بسبب حضورها مباراة الريال .. الصحف الإنجليزية تتهم نوال المتوكل بالتحيز لملف مدريد...

    • بسبب حضورها مباراة الريال .. الصحف الإنجليزية تتهم نوال المتوكل بالتحيز لملف مدريد...


      اتهمت الصحف الانجليزية العداءة المغربية نوال المتوكل بأنها عبرت علانية على دعمها الكامل "كرئيسة لجنة التفتيش الأوليمبية" لمدينة مدريد الإسبانية حينما وافقت على لعب ضربة البداية فى مباراة ريال مدريد وإسبانيول برشلونة فى الليجا الإسبانية يوم السبت الماضي وهى المباراة التى انتهت بفوز "الريال" بأربعة أهداف نظيفة . وتتواجد نوال المتوكل بصفتها رئيسة لجنة التفتيش على المدن الأوروبية التى تتنافس على استضافة أولمبياد 2012 والتى يتنافس عليها كل من " باريس ولندن وموسكو ونيويورك". وعودة الى المباراة فقد أعطي الإسبان نوال المتوكل شرف ضربة البداية الشرفية قبل مباراة ريال مدريد وإسبانيول برشلونة فقذفت الكرة كأنها زين الدين زيدان، وبعد ذلك بدقائق سجل زيدان أحد أروع أهدافه في البطولة الإسبانية. بل أكثر من هذا. فخلال المباراة جلست العداءة المغربية سابقا نوال المتوكل في المنصة الشرفية لملعب سانتياجو بيرنابيو وفي المكان المخصص لكبار الضيوف. وتعد نوال المتوكل هي أو ل امرأة عربية فائزة بالميدالية الذهبية في الأوليمبياد خلال ألعاب لوس أنجلس 1984، وهي أول امرأة عربية تقذف رمية البداية في ملعب أسطوري مثل ملعب سانتياجو بيرنابيو المرعب. لكنها حين قذفت الكرة بيمينها ثم جلست بين رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريث وبين عمدة المدينة ألبرتو رويث جاياردون فإنها لم تفعل ذلك لأنها بطلة أوليمبية سابقة، ولا لأنها مغربية من أنصار ريال مدريد، ولا لأي شيء آخر سوى كونها ترأس لجنة التفتيش التابعة للجنة الأوليمبية الدولية التي زارت العاصمة الإسبانية من أجل إلقاء نظرة أخيرة على إمكانيات هذه المدينة من أجل استضافة الأوليمبياد سنة 2012. لكن أمام مدريد عقبات كثيرة. والعقبة الأولى هو أن أمامها منافسة شرسة من عواصم أوروبية أخرى أهمها العاصمة الفرنسية باريس، والبريطانية لندن، ثم نيويورك وموسكو. أما العقبة الثانية فهي أن نوال المتوكل, رئيسة لجنة التفتيش الأوليمبية، لم تخف تضامن المغرب مع العاصمة البريطانية لندن من أجل تنظيم الأوليمبياد في بداية العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين. صحيح أن هناك فرقا كبيرا بين مساندة المغرب لترشيح لندن وبين ترأس نوال المتوكل للجنة التفتيش، لكن الإسبان لم يهضموا كيف تصرح نوال المتوكل نفسها عن ذلك. والغريب أن تصريح نوال المتوكل تم قبل زيارة العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول للمغرب قبل بضعة أسابيع بعد سنوات عجاف في العلاقات بين البلدين. والأوساط الرياضية الإسبانية تنظر بقلق بالغ إلى إمكانية تصويت المغرب لفائدة العاصمة البريطانية لندن من أجل استضافة الألعاب الأوليمبية لسنة 2012، والعداءة المغربية السابقة أعلنت بصريح العبارة أن المغرب سيمنح صوته لفائدة لندن التي تعتبر المنافس القوي للعاصمة الإسبانية مدريد لاستضافة هذه المنافسات. وتلقفت وسائل الإعلام الإسبانية على نطاق واسع خبرا أوردته صحيفة "دايلي تلجراف" البريطانية قالت فيه إن العداءة المغربية نوال المتوكل عبرت علانية عن دعم المغرب لترشيح لندن. وكانت صحيفة "لاراثون" المقربة من اليمين الإسباني قالت إنه "لو صحت التصريحات المنسوبة إلى نوال المتوكل فإن تصرف جيراننا في الجنوب لن يكون لائقا على الإطلاق". وأضافت الصحيفة إن التصرف المغربي يعني أن شهر العسل بين المغرب وإسبانيا، والذي ابتدأ منذ وصول الاشتراكيين إلى الحكم