تحسين يقين -
نتيجة الاستماع فإن الألبوم مثال على عمق الموسيقى والغناء، وتكاملهما بالشعر، بحيث لا نستطيع الفصل بين أركان الأغنية الثلاثة؛ فالموسيقى في يحملني الليل لغة أخرى، سيناريو إنساني شعوري يضع المستمع في المعاني والمشاعر، ويجعله يستغرق في الإحساس بها، والصوت يعبر عن عمق هذا الشعور.
تعانق عبقرية اللحن وعبقرية الصوت في حمل الشعر إلى ما يتجاوز الكلمات إلى الشعور الداخلي، بفضل التوزيع الغنائي والموسيقي من خلال اللحن، فالإبداع هنا يعني الإضافة للشعر الشعور والفكر من جهة، وترجمته إنسانيا بلغة جوانية من جهة أخرى.
لقد استمتعنا بالموسيقى وبالصوت الشجي الشجن، المعبّر عن مضامين الأغاني العشر، فأخذانا فتأثرنا وانفعلنا وعشنا مشاعر الأغاني، ما بين العتاب والوجع والرثاء والحزن والتحدي والإنسانية التعبة والحب والغزل والأمل.
وكل شعور خاص استدعى جملا لحنية من الفنان الكبير سعيد مراد، جعلتنا نعيش الشعور، فالمعنى ليس بالكلمات فقط؛ فكان لحن مراد وغناء الفنانة القديرة ريم تلحمي يحملان تلك المشاعر معا التي كتبها الشاعر خالد جمعة.
ولعل عمق اللحن بوجود مغنية ذات خبرة وقدرات عالية في الصوت، كانا سببا في الوصول إلى الأذن والقلب معا.
لقد اختار سعيد مراد من خلال التوزيع الموسيقي واللحن آلات موسيقية لكل أغنية من جهة، ووظف قدرات ريم تلحمي في المدّ والتطويل والتقطيع، فمنح الأغاني حيوية وغنى.
متعبتش يا قلبي
لوم وعتاب لقلب المغني-الشاعر- والإنسان المعذّب، في ظل الأمل:
من أنّة تعب سواح من قلبك ما عمرو راح
كنو بحر كل ما هدر
……………..
يا ريتك سفر يا ريتك حجر
الشعر نفسه يحمل مشروع اللحن وفكرته، من خلال المد في سواح وراح..من خلال السجع (بحر، هدر، سفر، حجر). وقد استخدم مؤلف اللحن هنا العود والكمان، في حين أضاف الإيقاع حيوية، الذي ربما عبّر عن الأمل.
سمرا وقد القول
أغنية الغزل والحب والأمل بقيادة القانون..
سمرا وقد القول والعشق صايدها
على شفة الأرغول هدّت قصايدها
من خلال اللهجة العربية، بنطق القاف، جهرت عذوبة الصوت. أما القانون فعبّر عن الغزل التقليدي، وقد كان لتصرف الفنانة في اللعب بحروف الجمل والكلمات أثر كما في «أرخت جدايل ليل» كذلك في: «لو أشرت للحور يعطوها تاترضى».
وقد تميزت الأغنية باللحن الشرقي والجمل ذات المساحات الطويلة.
هي همسة يمكن لمسة
ركض اللحن والصوت معا للتعبير عن أغنية غزل أخرى، كان للعود فيها نصيب:
أتاري عيوني بحر وأتاريك..سر الموج بيطلع من خطاويك
طليتي ورد صافي لقيتك كلمة ع شفافي
وين بروح بغنيها وجوا الروح بخبيها
وقد ظهر الركض والتقسيم والتقطيع الموسيقي الغنائي بعذوبة في:
وين ما كانت قلبي بيلحقها
كيف ما كانت يبكي لو فارقها
وهو عالم إيقاع سريع ومتتال قد يكون إيقاع جديدا، لا يتناقض ولا يتعارض مع الإيقاع الأصلي للشعر.
