*****
هـناك وراء الروابي وقفت على السفح أعتصر الذكريات
أحدق فـي كـــل شيء أراه وأذكـر بالعـتب فعل الحــياة
هــنا كـان منكأ لي على ريـــاض بهــا تـصدح الأغنيـــات
تأملت ذلك الملاذ الجميل من الشوق ساحاته موحشات
رأيــت الفـراشات فوق الزهور تسائل أسرابهـا هامسـات
من حولها قد رأيت الطيور تحدق في الروض مستفسرات
رأتنـي وحيـدا كسيـر الفـؤاد أجر الخطى في سراب الفلاة
وكــنت اذا مــا أتــاني الـربيـع أتتنـي عرائسـه المـوحـيــات
تســر بـايحــائهـا في خفـوت وتـخطـر من زهوهـا منشدات
وتـبسـم لي غــامزات بمــا يـفسـر لي الــجمل الـمبهمــات
فـأطرق حيث الــمعـاني تجــول بصـدري وأخرجهـا همهمات
وأســكبهــا نـغمــا حــالـمــــا فـتنشـده في الــربيع الــرعــاة
وتـزفـره الــطـيـر عـند الـصبــاح حـنينــا من الـمهج الــذائبات
تـمــر الـليالـي وتـمضـي الــفصول وتـصبح أيـامنـا ذكـريــات
نــود زمـــان الـهوى لو يـعود وهيهـات يـرجع مــا كـــان فات
أيـــا مـعبــد الـشعر أين الـحسان وأين الرحيق واين السقاة؟
أراك بـلا سـامر مـوحشــا يـطاردك الـصمت في الامـسيــات
تـفــرق عـن منتـداك الـرفــاق وراحت عـرائسـك الـملهمـــات
أنــا الـيوم وحدي سـمير الـدموع أنـاجيـك بـالشوق والأمنيات
عسى الـدهر يـا منتداي الـحبيب يـجــدد أيــامنـا الــماضيــات !
فـتشرق شمس الـهوى في الـقلوب وتسعد أيـامنا المقبلات !!
*****_*****