كثيرون يعتقدون ان بكاء الرجل ضعف منه ,, و لكني اراه وسيله للراحه النفسيه,,

البعض يقول ان الرجل لابد ان تكون كرامته قويه بحيث يتماسك ولا يبكي امام
الاخرين .. ولا يضعف امام أي مشكله تواجهه..

و لكنهم يتانسون انه في النهايه انسان,,

أي انه كائن حي .. ويحتاج ان يعبر عن نفسه ومشاعره وينفس عن همومه...

و هذا يرجع الى البيئة و طبيعه تفكيرنا في مجتمعاتنا التي تعتبر الرجل الذي
يبكي كانه استسلم و تنازل عن مكانته وعرشه.

بكاء الرجل ليس ضعفا بل على العكس كون كبرياء الرجل سمح له بالبكاء,,
فهذا شيء جيد...

فالانسان مالم يبكي او يعبر عن حزنه فانه يكبت الكثير بداخله و البكاء وسيله
الى الراحه او الارتياح النفسي...

المرأة اكثر بكاء من الرجل..( هذا الشيء مو مختلفين فيه) لكن هناك مواقف لا
تفرق بين المرأة والرجل مثل وفاة والدية ,، اقاربة ,, احد اصدقائة ,, والبعد عن
الاهل فتره طويلة .

برأيكم هل هذه الامور لاتستحق دمعة الرجل.. ! ؟؟؟؟

وماذا يعني لكم البكاء وهل تراه يخدش الرجولة ؟ ؟؟؟
__________________

الشكر للاخوة الكرام على ردودهم التي أضفت للموضوع أبعادا أخرى

الانسان في هذه الدنيا معرض في حياته بأن يمر بلحظات أليمة ومواقف شديدة ومؤثرة في النفس، فمهما أوتي من قوة، ومهما يحمله في داخله من كبرياء الروح وشدة الجبروت لابد أن يتوقف عند هذه اللحظات وهذه المواقف وتجبره نفسه بالبكاء.. وكما هو معروف فإن بكاء الرجل صعب جدا للغاية فهو القادر على تحمل الصعاب والشدائد.. وهو من يحمي الضعيف ومن يساعد المظلوم ومن يتحمل مشاق الحياة المختلفة ويواجه الصعوبات بمعنى الرجولة.. لذلك من الصعب بكاؤه، عكس المرأة التي يكون بكاؤها سهلا للغاية فهي انسان رقيق المشاعر ورهيف الحس وتمتلك عاطفة شفافة بطبيعة الحال وهذه حكمة الله - عز وجل - في خلقه.
وقبل بكاء الانسان لأي اسباب ناتجة في حياته - لا سمح الله - تكون العين قد فارقت لذة المنام والخاطر أصابه الهيام والنفس لازمها الوجام والآلام، بعد ذلك يتم الافراج عن دموع العين والتعبير عما يجول في الصدور ويدور في العقول بأجمل المشاعر وأصدق الأحاسيس كما قال محيسن المشعلي:

البارحة ما أمسيت بد البواريح

وصبي عيني ما يوقف هميله

عيني تراعي للنجوم المدابيح

لا غاب نجم ذاك يظهر بديله

ياونتي ياخوك خطر اني اطيح

مثل الخريش اللي عثر في شليله

ياليتني عقب التصبار ما صيح

صيحة عميل بايقن به عميله

وعادة تكون الأسباب من أحداث الدهر وتقلبات الزمان وتغيرات الحال وشدة لوعة الفراق والتوجد على الأحبة عند فقدهم.. والشاعر عرف منذ قديم العصور برقة المشاعر وصدق الأحاسيس المتوهجة كما قال الشيخ مشعان بن هذال حينما توجد على فراق زوجته في هذه الأبيات فقال:

يابوثمان واضحات مغاتير

غرو يغذي بالشمطري قرونه

بيني وبينه فرقتنا المقادير

كم واحد بيديه يطرف عيونه

وجدي عليهم وجد من طاح بالبير

خم الرشا وحال أزرق الجم دونه

أو وجد من صكوا عليه المشاهير

أزروا هل العادات لا يظهرونه

وفي مجتمعنا العربي لا قبول لدموع الرجال وإن كان ذلك ليس عيبا ولا ضعفا بل يدل على صدق المشاعر والتعاطف مع بعض المواقف الانسانية المحزنة.. والبكاء نوعان فهناك بكاء الحزن وهو الناتج عن فقد الأحبة أو كثرة الهموم والانفعالات الشديدة، وهناك ايضا بكاء الفرح وينتج عندما لا يتمالك الانسان كبت مشاعره عند حدوث نشوة الفرح فتنسكب الدموع.. والشعراء بطبيعة الحال بكاؤهم في الغالب بكاء الحزن والحسرة والألم والتوجد كما قال الفارس شالح بن هدلان في هذه الأبيات التالية بعد أن جاشت عاطفته بالبكاء على فقد أخيه الذي رثاه بدموع تساقطت بقطرات من دم قلبه:

أمس الضحى عديت روس الطويلات

وهيضت في راس الجحا ما طرالي

وتسابقن دموع عيني غزيرات

وصفقت بالكف اليمين الشمالي

وجريت من خافي المعاليق ونات

والقلب من بين الصناديق جالي

انا كنت أعتبر من سنوات ان الرجل الذي يبكي ضعيف وهذا كان رأيي في بداية فهمي للحياه ، الان تغيرت نظرتي للرجل الذي يبكي ، لأن الرجل الذي لايبكي لا اعتبره إنسان يملك مشاعر وأحاسيس ولكني أعتبره حجر ليس له قلب ينبض 0 ولكن هذا لا يعني انه يبكي على كل شئ فهذا شئ مخالف لطبيعه الرجل الذي يتحمل أكثر من المرأه0
وبالفعل دموع الرجال عزيزة جدا لأن الرجل لا يبكي إلا على أشياء كبيره جدا 0 يمكن من الأشياء التي تجعل الرجل يبكي وهذا متأكده منه هو وفاة أمه وقتها يتحول الرجل الذي عهدته طوال حياته كالصخر إلى طفل صغير لا يخجل من البكاء أمام الجميع 0 ولكني لا اعطي الحق للرجل بأن يبكي على كل شئ فالمرأه لاتحتاج إلى شخص ضعيف يسبقها بالبكاء عند أي موقف ولكنها تحتاج إلى رجل متماسك قوي قادر على مساعدتها عند لحظات بكائها الكثيره بالنسبه أليه0

أخي الكريم كارلوس أشكر مداخلتك الهادفة وأتمنى أن أوفق في الاجابة لاسئلتك.
بصراحة لا أجد دموع الرجل لزوجته أو حبيبة عمره ضعفا أو استسلاما بل على العكس أجده رجلا يستحق كل التقدير والاحترام فدموعه الغالية لم تنزل لاي شخص أو لاي موقف فكم جميل أن يتنازل عن كبريائه في سبيل اصلاح موقفه مع زوجته او مع انسان عزيز عليه .
فهناك اناس تمنعهم عزة أنفسهم من مجرد كلمة اعتذار او دموع ندم لدرجة انهم قد يخسرون من يحبون فلماذا لا ننظر الى الوراء ونعيد حساباتنا فهناك اناس يستحقون دموعنا فعلا .
ليس البكاء دائما يكون مصحوبا بالدموع او الاصوات المعتاده ولكن هناك بكاء صامت قد لا يلا حظه الاخرين وهذا البكاء يكون اثره بالنفس اعمق . كثير من الرجال تعز عليهم دموعهم فلا تطاوعهم مقلهم بذرف الدموع والكثير منهم يتمنى ان يبكي ولكنه لا يستطيع فهناك بكاء بدموع التماسيح وهناك بكاء بدون دموع.
قيل عن بكاء الرجل .. أنه لايبكي إلا نادراً وإذا بكى كانت دموعه دم !.