الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 2 )

    • الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 2 )

      [h=3]و من صفات أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي و سماته أيضاً :[/h]يتنكرون للمعروف فلو اغدقت عليهم المليارات يتجاهلون ذلك و يقولون لم نرى خيرا قط
      و المنصف منهم يقول هذا واجب و اقل من القليل و يمنن بكسرة عيش اعطاها في سالف الأزمان حاج من بلده لا يخصه لفقراء الحرم من المتخلفين عن الحج و العمرة فمعروف أن أهل مكة و المدينة عندهم خدم منذ الجاهلية و يتنافسون في خدمة الحجاج و يعتبرونه شرف

      كلمة الشكر ممسوحة من قواميسهم فمهما اعطيتهم فلا تكاد تسمع منهم كلمة شكر و يقولون هل من مزيد و ينسون بأنه بالشكر تدوم النعم و تزداد و بكفرانها تزول
      يبالغون في الشكر لسيدهم فلو أعطاهم خطاب ناري يطيرون به نشوة و طربا و تراهم ينتفخون كالطبل الاجوف الذي تتحطم عليه مؤامرات الاعداء و المادة ترخص امام ذلك فأي شئ يعطيه لهم هو تفضل و كرم
      الحب الشديد للمادة و الحقد الشديد على الاغنياء وعلى رأسهم دول الخليج و خاصة السعودية ثم دول الغرب و الطعن فيهم في السر و طأطأة الرأس امامهم
      لديهم تخبط فكري كبير فتراهم يطلقون الاحكام المتطرفة القاسية التي تصيبهم في مقتل دون أن يدركوا معانيها و دلالاتها
      فمثلا يقولون عن نظام العمل في السعودية و دول الخليج نظام عبودية و ذل

      و رغم ذلك أكبر حلمهم الحصول على تأشيرة عمل لديهم و يدفعون كل ما يملكون من اجل الحصول عليها فهل رأيتم عاقل يشتري العبودية فالمعروف قديما شراء الحرية ؟؟؟
      و اذا ظفروا بها فيحرصون عليها اشد الحرص و أكبر مصيبة عندهم إذا تم إنهاء عقدهم و تسفيرهم
      فهل رأيتم عاقل يحزن على مفارقة نظام العبودية ؟؟؟
      و يقولون عن حكومات دول الخليج و الغرب بأنها عميلة و خائنة و متآمرة و معادية للاسلام و المسلمين ورغم ذلك يتركون بلدانهم ليعيشوا في ظل و تحت سلطة هذه الحكومات
      ولا يدركون بأن معنى كلامهم يدل على أن الذي يترك بلده ليعيش تحت سلطة من هذه صفاته هو أدنى مرتبة منهم و لا يعرفون بأن الذي يكون المال عنده أغلى من كرامته و دينه لا يحق له التحدث عن الحرية و الكرامة

      النظرة المادية للحياة و عقدة المؤامرة تجري في عروقهم مجرى الدم فيفسرون كل ما يجري في الكون بمنظور مادي بحت و من فعل المؤامرات فتراهم يتحدثون صباح مساء عن المؤامرات
      و يتجاهلون قوله تعالى ( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير ) و لم يقل و ما أصابكم من مصيبة فمن مؤامرة خارجية
      و قوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
      يقدسون القوة و المادة و السلطة فيهدرون كرامتهم و عزتهم امامهم فالمعاني و المبادئ لا قيمة لها سوى بالكلام
      ارخص شئ عندهم الدماء و الانسان و الكرامة و رغم ذلك فلا يخجلون من قول قطرة دم تعادل اموال دول الخليج فكلهم تناقض في تناقض
      نتيجة المبالغة في تقديس القوة و السلطة و ضعف الايمان فقد يصلون لحد تأليهها فيتصورون ان امريكا و الدول الغنية إلها من دون الله و العياذ بالله
      فكل ما يجري في الكون بأمرها فترفع من تشاء و تخفض من تشاء و تغني من تشاء و تفقر من تشاء و تضع من تشاء و تخلع من تشاء


      للموضوع تتمة
      الكاتب عبدالحق صادق
      المصدر :
      abdulhaksadek.blogspot.com/2013/02/4-2.html