا في زينتها ومرحها وحديثها العذب وهذا مما لا يخفى على المرأة.