يحملني الليل
ونجم سهيل ومتغرب ومش راجع
أشوف في النار سما وقمار ونور من الوجع طالع
صوت ريم تلحمي موسيقي بحد ذاته، خصوصا مدّ حروف العلة، وقد اختار الملحن الناي والقانون للتعبير عن الأمل. وفي الوقت نفسه كان لصوت الفنانة تلحمي خاصية تعبيرية عن شجن الاستغاثة في:
وطني في الخلال الخالي
وحالي ما درى بحالي
وأنادي سراجك العالي
غزة يا بنت بنوت
قاد الكمان الألم والرثاء، ولعل القانون حاكى الكمان والناي:
غزة يا بنت بنوت لانو الموت ما حب الصوت
لحقها جوا غرفتها غار من صوت ضحكتها
مد ايده ع شفتها بفكر انو سكتها
وغزة لسة بتغني وبتمشط بغرتها
ولعل هذه الأغنية تذكرنا بالعالم الرومانسي في أغاني اسمهان «يا طيور» أو «ليلة الأنس»، وهي إذن محاولة لاسترجاع الماضي الجميل، وفي الوقت نفسه هو شكل من أشكال الاحتجاج على الحاضر المؤلم.
مدّ حروف العلة الألف والواو والياء، منح الغناء صفة التوجع من الظلم، وكان لإطلاق الألف في آخر العبارات دلالة الألم والرثاء، كما أن ختم الأغنية بالموسيقى عمّق هذا الشعور أيضا. ورغم مشاعر الحزن والرثاء، إلا أنه حمل في طياته الأمل بل والتحدي. ولعل وجود عدة مشاعر في الأغنية الواحدة منح الأغنية حيوية شعورية، وهنا تكمن عبقرية التلحين.
أغنية رائعة تحمل رمزا عظيما، تنظر لمستقبل غزة وفلسطين بأمل البقاء، وتحمل نقدا عميقا لقمع الحرية في غزة، وهي من أجمل الأغاني.
كنا زغار من يومين
أغنية الإنسانية التعبة، والحنين إلى الزمن الجميل؛ فمن خلال الحوار الذكي بين العود والكمان، نشعر بالتعبير عن الحنين إلى الماضي ببراءة الأطفال والفتيان. وكم أحببنا تكرا الحوار الموسيقي الرقيق عندما كان يتكرر مع كل مقطع جديد. أما تنغيم الصوت، فهو هنا وفي أغان أخرى، سبب من أسباب الاستمتاع.
نقطف بلد من مشوار شو يعني لو قالوا صغار
ننط السور نسرق سبل
وكان للإعادة والتكرار جمال خاص في: زي الظل برافقنا الأمل.
الأغنية قمة في الإبداع، أغنية رائعة، تليق بالنشر في العالم العربي الذي يتوق لمثل هذا اللون الغنائي.
هنا إحساس عن البراءة:
اجرينا حفظوا الشوارع غيب والناس يا صاحب يا حبيب
وهنا شيء من العتاب، واختلاف الزمن:
وين كنا وين صرنا ليش يا عمر ع غفلة كبرنا
لسة شايلين الولد فينا كأن يا دوب من لحظة غفينا بالله يا عمر مهلك علينا
وهي أغنية فيها الفرح والحب، وفيها الحسرة والحزن على الطفولة الضائعة.
يا جبل
أغنية الألم. وفيها حيوية المدّ: الواو والياء المشددة، والتبادل بينعما بمتعة، بوجود لهجة الجاف، وليس لهجة الهمز، كأنها موال قروي او بدوي، وكان لوجود الألف المطلقة أثر في التعبير عن التأوه، وكان اللحن يحاكي الكلام..
يا جبل زاحوا الزمن من محلو حرمن ضحكاتي ودمعاتي حلو
يا جبل ساقو الغيم على عيني دمعاتي جراية ما بينك وبيني
وقد قرن الشاعر الجبل بالزمن والغيم والفكر والصخر والليل بين الرجاء والأمل والحزن، حيث أن الوصل بين المحبين سيأتي بالفرح.
لو يوم طليتو قلبي يفتح بيتو
قولي بحبك
أغنية جميلة عن روعة الحب، حتى وإن كان مغلفا بالحزن. عبارات الأغنية طويلة، استلزمت نفسا غنائيا طويلا، قاد الكمان والإيقاع تلك الجمل الغنائية.
وقد لاحظنا مستويين من اللحن، الأول موسيقي، والثاني توظيف صوت ريم تلحمي موسيقيا (سنين ونسنين).
لقد انسجم اللحن مع الكلمات مع الغناء:
جف الندى من عروقي وغطى الليل على شروقي
بنت بضفاير وبقلب طاير
أما التقطيع الغنائي فكان في:
كأني أول مرة بحس وجنبي الكون بيحكي همس
وتكرار العبارة السابقة أضفى حيوية على الأغنية.
أما المزاوجة بين السين والشين فقد منح الأغنية-النص الشعري صفة الهمس الرقيق:
بوشوشني بيعيشني
وهي تعكس حالة حب وعشق وفرح وتجاوز الألم والذهاب إلى النهاية في هذه الحالة.
