تتميز قيادتنا الحكيمة بالإيمان الشديد والالتزام بالمنهج الرباني الأصيل البعيد عن الغلو والتشدد، والداعي إلى التسامح والتعايش يتضح ذلك من التوجيهات السامية لعقد عدة فعاليات تعمل على ترسيخ مبادئ ديننا الحنيف السمحة النبيلة القائمة على إرساء الحوار البناء بصورة حضارية وتهيئة التعايش بين الشعوب وبما يحقق السلام العالمي المنشود.
ومن تلك الفعاليات المثمرة ندوة “تطور العلوم الفقهية” التي تقام كل عام وتنظمها وزارة الأوقاف والشئون الدينية وتشهد السلطنة في الوقت الحالي نسختها الثالثة عشرة والتي استطاعت عبر تاريخها المشرق أن تصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة وتقرب وجهات النظر وتوضح الصورة الحقيقية للإسلام الحق الذي يدعو إلى كلمة سواء وهو ما منحها صدى يتردد في كافة المحافل العلمية العالمية .. فهذه الندوة منذ انطلاقها وهي تهدف إلى لم شمل المسلمين تحت مظلة واحدة على اختلاف مذاهبهم .. فديننا العظيم يحثنا على الحوار مع الآخر والانفتاح على ثقافته والتعامل معه بالحسنى فما بالنا بالتعامل فيما بيننا كمسلمين.
وتتناول الندوة في كل عام موضوعا فكريا جديدا يزيد من التآلف بين أبناء الأمة الواحدة على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم .. ونرى من خلال أوراق البحث المقدمة أو المناقشات بين المفكرين والعلماء الذين يحضرون الندوة من جميع أنحاء العالم الإسلامي القواسم المشتركة بين المذاهب المختلفة والتي يجب أن نسلط عليها الضوء بدلا من النبش وراء المختلف بينها .. فالفرقاء دائما ما يبحثون عن الفروع المختلفة ولا ينظرون للأصول المشتركة والتي تلم شمل الأمة وتقرب فيما بينها وتجعلها على قلب رجل واحد وذات كلمة واحدة.
إن الفقه له أهمية كبيرة في حياة المسلم كونه المنظم لتصرفاته وعباداته ومعاملاته وعلاقاته سواء بربه أو بأخيه المسلم أو بالآخر المختلف عنه في الدين أو حتى بالبيئة المحيطة به .. وتوضيح ما يحتويه هذا الفقه من يسر واعتدال ووسطية يعد أحد أهداف الندوة المستنيرة التي تعمل على نشر الفكر الإسلامي الصحيح الذي يسعى لخدمة الإنسانية بصفة عامة.
إن ندوة هذا العام تبحث في “المشترك الإنساني والمصالح” من خلال البحث في قيم المساواة والشورى والعدل وحقوق الإنسان والتي تعتبر أهم دعائم أية دولة وأساس نجاح أي حكم .. ولقد قامت على هذه الأسس الدولة الإسلامية وهي في مهدها بالمدينة المنورة منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان فعلا شأنها وارتقت حتى توسعت وتنامت أطرافها من الصين أقصى الشرق حتى أوروبا أقصى الغرب.. وهذا ما ننشده في وقتنا الراهن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وتداخلت المصطلحات الحديثة مع تلك المبادئ والدعائم بهدف تشويه الدين والانتقاص من مكانته والتقليل من شأنه رغم أنه أول من أمر بالعدل والشورى والمساواة بين البشر ودعا لاحترام حقوق الإنسان .. إلا أن أعداء الإسلام يحاولون تشويه صورته وإلصاق التهم الباطلة به زورا وبهتانا كالإرهاب والتشدد وغيرها .. من هنا تأتي أهمية الندوة التي تبحث عن المشترك الإنساني في هذه المبادئ الأصيلة وتستعرض القواسم من خلال الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
لقد ارتأت حكومتنا الموقرة ممثلة في وزارة الأوقاف والشئون الدينية طرق هذا الموضوع لتوضيح التباين بين المجتمعات الإسلامية والغربية في تطبيق هذه المبادئ والنظرة السطحية التي يتم التعامل معها بها وعدم فهمها بالصورة المثلى وبالتالي عدم تطبيقها على أرض الواقع كما ينبغي .. لذلك كان لابد من تحليلها تحليلا علميا والاستعانة بنماذج مشرفة من التاريخ الإسلامي العريق يوضح أسبقية المسلمين الأوائل في تطبيقها ليسير على دربهم شعوبنا المعاصرة.
لاشك أن مثل هذه الفعاليات المهمة تعزز من مبادئ الإسلام السامية وتساهم في نشر قيم التعايش والسلام والخير والحق وربطهم بالواقع المعاصر لاسيما وأن الحداثة تنشر الارتباك في مجتمعاتنا الإسلامية فهي تعج بالكثير من المتداخلات التي يحتار فيها المسلم وتمحو له الأطر التي يتعامل بها في حياته فلا يعرف الحلال من الحرام ولا الحق من الباطل .. وبالتالي فإن مثل هذه الفعاليات تبين للناس صحيح العلاقات الاجتماعية وأن الفقه يتطور مع تطور العصر وليس جامدا كما يروج له أعداء الدين بل هو متجدد مع تجدد الحياة وأساليب العيش وأنه باستطاعته حل كافة المسائل المعقدة التي تقف أمام المسلم.
إن اختلاف المذاهب والمشارب لا يعني الصراع والتناحر .. فالمذاهب على تنوعها يوجد بينها قيم تشترك فيها جميعا لذلك يجب التركيز على هذا المشترك والبحث عن مناطق الأخوة والانسجام بينها حتى تعود لنا وحدتنا وتقوى شوكتنا ويتحقق لنا السلام والأمن والأمان والريادة المفقودة.
