الذين .. يحترمون الحزن

    • الذين .. يحترمون الحزن

      قلة أولئك الذين يحترمون الحزن الساكن في العيون .. ونتساءل كثيراً .. إذا ضمك مجلس .. كنت الحزين الذي أطبقت عليه أوجاع الدنيا ونزلت به معسرات الأمور ..
      هل يا ترى على من حولك أن يتبتلوا لحزنك ويتواكف خشوعهم وصمتهم أمام جلال حزنك والملك ..
      أم هم ليسوا مطالبين بذلك فيفرحوا ويأخذهم معترك الحديث إلى أنهم قد يتناسوا وجودك .. بل تضيع من فرط اسنجامهم حبات دموعك الساقطة على أرضية عارية .. لا يتلقفها انصاتهم ولا تقديرهم لوجعك الذي يحتل تجاويف روحك .. كل من حولك يشده الف خيط وخيط ليغزل الأحاديث من أفواه .. أما أنها امتزجت من الحزن فما عادت تدركه .. وأما أن الحزن ما ألقى رواسيه في مد وجزر طوفان حياتهم ..
      وتظل حائراً .. لـه تسكتهم لأنهم لا يحترموا حزنك أن تصمت وتمارس الهواجس المميتة التي تعصف بك في توارد ما رحل أمام كل المواقف التي عذبك الحزن فيها وأقلقك الألم .. ؟
      أم تترك ذاك وذا .. ولابد أن تدخل معهم في أحاديث شتى وتلقي بدائرة حيرتك ووجعك وتتناسى ما أنت فيه .. وهذا جد صعب .. لأنك لا تستطيع الانفكاك مما هو يحيط بك ..
      وتقف أمام ثنائية متشابكة من الملوم هنا أنت .. الذي لا تستطيع هذا الحزن أم أؤلئك الذين ما أقاموا وزناً لحزنك ..
      وأعتقد أن الملوم .. هنا.. أنت .. وهم .. وهم ... وهم
      ** نبض ...
      ذات إبداع قال ابن المقفع " واتق الفرح عند المحزون ، وأعلم أنه يحقد على المنطلق ويشكر للمكتئب" .
      ولم يكذب ابن المقفع بل كان رائعاً في وصف كلماته في صدقه في عبارته المرسومة التي جابت به في عمق الشخصية وجعلته يهدي لنا استنتاجات .. واقعة ..