خطي
أغنية التحدي المغلف بحزن ومرارة. حضر الكمان والقانون والعود، أما الحضور المميز فكان للناي:
خلي شراعك العالي عالي وعمرو ما يوطي
نامي في دفا عيوني
يحنن قسوة العتمة يكتب ع الصبح كلمة
من صدري كتبت وراق ومن دمي حبر خطي
أما الخاتمة فكانت موسيقية معبرة..معمق للشعور.
ميّزة هذه الأغنية هو تكرار الجملة الأخيرة، والتي يعطي فيها الملحن مساحة للجمهور، وكأنه يتخيل ردود فعل المستمعين في العرض الحيّ، وحاجتهم إلى الغناء في لحظات أو أجزاء معينة من اللحن (على خطي على شطي).
قال الفجر للناي
قال الفجر للناي صوتك بصحيني
لا تفارق من حذاي لليل يمحيني
بصحبة الكمان والقانون والإيقاع، المكرر بين الفقرات، أضفى جمالا وعمقا في اللحن، ومعرفة خبيرة بالأذن العربية والتراث الموسيقي الشرقي.
صوتك فرات ونيل ع ورد النغم ساحو
تحسّ في هذه الأغنية بالجملة التقليدية الطويلة، حيث يبدأ اللحن في نقطة معينة ويتصاعد ويرجع إلى نقطة البداية نفسها، وكأنه جملة واحدة غير منفصلة، وهذا شكل تعقيدا غير بسيط، لكن لا تكاد تحسّ به، حيث يمرّ مثل النسيم وكأنه لحن بسيط يمكن لأي ملحن القيام به.
لقد قضينا وقتا ممتعا مثيرا للمشاعر والأفكار، ونعيش أجواء شجن ترنو للأمل، عبّر عنها باقتدار الموسيقار سعيد مراد، وأبدعت في غنائها ريم تلحمي، وأثار إنسانيتنا الشاعر خالد جمعة.
خيرة العازفين: سعيد مراد: كولة وإيقاعات، مهران مرعب قانون، وسام مراد عود، مراد خوري كمان، أمين أطرش درمز، بثينا الزبيدي تشيللو، أدهم درويش جيتار باص. أما مهندس الصوت فكان عصام مراد.
نتيجة الاستماع فإن الألبوم مثال على عمق الموسيقى والغناء، وتكاملهما بالشعر، بحيث لا نستطيع الفصل بين أركان الأغنية الثلاثة؛ فالموسيقى في يحملني الليل لغة أخرى، سيناريو إنساني شعوري يضع المستمع في المعاني والمشاعر، ويجعله يستغرق في الإحساس بها، والصوت يعبر عن عمق هذا الشعور.
تعانق عبقرية اللحن وعبقرية الصوت في حمل الشعر إلى ما يتجاوز الكلمات إلى الشعور الداخلي، بفضل التوزيع الغنائي والموسيقي من خلال اللحن، فالإبداع هنا يعني الإضافة للشعر الشعور والفكر من جهة، وترجمته إنسانيا بلغة جوانية من جهة أخرى.
لقد استمتعنا بالموسيقى وبالصوت الشجي الشجن، المعبّر عن مضامين الأغاني العشر، فأخذانا فتأثرنا وانفعلنا وعشنا مشاعر الأغاني، ما بين العتاب والوجع والرثاء والحزن والتحدي والإنسانية التعبة والحب والغزل والأمل.
وكل شعور خاص استدعى جملا لحنية من الفنان الكبير سعيد مراد، جعلتنا نعيش الشعور، فالمعنى ليس بالكلمات فقط؛ فكان لحن مراد وغناء الفنانة القديرة ريم تلحمي يحملان تلك المشاعر معا التي كتبها الشاعر خالد جمعة.
ولعل عمق اللحن بوجود مغنية ذات خبرة وقدرات عالية في الصوت، كانا سببا في الوصول إلى الأذن والقلب معا.
لقد اختار سعيد مراد من خلال التوزيع الموسيقي واللحن آلات موسيقية لكل أغنية من جهة، ووظف قدرات ريم تلحمي في المدّ والتطويل والتقطيع، فمنح الأغاني حيوية وغنى.
متعبتش يا قلبي
لوم وعتاب لقلب المغني-الشاعر- والإنسان المعذّب، في ظل الأمل:
من أنّة تعب سواح من قلبك ما عمرو راح
كنو بحر كل ما هدر
……………..