ناصر اليحمدي
http://alwatan.com/details/12384
ومن تلك الفعاليات المثمرة ندوة “تطور العلوم الفقهية” التي تقام كل عام وتنظمها وزارة الأوقاف والشئون الدينية وتشهد السلطنة في الوقت الحالي نسختها الثالثة عشرة والتي استطاعت عبر تاريخها المشرق أن تصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة وتقرب وجهات النظر وتوضح الصورة الحقيقية للإسلام الحق الذي يدعو إلى كلمة سواء وهو ما منحها صدى يتردد في كافة المحافل العلمية العالمية .. فهذه الندوة منذ انطلاقها وهي تهدف إلى لم شمل المسلمين تحت مظلة واحدة على اختلاف مذاهبهم .. فديننا العظيم يحثنا على الحوار مع الآخر والانفتاح على ثقافته والتعامل معه بالحسنى فما بالنا بالتعامل فيما بيننا كمسلمين.
وتتناول الندوة في كل عام موضوعا فكريا جديدا يزيد من التآلف بين أبناء الأمة الواحدة على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم .. ونرى من خلال أوراق البحث المقدمة أو المناقشات بين المفكرين والعلماء الذين يحضرون الندوة من جميع أنحاء العالم الإسلامي القواسم المشتركة بين المذاهب المختلفة والتي يجب أن نسلط عليها الضوء بدلا من النبش وراء المختلف بينها .. فالفرقاء دائما ما يبحثون عن الفروع المختلفة ولا ينظرون للأصول المشتركة والتي تلم شمل الأمة وتقرب فيما بينها وتجعلها على قلب رجل واحد وذات كلمة واحدة.
إن الفقه له أهمية كبيرة في حياة المسلم كونه المنظم لتصرفاته وعباداته ومعاملاته وعلاقاته سواء بربه أو بأخيه المسلم أو بالآخر المختلف عنه في الدين أو حتى بالبيئة المحيطة به .. وتوضيح ما يحتويه هذا الفقه من يسر واعتدال ووسطية يعد أحد أهداف الندوة المستنيرة التي تعمل على نشر الفكر الإسلامي الصحيح الذي يسعى لخدمة الإنسانية بصفة عامة.
إن ندوة هذا العام تبحث في “المشترك الإنساني والمصالح” من خلال البحث في قيم المساواة والشورى والعدل وحقوق الإنسان والتي تعتبر أهم دعائم أية دولة وأساس نجاح أي حكم .. ولقد قامت على هذه الأسس الدولة الإسلامية وهي في مهدها بالمدينة المنورة منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان فعلا شأنها وارتقت حتى توسعت وتنامت أطرافها من الصين أقصى الشرق حتى أوروبا أقصى الغرب.. وهذا ما ننشده في وقتنا الراهن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وتداخلت المصطلحات الحديثة مع تلك المبادئ والدعائم بهدف تشويه الدين والانتقاص من مكانته والتقليل من شأنه رغم أنه أول من أمر بالعدل والشورى والمساواة بين البشر ودعا لاحترام حقوق الإنسان .. إلا أن أعداء الإسلام يحاولون تشويه صورته وإلصاق التهم الباطلة به زورا وبهتانا كالإرهاب والتشدد وغيرها .. من هنا تأتي أهمية الندوة التي تبحث عن المشترك الإنساني في هذه المبادئ الأصيلة وتستعرض القواسم من خلال الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
لقد ارتأت حكومتنا الموقرة ممثلة في وزارة الأوقاف والشئون الدينية طرق هذا الموضوع لتوضيح التباين بين المجتمعات الإسلامية والغربية في تطبيق هذه المبادئ والنظرة السطحية التي يتم التعامل معها بها وعدم فهمها بالصورة المثلى وبالتالي عدم تطبيقها على أرض الواقع كما ينبغي .. لذلك كان لابد من تحليلها تحليلا علميا والاستعانة بنماذج مشرفة من التاريخ الإسلامي العريق يوضح أسبقية المسلمين الأوائل في تطبيقها ليسير على دربهم شعوبنا المعاصرة.
لاشك أن مثل هذه الفعاليات المهمة تعزز من مبادئ الإسلام السامية وتساهم في نشر قيم التعايش والسلام والخير والحق وربطهم بالواقع المعاصر لاسيما وأن الحداثة تنشر الارتباك في مجتمعاتنا الإسلامية فهي تعج بالكثير من المتداخلات التي يحتار فيها المسلم وتمحو له الأطر التي يتعامل بها في حياته فلا يعرف الحلال من الحرام ولا الحق من الباطل .. وبالتالي فإن مثل هذه الفعاليات تبين للناس صحيح العلاقات الاجتماعية وأن الفقه يتطور مع تطور العصر وليس جامدا كما يروج له أعداء الدين بل هو متجدد مع تجدد الحياة وأساليب العيش وأنه باستطاعته حل كافة المسائل المعقدة التي تقف أمام المسلم.
إن اختلاف المذاهب والمشارب لا يعني الصراع والتناحر .. فالمذاهب على تنوعها يوجد بينها قيم تشترك فيها جميعا لذلك يجب التركيز على هذا المشترك والبحث عن مناطق الأخوة والانسجام بينها حتى تعود لنا وحدتنا وتقوى شوكتنا ويتحقق لنا السلام والأمن والأمان والريادة المفقودة.
ناصر اليحمدي
http://alwatan.com/details/12384