"ضرورة الإصلاح في المجتمع" - almuharby

    • "ضرورة الإصلاح في المجتمع" - almuharby

      لا يصلح المجتمعاتشيء مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغية الإصلاح في المجتمع ؛لأن ضرورةالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المحرك الأساسي والحيوي في هذه الحياة ؛لأنالإصلاح هو ملح الحياة فبدون الصلاح لن ترقى أمتنا ولن تتقدم ؛ لأن المعاصي هي منتعطل الفطرة* في الحياة فينتج عن ذلكالركود الفكري والخُلقي في الحياة فيتدمر هذا المجتمع وينهار تدريجياً نحو الهاويةوالتعرض لغضب الله وعقوبته والعياذ بالله.
      من هذا المنطلقيجب علينا نحن أفراد المجتمع بمختلف أطيافنا أن نأمر بالخير وننهى عن كل ما هو شرلأجل المصلحة العامة ولكي تعود أمتنا ممتطية صهوة النصر والتقدم وفق كتاب اللهوسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه ،وذلك تحت مظلة "كلنا* رعاة وكلنا مسؤولون عن رعيتنا " إذاً فكلفرد مسؤول عن أبنائه وعن أخوته وزوجه وكافة أسرته بحكم موقعه في عائلته ،فعليه أنيأمر بالتي هي أحسن بالمودة والكلمة الطيبة لا بالزجر والتعنيف ولا بالقوة ولابالقسوة ؛لأن ديننا دينُ سماحة و وئام و العنف آخر حلوله كمثال الكي آخر العلاج .
      إن التكاتف بينابناء المجتمع في الإصلاح مطلبٌ أساسي لأن كل فرد هو ركن في خيمة الإصلاح لايستصغر دوره ابداً لأن القطرة هي سبب الفيضان و الشرارة هي سبب الحريق ،و أهم سلاحيحمله المصلح هو ان يكون قدوة فعّالة يقتدي به كل من يحتاج للإصلاح ففاقد الشيء لايعطيه و الأمر الآخر الذي يحتاجه المصلح هو الصبر في سبيل إصلاحه فالنتائج تحتاجلأعوام في سبيل الإصلاح .
      إن من الظواهرالسيئة و الخبيثة التي بدأت تطفو على سطح مجتمعنا و قد أتت بها ثقافات خارجة عنثقافاتنا ؛ لكي تطمس كل ما هو طيب في شبابنا و من هذه الخبائث هي تناول الأعشابالمسماة " بالتنباك "بمختلف انواعها التي تؤثر على العقل و الدم ليصبحالشاب مدمناً عبداً تحت هذه العشبة الخبيثة و ينتج عنه شاب مشلول فكرياً عاجزاً عننفع بلدهِ مُحطماً من كل الجوانب كارهاً لدراسته لذلك لا بد من التصدي لهذهالظاهرة المدمرة بالتنبيه لها و عن أخطارها على مستوى المجتمع و الفرد و قد قامتالمدارس مشكورة بدورٍ بارز للتنبيه على أخطار هذه الاضرار و تأثيراتها العقلية .
      و من الظواهرالمؤسفة في مجتمعنا هي إقبال فئة كبيرة من شبابنا على الذهاب إلى البنوك و الإقتراضمنها ليدخل في عالم الفوائد الربوية و يكون في حرب مع الله و الكل يعلم بأن هذهالحرب الخاسر فيها هو هذا الإنسان لا ريب و لا شك في هذا فأين قوتك انت أيها العبدأمام الله عزوجل !! نحن نعلم بأن الشباب سبب اندفاعه إلى قروض البنوك هو الزواج أوبناء منزل أو شراء سيارة وكلها أسباب فيها الخير له و لكن هناك حلول أخرى غيرالبنوك منها : الجمعيات الاهلية أو الاقتراض من الاخوة أوأن يقوم بتجميع مبلغ شهري من راتبه ، أن التعامل بالربا هو أفظع المعاصي التي تهددمجتمعاتنا الإسلامية و يزيدها فقراً و ذلاً و هوانا و كيف لا ؟! و هو حرب مع ملكالملوك ، و قد يتعرض ما تشتريه بالربا للخراب و الفساد و ربما الحوادث المميتة أوتفكك أسري بسبب الطلاق ؛ لأن الزواج بُني على الربا أو فساد الأبناء أو عدممنفعتهم لوالديهم و لا لأمتهم ، هذه ِ بعض النتائج الحرب مع الله و هي وخيمة لانتحمل أذاها .
      والزنا واللواط منأكبر الظواهر بشعاً عندما تحدثُ في مجتمعنا وإذا أجتمعت مع الربا فقد حل الوبالعلى القرية ،لأن الله عز وجل قد أمرنا بعدم التقرب إلى فاحشة الزنا وهنا حكمةنستخلصها من النهي ليس عن الوقوع في هذه الفاحشة وإنما عدم التقرب منها لما لها منآثار مدمرة في المجتمع ناهيك عن أختلاط النسب*والأحساس بالخوف وعدم الأمان وأنعدام الثقة بين الناس وأنتشار وكثرةاللقطاء في الأحياء لهو مؤشر وخيم وجب علينا التصدي له ومعالجته بالنصح والتعزيروقد يكون للعمالة الوافدة يدٌ في أنتشار رذيلة الزنا لذا وجب على ولي أمر العاملأن يراقبه بحذر وتفطن ؛لأن فئتهم فئة تنحدر نحو وحل الرذيلة ولا يهمهم حلالٌ وحرامويتحمل مجتمعنا كثرة هذه الآفة وتتشوه صورة المجتمع من مجتمع محافظ إلى مجتمع منحلشأنه كشأن المجتمعات الغربية.
      هذه بعض المشاكلالمؤرقة لمجتمعنا الإسلامي والتي وجب تكاتفنا جميعاً في صف واحد متحدين كالبنيانفي مواجهة الإنحلال الأخلاقي والذي لابد أن نقضي عليه في مهده قبل أن يكون يافعاًويتحول إلى وحش كاسر لا يبقي ولا يذر ،وأنا أعلم علم اليقين بأن الصلاح والخير كلالخير فينا وفي مجتمعنا ولكن لكي نكون على يقظة بما يدور تحت الرماد وبعيداً عنناظر الأهل والناس لكي لانندم على وقوع الفأس على الرأس فتكون ولات ساعة مندم .
      والله من وراءالقصد،،،