يا ريتك سفر يا ريتك حجر
الشعر نفسه يحمل مشروع اللحن وفكرته، من خلال المد في سواح وراح..من خلال السجع (بحر، هدر، سفر، حجر). وقد استخدم مؤلف اللحن هنا العود والكمان، في حين أضاف الإيقاع حيوية، الذي ربما عبّر عن الأمل.
سمرا وقد القول
أغنية الغزل والحب والأمل بقيادة القانون..
سمرا وقد القول والعشق صايدها
على شفة الأرغول هدّت قصايدها
من خلال اللهجة العربية، بنطق القاف، جهرت عذوبة الصوت. أما القانون فعبّر عن الغزل التقليدي، وقد كان لتصرف الفنانة في اللعب بحروف الجمل والكلمات أثر كما في «أرخت جدايل ليل» كذلك في: «لو أشرت للحور يعطوها تاترضى».
وقد تميزت الأغنية باللحن الشرقي والجمل ذات المساحات الطويلة.
هي همسة يمكن لمسة
ركض اللحن والصوت معا للتعبير عن أغنية غزل أخرى، كان للعود فيها نصيب:
أتاري عيوني بحر وأتاريك..سر الموج بيطلع من خطاويك
طليتي ورد صافي لقيتك كلمة ع شفافي
وين بروح بغنيها وجوا الروح بخبيها
وقد ظهر الركض والتقسيم والتقطيع الموسيقي الغنائي بعذوبة في:
وين ما كانت قلبي بيلحقها
كيف ما كانت يبكي لو فارقها
وهو عالم إيقاع سريع ومتتال قد يكون إيقاع جديدا، لا يتناقض ولا يتعارض مع الإيقاع الأصلي للشعر.
يحملني الليل
ونجم سهيل ومتغرب ومش راجع
أشوف في النار سما وقمار ونور من الوجع طالع
صوت ريم تلحمي موسيقي بحد ذاته، خصوصا مدّ حروف العلة، وقد اختار الملحن الناي والقانون للتعبير عن الأمل. وفي الوقت نفسه كان لصوت الفنانة تلحمي خاصية تعبيرية عن شجن الاستغاثة في:
وطني في الخلال الخالي
وحالي ما درى بحالي
وأنادي سراجك العالي
غزة يا بنت بنوت
قاد الكمان الألم والرثاء، ولعل القانون حاكى الكمان والناي:
غزة يا بنت بنوت لانو الموت ما حب الصوت
لحقها جوا غرفتها غار من صوت ضحكتها
مد ايده ع شفتها بفكر انو سكتها
وغزة لسة بتغني وبتمشط بغرتها
ولعل هذه الأغنية تذكرنا بالعالم الرومانسي في أغاني اسمهان «يا طيور» أو «ليلة الأنس»، وهي إذن محاولة لاسترجاع الماضي الجميل، وفي الوقت نفسه هو شكل من أشكال الاحتجاج على الحاضر المؤلم.
مدّ حروف العلة الألف والواو والياء، منح الغناء صفة التوجع من الظلم، وكان لإطلاق الألف في آخر العبارات دلالة الألم والرثاء، كما أن ختم الأغنية بالموسيقى عمّق هذا الشعور أيضا. ورغم مشاعر الحزن والرثاء، إلا أنه حمل في طياته الأمل بل والتحدي. ولعل وجود عدة مشاعر في الأغنية الواحدة منح الأغنية حيوية شعورية، وهنا تكمن عبقرية التلحين.
أغنية رائعة تحمل رمزا عظيما، تنظر لمستقبل غزة وفلسطين بأمل البقاء، وتحمل نقدا عميقا لقمع الحرية في غزة، وهي من أجمل الأغاني.
كنا زغار من يومين
أغنية الإنسانية التعبة، والحنين إلى الزمن الجميل؛ فمن خلال الحوار الذكي بين العود والكمان، نشعر بالتعبير عن الحنين إلى الماضي ببراءة الأطفال والفتيان. وكم أحببنا تكرا الحوار الموسيقي الرقيق عندما كان يتكرر مع كل مقطع جديد. أما تنغيم الصوت، فهو هنا وفي أغان أخرى، سبب من أسباب الاستمتاع.
نقطف بلد من مشوار شو يعني لو قالوا صغار
ننط السور نسرق سبل
وكان للإعادة والتكرار جمال خاص في: زي الظل برافقنا الأمل.
الأغنية قمة في الإبداع، أغنية رائعة، تليق بالنشر في العالم العربي الذي يتوق لمثل هذا اللون الغنائي.