آذار (مارس) الماضي، لم يعط النتائج المرجوة منه. وذكرت الصحيفة بفوز العداء المغربي هشام الكروج بأرفع جائزة في إسبانيا السنة الماضية وهي جائزة أمير أستورياس التي قالت إنها "خلقت الكثير من الحماس بين المغاربة والإسبان. وقالت الصحيفة إن العداءة المغربية السابقة وأول امرأة عربية حاصلة على الميدالية الذهبية في تاريخ الأوليمبياد سيكون لها ثقلها في هيئة التقييم باللجنة الأوليمبية الدولية وأنه من الممكن أن تلعب دورا كبيرا في ترجيح كفة العاصمة البريطانية على العاصمة الإسبانية مدريد. واعتبرت "لاراثون" أن التصرف المغربي، لو تم، فإنه يعتبر في حد ذاته مفاجأة كبيرة مادام أن إسبانيا كانت أول بلد أوروبي أعلن دعمه لملف ترشيح المغرب لاحتضان منافسات كأس العالم لسنة 2010 التي فازت بها أخيرا جنوب إفريقيا. وكان رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسي ماريا أثنار أول مسؤول أوروبي كبير يعلن دعمه لملف ترشيح المغرب لاحتضان المغرب مونديال 2010 خلال لقاء ودي جمعه بالوزير الأول المغربي ادريس جطو بضيعة المسؤول الإسباني بمدينة طليطلة على الرغم من التوتر الذي كانت تعرفه العلاقات بين البلدين. كما أن رئيس الحكومة الإسبانية السابق فليبي غونزاليث كان ضمن الوفد المغربي في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة جنيف السويسرية في 15 أيار (مايو) الماضي خلال عملية التصويت النهائية على البلد الذي سيحتضن مونديال 2010. وتتساءل الأوساط الرياضية الإسبانية إن كانت نوال المتوكل "تتحدث من منطق شخصي صرف أم أنها تلقت تعليمات بذلك من جهات عليا". يذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية عرفت تحسنا كبيرا بعد وصول الاشتراكيين إلى السلطة قبل عشرة أشهر ووصل التعاون الأمني بين البلدين تنسيقا غير مسبوق بعد تفجيرات 16 أيار (مايو) 2003 في الدار البيضاء وتفجيرات 11 آذار (مارس) في العاصمة الإسبانية مدريد. وعلى الرغم من أن اللجنة الإسبانية الداعمة لترشيح مدريد لاحتضان أوليمبياد 2012 لم تفصح عن رغبتها في وساطة إسبانية وازنة لدى المغرب، إلا أنها تتمنى أن تكون الزيارة التي قام بها العاهل الإسباني منتصف الشهر الماضي إلى المغرب مناسبة لكسب صوت المغرب لصالح مدريد. وفي كل الأحوال فإن الإسبان وضعوا السيدة نوال في أحسن مكان يمكن أن يجلس فيه ضيف عزيز عليهم، وهو المنصة الشرفية لملعب سانتياغو بيرنابيو. والأكثر من هذا أن فريق الريال أمطر شباك خصمه بأربعة أهداف خالصة لا لبس إلا في واحد منها يعتقد أن راوول سجله من حالة شرود. ويأمل الإسبان أن يرقّ قلب هذه المرأة المغربية، ليس فقط لكي تميل قليلا نحو ترشيح مدينة مدريد، بل وتصبح من أنصار الريال إذا كانت يوما من أنصار البارصا. وعموما فإن لجنة التفتيش خرجت بانطباعات جيدة عن مدريد وتفاءلت كثيرا بإمكانياتها الكبيرة من أجل استضافة الأوليمبياد. المشكلة أن الإسبان الذين تعودوا على تعليق الكثير من مشاكلهم بجارهم الجنوبي المغرب، ربما سيجدون في نوال المتوكل مشجبا جيدا لكي يعلقوا عليه خسارة مدريد في هذه المنافسات إذا لم تفز على منافسيها. وفي كل الأحوال على نوال المتوكل أن تستعد لكي ترد الكثير من التهم عن نفسها مستقبلا إذا خسرت مدريد. وعليها أن تشرح ثانيا للحكومة المغربية كيف يكون الاستعداد الحقيقي لاستضافة المنافسات العالمية والفرق بين استعداد مدريد لأوليمبياد 2012، واستعداد المغرب لمونديال 2010. كما على الحكومة المغربية أن تشرح للمغاربة أولا، وليس للإسبان، لماذا تركت مدريد المجاورة وصوتت للندن، مع أن إسبانيا صوتت بحماس لترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2010.
      منقول