هنا إحساس عن البراءة:
اجرينا حفظوا الشوارع غيب والناس يا صاحب يا حبيب
وهنا شيء من العتاب، واختلاف الزمن:
وين كنا وين صرنا ليش يا عمر ع غفلة كبرنا
لسة شايلين الولد فينا كأن يا دوب من لحظة غفينا بالله يا عمر مهلك علينا
وهي أغنية فيها الفرح والحب، وفيها الحسرة والحزن على الطفولة الضائعة.
يا جبل
أغنية الألم. وفيها حيوية المدّ: الواو والياء المشددة، والتبادل بينعما بمتعة، بوجود لهجة الجاف، وليس لهجة الهمز، كأنها موال قروي او بدوي، وكان لوجود الألف المطلقة أثر في التعبير عن التأوه، وكان اللحن يحاكي الكلام..
يا جبل زاحوا الزمن من محلو حرمن ضحكاتي ودمعاتي حلو
يا جبل ساقو الغيم على عيني دمعاتي جراية ما بينك وبيني
وقد قرن الشاعر الجبل بالزمن والغيم والفكر والصخر والليل بين الرجاء والأمل والحزن، حيث أن الوصل بين المحبين سيأتي بالفرح.
لو يوم طليتو قلبي يفتح بيتو
قولي بحبك
أغنية جميلة عن روعة الحب، حتى وإن كان مغلفا بالحزن. عبارات الأغنية طويلة، استلزمت نفسا غنائيا طويلا، قاد الكمان والإيقاع تلك الجمل الغنائية.
وقد لاحظنا مستويين من اللحن، الأول موسيقي، والثاني توظيف صوت ريم تلحمي موسيقيا (سنين ونسنين).
لقد انسجم اللحن مع الكلمات مع الغناء:
جف الندى من عروقي وغطى الليل على شروقي
بنت بضفاير وبقلب طاير
أما التقطيع الغنائي فكان في:
كأني أول مرة بحس وجنبي الكون بيحكي همس
وتكرار العبارة السابقة أضفى حيوية على الأغنية.
أما المزاوجة بين السين والشين فقد منح الأغنية-النص الشعري صفة الهمس الرقيق:
بوشوشني بيعيشني
وهي تعكس حالة حب وعشق وفرح وتجاوز الألم والذهاب إلى النهاية في هذه الحالة.
خطي
أغنية التحدي المغلف بحزن ومرارة. حضر الكمان والقانون والعود، أما الحضور المميز فكان للناي:
خلي شراعك العالي عالي وعمرو ما يوطي
نامي في دفا عيوني
يحنن قسوة العتمة يكتب ع الصبح كلمة
من صدري كتبت وراق ومن دمي حبر خطي
أما الخاتمة فكانت موسيقية معبرة..معمق للشعور.
ميّزة هذه الأغنية هو تكرار الجملة الأخيرة، والتي يعطي فيها الملحن مساحة للجمهور، وكأنه يتخيل ردود فعل المستمعين في العرض الحيّ، وحاجتهم إلى الغناء في لحظات أو أجزاء معينة من اللحن (على خطي على شطي).
قال الفجر للناي
قال الفجر للناي صوتك بصحيني
لا تفارق من حذاي لليل يمحيني
بصحبة الكمان والقانون والإيقاع، المكرر بين الفقرات، أضفى جمالا وعمقا في اللحن، ومعرفة خبيرة بالأذن العربية والتراث الموسيقي الشرقي.
صوتك فرات ونيل ع ورد النغم ساحو
تحسّ في هذه الأغنية بالجملة التقليدية الطويلة، حيث يبدأ اللحن في نقطة معينة ويتصاعد ويرجع إلى نقطة البداية نفسها، وكأنه جملة واحدة غير منفصلة، وهذا شكل تعقيدا غير بسيط، لكن لا تكاد تحسّ به، حيث يمرّ مثل النسيم وكأنه لحن بسيط يمكن لأي ملحن القيام به.
لقد قضينا وقتا ممتعا مثيرا للمشاعر والأفكار، ونعيش أجواء شجن ترنو للأمل، عبّر عنها باقتدار الموسيقار سعيد مراد، وأبدعت في غنائها ريم تلحمي، وأثار إنسانيتنا الشاعر خالد جمعة.
خيرة العازفين: سعيد مراد: كولة وإيقاعات، مهران مرعب قانون، وسام مراد عود، مراد خوري كمان، أمين أطرش درمز، بثينا الزبيدي تشيللو، أدهم درويش جيتار باص. أما مهندس الصوت فكان عصام مراد.